|
|
 حتى لا يقف ...حمار الشيخ في العقبة !
|
الأيام 3/7/2005
أصوات / الأحد
محجوب محمد صالح
حتى لا يقف ...حمار الشيخ في العقبة !
عندما أصرت الايقاد تحت ضغط المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على استمرار التفاوض بين هذين الطرفين وعدم توسيع قاعدة المفاوضين بادخال الفصائل الشمالية والجنوبية الاخرى كتبت في هذا الباب اقول : ان المؤتمر الوطني لا يمثل كامل الشمال والحركة لا تمثل كامل الجنوب وان كليهما لا يمثلان السودان كله وانهما غير مؤهلين لان يتحكما في مصير السودان باسره في غياب الآخرين – وأن اي اتفاق يتم بينهما لن يكتسب شرعية الا اذا اجازه الآخرون وايدوه ودعموه عبر اجماع وطني يعقب حوارا مفتوحا وبناء.
ومنذ ان وقع الاتفاق وحتى اليوم تزداد قناعتي بالا بديل لهذا الموقف المبدئي اذا اردنا لبلادنا و حدة واستقرارا وسلاما . لا بديل لحوار وطني شامل لا يستثني احداً , ولا بديل لمشروع وطني جامع يرتضيه الجميع وقد اثبتت الاحداث السابقة صحة هذا التقيم وستثبته الاحداث اللاحقة اكثر واكثر.
* اثبتته احداث دارفور التي ما زالت الجهود تتواصل لاحتوائها.
* اثبتته احداث شرق السودان التي لم تبدأ حتى الان المحادثات لمعالجتها.
* أثبتته محادثات القاهرة القاصرة التي عجزت عن حسم القضايا الخلافية وستستأنف بعد تعثر.
* واثبتته المواجهة الغاضبة في رومبيك بين الحركة الشعبية والحركات المسلحة الاخرى في الجنوب.
* واثبته الموقف العارض المعلن لحزب الامة والمؤتمر الشعبي وتحالفهما وسيكون لكل هذه الاعراض ما بعده- وعلى طرفي الاتفاق ان يعيدا قراءة الخريطة السياسية جيدا وان يدركا تماما المكاسب التي حققها اتفاق نيفاشا وان يدركا ايضا وفي نفس الوقت – سلبيات ونقاط ضعف ذلك الاتفاق وان يعملا مع الآخرين على تجاوز السلبيات ان كنا حقا راغبين في دوام واستمرار السلام وجنى مستحقات الجوانب الايجابية في الاتفاق.
السودان ليس ملكا خاصا للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية وليس ضيعة آلت اليهم بالميراث وان لكل مواطنيه حقا فيه لا يمكن ان ينتقص ولا يمكن تجاوزه واي نص في الاتفاق ينتقص هذا الحق او يتجاوزه هو نص معطوب من مصلحة الطرفين ان يعالجا قصوره وان يدركا مخاطره على الاتفاق نفسه بل وعلى الشراكة التي تأسست بينهم ولعل الحادبين على هذه الشراكة من اعضاء المؤتمر الوطني قد طالعوا بعض عناوين صحف الامس التي تقول( قرنق يتهم الحكومة بالاصطياد في مياه الخلافات الجنوبية)- ولو تعثرت مفاوضات الحكومة مع التجمع غداً عندما يصل وفده الخرطوم فلن استغرب اذا قرأت في الصحف عناوين تقول: (الحكومة تتهم قرنق بالاصطياد في مياه الخلافات الشمالية).!!
ومهما يكن من امر فان الخلافات قائمة سواء اصطاد في مياهه هذا الطرف او ذاك والعلاج يكون بالتعامل مع جذور المشكلة والقضاء على اسبابها لا بالحديث عن اعراضها. ان مسيرة التغيير يفترض ان تبدأ بعد ستة ايام حينما ينصب الدكتور جون قرنق نائبا اولا لرئيس الجمهورية ومن المهم ان يستمر الطرفان الايام الستة الباقية في مشاورات مكثفة بينهما ليخرجا بمشروع يستقطب كل الآخرين لبرنامج وطني يحظى باجماع شمالي وجنوبي عام ويحكم مسيرة التغيير بالاتفاق على ثوابت لا تظلم احداً ولا تغمط حق الاخرين اذا ارادا لهذه الاتفاقية ان تنجز مهمتها الاساسية في ترسيخ السلام وانجاز التحول الديمقراطي والاتفاقية – كما رددت كثيراً- ليست بقرة مقدسة وتعديل بعض بنودها في يد الطرفين اللذين وقعا عليها وان كان استيعاب قوات الجنوب الاخرى يقتضى بعض التعديل , واذا كان استيعاب مطالب اهل دارفور وشرق السودان يقتضى شيئا من التغيير في بعض نصوصها , واذا كان استيعاب مطالب القوى السياسية في الشمال يتوقف على تجاوز بعض النصوص فان الطرفين مطالبان- بحكم الواقع وبحكم ضرورة الاجماع الوطني – ان يدخلا من التعديلات ما يطمئن تلك القوى – وهي جميعا لحسن الحظ ليست تغييرات تطال المكاسب التي حصل عليها اهل الجنوب اذ ان تلك المكاسب تحظى باجماع سياسي معلن من كافة الفصائل وهذا هو جوهر الاتفاقية غير القابل للتعديل , اما ما بقى من تفصيلات فأمور ثانوية لن يضير تعديلها جوهر الاتفاق !!
= = = = = =
السودان لكل السودانيين
المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
|
|
 
|
|
|
|
sultan
Elawad Eltayeb
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست