بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2005, 12:04 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن


    بت الجزار

    بدأت أفكر في الموضوع بصورة قاسية بعد أن تحرك البص مباشرة متجهاً نحو الخرطوم، الأفكار المظلمة تنتابني بين لحظة وأخرى لدرجة أنني تمنيت أن أجدها قد توفيت ولو في حادث سير، كنت لا اعرف كيف تلتقي أعيننا بعد أن حدث منها ما حدث، هل سينتابني ذلك الشعور الحلو الذي دائماً ما يسيطر عليّ وأنا أراها وهي تكبر يوماً بيوم وتزداد عقلاً وخبرة في الحياة وجمالا ويتجلى وجهها الأسود الحلو الناعم براءة، كنت حينها أحس كما لو أن كل خلية في جسدي تتجدد وأنني اكثر طمأنينة وأقرب للحياة مني إلى الموت، بالرغم من تقدم العمر وأمراضه الكثيرة.. واكثر ما يعذبني فكرة أنها خانتني، خانتني أنا بالذات، ولكني أيضا أفكر في الأمر من جانب آخر. من جانبي أنا .. لأنني ما كنت انظر لعلوية كامرأة أبدا، يبدو أنني أضعها في مكانة رجل ما فوق الأربعين كامل النضج ومستقيم السلوك.. أما أن تذهب علوية مع رجل غريب إلى خلوة وان يغويها أو يلمسها مجرد لمس..بكامل رضاها ودون أن تحس ولو بعقدة الذنب أو خيانة الثقة التي أعطيتها إياها ... وان ... لا ... أمر لا اصدقه كيف يتسنى لعلوية ابنتي أنا التي أنشأتها منشئاً سليماً وربيتها من مال حلال اكتسبته بعرق جبيني واودعت من اجلها مالاً في البنك تسحب منه لمصروفها كما شاءت ... أن تتزوج زواجا عرفيا.. أكون أنا آخر من يعلم، كل القرية تعرف ذلك، جميعهم.. جميعهم.. إلا أنا .. لماذا تجعلني صغيراً تافها أمام الناس وأنا ما يملأ عيني تراب الدنيا كلها... كيف تنظر إليّ... ماذا تقول... هل تنكر ذلك... أتبكى.. ربما، هي نفسها ضحية لذئب لا يرحم لقد قرأت كثيرا في الجرائد عن زواج الطالبات العرفي، ولكني أحلته إلي أسباب مادية، إطلاقاً لم أفكر لحظة في علوية.. أن تكون علوية واحدة من هولاء البنات المطلوقات كما كنت اسميهن، ومازلت، البنات اللائى عجزت أسرهن في توفير مصروفهن، أو تربيتهن تربية كريمة تكسبهن العفة أو ربطهن في البيوت.
    لم استشر أحدا في كيف أتصرف، لقد وضعت سنوات خبرتي الطويلة في العمل المدني والعسكري وتجاربي الحياتية ومخزوني المعرفي موضع التحدي.. فإذا لم أتمكن من عبور هذه المحنة وحدي بكل هذه المكتسبات فلا فائدة من الحياة التي عشتها. هذا التشجيع للنفس لم يمنع الضعف والانكسار الذي أحس به الآن والخوف.. نعم الخوف الحقيقي من إنني أقوم بفعل قد يحسب ضدي، بل قد يسئ إليّ والى أسرتي وآخرين غيري. في الحقيقة كنت مرتبكا عكس ما أبدو عليه في الظاهر، بحثت في جيوبي وجدت أنني أخذت ربطة من المال عشوائياً تحتوي على خمسمائة ألف جنيه سوداني، حسبتها مرتين، انقطعت دائرة البلاستيك التي تحيط بها. أدخلت المبلغ كله في الشنطة محتفظاً برباط البلاستيك المقطوع، اصدمت أصابعي بشيء صلب بالداخل..إنها السكينة الكبيرة، دخلت الشنطة نتيجة للاستعجال أو الإحساس الداخلي بأنني قد احتاج إليها، أو ربما دسها ليّ شخص فكر في الأمر بطريقة مختلفة، أخذت الهي نفسي بلعبة قديمة كنا نلعبها في طفولتنا مستخدماً رباط النقود المقطوع، كنت في حاجة لأي فعل يلهيني عن التفكير في علوية... عندما أجدها سأفكر في الحلول في ساعتها، لا احب ان يملي عليّ أحد رأيه، حتى ولو كان أخوها. في المقعد المجاور امرأة أربعينية غير متزوجة، طوال الطريق تقرأ مجلة حواء، يفوح منها عطر قوي، تسرق النظرات إلى لعبتي من وقت لآخر، وكنت اهتم بها، ولكنني اخفي ذلك بصورة جيدة كما أنني لا احب التحدث والونسات أثناء السفر، لان السفر هو فرصة جيدة لكي أخلو إلى نفسي دون أن يزعجني أحد، قد أنوم، النوم أيضا لا يتوفر في حياة سريعة ملآنة بالكد والجري وراء الرزق ولكن من اجل من؟
