إدريس علي: أنا تعس وذاكرتي بيضاء ومفردات اللغة تسربت من رأسي منقول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2005, 10:50 PM

Ibrahim Adlan
<aIbrahim Adlan
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إدريس علي: أنا تعس وذاكرتي بيضاء ومفردات اللغة تسربت من رأسي منقول

    إدريس علي: أنا تعس وذاكرتي بيضاء ومفردات اللغة تسربت من رأسي
    محمد الحمامصي





    تمثل شخصية إدريس علي إنسانياً وإبداعياً أحد أبرز الوجوه السمراء في الحركة الثقافية المصرية، فإبداعاته من مجموعات قصصية أو روايات تتمتع بنسيج إنساني فريد ونادر تصوغه رؤية كاشفة وتملأه شخوص وأماكن وأحداث حميمية، وهذا ما جعلها تصدر في أكثر من طبعة وتشتبك مع الحركتين الإبداعية والنقدية اشتباكاً بناءً تارة وسلبياً تارة، وجميع هذه الأعمال يغوص في أحشاء النفس الإنسانية حين تتعرض للحرمان والقهر وتطرد من موطنها ليظل حلم العودة هاجساً لا تقوى على حمله، ومن مجموعاته القصصية (المبعدون) و(واحد ضد الجميع) و(وقائع غرق السفينة)، ومن رواياته (دنقلة) التي ترجمت إلى الإنكليزية وفازت بجائزة جامعة أركابنسو الأميركية و(انفجار جمجمة) التي فازت بجائزة أفضل رواية صدرت عام 1998 من معرض القاهرة الدولي للكتاب و(اللعب فوق جبال النوبة)، و(النوبي)... وقد بدأ أخيراً بكتابة سيرته الذاتية في قالب روائي صدر منها الجزء الأول عن دار ميريت بعنوان (تحت خط الفقر). مع الروائي النوبي المصري إدريس علي كان هذا الحوار الذي نتعرف فيه علي رؤاه وأفكاره في هذه المرحلة من رحلته الإبداعية...
    هل كان للأحداث التي وقعت في النوبة تأثير على كتاباتك الأولى وهل امتد التأثير على مجمل كتاباتك بعد ذلك؟
    ؟ عندما بدأت مشروعي الإبداعي كنت أعيش في القاهرة منذ عام 1950 وكنت نسيت النوبة التي جئت منها هارباً، ومخزوني منها لم يتعد سنوات الطفولة ولا كانت النوبة من همومي، وإنما عبرت في بداياتي عن الإنسان عموماً من خلال رؤية (جوركية) لأن مكسيم غوركي هو أستاذي الأول، أعني أنني عبرت عن هموم أهل القاهرة ولم تخطر النوبة علي بالي مطلقاً... لكن عندما قمت بزيارتي الأولى لقومي في بلاد النوبة الجديدة بعد بناء السد العالي، واكتشفت مدى البؤس الذي يعيش فيه أهلي وأحسست بالتقصير حيالهم وتساءلت لماذا لم أكتب عنهم حتى الآن؟ ما الذي يشغلني؟ خصوصاً عندما كانت أمي تحتضر وتهذي، ومن بين ما قالته لي: يا بني عندما أموت ادفنوني هناك، وكانت تعني النوبة الغارقة في قاع بحيرة ناصر، إلى هذه الدرجة ما زالت النوبة جغرافياً محمولة في وجدانهم، ففجرت في وجه الأمة رواية (دنقلة) كصرخة احتجاج على ما أصاب قومي عبر تاريخ طويل من النفي والاهمال والاحتواء، ودنقلة بالمناسبة مدينة في السودان وكانت آخر عاصمة لدولة النوبة المسيحية، نعم كانت دولة وحضارة عريقة، وبمجرد صدور الرواية ثارت حولها ضجة ثقافية هائلة مفتعلة، فقد اعتبرها البعض مناوئة للحركة النفسية للشعب المصري كله، ونعتها أحدهم بالثقافة السوداء، ووصل التطرف بآخر فوصم من يروجون لثقافة نوبية بالخيانة العظمى، ثم رفضوا مصطلح الأدب النوبي، لكن هذه الرياح العاتية لم تأت من الشمال فقط ولكن أيضاً من الجنوب، من الذين دافعت عنهم، فقد دخل قومي المعركة مطالبين بإهدار دمي، لكن الرواية كشفت عن المسكوت عنه في الواقع النوبي المعاصر، وقد جاءت الضجة التي أثيرت حول الرواية لصالحي، فقد أقيمت حولها ندوات مهمة من بينها ندوتا المجلس الأعلى للثقافة والجامعة الأميركية، فتنبه لها أحد المترجمين وترجمها للإنكليزية ودخل بها مسابقة جامعة أركابنسو وحصلنا معا على الجائزة الأولى...
    بعيداً عن أزمة التهجير والأحداث التي واكبتها... ما طبيعة الموروث الذي تختزنه ذاكرتك عن النوبة والحياة فيها وعلاقاتها وتقاليدها؟
    ؟ كل جماعات التخوم التي لها تماس مع النوبيين مثل العبابدة والبشارية والجعافرة وأهل السودان لها تقاليد وموروثات متشابهة مع فروق طفيفة هنا وهناك، وكلها تستمد قوتها من الشريعة الإسلامية والديانات القديمة، لكن إسلام النوبة هو إسلام التسامح والمحبة والتعاون ونبذ العنف، فبينما البشارية يحملون السيوف حتى الآن، وأهل الصعيد مدججون بالأسلحة لا توجد في النوبة هراوات ولا سيوف ولا بنادق، والنوبي عندما يهاجر للمدن يحمل في وجدانه هذه الطبيعة البسيطة التي يصفها أهل المدينة بالغفلة أو العبط، وقد دخلت المدينة بطيبتي وسماحتي ونوبيتي، فحدث الصدام بيني وبين أهلها خاصة في المناطق الشعبية، وصرت ذلك (الواحد ضد الجميع) عنوان مجموعة قصصية للكاتب وعلى هذه المفارقة مارست حروبي الأدبية، بل إن مشروعي الإبداعي كله وحتى الآن انطلق من هذه المنطقة الأخلاقية...
    وهل استثمرت هذا الموروث في أعمالك؟
    ؟ بالتأكيد ولكن بدرجة غير واضحة في أعمالي الأولى، لكنه ظهر بشكل واضح في المرحلة التالية أعني في روايات (دنقلة) و(النوبي) و(اللعب فوق جبال النوبة) وستبدو أكثر وضوحاً في الرواية الجديدة (إندو .. ماندو) يعنى هنا وهناك، والمقصود بين مصر والنوبة، وهي سيرة صريحة وجارحة تبين مدى المعاناة التي عشتها وشكلت في النهاية موهبتي...
    التهميش
    بعد تجليات الإبداع وحضور مجموعاتك القصصية ورواياتك في الساحة الإبداعية العربية... هل تغيرت الرؤية المتبادلة بينك وبين الساحة الإبداعية؟
    ؟ الذين يهبطون بالبراشوت على الساحة دائماً يواجهون بالشك والتهميش كالطبيعة الطاردة، وقد اقتحمت في الساحة بموهبتي وحدها بغير مساندة من جهة أو أصدقاء أو شلل، والموهبة وحدها ليست كافية لتثبيت أقدامك وسط هذه التكتلات العصابية، لأن مصر صارت لأبناء الناس ولم يعد هناك مكان لأولاد الفقراء مهما كانت مواهبهم، زمان كان بوسع فلاحة موهوبة أن تتصدر المجتمع مثل أم كلثوم وليس هذا ممكناً الآن، لدرجة أن البعض يتشككون في قيمتي ويتساءلون (هو مين اللي بيكتبلك) أو (معقول أنت اللي بتكتب الكلام دا) لسبب بعيد جدا عن الإبداع... لأنني أكتب جيداً ولا أجيد الحديث في أجهزة البث أو الندوات حيث أشعر بالخجل وأتعثر في النطق، وأحياناً لا تخرج الكلمات من حلقي...
    الجائزة
    تسيطر حالة من الخوف على أعمالك الروائية وشخصياتك وخاصة في رواية (انفجار جمجمة) وأعمال أخرى؟
    ؟ لقد تعرضت لبعض الممارسات الغبية في مواقع العمل ، فبينما كنت أتمتع بثقافة واستنارة وأكتب كانت ظروفي الحياتية مرتبكة وأمارس أعمالاً دنيا، مما وضعني في مواجهة مع تيارات التخلف والتعصب وضيق الأفق والإرهاب الديني أيضاً، وكنت أعاني من حرب ضروس مع صغار الموظفين والنفوس لمجرد أنني أتمتع بموهبة الكتابة عنهم وأنتقدهم، وكنت دائماً على وشك الوقوع في مصيدة هؤلاء بالتهم الملفقة، وقد تم هذا كله بعيداً عن أصدقائي من الكتاب وبعيداً عن الدولة الرسمية التي احتفت بي في أكثر من مناسبة، لكن في مصر دولة أخرى سرية تعمل في الظلام، ولديها قدرات وميليشيات ونفوذ، وتستطيع أن تنال من أي واحد وتخفيه بعيداً عن الأنظار جهاراً نهاراً مثلما حدث للصحفي رضا هلال...
    حدث الكثير من اللغط مع ترجمة رواية (دنقلة) وفوزك والمترجم بجائزة جامعة أركابنسو الأميركية... ما حقيقة الموقف من هذه الجائزة؟
    ؟ نفس هذه الجائزة حصل عليها من قبل كل من محمد عفيفي مطر وسحر توفيق، ولكن عندما وصلتني حدث (تلسين) على أساس أن رواية (دنقلة) وقع عليها هجوم من بعض الكتاب باعتبارها رواية انفصالية، وهذا كلام فارغ أرادوا به إزاحتي عن الساحة ووضعي في حالة اشتباك مع الأمن القومي، عموماً هذه الجائزة هي التي أعادت اكتشافي ومنحتني الثقة لأنهم في الدول المتحضرة يمنحون الجوائز لقيمة العمل لا لشهرة الكاتب التي قد تكون مزيفة كما يحدث عندنا...
