|
ساهموا معي في شفاء هذا المريض
|
غريب هذا المرض الذي ليس له دواء في الصيدليات وليس له مواد تشريعية لتجريمه في معظم القوانين رغم تفشيه الشديد بين قطاعات واسعة من المجتمعات ورغم تضرر الكثيرين منه .... المرض يتخذ عدة مسميات وعدة أعراض ... الشوفينية هي أخطر وأفتك تلك الأعراض المرضية وهي عرض نجده عند الكثيرين الذين يحبون الظهور بمناسبة وبغير مناسبة ليبقوا دائما تحت دائرة الإهتمام والأضواء ومستعدون لمهاترة ومحاربة وتقليل شأن كل من يشعرون مجرد شعور بأنه سيأخذ ولو قسطا من الإهتمام ينافسهم فيه حتى لو لم يكن خاويا من الداخل مثلهم ... وبعض هؤلاء المرضى النفسيين تجتمع عندهم مع الشوفينية مقدرات مالية فيبقون أخطر على أنفسهم والآخرين ويحاولون سد الفجوة القصورية والنقص اللامتناهي في أعماقهم بالبذل والمنع ومحاولات الإخضاع المختلفة التي يلعب المال فيها دورا رئيسا .. وتثور ثائرتهم ويقتلهم الغيظ ويموتون آلاف المرات حينما يجدون عفيف نفس لاتخضعه وتشتريه كل مظاهر السلطة والثروة والجاه الذي يحاولون عبره تكوين أصول لهم وجذور وصداقات . في العمل الإجتماعي نجد هؤلاء المرضى من مقتحميه ذلك لما يوفره لهم من فرص شهروية تعطيهم المناصب المكملة لعقد النقص فيهم فتجدهم على الوام من الحريصين على التسلّط والتصرفات الفردية ومحاولات نسب أفعال الغير وأفعالهم لأنفسهم ويتهومون بأن الآخرين واجب عليهم العمل في خدمتهم والتسبيح بحمدهم مهما كان شأن هؤلاء الآخرين .. وهو ما يوقع هذه الفئة في مشاكل كثيرة لأنهم غالبا يعجزون عن القراءات الصحيحة لدرجات الآخرين ومكاناتهم . المراءاة عرضا آخر من الأعراض المرضية التي تتحلى بها هذه الفئة حيث تجدها في كل موقع تسد نقصها الداخلي بتذييل اسمها بالألقاب الإجتماعية المختلفة كرئيس ... أو مدير .... أو ماجستير أو دكتوراة .... كما تحاول الشخصية المريضة أن تنسب لها الفضل في أي عمل ناجح أو أي تجربة تحس احترام الآخرين لها وهي في سبيل ذلك قوية العداء وأكثر قدرة على طمس إنجازات الآخرين بل والإساءة لهم لأي سبب . من الأعراض الخطيرة التي تصيب المريض بهذا المرض أنه يحاول صنع علاقات شوفينية مع من يحس بأنهم معروفون أو من المشاهير ليكمل بهم جانب النقص رغم عدم توازن تلك العلاقات مهنيا وفكريا ورغم أن هذه العلاقات كثيرا ما تكون في غيابه مصدر ضيق وشكوى وتندر من أطرافها الأخرى بسبب العديد من العوامل التي يصعب عليه إدراكها المرحلة المستعصية لهذا المرض الخبيث هي مرحلة الحسد الذي هو أول جريمة على سطح الأرض حين حسد إبليس آدم فتتبعه حتى أنزله من الجنان .. وحينما حسد قابيل هابيل وغار من تقبل الله لصدقته فقتله .. وهذا العرض يجعله ثائر منفعل في الداخل يتعطش للتدمير وهو غير قادر . الأعراض كثيرة متعددة ولكن كيف هو العلاج ؟؟ أول خطوات العلاج هي الصدق مع الذات وإجلاس النفس على كرسي تحليلي ساخن ... الخطوة الثانية التقرب إلى الله ومعرفة معاني إنسانية الإنسان ... الخطوة الثالثة معرفة أقدار الآخرين والتعامل معهم على أساس القدر ..أما بقية الأعراض والخطوات الناجعة للعلاج فأفيدوا يابورداب كل مريض بهذا المرض عن كيفيتها فعسى الله أن يفتح بكم قلوبا غلفا ويسمع آذانا صماء ويبصر عيونا عمية ... والسلام ختام
|
|
|
|
|
|