    - بتكلم معاي.
    - منو .. أنا ..آسف ..رأسي ملآن بالمشاغل وظاهر عليَ قاعد اكلم نفسي..معليش.. أزعجتك
    قالت وهي تلم ثوباً أنيقا إلى جسدها.
    - ولا يهمك الناس كلها مشغولة.
    حاولت النوم حتى لا أتكلم مثل المجنون وضعت رأسي على المقعد الأمامي، أغمضت عيني، أخذت أفكر: أين تكون علوية الآن.. في أي وضع.. في النوم نزلت عليَ ملائكة الأسئلة بجواب خطير.
    **
    نزلت عند الجامعة بعد أن أكد لي سائق التاكسي إنني سوف أجدها أو أجد صديقاتها في ذات المكان الذي أنزلني به وفعلاً وجدتها بسهولة ويسر، وربما هي التي وجدتني، حين رأتني من مسافة بعيدة وأنا أمر إمام الكافتيريا، هرولت نحوي ومعها صديقتان، وجدت نفسي دون شعور مني انظر أولا إلى بطنها، بصورة غير طبيعية، وربما لاحظن ذلك، علقت الصديقتان على إنني أبدو كما لو كنت أخا لعلوية وليس أبا، يشرن إلي مظهري الخارجي وما يتوهمنه من صغر السن، كن يتحدثن باستمرار، أسال نفسي أنا أيضا باستمرار، كم منهن متزوجة زواجاً عرفيا،ً كم منهن يدعرن، كم منهن عفيفات؟! عندما خلوت بعلوية، فاجأتها دون مواربة أو مراوغة،
    - انتي متزوجة زواج عرفي مش كدا؟!
    قالت وقد انهارت تماماً من هول المفاجأة،
    - عرفت!!
    - نعم..عرفت.
    وبحركة سريعة سقطت على رجلي، أخذت تبكي بصورة جعلتني أتعاطف معها، وربما اقف في صفها، إذا كنت اكثر صراحة أقول إنني لمت نفسي، بدأت لي طفلة في عهدها الأول، تجمعت بعض الطالبات، سألن إذا كان قد توفى أحد أفراد الأسرة أو إن هناك خبراً أسوأ.. ولكن لم نجب بشيء، طلبت منهن أن يتركننا سوياً لبعض الوقت، لم تستطع أن تقول شيئاً، كانت تنظر إلى الأرض وتبكي في صمت قلت لها،
    - انخدعت فيك يا علوية.. انخدعت؟1
    قالت بصوت مبحوح،
    - كنا حنعلن زواجاً قريب جداً ..ولكن كل شئ بإرادة ربنا..
    - القرية كلها تعرف.. ماعدا أنا فقط.. الجميع يضحك عليّ .
    سألتها ،
    - وين الزول دا؟
    **
    قالوا لي انه في الحصة الآن، بعد ربع ساعة يمكنني مقابلته، شربت الماء البارد جلس قربي خفير ثرثار، ما ترك شيئاً لم يسألني عنه، لم ينجدني منه سوى الجرس الذي، دق كمطرقة في رأسي، قال لي الخفير وهو يشير بفمه ويده وعينيه نحو أستاذ يمر أمامنا،
    - دا هو أستاذ سالم.
    فالتفت الأستاذ إلى ومضى ظاناً أنني أب لأحد التلاميذ، ولكن الخفير صاح فيه منادياً،
    - الزول دا من الصباح منتظرك.. يا أستاذ.
    طلب كرسي، جلس قربي في البرنده سأل ماء من اجلي، كانت يده ملآنة بالطباشير ويبدو مشغولاً جداً حيث تتحرك عيناه هنا وهناك بحثاً عن مفقود ما، كنت أحاول أن أجد ملمحاً فيه يدل على فعلته ولكنه كان شخصاً عادياً مثله مثل كل الناس، قدرت عمره وأخلاقياته وجزره العرقي أيضا.. قلت له معرفاً بنفسي.
    - أنا من قرية الدومات.. هل تعرف زول من القرية دي ؟
    فكر قليلاً ، قال
    - ..لا ..
    - علوية ..علوية..هي من قرية الدومات، علوية ما بتعرف علوية؟
