|
|
 معهد وروباب لفنون الأداء والرقص الأفريقي يبدأ خطواته العملية
|
معهد وروباب لفنون الأداء والرقص الأفريقي يبدأ أولى خطواته العملية
استيفن شيلا: نحاول أن نؤسس لفهم جديد لفنون الرقص والاستفادة من الموروث الشعبي لتقديمه للعالم
حوارأجراه: طاهر محمد علي طاهر
* لعل الفكرة في بدايتها قد واجهت مصاعب جمة، خاصة وان الرقص كفن من الفنون التعبيرية والادائية ظل مهملا، ويتم تناوله في اطار ضيق وفهم قاصر. . وظلت الفكرة لدى الفنان استيفن اوفير شيلا منذ وقت طويل، حتى خرجت اخيرا للعلن عبر مشروعه الاكاديمي لفنون الاداء والرقص الافريقي الذي يطرحه من خلال معهد وروباب.
استيفن شيلا الحائز على دبلوما الرقص من اكاديمية الرقص الهولندية، آثر ان يجعل من الامر فلسفة ومنهجا يستند على الموروث الشعبي، ليعبر به عن ثقافة سودانية عريضة تخاطب العالم بثراء الفنون السودانية عبر هذا الحوار نلج الى عمق الفكرة، ونراجع مع استيفن الخطوات الواثقة التي جعلته يؤمن بنجاح هذا المشروع في السودان كأول تجربة من نوعها ..
* دلالة الاسم والمغزى؟
- معهد وروباب لفنون الاداء الافريقي، وكلمة وروباب تعني عند قبيلة الانجواك ابن الطبيعة، او ابن الغابة، والمغزى من قيام هذا المعهد هو تعليم أسس التحاور عبر لغة الجسد، والتناغم بين الانسان والطبيعة من خلال التشكيل الفني المرتبط بالتكوينات الحركية لجسد الانسان، مثل رقص الابقار والطيور، والنغمات الموسيقية الخارجة عن العصافير والمياه وغيرها .
* متى راودتك هذه الفكرة!؟
- منذ زمن طويل راودتني الفكرة، وانا ضمن مجموعة كواتو التي تقدم الرقصات الشعبية، وكنت احلم بقيام مدرسة متخصصة او معهد، وتطور الامر من مرحلة الرجل الواحد للفرقة الذي يضرب على الطبول، الى تأسيس وروباب الموسيقية، ثم مركز والذي وجه اهتمامه للاطفال في مناطق انقولا)( والحاج( 1996م، وروباب الفني في يوسف) ومعظم اطفال هذه المناطق هم الآن اعضاء فاعلون في مركز كواتو الثقافي بعد ان تشكلوا، واصبح جزء منهم ضمن طلاب كلية الموسيقى والدراما لدراسة التمثيل .
* ومتى دخلت حيز التنفيذ؟
- بعد أن تلقيت دراستي الاخيرة بهولندا، ونلت دبلوم الرقص من اكاديمية الرقص العالمية، قدمت تصورا لمركز كواتو الثقافي لعمل معهد لتصميم الرقص، وهو تخصص نادر في السودان، وضمنته أي( التصور) افكارا ضخمة لتحويل مركز وروباب الى معهد متخصص في مجال الفنون والاداء، كإطار اوسع للاداء في مجالات الدراما والموسيقى التي ترتكز على الموسيقى الشعبية التقليدية وعلم الطبول والايقاعات،
حتى يكون لديها منهج، مستعينا بأساتذة من جميع انحاء السودان، كما ان الفكرة تدعم خطي نحو المسرح الراقص. . وتم استيعاب التصور لنشرع في اجراءات التسجيل وتحويله من مركز الى معهد
* حدثنا عن المنهج؟
- المنهج مقسم على ست مراحل، ويستند كما ذكرت على المنهج الذي درسته في اكاديمية الرقص بهولندا، وعلى الخبرات التراكمية لمدة عشرين عاماً في تدريس الفنون، شريط فيديو، وعدد كبير من الكتب التي حظيت (60) ولدي ادوات دراسية تتمثل في بها من الاكاديمية توضح مختلف انماط الاداء على المستوى الحركي والعضلي والذهني والنفسي. . والمنهج يتصل بالنهج الاوروبي، والعالمي في الرقص، مع ملاحظة
. ترسيخ قيم الرقص الأفريقي والسوداني بصفة خاصة والمرحلة الاولى من المنهج تختص بتعريف الدارس بجسمه، ومهمة كل عضو من جسده، واهميته. . اما المرحلة الثانية فتتعلق بكيفية خلق حوار للجسد، ففي الرقص المسرحي يتحول الجسد الى كلمة او حروف مرئية، اما المرحلة الثالثة فهي تعلم الرقص، وحركاته، وفي المرحلة الرابعة نصل للدخول الى الرقص والابتكار، وتحويل الحركة القصيرة الى قصة لها بداية ووسط ونهاية من خلال فاصل زمني يصل الى عدد من الدقائق. . . وفي المرحلة الخامسة نبحث في علاقة الجسد بالتشكل وبالموسيقى والعلاقة بين الصوت والجسد أما المرحلة السادسة والأخيرة فنصل فيها الى تصميم الرقص، وبناء شكل متكامل ولوحات منظمة، وكيفية اختيار الزي والممثلين واللون والاضاءة والموسيقى المناسبة، حتى نصل الى انتاج مسرح راقص يتم تقديمه للجمهور
* هذا الجهد الكبير بلا شك يحتاج الى تمويل ضخم. . هل فكرتم في مصادر تمويل داعمة لهذا النشاط؟
- للاسف الشديد الفنون السودانية على عمومها تعاني من مشكلة تمويل، حتى على مستوى كلية الموسيقى والدراما كمؤسسة تعليمية حكومية، تفتقر للامكانات، ولازلت احلم بجهات داعمة وراعية لهذا العمل حتى لا تموت الافكار الجميلة واعتقد ان التحول الذي يشهده الوطن نحو سودان جديد يمكن أن ينظر للمشروع بعين منصفة، ويتم دعمه سواء من جهات حكومية او منظمات متطوعة
* مسألة الرقص من المسائل المهملة أكاديمياً. . ولو أنها في سياق فطري تبرز بشكل كبير لدى فنون العديد من المناطق في السودان!
- لعل العالم تقدم بشكل كبير في هذا الجانب، ولكن هناك جهود سودانية تبذل سواء من مؤسسات او شركات، مثل المهرجانات التي تقيمها سودانيز ساوند، او مركز كواتو الثقافي، والفنون الشعبية، واعتقد ان رياح العولمة قد بدأت تهب على السودان، مما أسهم في انفتاح أفق جديد ووعي متكامل. . والرقص من الفنون المقيدة المكبوتة)( وحتى لوقت قريب أجد بعض الدارسات عندنا في عدد من الكورسات
يخفين دراسة الرقص عن أسرهن. . واعتقد انه آن الاوان للتراجع عن الفهم القاصر، . والرجعية الذهنية بشأن الرقص، وهو موجود عندنا في ثقافة القبائل السودانية ويجب ان ندافع عن فنوننا من خلال ابراز هذا النمط لمواجهة الثقافة الغربية التي أضحى كل شبابنا مولعا بها ويتعاطى كل فنونها
* هل هناك تجارب أفريقية سابقة يمكن الاستفادة منها؟
- هناك مجموعات كبيرة، وعديدة في القارة الافريقية، حيث يوجد معهد نيوم في غانا وهو معهد للرقص الشعبي والمعاصر، كما ان هناك معاهد غير حكومية في السنغال لدراسة الرقص، والارث الشعبي، واذكر مشاركتي في مهرجان الرقص الافريقي المعاصر وشاهدت مجموعات أفريقية كبيرة تشارك بخبرات ومدارس 2003م، في جزر القمر عام علمية متطورة، وفي جنوب افريقيا توجد اكثر من عشرين مدرسة، ومن اقرب التجارب الموجودة في اطارنا الافريقي تجربة تشاد التي تقدم فرقا ممتازة مستفيدة من جاراتها. . وايضا هناك نيجيريا التي تقدم في هذا المجال فرقا حديثة
* امكانية تطوير الرقص الفطري للقبائل السودانية وادخاله ضمن المنهج؟
- المنهج القائم على الرقص المعاصر والافريقي، يستند على استلاف الشعبي كمرجعية، ويتم تطويره من خلال قيم لتكون معبرة اكثر، ومن خلال المنهج الذي وضعناه نحاول الاستفادة من كل الارث الشعبي الموجود في الشمال والشرق والغرب والجنوب، لنخاطب العالم بالثراء السوداني الوافر والقادر من خلال الارث الشعبي لمواكبة الرقص المعاصر، والذي يقدم قيم ومضامين خاصة بالشعب السوداني، ونحاول أن نستفيد من خبراتنا في الرقص الشعبي لجعل أية دلالة في الرقصة الشعبية أقوى من كونها مجرد اشارة فقط، وانما هي تعبير عميق وأقوى
* وأين مكانة الرقص الشرقي في اتصال الثقافة العربية بالثقافة الأفريقية؟
- الرقص الشرقي منهج لوحده، والمعهد من مهامه إرساء منهج للرقص السوداني، ولا نود في بداياتنا ان نشتت جهودنا. . ولكن هناك تواصل على مستوى الأخذ والعطاء، وبحكم الجوار الافريقي والعربي، يمكن ان يكون هناك تعاون بين المدارس في الدول العربية والسودان
* الفنون السودانية أمام اختبار جديد يتعلق بالحرية والانفتاح والتواصل ما هي قراءاتك لأوضاعها القادمة؟
- الحرية في أي مكان تعتبر واجبا وضرورة مثل الحياة والماء، والذهن الحر مهيأ لتقديم الابداع والابتكار، وأتمنى من السياسيين الذين سيتولون زمام الثقافة والفنون والابداع والاعلام، ان يفكروا في ما كان السودان عليه خلال 50عاما من الحرب، خرج بعدها منهارا في بنياته، وفي نفسيات مواطنيه، والفنون هي الآلية الاقدر على اعادة التوازن وتنمية النفس البشرية. . فأتمنى صادقاً ان يتاح لكل انسان التعبير عن نفسه وان تعبر القبائل عن ثقافاتها المختلفة، والاقصاء غير وارد في المرحلة القادمة، وأتمنى ان نكون اكثر انسانية بحريتنا، وان نسمي الاشياء باسمائها، فقط على السياسيين ان يتركوا الفنانين ليقدموا ما عندهم ليعبروا عن ابداعهم.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست