|
إستقلال جنوب السودان وجهة نظر جنوبيه(عبدالطيف البوني)
|
حاطب ليل مداخل حوار
البوني
إن النضال في جنوب السودان لا يختلف عن نضال الاقطار الافريقية في الستينات من أجل الاستقلال والجنوب لا يقاتل من أجل الانفصال من الشمال المستعمر بل من أجل حقوقه. إن نضالنا في الجنوب يشبه نضال اريتريا من أجل الاستقلال، الاريتريون لم يتكلموا قط عن الانفصال انما كانوا ينادون بالاستقلال لأنهم يشعرون بأن لهم ذاتية مختلفة عن الاثيوبيين. ان فكرة الانفصال هي التي منعت الافارقة من مساعدتنا في نضالنا خوفاً من خرق ميثاق منظمة الوحدة الافريقية. لا أرى جدوى لتقسيم انفسنا الى وحدويين وانفصاليين واحب ان ارى اننا جميعاً مناضلين من اجل الحرية والاستقلال. انني لا ارى وحدويين بينما قد اكون مخطئاً. انني ارى ان نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان كان من أجل الاستقلال وليس من أجل ما يسمى بالسودان الموحد كما يقول قائدنا جون قرنق مجازياً. ولأنه رجل يمتلك بعد نظر ما كان يمكن ان يسمح بظهور حق تقرير المصير في اتفاقية السلام الشاملة، لو كان يقاتل كل هذا الوقت من أجل السودان الموحد. لقد استغرق تثبيت مبدأ تقرير المصير عامين في التفاوض فكيف تنفق الحركة هذا الوقت الثمين في شيء لا تؤمن به، الحقيقة ان آيدلوجية السودان الجديد تعني استقلال جنوب السودان. إن المندكورو «العرب» لن يتغيروا ولكن لاسباب ما اخذنا نعتقد الآن انهم يفعلون فيجب ان لا نخطيء في 9 يوليو 2011م.في كلمات اخرى ان النضال من أجل استقلال جنوب السودان يمكن ارجاعه الى الحقبة التركية والحقبة المهدية في القرن التاسع عشر حيث استعمرت اجزاء من جنوب السودان ولكن اخضاع جنوب السودان لم يتم إلا في الحقبة الاستعمارية الانجليزية المصرية، ولكن الانجليز ادركوا خطأهم بسرعة فقد تأكدوا ان الجنوب والشمال مختلفين جغرافياً وسياسياً وتاريخياً وانهم - الانجليز - لا يمكنهم ان يحكموا الشقين كوطن واحد، لذلك اصدروا قانون المناطق المقفولة لعام 1922م اعترافاً بأن للجنوب هوية منفصلة. وعند رحيلهم المستعجل عن السودان في 1956 ودون موافقة الجنوبيين قام المستعمرون باعطاء الجنوب للعرب الحاليين ليحكموه كمستعمرة خاصة بهم الامر الذي استمر الى يومنا كسبب في الحروب التي خضناها. أ.هـ هذا الكلام اعلاه عبارة عن ترجمة لمقال جاء بجريدة «الخرطوم مونتر» التي تصدر باللغة الانجليزية بتاريخ 25/8/2005م وكاتب المقال يسمى جيمس ليمور والمقال في تقديري نموذج لمقالات كثيرة يندر ان يخلو منها عدد من اعداد هذه الصحيفة اليومية. وفي تقديري الخاص ان الافكار الواردة في المقال ليس فيها اي جديد فاخوتنا الجنوبيين كانوا ومازالوا واقفين في نفس المحطة «المطالبة بالانفصال» ولكن قد يرى البعض ان بعض الجنوبيين وحدويين أصالة وبعضهم وحدوي بشروط وان كان هنالك ثمة شيء جديد فهو ظهور النزعة الانفصالية وسط الشماليين. وعلى العموم ليس هذا موضوعنا اليوم انما الذي نود ان نقوله هو ضرورة الحوار الشفيف الجريء بين الشماليين والجنوبيين حتى يصلوا لاتفاق تام حول مستقبل السودان وحدة أو انفصالاً فالحمد لله قد اتفق الجميع الآن على السلام وفي ظل السلام يجب ان يخرج كل الهواء الساخن من الصدور. فعندما يكون الجو مشبعاً بهواء السلام البارد فان الهواء الساخن الخارج من الصدور سوف يتكثف ويصبح سحباً تهطل خيراً وبركة على ارض السودان وبالتالي لابد من شكر «الخرطوم مونتر» على اتاحتها الفرصة لتلك الآراء الواضحة ولكن تبقى المشكلة كيف يطلع عامة الشعب على تلك الافكار لاقامة الحوار البناء علماً بأن الانجليزية ضعفت في الشمال وفي الجنوب؟ عوامل تاريخية واجتماعية واقتصادية شكلت فكر النخبة الجنوبية وازعم ان المقال اعلاه يعبر عن تلك النخبة وتأثير هذه النخبة على عامة الجنوبيين لا يحتاج الى دليل وهو أمر طبيعي فالنخبة الشمالية تؤثر على المواطن العادي الشمالي وكل ما يصدر عنه من سلوك يرجع لتأثير تلك النخبة. ولكن هنالك تطوران مهمان أولهما ان الراحل جون قرنق استطاع ان ينفذ الى المواطن الشمالي مباشرة وربما بمساعدة قليلة من بعض النخبة الشمالية بينما لم نجد قائداً شمالياً استطاع الوصول الى القواعد الجنوبية اللهم إلا النميري وفي فترة وجيزة وهذه قصة اخرى. التطور الثاني ان النخبة الشمالية تباينت بعض الشيء في موقفها من الجنوب بينما النخبة الجنوبية مازالت متوحدة في موقفها من الشمالي رغم اختلافها في كل شيء آخر. هل نواصل؟؟
|
|
|
|
|
|