    قال باستغراب،
    - علوية..منو؟
    - علوية إبراهيم عثمان وردان ..
    - آه ..نعم علوية البتدرس في كلية التربية، ايوه قاعدة تحضر العملي هنا عندنا في المدرسة .. في شعبة الرياضيات .. أنا رئيس الشعبة.
    قلت له،
    - بس!!
    قال،
    - تقصد شنو ؟
    - أنت متزوجها زواج عرفي مش كده..
    " قلت معتمداً الصدمة والمفاجأة كطريقة لها فائدة كبيرة في الحصول على اعتراف المجرمين"
    قام من الكرسي ثم جلس، قال للخفير الذي أرخى أذنيه واخذ يستمع للحوار بتلذذ تام،
    - امش من هنا .. امش شوف شغلك،
    ثم قال موجهاً كلامه لي،
    - ده كذب .. علاقتي بعلوية ذي علاقة كل المدرسة بيها ..لا زواج ولا غيرو.. أنا شخص محترم وأستاذ ..وما عندي وقت للهضربا البتهضربا دي ..أنت ذاتك منو ؟
    قلت له ببرود،
    - أنا إبراهيم وردان، لواء شرطة ،، بالمعاش،، اعمل في سعاية الماشية،، برضو بذبح،، بذبح باستمرار،، عندي جزارة صغيرة في البيت، في وقت الفراغ بشتغل مُعْراقي، عارف معراقي يعني شنو.. لحظة.
    أدخلت يدي في جيبي أخرجت ورقة بيضاء صغيرة مفتولة في حجم راس الإصبع الصغير في شكل إنسان،
    - ده أنت سالم علي عباس الوالدتك نفيسة جبرين العيش.
    هززت الشيء أمامه وقمت بوضعه في الشمس، كان يحملق في الشيء بتركيز واهتمام بالغ وبعد ثواني معدودات هرب الشيء من الشمس بتلقاء نفسه واستقر في الظل... كررت العملية ثلاث مرات، أخرجت خيطاً طويلاً من الشنطة النوع الذي يستخدم في صيد الأسماك، بالسكينة الكبيرة قطعت منه ما يقارب ربع المتر، أعدت السكينة في الشنطة، أحطت بالخيط عنق الشيء في شكل انشوطة، قلت له وهو ينظر في ذهول،
    - دا أنت سالم ود نفيسة.
    وقمت بجذب طرفي الانشوطة فمسك عنقه وصرخ في جنون، صرخة جمعت كل المدرسة في دقائق أحاطوا بنا، قلت له،
    - في خمسة ثواني فقط حاتموت.. اها عرفت معنى معراقي .
    قال بصوت مبحوح بينما يتصبب عرقاً.
    - كنت حاتزوجا علناً في الإجازة،
    انتبهت لكف تربت في كتفي وصوت وقور هادئ،
    - أنا مدير المدرسة..تعال يا حاج إبراهيم..تعال معي إلى المكتب.
    اخذ بيدي إلى مكتب فسيح تفوح منه رائحة الكتب وعبق الطباشير، أكد لي المدير انه يعلم بزواج سالم من ابنتي عرفياً، وهو منذ البداية ضد الفكرة، لكنه أيضا أثنى على سالم وخلقه القويم وانه رجل مسئول، قال بإمكانه أن يلعب مع البنت، لكنه فضل الزواج العرفي .. أكد لي انه سيلزم أستاذ سالم على إعلان زواجه والآن..وأضاف بحماس: إنه بمثابة ابني.
    **
    قال المدير وقد فرغنا من الاحتفال الصغير الذي أقيم في بيته إحتفاءاً بإعلان زواج ابنتي علوية للأستاذ سالم،
    - نحن الآن أصدقاء وأهل.. وأنا عندي طلب واحد منك يا حاج إبراهيم، طلب بسيط جداً .. !
    - شنو ..اطلب اي شئ بسيط أو غير بسيط.
    - عايز الموضوع بتاع العروق دا ..والله أنا عندي مشكلة في الدنيا مابيحلها إلا الشيء العندك دا ..الحلّ مشكلة بتك علوية..حايحل مشكلتى .
    قلت له،
    - أنا موافق، ولكن توعدني ما تحدث أي شخص كان، لما يدور من حديث بينا الآن.. وعد شرف
    قال،
    - أوعدك وعد شرف
    قلت له،
    - الموضوع بسيط، يحتاج إلى رباط بلاستيك النوع البيستخدم في ربط القروش، وورقة صغيرة مقوية وخيط متين، وأستاذ رياضيات جبان، ومدير مدرسة عندو مشكلة معقدة لا أكثر.

