|
الى دكين .......... ( اولاد جبون ) !
|
يا جماعة رمضان كريم ... تصومو وتفطرو على خير ... الكتابة اليوم ستكون مطلوقة السراح من ساس يسوس ... حنك اولاد حلة ... العزوزاب ... الدباسين ... ودعجيب ... حاج ادم (المحطة ) ...شارع النص ... شارع (القيامة ) ...فريق الكواكب والنجوم ... طارق مصطفى والحلبى (دفدلى ) .. ناس فريق الشعلة كومى و(عوض شعلة ) ... وعثمان (لفت ) .. ناس السهام وحلة (العتارسة ) ال همت ... من نواحى بدين ... فضل كرفوس ... موسى يونس (موسى كنانى ) ونصر الدين شتيوى ... والحاج عبد العزيز كنة ... العزوزاب .. المدرسة و(استاذ شونا ) ..العزوزاب ... ياسر نيجيرى ودكين ... والفاتح سودانى ومعاوية مرزوق و(حاج احمد ) ... حلة السكة حديد .. اولاد جبون ... طه كوكو وحسين التوم .... دكين امس مساء كنت هناك ... نزلت ومشيت راجلا من تلقاء (لفة الذخيرة ) ويممت تجاه الجنوب .. محاذيا شريط السكة حديد ... جيت جنب بيت ناس (ضياء الدين ) ... متذكر ضياء الدين ... ذاك السودانى المليح والذكى ...ومررت بجوار حى ناس (هشام كدكو ) وياسر ... وعصام .... وياسر نيجيرى ... وسرت حتى وقفت امام منزل ناس ياسر مصطفى ومصطفى قرشى ... وامامى (ميدان الكواكب ) وخلفه تشخص منازل محطة السكة حديد ... النسيم المسائى البارد يمسح وجهى فينعش ذاكرتى ... اولاد جبون ... و(على كلوب ) بحذائه الابيض الشهير وكدارة (البلاستيك ) المعروفة باسم (الكلوب ) ... وهى لمن لا يدرك كنهة (الكولوب ) حذاء رياضى من البلاسيتك شاع فى منتصف الثمانيات وكان رخيص السعر وكان حذاء رياضيا (كدارة ) بارزة الاسنان (الكدايس ) واشتهر (على) بارتداء احداها والحق ان الرجل لم يكن ماهرا فى لعب الكرة لكنه كان ويا للعجب يحرز الاهداف ويلعب بطريقة فيها كثير من الطرافة .. اولاد جبون هؤلاء فصل ممتع من القصص والحكايا ومعهم وفى زمرتهم (حسن وحسين ) تؤامين الاول كان هادئا رزينا واما الاخر فكان مشاغبا وعنيفا عرفناه باسم حسين (كرشو ) وكعادة اهل زماننا ذلك فقد كانت هناك عصابات لصبية وصغار الاحياء وكان لاولاد جبون عصابة وحزمة صبية يذيقون الاخرون مرارات الضرب والركل والمطاردة ... ... تذكرت كل ذلك وانا اعبر بتلكم البقاع ووتلكم الازقة والشوارع وقد ران عليها هدوء عجيب ... اين ذلك من ضجيج ايام زمان ... مشاجرات شارع القيامة - وسمى بذلك لانه كان شارع من المعتاد ان تصطدم فيه بسكير مترنح او مشاجرة دامية لا ينقصها سوى التوثيق فى ملحمة الحرافيش المصرية - ومضيت سائرا حتى وقفت فى ميدان (السهام ) ... وتذكرت رياض ادريس ومنور .. وختمى ... وملوال ... وحسن حليمة .. وسمير بطة ... عيييييييييييييك وين الناس دى هسة ... ولما كان ميدان السهام بجوار المقابر تشجعت ودلفت الى حافة المقابر .. سلام عليكم دار قوم مؤمنين .. انتم السابقون ونحن اللاحقون .. نسال الله لنا ولكم العافية ... ومسحت بعينى ظلام المقابر (مقابر الدباسين ) ... ودمعت حرى تقفز من عينى ... هيثم عابدين .. سلام عليك .. يا زميل الدراسة ويا رفيق الصبا ... يا ود الحله ... هيثم عابدين عثمان .. دكتور هيثم ... اول الاوائل على دفعتنا منذ عهد روضة (الحاجة بخيتة ) الى ان تاهل (طبيبا ) متميزا بين دفعته بجامعة الخرطوم والذى توفى فجاة ذات يوم لا يزال ماثلا امامى والناعى ينعى لى عبر الهاتف هيثم عابدين توفى ... ذعرت ... هممت بكلام لا اذكره ... ثم استرجعت ... ثم ارتددت للمغالطة .. ثم استرجعت ... وتسللت بين الجموع وجسده مسجى امامى ... وانظر اليه فلا املك الا الانكفاء على نفسى ومرارة فقدى ... وعمرى بنجه يشق نفسه بالبكاء ومحى الدين يسحق يهتز صارخا ... وهثيم عابدين يرقد فى سلام ... عاش مهذبا ... صامتا الا من ابتسامة سرعان ما يلملمها .. وقفت يا دكين وانا امسح المقابر ... قبل ان انصرف الى داخل (الحله ) ... من شاء بعد فليمت فعليك كنت احاذر ... دخلت من شارع (حاج عبد العزيز كنه ) .. هذا الدنقلاوى القح .. والسودانى الشهم ... كان مهابا لكنه كان حنونا ... اذكر واننا صغار ان بجوار منزله (الكبير ) بوسط الدباسيين تتواجد مجموعة من اشجار (النيم ) والتى كنا نتخذها فى اوقات الظهيرة مكانا للعب البلى والكرة هذا بخلاف ضجيج الصاعدين الى اعلى الشجيرات من اجل (الحمبك ) وفى رواية (الحمبص ) وفجاة تبرز عربة (عمك كنة ) وفى اقل من ثلاث ثوانى تتلاشى كل هذه الضجة حين يفر المقامرون فى (طره كتابة ) محملين بعلب البلى ناس عمودى وعزو وصلاح عفريته ... ويطلق (فتحى فلنكات ) ساقيه للريح ولا ينسى بالطبع ان يتابط اثناء فراره (الكفر ) الذى يفترض ان يعده ويملاه عبر (المنفاخ ) لدافورى العصر ومباراة حلتنا مع ناس اولاد حسين بالحى المجاور .. يفر الجميع .. وينزل صمت كالذى يسبق العواصف على المكان ... يتنفس الكبار فى المنازل المجاورة الصعداء فقد هدات الضجة وان لهم ان يحظو بقيلولة ... ساكنة .. يصل حاج عبد العزيز ... ينظر الى مخلفات لعب البلى ... ويفكك قوائم مرمى (حسن زيطة ) ولان الرجل رغم كبر سنه لا يزال يتمتع بذكاء ويعلم ان ثمة (اخرون ) لا يزالون (يلبدون ) فى اعالى الشجرة ... فيصيح الحاج عبد العزيز للعم (بابو ) صاحب دكان الحدادة المجاور لموقع هذه المعارك ( بابو هات كرسى يا بنى ) فيخرج احد العمال ويضع الكرسى ... وثلاثة من رفاقنا بالاعلى حبسوا انفاسهم وكتموها عن اى حركة ..ويجلس ... وفجاة ينكسر غصن باحد الفارين من عدالة الحاج كنة ويسقط ... دل .. (ميسرة) الشهير باسم (كمبوعة ) ... وكان اصغر ذاك الجيش من الصبية والصغار ... ميسرة يجد نفسه فجاة امام الحاج كنة - بكل جبروته وصيته وقوة شخصيته - ورغم ان السقطة كانت مدوية وموجعة بلا شك لكنه يحتسب ذلك وينظر مرعوبا الى الحاج كنة والذى لا يملك ازاء شكل (كمبوعة ) والخلعة التى غيرت ملامحه الا ان ينفجر ضاحكا ... يضحك حتى تسقط الدموع من عينيه ... فينحنى ويربت على ميسرة ... قوم ... انت كويس ... طيب خلاص يلا روح ... ثم يتلفت الي من هم بالاعلى ... انزلو يا قرود ... الله لا يريحكم ... ويدخل منزله ... وهو لا يزال يضحك دكين ... ساعود بعد الفاصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|