|
آخـــــر كـلمــات قـــالها جـون قرنـــق قــبل صعـود الطـائرة المشــؤومة
|
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=repo4.htm&DID=8568 كــــوني.. لـــن تختبــــئ هنــــــاك كــــــــــــثيرا
Quote: تقارير المراسلين 43340 السنة 129-العدد 2005 اغسطس 4 29 من جمادى الآخرة 1426 هـ الخميس
أسرار الساعات الأخيرة من حياة قرنق
كتب - طارق الشيخ :
مجموعة من الصور التي نشرت وتتناول الساعات الاخيرة قبل مصرع قرنق في مساء السبت30 يوليو إختفت الطائرة المروحية الأوغندية الرئاسية المقلة لجون قرنق( أو جارنج) ـ60 عاما ـ النائب الأول للرئيس السوداني وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان من علي شاشات الرادار وتأكد في وقت لاحق سقوط الطائرة بالقرب من الحدود السودانية الأوغندية بجبال الأماتونج وأن قرنق قد لقي مصرعه وهو الحدث الذي كانت وستكون له تبعاته علي المستويين المحلي والأقليمي خلال الفترة القادمة.ولكن ما هي آخر مهمة قام بها هذا الثائر السياسي والمثقف والمقاتل قبل أن يقضي نحبه في جو لفه الغموض؟
وتأتي تلك الإجابة علي هذا السؤال من خلال تتبع التحركات التي قام بها جارانج في الساعات القليلة الأخيرة في حياته التي قضي أغلبها في الإستعداد للقتال وأكثر من ثلثها(22 عاما)في القتال داخل ادغال القارة الافريقية.
وتأتي الإجابة واضحة فقد إنطلق الرجل قبل رحيله في طريق بناء السلام بقوة هائلة.فبعد الإنتهاء من الصراع المسلح في السودان وتوصله الي السلام مع الحكومة السودانية إتجه قرنق الي أوغندا يوم الجمعة29 يوليو في مهمة تتمثل في محاولة للإتفاق مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للقضاء علي عربدة جيش الرب للمقاومة في جنوب السودان وشمال أوغندا ووقف إرهابه للمواطنين من سكان المنطقة وإشاعته لجو من عدم الإستقرار وإنعدام الأمان,بالاضافة للتخلص من أنشطة الميليشيات الأخري العاملة في المنطقة منذ عقود إعتمادا علي المصالح المتضاربة لكل من السودان ودول الجوار في مراحل سابقة.
وقبل صعوده علي متن الطائرة المروحية مغادرا اوغندا يوم السبت30 يوليو وجه قرنق تحذيرا لجوزيف كوني زعيم جيش الرب مطالبا إياه بمغادرة الجنوب السوداني تاركا البلاد وسكانها ليعيشوا في سلام.
لقد كان الإطار العام لرحلة قرنق الأخيرة هو إنهاء حالة عدم الإستقرار التي خلفتها الحرب الأهلية في الجنوب السوداني وذلك من خلال إقامة بنية أساسية تشمل الطرق وخطوط السكك الحديدية بالجنوب السوداني وربط المنطقة بكل من الشمال عن طريق إعادة تشغيل الخط المتجه الي واو,وبأوغندا(خط باكواش- جوبا) وكينيا بالإضافة لإقامة مشروعات للمياه ومؤسسات تمويلية تكون كفيلة بإستيعاب12 مليون مواطن سوداني جنوبي بآمالهم وطموحاتهم في بيئة مستقرة آمنة.
ويمثل هذا الإستقرار في حالة تحققه دافعا لعودة ما يقدر بـ4 ملايين لاجئ سوداني جنوبي الي بلادهم للإقامة فيها..بالإضافة الي تحسين علاقة الجنوب السوداني علي وجه الخصوص والسودان بوجه عام بكل من أوغندا وكينيا وهي في مجملها خطوات ومراحل تؤهل المنطقة للإستفتاء الذي ينتظر أن يجري خلال الأعوام الـ6 المقبلة لتحديد موقف جنوب السودان إما بالإندماج في سودان موحد أو الإنفصال وإقامة دولة جديدة.
وقد أبدي قرنق خلال زيارته الأخيرة لأوغندا ضيقا واضحا من جيش الرب بل وباقي الفصائل الأجنبية الأخري التي تعمل في المنطقة الواقعة بين جنوب السودان وشمال أوغندا والتي تتسم منذ عقود بعيدة بسيولة أمنية نتيجة الحروب الأهلية وتضارب مصالح الدول الأطراف. وعقب وصوله الي مطار عنتيبي الأوغندي قادما من السودان وقبل إستقلاله الطائرة المروحية الرئاسية( طراز مي-72 الروسية الصنع)التي أقلته للقاء الرئيس الاوغندي موسيفيني في رواكيتورا بغرب أوغندا أدلي قرنق بآخر حديث صحفي له واشار خلاله الي أن السودان بخير وأن هناك خطة قد وضعت بالفعل لإعادة بناء جنوب السودان وتوفير الخدمات لـ12مليون شخص هم سكان المنطقة وتوطين المشردين الهائمين علي وجوههم في الجنوب وإعادة اللاجئين من خارج البلاد.
وتحدث قرنق محذرا جوزيف كوني زعيم جيش الرب للمقاومة قائلا : كوني.. لن تختبئ هناك كثيرا( يقصد في جنوب السودان) والأمر لايقتصر علي كوني وحده بل يقصد به كل الميليشيات التي كانت تعمل في المنطقة,وبرر قرنق موقفه قائلا:نريد السلام والأمن والإستقرار وبالتالي فإن الميليشيات التي كانت تحظي بدعم حكومي سابق يجب حلها وتسريحها.
وقال قرنق: نريد السلام والأمن والإستقرار وحل كل الميليشيات فهناك الكثير من الميليشيات الداخلية او الأجنبية التي تعمل في المنطقة بما فيها ميليشيات كانت مدعومة من الحكومة فيما مضي,وأكد أن الأولوية للبنية الأساسية. وانها لمن مفارقات القدر أن ينجو قرنق من عدة محاولات إغتيال اثناء الحرب الأهلية السودانية ثم يموت وهو يحاول صنع السلام وتوفير البيئة الملائمة لبناء السلام في جنوب السودان والمنطقة وهو الأمر الذي يؤكد أن صنع السلام وبناءه أصعب كثيرا من القتال عملا بالحقيقة الأزلية القائلة بأن الهدم والدمار أيسر كثيرا من إقرار الأمن والسلام والبناء.فالسادات أو غاندي أو رابين أو كيندي أو آنا ليند.. وغيرهم كثير.. لم يقضوا نحبهم في ساحات الحرب بل قبضت أرواحهم وهم يضعون أسس قوية للسلام والبناء والإستقرار |
|
|
|
|
|
|