    يوليو2004

    **********************


    امراة من كمبو كديس

    امرأة من كمبو كديس

    في صباح قائظ من يوم خريفي، بينما كنت أتسكع في شوارع المدينة – كعادتي – منذ أن طُردت من وظيفتي للصالح العام قبل سنتين – سمعت صرّاخ أطفال وما يشبه التهليل والتكبير وأصوات نسوة تندفع إليَّ مع ريح السموم الصباحية، آتية من جهة تجمع سوق النوبة، كان نهيق حمير الأعراب القادمين من أطراف المدينة هو الصوت الوحيد المعتاد بين مظاهرة الأصوات تلك. هادئون كانوا دائماً رواد سوق النوبة، يساومون في هدوء وخبث وحنكة، يشترون ويبيعون في صمت وكأنهم يؤدون صلاة خاصة. نعم قد يسمع نداء موسي السَمِح الجزار بين الفينة والأخري،وقد تتشاجر بائعتان، و قد، لكن تهليل وتكبير وصراخ أطفال؟!، وكفرد أصيل في هذه المدينة أمتلك حساً تشكيكياً عميقاً هتف في:
    - إن هنالك شيئاً ما في سوق النوبة...
    وكما يتشمم كلب الصيد أثر الأرنب البريّ تشممت طريقي الي المكان.
    عزيزة – إبنة كلتوم بائعة العْرقِي – كنا نحن قطيع المثقفين نطلق عليها اخصائية العْرقِي – مرت امام وجهي كالطلقة الطائشة وهي تحمل – على كتفها – أخاها الصغير منتصر، غير عابئة بصرخاته المتقطعة المخنوقة بلعابه اللزّج والتي تثير الشفقة في قلب أقسى شرطي في العالم الثالث، كان أعجفا صغيرا،له عينان مستديرتان لامعتان كعيني سحلية.. أعرفها جيداً وأعرف أيضاً أنها عائدة من عند أمها كلتومة التي تبيع الكسرة. نهاراً بالسوق، فكان لزاماً على عزيزة أن تحمل منتصر الرضيع ثلاث مرات في اليوم الى أمها بالسوق لكي ترضعه رضعة الصباح، رضعة النهار، ورضعة الغداء، وتحرص كلتومة أشد الحرص بألا تفّوت على إبنها الصغير رضعة واحدة حتى لا يمرض مرض الصعّيد، ويموت. لأن منتصر كان نزقاً شقياً و هبّاش، فما كانت كلتومة ترغب في ابقاءه معها في السوق.
    صرخت فيها..
    - يا بت.. يا عزيزة..
    إلتفتت الي بسرعة رشقتني بنظرة عابرة وجدت في سعيها الي حيث تشاء، ولكني ومن خلال لمحتي الخاطفة لوجهها والتي لم تتعد الثلاثة ثوانٍ، رأيت بؤساً وألماً مكثفاً متقنطراً على وجهها الصغير الأملس، بؤساً لا يمكن اخفاؤه أو احتماله لدرجة أنني تيقنت في نفسي أنه لو قسّمنا هذا الحزن والبؤس على كل مشردي العالم لما وسعوه، وفي نظرتها السريعة كانت أسئلة – أيضاً – غامضة ومبهمة ومحيرة في نفس الوقت، جريت وراءها صارخاً:
    - يا بنت....
    أنا وأصدقائي من ابناء أعيان البلدة ومثقفيها، نفضل أن نسكر من عَرقِي بلح كلتومة وفي بيتها الصغير في كمبُو كديِس فهي امرأة أمينة صديقة حيث إنها لا تسرقنا – كما تفعل الحبشيات وكثير من بائعات العرقي – آخذة منا ثمن عَرقِي لم نشربه، عندما نثمل وتلعب الخمرة بعقولنا الصفراء – أو تغش العرقي بالسبرتو أو الماء أو غير ذلك من فنون السرقة.
