|
|
 Re: لقد أراد أن يكون أسطورة فكان له ما أراد.. "تأملات في وضعيتي قرنق الثوري والسياسي" (Re: عبد الحميد البرنس)
|
لعل إحدى الفرضيات الدالة على "تحرير السودان" في فكر الحركة يتمثل في مفهوم "السودان الجديد"، فقرنق منذ أن حمل سلاحه قبل أكثر من عشرين عاما أخذ يبرهن بمرور الوقت على رؤية مختلفة لقائد جنوبي ثائر يمكن أن تنشأ في ذهن شمالي، إنه لم يخزل سوى ظن النخبة الشمالية المهيمنة عبر تعاقبها المدني والعسكري في أن ينتهي به المطاف عاجلا أوآجلا إلى جثة على يد أجهزتها القمعية المختلفة، أو أن يحذو تحت ضغط ناعم هذه المرة حذو رصفائه من قادة جنوبيين شرعوا في تأسيس نفس تمرده قبل أن يستطيب لهم الطعام وعرض بليل صبحوا بعده ملاك عمارات سكنية في الخرطوم وحسابات بنكية بعملات أجنبية قد تعينهم لاحقا على مغالبة شعور بالخيانة ينمو في نفوسهم الخربة يوما بعد يوم مثل فطر متعفن في قاع مزبلة تاريخ بائس وخانق. لم يكن قرنق إذن سوى نسيج فريد من نوعه. ولعله كان يضحك في سره من تهافتها الأكثر بؤسا في العالم. إذ تسر إليه حين استحالت الإستمالة وبدت هزيمته عسكريا مثل "حلم بكوب ماء بارد في صحراء" بشيء. بينما تعلن لجماهيرها شيئا آخر. يا لها من نخبة شمالية "عنيفة في أقوالها.. مسالمة في أفعالها" حسب تعبير فانون. إنها على أحسن تقدير تدع جماهيرها الكادحة تقاتل عوضا عنها. إذ أن عقولها النيرة العبقرية عملة قلما يجود الزمان بها. لذا وجب الحفاظ عليها بأية طريقة. كما أن "جلودها التي وسمتها النعمة" على حد قول الطيب صالح لا تحتمل الخدش.
نواصل:
| |
 
|
|
|
|
عبد الحميد البرنس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست