إنصاف جون قرن : الضرورة والإمكانية - عبد العزيز حسين الصاوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2005, 02:15 AM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إنصاف جون قرن : الضرورة والإمكانية - عبد العزيز حسين الصاوي

    المقال نشر بمجلة القدس العربي عدد الجمعة 5 اغسطس صفحة مدارات

    Quote:
    انصاف جون قرنق: الضرورة والامكانية

    2005/08/05

    عبد العزيز حسين الصاوي

    الاهتمام العربي الاستثنائي باحوال الوحدة الوطنية السودانية امر مفهوم ومطلوب كما انه ايجابي في حصيلته النهائية. فأذا استبعدنا اصحاب الاجندة الايديولوجية والمصلحية الخفية الموضوعة فوق المصلحة القومية العربية عموما والوطنية السودانية خصوصا، وهم اقلية ضئيلة، لايمكن للمرء الا ان يرحب بكافة وجهات النظر والتصورات، بما فيها تلك التي يعتبرها غير سليمة، لانها تساهم في ابقاء الموضوع حيا بابقائه خلافيا.. واستمرار المناقشة والاخذ والرد هو اضمن السبل للوصول الي الحقيقة.
    ابرز نماذج وجهات النظر المعنية هو الادراك السائد عربيا بتأثير عاطفة التآخي القومي العربي والديني الاسلامي ومدخلات عدد كبير من الكتابات العربية، حول خطر جنوبي سوداني وتوابعه الامريكية ـ الاسرائيلية علي عروبة السودان واسلامه. واوضح مظاهر ذلك هي الهواجس التي يثيرها مجرد ذكر اسم زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق حتي لدي المثقفين.
    لقد ادلي السيد قرنق اكثر من مرة بأحاديث لوسائل اعلام عربية تعرض فيها لمسألة هوية السودان القومية من خلال فكرتين هما: ان الشماليين عرب تأفرقوا وان الجنوبيين افارقة تعربوا او ان الطرفين خليط من العروبة والافريقية. والثانية هي ان الثقافة العربية احد مكونات الشخصية السودانية.
    نحن هنا لسنا بالتأكيد امام عقلية تضمر شرا للعرب والعروبة حتي لو اختلفنا معها في تصوراتها حول تعريف الهوية القومية عموما والعربية بوجه خاص. ولكن البعض يمكن ان يعترض علي ذلك بأن الرجل يتستر علي نواياه، خاصة وان تصريحاته هذه صادرة وهو تحت الاضواء العربية الاتهامية المسلطة عليه وفي سياق اسئلة تشكيكية من صحافيين عرب. هذا اعتراض وجيه وله مبرراته الاخري في تشابكات جنوبية معروفة مع المخططات الاسرائيلية والغربية في افريقيا، ولكن يجدر بنا تأمل اعتبارات وحقائق اخري.
    اولا: ان هذه التشابكات سابقة لعهد جون قرنق والحركة الشعبية الذي بدأ عام 1983 بكثير. فمن المفارقات الصاعقة في تاريخ المعضلة السودانية الجنوبية ان اتفاقية اديس ابابا التي اوقفت الحرب الاهلية مؤقتا بين اعوام 1972 ـ 1983 كانت مستحيلة لولا انعقاد قيادة الحركة الجنوبية المسلحة وقتها لجوزيف لاقو، وان هذا كان مستحيلا بدوره لولا دعم اسرائيلي موثق ومعترف به رجح كفته ضد القيادات الاخري.. ولم يمنع هذا تسنم لاقو لمواقع قيادية مركزية واقليمية عسكرية ومدنية وبقاءه علي علاقة وثيقة بكافة الحكومات السودانية منذ ذلك الحين وحتي الان. التداخل الصهيوني والغربي في العمل السياسي والعسكري الجنوبي موروث منذ العهد البريطاني وسيستمر ويتعمق اذا لم تتجه ازمة التعايش العربي ـ غير العربي في السودان نحو الحل السريع علما بأن الانفصال العنيف سيوجد دولة متحالفة علنا مع اسرائيل بسبب حاجتها للدعم وغياب الكابح الشمالي.
    ثانيا: ان مايمكن رؤيته بوضوح حينا واستنتاجه من بين السطور حينا اخر في مقولات جون قرنق من تقليل للوزن العربي في الشخصية السودانية لايبطن وراءه شيئا لانها ببساطة مقولات منتشرة عند الاغلبية الساحقة من النخبة الشمالية نفسها منذ مدة، اي فيما عدا المنتمين الي التيار القومي فكريا او / و تنظيميا. حتي النخبة الاسلامية السودانية الحاكمة وغير الحاكمه لاتخرج من نطاق هذا التعميم لان طرحها التعريبي الراهن لا أثر له في تكوينها الايديولوجي او تاريخها الفعلي فهو ضرورة اقتضاها استدرار الدعم العربي، تشتد كلما احتدت مشاكل ادارة سلطة انقلابية المنشأ. فالاسلام يحل عندها محل الهوية القومية.