    " إنني لا أُطعم أبنائي الحرام ".
    كما أنها كانت دائماً حافظة لأسرارنا وخبائث فضائحنا " أنا عن نفسي عندما أسكر أفقد مع وعيي وقاري واحترامي وأصبح حيواناً مثقفاً لا أكثر فقد أتبول في ملابسي وأتقيأ علي صدري، وإذا لم يحدث هذا أفشيت كل أسراري الأسرية وتحدثت عن أبي – ضابط المجلس – وقلت علانية ما يعرفه الناس عنه، وما لا يعرفونه بل أفشيت ما أعرف من خططه المستقبلية في سرقة التموين والجازولين.. الى آخر مآسي يومي وأسرتي.. " فكانت كلثومة – والحق يقال – تسمع بإهتمام ولكنهها لا تقول شيئاً، وكنا جميعاً نحترمها ونقدرها مثل أمهاتنا وبالتالي "عزيزة" كانت لنا أختاً صغرى..
    - يا بنت.... قفي..
    أمسكت بكمها القصير.. ودون أن تنظر الي قالت بصوت مبحوح تخالطه صرخات " منتصر " الحامضة المتدفقة تباعاً:
    - أمي..
    - أمي قبضوا عليها..
    - "...... "
    إذاً فهمت كل شئ وشعرت بأن الدينا أظلمت فجأة أمام عيني وأن شعري تحول الى دبابيس مسمومة توخزني في جلد رأسي،ولم استطع ان اقول او افعل لها شيئاً سوى زلق كفي من على كتفها الصغير المتعب، في برود تاركاً إياها تمضي لتذوب في بحر مآسيها ومحنتها و"منتصر" مبللا صدرها بلعابه اللزّج المُلبِّنْ يصليها بصرخاته وندائه المتواصل – بلثغته الحلوة الممتعة – رغم مآساة الموقف – لأمه " اتوما ".
    كثيراً ما كنت اخجل من نفسي عندما اجدني عاجزاً امام موقف ما، فاذا حدث ذلك بالامس لذهبت الى جلال الجميل القاضي ودار بيننا الحوار التالي:
    - صدر القرار منك ؟
    - كنت مجبراً … فانت تعرف لا شئ بأيدينا تماما ..
    - ولماذا كلتومة … فهي تعول اطفالاً وزوجها مقتول في الجنوب منذ سنوات.
    - لم يكن الامر بشأن كلتومة وحدها..
    ولكن حظها.. فلابد –كما تعرف – ان يكون هنالك ضحايا قالوا ان الوالي في زيارة جاسوسيّة في كل مكان. ويجب ان يعرف ان الناس هنا تعمل، تحارب الفساد الى آخر الاوهام كما ان كلتوم كانت تعلم بقرار التفتيش، لقد أخبرها "احمد صالح" ..
    - ولكنهم وجدوا عندها جالوناً من العرقي وثلاث زجاجات مليئة بعرقي البلح.
    - هذا تلفيق من الشرطة، فقد كانوا يخبئون هذه الأشياء في عربتهم.. فهم غالباً لا يجدون شيئاً عند هؤلاء النسوة..
    - وما العمل ؟
    - كالعادة نخفف الحكم ما امكن وبدلاً من السجن نضع الغرامة وصديقاتها يقمن بمساعدتها في الدفع كما يفعلن دائماً..
    - هذا ما كان يحدث إذا وقعت احدى " زبوناتنا " في قفص الشرطة، ولكن أين اليوم " جلال الجميل " ؟!
