|
ثقافـــة الاعتذار...قوة وليس ضعفا
|
هذه الحياة نعيشها تغدق علينا بأيام سعيدة كما تمطرنا بأيام حزينة... نتعامل معها من خلال مشاعرنا... فرح ـ حزن ـ ضيق ـ محبة ـ كره ـ غضب... جميل أن نبقى على اتصال بما يجري داخلنا ولكن هل هذا يعطينا العذر بأن نتجاهل مشاعر الغير ... إن نجرح مشاعرهم أن نتعدى على حقوقهم .. أو أن ندوس على كرامتهم .. للأسف هذا ما يقوم به الكثير منا معتقدين بأننا مركز الحياة ... وعلى الآخرين أن يتحملوا ما يصدر عنا.. قد نخطي ولكن دائما لدينا الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك فتجدنا أبرع من يقدم الأعذار لا الاعتذار نحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار ولكننا أيضا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمة .. ضعفا إنقاصا للشخصية والمقام. :كأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير... فتجد الصديق ينصح الصديق الثاني بعد الاعتذار الى الاخر والمدير لا يعتذر للموظف لأن مركزه لا يسمح له بذلك .. وقس على ذلك الكثير من الحالات ... اليوم نجد بيننا من يدعي التمدن والحضارة باستخدام الكلمات الأجنبية . ولكن عندما يظهر الموقف الذي يحتاج منا ألي اعتذار حقيقي نرى تجاهلا.. وأحيانا للأسف نسمع ( أنا آسف) كلمتان لماذا نستصعب النطق بهما. لكمتان لو ننطقهما بصدق لذاب الغضب . ولداوينا قلبا مكسور أو كرامة مجروحة ... ولعادة المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة... كم يمر علينا من الإشكاليات التي تحل لو قدم اعتذار بسيط بدلا من تقديم الأعذار التي لا تراعي شعور الغير أو إطلاق الاتهامات للهروب من الموقف ... لماذا كل ذلك؟؟ ببساطه لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسؤولية تجاه تصرفاتنا لأن الغير هو من يخطي دائما ؟ بل في الكثير من الأحيان نرمي اللوم على الظروف .. على أي شماعة بشرط ألا تكون شماعتنا. إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية مكونه من ثلاث نقاط أساسية.. أن تشعر بالندم عما صدر منك .. أن تتحمل المسؤولية ... وأن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع ... لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل ( أنا آسف ولكن) وتبدأ بعرض الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تما بأنه خاطئ أو أن تقول ( أنا آسف لأنك لم تسمعني جيدا... هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه ما يجب أن تفعله . هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقه معترفا بالأذى الذي وقع على الآخر . وان يكون الاعتذار معبرا فما يخرج من القلب يصل إلى القلب. هناك نقطه مهمة ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر. أنت قمت با الاعتذار لا أنك تحملت مسؤولية تصرفاتك. ومن مهارات الاتصال الاجتماعي أن تتقبل الاعتذار بنفس طيبة. إذا لم نمتلك مهارات الاتصال خصوصا مهارات تقديم وتقبل الاعتذار وسوف يخسر الكثير من هذه العلاقات .. قد تكون داخل الأسرة والعلاقة بين الزملاء في العمل وبين الأصدقاء . فمن يريد أن يصبح وحيدا فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة وحيدا الذي لا يراه احد سواه... ومن يرد أن يعيش مع الناس يرتقي بهم لا عليهم فليتعلم فن الاعتذار . وكل عام وانتم بخير.......
نقلا عن منتدى ابقوتة عمر بشير http://www.abuguta.com/db/viewtopic.php?t=165&sid=55eb1...7a506e7323a46c998[/B]
|
|
|
|
|
|