    ان هناك مجموعة من الظروف التاريخية، اهمها حساسيات علاقة الاخ الاكبر والاخ الاصغر بين مصر والسودان وتقاسم التيارين الماركسي ثم الاسلامي السيطرة الفكرية منذ الاستقلال، ادت الي توليد تصور ذاتي لاعروبي لهوية الشمال لدي القطاع الاكبر من النخبة الفكرية والسياسية والاكاديمية السودانية الشمالية..
    اما الجنوبيون فلديهم اسبابهم الخاصة المتعلقة بخصوصية تكوينهم التعليمي في ظل الادارة الاستعمارية والتاريخ الشقي والمعذب للعلاقة بين الشمال والجنوب، التي تجعل مجرد حديثهم عن العروبة في سياق ايجابي كما يفعل قرنق تقدما لايستهان به، مهما كان مشوها ومحدودا، فالموقف الجنوبي الكلاسيكي ظل معاديا للعروبة والاسلام علي الدوام بينما يمكن ان يستشف من مقولات قرنق ان هناك الان تطورا يتعدي الاستعداد للتخلي عن هذا الموقف الي تأسيسه فكريا بتبني الاطروحات السائدة وسط النخبة الشمالية.
    ليس مهما الان ان اطروحات عروبة الشماليين الجزئية هذه متناقضة مع المعطيات الموضوعية والواقع التاريخي والافق المستقبلي التي تضع اغلبية الشماليين الساحقة بثبات في دائرة الحضارة العربية ببعدها الاسلامي الثقافي وليس الايديولوجي.. الاولوية الان هي لايقاف نزيف دم البشر السودانيين بصرف النظر عن حقيقة هويتهم القومية. وبقدر ماتتعافي الوحدة الوطنية بقدر مايستيقظ فعل العقلانية والحوار الهادئ حيث تثبت الحقيقة العربية ثقل وجودها السوداني بالقبول الطوعي الحر من قبل الحقيقة غير العربية.
    ثالثا: احوال السودان السياسية الراهنة التي تتعادل فيها قوة الحزب الحاكم التسلطية مع قوة الاحزاب المعارضة في معركة تدميرية المال للكيان السوداني بمجمله، تؤهله كمرشح اول لاختبار مدي صحة مقولة الديمقراطية اولا .
    هذه المقولة تبرز جانب الوسيلة في الديمقراطية علي حساب جانب الهدف فيها بدلا من التركيز المقلوب الذي سمح عربيا من قبل بتأجيل الديمقراطية انصياعا للاهمية، المصيرية فعلا، للصراع مع اسرائيل وللتنمية.. والذي يسمح الان سودانيا بتسريب حجة الوحدة الوطنية اولا بدلا من البحث عن صيغة لتواكبها مع التأسيس الديمقراطي. واذا قبلنا صحة هذا التصور الممكن والانقاذي حقا لاسيما وان المعارضة قابلة لفكرة الحل التفاوضي مع نظام الانقلاب فأن تعامل الشماليين ـ وامتدادهم القومي والديني خارج السودان ـ مع جون قرنق يصبح امرا لاخيار لهم فيه بصرف النظر عن مدي صدقيته تجاه العروبة والاسلام، بالنظر لوزن حركته الحاسم في الجنوب. والمصالحات الحكومية مع ست حركات جنوبية اخري بينما تتصاعد الهجمات العسكرية في الجنوب الي ذروة لم تصلها من قبل تثبت ان تجاوز الحركة الشعبية لتحرير السودان وزعيمها قرنق غير وارد.. علي ان هناك اسبابا ايجابية ايضا لقبول هذا الخيار وهي ان الانفتاح الديمقراطي هو المجال الوحيد لاختبار مدي جدية تصريحات جون قرنق ونواياه. كذلك فأن ميزة الفشل الديمقراطي انه لايكون مطلقا، بعكس الفشل الدكتاتوري. فأذا انتهت تجربة المواكبة الديمقراطية لعملية اعادة بناء الوحدة الوطنية بالانفصال كان هذا افضل من وحدة مفروضة قسرا لانه يترك مساحة لامكانية نشوء دولة صديقة للعرب والمسلمين بل واستعادة الوحدة مستقبلا، بينما القوه ستحافظ علي دولة سودانية موحدة دستوريا وشكليا ولكن في حرب ازلية فعلية مع نفسها الجنوبية جاذبة بذلك مهددات الامن القومي العربي بكافة انواعها ومصادرها.
    كاتب من السودان

    المقال جزء من كتاب صدر عام 1999 بعنوان مراجعات نقدية للحركة القومية دار الطليعه- بيروت

    مكتب الاعلام الخارجي
    حزب البعث السوداني

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de