    - فإن القاضي الجديد لا يشرب العرقي ولكن – فقط – الويسكي " والانشا* " ويدعى مخالفة الله والتقوي، وبالتالي يصعب الوصول إليه حتى الآن على الأقل.
    جسدها النحيل المتعب يرقد على الكنبة في وسط سوق السبت وقد أهالوا عليه صفيحة من المياه ما تزال تقطر من جلبابها القطني الرخيص الى نهاية الجلد، ولو أنها لا تحفل بكتل البشر التي تحيط بها " مشفقة او شامتة " إلا أنها كانت تحاول إخفاء وجهها ما أمكن بين ساعديها وتحاول بقدر المستطاع وبجدية الا تصدر منها تنهيدة، آهة، صرخة ألم أو مجرد زفير مندفع قد يُخّيل للشرطيين القضاة او الجلاد، جمهور المتفرجين أنه توجع من وقع سوط " العنج* " الأسود المشرب بالقطران والذي يصلي ظهرها مشقاً مبرحاً ممزقاً لحميات فيه عجفاء بائسة.
    وعندما استطعت أن أجد لنفسي مكاناً أشاهد من خلاله ما يحدث كان الشاويش السمين يصرخ بغلظه..
    - ثمانية وثلاثين إإيه.. هوب..
    - تسعة وثلاثين.. إييه.. هوب..
    - أربعون.. إيييه.. آآه.. تماماً مولانا... أربعون جلدة..
    قال القاضي وعلى فمه ابتسامة صفراء قاسية محاولاً من خلالها ان يكون تقياً، عادلاً، محبوباً وحاسماً في نفس الوقت..
    - هيا قومي.. استغفري ربك الله واعلني توبتك.. توبة نصوحة امام الجميع..
    - نظرت إليه – كلتومة – نظرة فاحصة، عميقة – أحسست انها معتصرة من خلايا كبدها – ثم بصقت على الأرض بصاقاً دامياً مرّاً – واقسم ان جميع المتفرجين: الإعراب ذوو الجلاليب المسودة من الأوساخ والتي تفوح منها رائحة وَبر الجِّمال والحمِّير،وقطرانها وروثها بسياطهم وسيوفهم. الشماسة أبناء الشوارع المتشردين.
    أصحاب المتاجر – أغلقوا دكاكينهم مضحين بقدر من المبيعات كبير في سبيل ان يحضروا المحاكمة – الكلاب الضآلة الحذّرة المختبئة خلف العشب متجنبة أعين الناس، وغير الضآلة أيضاً.
    أسراب الحدأة والغربان والتي تضع حلقة في السماء، ناعقة. " المثقفاتية " مثلي – والذين ليس بإمكانهم فعل شيئ غير التعليق الذكي الصائب المُبرر غير المقنع لغير شريحتهم والمثير للضحك والسخرية من نساء " الكسرة "، العرقي، الشاي وغيرهم من الكادحات.
    أعضاء المحكمة " المتفلقصين " كمُخصيىّ القرون الوسطى، صديقاتها البائسات، موظفات المجلس، الشامتون، المتعاطفون " معها او مع السلطة " الجميع.. الجميع بدون فرز ".. اقسم انهم جميعاً أحسوا بمرارة هذا البصاق وكأنه مقذوفاً في عمق حلوقهم مراً كنقع الحنظّل.
    ودون أن تحرك فوهتا عيناها عن وجهه انتعلت حذاءها البلاستيكي القديم وشقت طريقها عبر الجمع مصوبة وجهها المجهد شطر بيتها – ساعية بخطي ثابتة سريعة – رغم ما بها من إرهاق – فكان عليها أن تسرع حتى لا تُفوت منتصر الصغير رضعة الصباح.

