|
عثمان ميرغنى فى حديث المدينة: الانقاذ 2
|
حديث المدينة عثمان ميرغني
Email: [email protected] الإنقاذ ''تو''..!! لم يحبط الناس من كون الحكومة الجديدة مجرد كشف تنقلات لكوادر مستديمة بقدر ما لأن ذلك احتاج الى أكثر من سبعين يوما للوصول اليه .. فأحيانا لايبدو الفشل مشكلة في حد ذاته بقدر الجهد الذي انفق في الوصول اليه..
وربما لا يكون نهاية الدنيا أن يثبت للشعب ضيق المساحة التي يتحرك فيها الملعب السياسي .. لكن المحبط فعلا إذا بدأت الحكومة الجديدة عملها وكأنما طوت صفحة وفتحت أخرى بكل عنفوان العقلية القديمة .. أن يكتشف الناس أنه مجرد تحول من الإنقاذ إلى الإنقاذ ''تو'' بلا جديد .. حتى ألوان التعددية الحزبية التي يمكن أن تضفى على القرار قدرا جديدا من المراجعة والتجويد .. أن يكتشف الناس أنها مجرد بريق زائف لممارسة صورية.. تظل فيها حلقة القرار مجرد مطبخ صغير يردد صداه كورال كبير..
(12) مستشارا للرئيس .. ليس الرقم مشكلة في حد ذاته .. لكن المشكلة أنهم أختيروا أولا ثم يجري لاحقا البحث لهم عن المجالات الاستشارية التي سيوزعون عليها .. بمعنى صريح أن الأمر (توظيف) وتوفير فرص دستورية لا يشترط أنها مطلوبة في حد ذاتها .. والأدهى من ذلك كله السؤال الكبير .. هل هذه التجريدة من المستشارين حقا يستشارون ؟؟ هل من الأصل وظيفة (المستشار) بقدر اسمها فتعني وجود جهاز استشاري يوفر الخيارات الاستشارية المطلوبة لدعم القرار الرئاسي أم أنها مجرد ديكورات سياسية تستنزف موارد دافع الضرائب السوداني الفقير بلا مقابل.. ماهو التوصيف الرسمي الدقيق لوظيفة (المستشار برئاسة الجمهورية)؟؟ .. صحيح أن مستحقاته محددة بصورة قاطعة وسيجد من أول يوم سيارته وكل مطلوباته المالية في متناول يده ..لكن هل سيجد المستشار من أول يوم على طاولة مكتبه لائحة تبين له واجباته التي من أجلها يدفع المواطن المغلوب من حر مال فقره كل فواتير هذا المنصب ؟؟.. الله أعلم ..!!
الحكومة بتشكيلها الجديد نجحت في الحصول على أول نقاط النقمة الشعبية .. ولادة متعسرة أنجبت احباطا أعسر منها.. لكن مع هذا هناك فرصة وأمل .. أن تثبت الحكومة الجديدة للشعب أنها على قدر المرحلة .. وتنسى نفسها وتتذكر أولويات المواطن الحرجة . المواطن المنكوب بــأوزار غيره..
الأمر أكثر من عاجل .. ان تبعث الحكومة الجديدة باشارات عاجلة للشعب السوداني أنها جاءت بجديد يقف على رأس اولوياته المواطن .. خدمة المواطن الذي يدفع نفقات نجاح او فشل الحكومة .. ولن يتحقق ذلك إذا فكرت الحكومة الجديدة بذات العقلية القديمة أو إذا سارت على النهج القديم .. الذي كان المواطن فيه مجرد (ممول) تستحلبه الحكومة كل موارده .. تأخذ من رحيق حياته ويظل مع ذلك مجرد رقم .. رقم في (السجل المدني) الذي لا يعرف أحد متى ينتهي العمل فيه ..
وسط كل هذه المحبطات يلمع بريق مشرق .. تعيين الفريق محجوب حسن سعد مديرا عاما للشرطة .. وسأحدثكم عن سر هذا البريق ..!!
|
|
|
|
|
|