    في روايتك (اللعب على جبال النوبة) ماذا أردت أن تقول ولماذا ربطها بالإرهاب؟
    ؟ زواج النوبي من قاهرية أو المدن الأخرى يسبب مشكلة غريبة للأجيال التالية، فالبنت التي لها أصول مشتركة مرفوضة في الجهتين، والأب يصمم علي زواجها من نوبي مع أنه سبب المشكلة في الأساسي، وقد أردت في الرواية توضيح المشكلة وعمل حوار ثقافي بين الشمال والجنوب، بين غادة القاهرية الأصل والثقافة وبين جدتها في النوبة التي تمثل الحرس القديم والجمود والتخلف، ولأن ثقافة الشمال عفية وقوية ومستقبلية فقد كان لغادة تأثير بالغ على بنات النوبة وثقافتهم الماضوية، أما ربطها بالإرهاب فمجرد ضرورة فنية اقتضتها عملية الفلاش باك...
    تبدو روايتك أو سيرتك الذاتية (تحت خط الفقر) مأساوية إلى حد غاية في الصعوبة... هل هذه كانت حياتك بالفعل؟
    ؟ في مسيرتي الحياتية تعرضت لشتى أنواع الاضطهاد، لا بسبب اللون أو العرق، إنما بسبب الفكر، في بلادنا لا يعرفون فضيلة الاختلاف ولا يؤمنون بقبول الآخر، فأنت مع أو ضد، مؤمن أو كافر، لقد كان وعيي أكبر من الأعمال التي مارستها، كنت دائماً وسط العامة وأنصاف المتعلمين، وكتاباتي كانت مصدر إزعاج لهم، لأني مارست كتابة الاشتباك مع الواقع وكشف المسكوت عنه وتعرية الواقع حتى وصل الغضب بأحدهم لدرجة محاولة تدميري بالمخدرات داخل نصف زجاجة كحول، وغيره كان يكلفني بأعمال مهينة من باب القتل المعنوي، ولهذا كنت أتقمص أبطال رواياتي، أبداً لم أكتب سوى ما عشته وعانيته...
    أعاني الآن من حالة غريبة، ذاكرتي بيضاء ومفردات اللغة تسربت من رأسي، كنت أحل أكبر مساحة من الكلمات المتقاطعة في اقل من نصف ساعة، الآن بدأت أتعثر، أنسى أسماء أصدقائي وأنسى موضع الأشياء، كنت على وشك كتابة الجزء الثالث من سيرتي، توقفت، عافت نفسي القراءة والكتابة، أهذه بوادر مرض الزهايمر أم حالة إحباط عارضة أم زحف شيخوخة؟!! أنا شخصياً حائر في تحليل الظاهرة وأشعر بأني تعس، تعس، لأن الكتابة تنقذني من وطأة الإحساس بالوحدة ومن الجنون...
    لماذا لم تحظ مجموعاتك القصصية بنفس الاهتمام الذي حظيت به أعمالك الروائية؟
    ؟ لا يحظى بالاهتمام أساساً سوى قلة من الكتاب وهم الذين يعملون في الصحف أو لهم علاقات بالصحافة الأدبية أو الذين لهم نفوذ في هذه الجهة الثقافية أو تلك والذين يلحون على النقاد أو ممن يرتبطون بشبكة علاقات، والأعلى صوتاً والكاتبات الجميلات وجيل الستينات ورواد الجريون، ولهذا تم تجاهل جيل كامل من الكتاب الجادين وأنت في الساحة وتعلم ذلك جيداً...
    ما هو تقييمك لحال الرواية العربية الآن هل هي مزدهرة ومتنوعة كما يروج أم أن ما يقال مجرد كلام أو لفت نظر؟
    ؟ أقول نعم مزدهرة من ناحية الكم أما الكيف فلا، عشرات بل مئات الأعمال ليس لها علاقة بالرواية كما أسسها نجيب محفوظ، ما هو مطروح الآن يدعو للأسف، خواطر وألعاب لغوية وسخافات وسطو تحت مسمى توارد الخواطر، وأحياناً مجرد ثرثرة لا طائل منها، وقد يرتفع صوت خافت معترضاً وفاضحاً مثل الناقد حامد أبو أحمد، لكنه في النهاية ليس أكثر من صوت واحد، وقد توقفت منذ فترة عن قراءة الأعمال الإبداعية حتى لا أبدد وقتي في هذا الهراءات وخسرت بسبب ذلك عشرات الأصدقاء، لأن القراءة بالنسبة لي متعة وليست طريحة أو مجاملة لصديق، وسيبقى نجيب محفوظ في القمة أمس واليوم وغداً...
    (القاهرة)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de