    (عدل بواسطة عصام ابو القاسم on 09-20-2005, 12:06 PM)

                  

09-20-2005, 12:27 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    يا عصام ،

    ده كلام عجيب ..

    بعد " الطواحين " و " رماد الماء " ، الولد عبد العزيز ساكن يتحفنا ب " بت الجزار " و " امرأة من كمبو كديس " ؟ ... ده كلام عجيب ، ده كلام عجيب !!!


    التحية لك ،
    و لود بركه ساكن ،


    و .. واصل يا حبيب


    أنا سعيدٌ منتعشٌ بالإبداع يا عصام ..
                  

09-20-2005, 12:56 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: منوت)

    شكرا" يا منوت علي المرور
    تقبل تحيات بركة كذلك
    ها .. هنالك المزيد عما قريب
                  

09-21-2005, 03:25 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    بت الجزار و(امرأة من كمبو كديس) بالاضافة الي( محاربة قديمة تحسم المعركة ) _الذي انزلته في بوست قريب من هذا ـ هذه النصوص القصصية توقفنا بازاء واحدة من اهم التجارب القصصية السودانية ..
    نذكر هنا عبارة ابراهيم اسحاق ، الروائي الكبير ، الذي اشار الي انه لو طلب منه ان يختر اجمل 20قصة قصيرة سودانية لاختار من بينها قصة( الحكاية الكاملة لمأساة الاستاذ صابر الدقيس) لعبد العزيز بركة ساكن .
    ولقد سبق لي ان قدمت قراءة نقدية لاحدي النصوص القصصية لبركة تحديدا" حول نص ( محاربة قديمة تحسم المعركة وحدها )وفيما اذكر انني اشرت الي المحرض الاساس لتقديم القراءة يتعلق بموقف ذاتي من تجربة الكاتب ينطوي علي احتفاء كبير بها .
    ههنا ازيد ، بانزال لنصوص بركة ، احتفائي بها
    مع ودي الشديد اطلب القراءة منكم ايها الاعزاء
                  

09-22-2005, 05:18 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    فوق
                  

09-22-2005, 05:41 AM

فتح العليم عبدالحي

تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    العزيز عصام
    لقد كان الطيب صالح يعمل في دنياالثقافه السودانيه ما يعمله الكهنه في المعابد ورجال الدين في الدور وكانت شخصيته بفعل الاعلام غير المنصف تسد علي عدد من الروائيين الافق
    ندعو الان لتغيير الحرس القديم في الثقافه السودانيه.....انتبهو فهناك الان عبدالعزيز بركه ساكن وابكر ادماسماعيل وابراهيم اسحاق ولاتنسي الصديق محمد جميل

    عصام لك التحيه علي هذا المجهود
                  

09-22-2005, 05:54 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: فتح العليم عبدالحي)

    اشكرك يا فتح العليم علي المرور
    ايضا" علي تذكيرك لي بمحمد جميل الذي ارجو ان ينتبه لقلمه الشعري الشفيف الاخوة البورداب ،
    وحبذا لو انزلت له انت بعض النصوص بهذا البوست
    محمدجميل هو ، لمن لايعرفه ، واحد من مبدعي شرق السودان يقيم الان بالسعودية ويكاتب من هناك الصحف العربية بلندن من لدن الحياة والقدس وغيرها ..
    لك الاضافات يا فتح العليم
                  

09-23-2005, 11:11 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    تصل اليوم علي الارجح المجموعة القصصية لعبد العزيز بركة الموسومة بـ (امراةمن كمبو كديس ) ، تصل قادمة من القاهرة ـ حيث طبعت،وقد ضمت نصوص من لدن ( حذاء ساخن ) (العاشق ) و ( صاحبة المنزل ) الخ ..
    وهي نصوص تتميز بكونها طويلة .. الي جانب انها تغامر بارتياد مناطق سردية خالصة الجدة ..
    سنقوم بعرضها في الايام التالية عبر هذا البوست ..
                  

