|
|
 اولاد جبون !
|
يا شباب مساء الخير ...الليلة عاوز احكى ليكم عن اولاد جبون ودى حكاية سودانية بتاعة اولاد حلة ...بتعرفو العزوزواب والدباسين وودعجيب - طبعا اولاد الكلاكلات قلبهم دقا - حيا الله تلك البقاع وامطر عليها النعمة والاحسان وظللها بكل الخير منطقة صحبت فيها حين من الدهر شباب واخوة كالانجم الزواهر اتينا من كل اصقاع السودان فصارت (الدباسين ) مدرسة وملحمة لنا ودار امان وصلة رحم وقربى تمازجت فيها ارواحنا فما انفصلت ولن تنفصل باذن الله ، حى الدباسين ومحطة قرشى - يقال انه المحطة التى توقف فيها ركب الشهيد القرشى فى طريق موكب جثمانه الى قريته - فحملت المحطة اسمه والدباسين لمزيد من الوصف والايضاح حى يلى منطقة ودعجيب المجاورة لمصنع الذخيرة - والدنيا يوليو يا رفاق - وفى ودعجيب لايمكن ان تاتى دون ان تمر بالسيد (قرض ) ببشرته السمراء جدا ولحيته المنفلتة وجلبابه الذى يلامس فيه الاخوة السلفية و(قرض ) شخصية عجيبة ( كورنجى ) حتى النخاع يحب الهلال ويدعم بماله وزمنه وقوت عياله فريق ودعجيب المسجل فى رابطة الناشئن فهو رئيس النادى وهو رئيس الجهاز الفنى وهو كبير الاقطاب الذى يظل مرابطا فى الميدان من بعد صلاة العصر بعد ان يكون هو نفسه من اذن للصلاة واقامها ليهرول بعدها الى الميدان لمتابعة التمرين والعمل على معالجة اشكال (عصام بابور ) والصادق باشا والدوقى الذين تمردوا ورفضوا معاودة التدريبات بعد ان شتمهم بعض المشجعين واتهموهم بانهم سجم ورماد و(كيشة ) وقلبهم يمت لان الفريق فى اخر مباراة له امام فريق الكواكب انهزم بسبب ان الدوقى - حارس المرمى - اتى للمبارة بعد ان تزود بكميات هائلة من (العسلية ) فصار لا يميز بين ( تقريشة ) الظهير الثالث (ود الشايقى ) وتهديفة ( دفدلى ) مهاجم الكواكب الخطير والذى ينعته مشاهدى مباريات الرابطة فى العصريات بان ( كراعه طرشاء ) وهى القدم التى لم يجد بعض المدربون بدا من استهدافها عبر تعلميات سوداء وسيئة للمدافعين بالعمل على اعطاب صاحبها عبر بعض الحركات والخربشات المشينة فى ظهر الرجل وان دعا الامر الاكثار من (ردمه ) والدخول عليه بقوة !
كان الشيخ (قرض) ياتى الى (ميدان فريق ودعجيب ) يعالج مشاكل فريقه وينجح فى تطييب خاطر عصام بابور وهو يمازحه ( امشى يا شين حرم لو ما كورتك شفت رفقة للحج مانى عاوزة معاك ) وينفجر ضاحكا وهو يصلح طاقية بيضاء صغيرة فوق راسه ويصلح من وضع جلبابه ومسح لحيته وهو يتابع بعينى صقر التمرين و(السويدى ) قبل ان ينصرف قبل حلول ميقات اذان المغرب الى المسجد الواقع بمحاذاة شارع الزلط جوار مدرسة ودعجيب المتوسطة ليؤذن لصلاة المغرب ويقيمها ويكون قبلها قد ترك فى يد احد معاونيه من شباب الحى بضع جنيهات من اجل البارد والباسطة للفريق المتاهب لمباراة حاسمة امام فريق النجوم وهى مباراة من الممكن للشيخ قرض ان يخسر كل مبارياته ولا يخسر مباراة فريق النجوم لانه فريق لا يفصله عن فريق ودعجيب سوى شارع ملتوى ومتعرج وهو ما يجعل تلك المباراة معركة حربية على الكاسب فيها ان يسرع بمغادرة الملعب قبل ان تنهال عليه اللكمات والحجارة من انصار الفريقين - الذين هم ابناء حى واحد وبعضهم اشقاء - فيما على الخاسر ان يتاهب لانشقاقات فى ادراته وطرد بعض لاعبيه لانهم (ليسوا من اولاد الحلة ) والشاهد ان مباريات الفريقين كانت تنتهى دوما نهايات حمراء ومثلها مباريات (السهام والشعلة ) من حى الدباسين و(الكواكب والدفاع ) من حى العزوزواب وهى ظاهرة سودانية ظاهرة ان فرق الاحياء المتجاورة تكون بينها ندية تتجاوز احيانا رفس الكرة داخل الشباك الى اشتباكات ساخنة ينتهى بعضها فى اقسام الشرطة وبعضها ينتهى بهروب احد الاطراف وكان اكثر التعساء فى هذه الدراما (حكام الساحة ) ولا زلت اذكر احد الحكام وهو شخص ضئيل الجرم يمتطى دوما (موتر فيسبا ) يتركه خلف المرمى الشمالى وما ان تقترب المبارة من نهايتها يذهب احد مساعديه او اقاربه او حكماء النظارة الى (الفيسبا ) ويجعلونها تدور وفى اتم الاستعداد للانطلاق حيث انه وما ان تسمع (تيت تيتتتتتتتتتتتتتتتتتت ) الا ويندفع الحكم بجرمه الصغير بين العمائم واللحى الى (الموتر ) وينطلق تطارده اللعنات وارطالا من الحجارة فيما رايت بام عينى احد الحكام فى مباراة بين السهام والشعلة يطلق ساقيه للريح كسعيد عويطة يتفادى برشاقة عالية لكمات طائرة وشلاليت واما الحكم الوحيد الذى استطاع ان يحسم مصاصى الدماء وداقى شخصيات الحكام فى رابطة العزوزاب فقد كان الحكم ( كوال ) والذى كان ضابط صف كبير - يعنى رقيب اول او ما شابه - بالقوات المسلحة واشيع انه فى القوات الخاصة وانه يحمل عددا من الاحزمة فى الكارتية وكذا نوط فى اكل الثعابين والسحالى فضلا عن تجهمه الدائم فلا يعرف الابتسام و(نظامو كلمة كلمتين وكرت احمر ) فكان محل الهيبة والارعاب لا يقربه احد ولو كان حكمه حكم قارقوش كذا الحال كان حكم ياتى من انحاء احياء الصحافة يسمى (قنديل ) كان طويلا وصاحب عضلات وملامح قاسية الى جانب كونه (شفت ) لانه الحكم الوحيد الذى كان يحكم - بالتشديد - فى مباريات رابطة العشش .... محل الحكومة مافى والبيبسى صافى ....
جاييكم يا جماعة
|
|
 
|
|
|
|
محمد حامد جمعه
عزيز
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست