|
عثمان ميرغنى فى حديث المدينة: نفس الملامح والشبه
|
حديث المدينة عثمان ميرغني Email: [email protected] نفس الملامح والشبه!!
ليس من الحكمة انتظار التشكيل الوزاري بتعويل كبير على المتغيرات الشخصية من حيث الأسماء التي تظهر وتلك التي تختفي .. لأن الأسماء لا تصنع المستقبل الذي يرجوه الشعب ليرفع عنه أوزار الماضي الثقيل..
نريد حكومة جديدة بمنهاجها ومسلكها .. عقلية جديدة تقفز خارج الأثواب التي كنا نتدثر بها .. حكومة مؤسسات لا يشمخ فيها الوزير برأيه ولا يستبد بمزاجه .. بل يتحكم فيها توصيف وظيفي فاعل يسمح لكل صاحب كرسي أن يشغله بكامل ضميره فيؤدي العمل المطلوب منه وفق القانون لا وفق مزاج الوزير..
دولاب الخدمة المدنية اصابه عطب كبير من تدخلات الساسة فيه .. دبلوماسية الهاتف التي صارت تسيطر على البعض فتجعل من وجودهم في الوظيفة أقرب الى قصة الشهير لحارس المستشفى .. الذي يحرس البوابة بكل حرفية النص الذي أملاه عليه المدير.. كثيرون في الخدمة المدنية صاروا حراس الوزير الذين يحرسون له المكان بكل حرفية النص ..
وإذا كنا نرجو سودانا جديدا لمجرد تعديل وزاري فسيكون الإحباط هو المفاجأة الجديدة التي تنتظرنا ..لأن الدائرة التي تدور حولها السلطة حتى آخر تعديل للولاة قبل يومين اثبتت أن خيارات الحكومة في الأسماء ضيقة للغاية .. بضعة وثلاثون اسما تدور حول الكراسي تتبادلها .. وكأنما البلاد ناضبة من الخبرات..
سيتبادل الوزراء كراسيهم .. وربما حتى موظفي الخدمة المدنية في الدرجات الأعلى .. ولأن سنة الله في الأرض أن المرء لا يستطيع أن يكون الا هو . فالأجدر أن ذلك سيكرس القديم حتى ولو تلبس في صورة ملاك جديد .. نزل توا من أقرب سماء..
لابد من استحداث نقلة نوعية في المنهج الذي تقوم عليه مقدرات العمل الرسمي والعام .. بث مزيد من الإحساس بالحرية في الخدمة المدنية حتى تتفجر طاقات الكثيرين القادرين على تقديم عمل كبير لوطنهم لكنهم مركومون تحت ركام الإحباط .. أكاد أحس بشهيق وزفير آلاف من الخبرات الثاقبة التي يكتنز بها جهاز الخدمة المدنية لكنهم صار أغلى أمانيهم السلامة الكبرى .. أن لا تصيبهم غوائل الخدمة المدينة بما يطيح بمورد رزقهم .. فصاروا مجرد أكوام بشر تغدو صباحا وتعود عصرا وبين قوسي المكاتب لا يعملون بأكثر مما يقيم أود وظيفتهم ..
لا تنتظروا التعديل الوزاري بآمال عراض .. إبحثوا عن المنهج الجديد ..!!
|
|
|
|
|
|