09-23-2005, 03:39 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    عصام ابو القاسم


    ممكن تخت لنفسك التحيه التي تناسبك ,فقط اصطحب معك الحاله التي
    وضعتني فيها الآن


    كيف هو الان ذلك الممتلئ قصا كثيف بالتفاصيل وجميلا في سرده
    الغير ممل
    مازال يتحرك بين هنا وهناك (كوستي والخرطوم )عشرة مرات في الاسبوع
    مازال نحيلا وتاكله الروايه
    ومازالوا يجتمعون في اخريات المساء بابوجنزير عائدون من مثاقفه ما
    باحد اندية المركز
    كيف هم الان
    واين وصلوا في مشروعهم (نادي القصه السوداني )
    اكتب لنا شئ منهم هنا
    ابو حازم
    احمد عوض
    محمد خير
    صديق الحلو
    محمد اسماعيل
    فيصل خليفه
    حاتم بابكر
    استيلا
    عمر الصايم

    اكتب لنا شئ من قصصهم ياعصام
    لك العافيه
    وعضم المحبه
    لهم التحايا
                  

09-26-2005, 03:57 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: فيصل عباس)

    العزيز فيصل ساعود لك
                  

09-27-2005, 07:00 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    الشفيف عصام

    راجييك تديني
    اخبارم
    اشعارم
    واي منهم ومنك

    واحكي ليهم عن شوقنا لي بلدا يلمهم رغم ضيقوا الواسع
    وبحكي ليك بعد ما نتلاقى
    يلا تعال بسرعه عليك الله
    وتسلم
                  

09-29-2005, 05:29 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: فيصل عباس)

    الاخ العزيز فيصل
    كل من سالت عنهم بخير
    ربما صدر عدد اخر من دروب جديدة في الايام القادم ..
    المكان ذاته ـ ابو جنزير ـ لا زال مكانهم ..
    لعلك تعرف ان احمد عوض يعمل بالصحافة
    صديق الحلو بالحياة واخبار اليوم
    عامر حسين انضم لصيفة الخبر ـ حديثة الصدور ..
    ابو حازم ماهو تقريبا"..
    منصور الصويم يدرس النقد ـ بنظام الدبلوم ـ بكلية الدراما
    ( قضي عامان الان )
    الصائم لا خبر لدي عنه ..
    اما بركة فانه اكثر من المجيء الي الخرطوم زوجته مريضة .. ويجري علاجها هنا
    لعلك تعرف تلفونه 0912205926
    من ايضا" ..؟؟
    الحياة الثقافية راكدة ـ او كما تركتها تقريبا"!
    سااااعود
                  

09-29-2005, 05:53 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام ابو القاسم)

    عصام
    لك التحايا وانت تحمل تفاصليهم هكذا ( )

    منتظر عودتك
    لمعرفة اخبار البقيه
    وسعيد تماما بالاصداره الثانيه لدروب جديده
    والتي اتمنى ان تتمكن من ابراز شيئا منها في هذا الفضاء
    حتى نراها

    تحياتي لهم جميعا
    ولمن حولهم


    ساحاول الاتصال ببركه قريبا جدا
    والي ذاك الحين بلغه امنياتي بعاجل الشفاء لزوجته


    عظيم الامتنان
                  

09-30-2005, 01:48 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بت الجزار .. و .. امرأة من كمبو كديس، قنص قصصي بقلم عبد العزيز بركة ساكن (Re: فيصل عباس)

    اعدك يا فيصل ..
    التقيت قبل قليل منصور الصويم انه يبعث اليك بالتجايا القلبية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de