|
أصل الدم
|
في ذات حلم في ذات حلم .....ـ كان النيل قد نضبت مياهه،وأصبح مجراه الجاف مقبرة جماعية لكل من شرب يوماً من مياهه.ـ كنا في موتنا متعانقين..متماسكين،وكان الأطفال فينا يضحكون في موتهم...،جائني صوت اشجار التبلدي:ـ ربما هم يحلمون في موتهم بالملائكة!!!؟ فقال الجسر:ـ ربما يحلمون بالفيضان!!ـ قال هذا وهوى،وسمعت المدينة تصرخ:ـ أفق..أفق من هذا الموت.ـ في ذات حلم:ـ رأيتك وقد جثيت على ركبتيك،سألتك عما جرى فأجبتني:ـ سقطت سنوات عمري وتناثرت وسط الزحام..، تدافع الناس يتسابقون إلى سنوات عمرك،وكنت أصرخ:ـ أعيدوا لها سنينها،أعيدوا لها عمرها!!ـ لكن الحشد كان أصماً...ـ كلما أخذوا منها شيئاً ،كنت تتلاشين شيئاً فشيئاً وبينما الحشد يسحقني،وجدتني ممسكاً ببضع سنوات قضيناها معاً.ـ في ذات حلم :ـ كنت مقيداً بالسلاسل إلى جدران زنزانة مظلمة، وكنت انت أمامي ترتدين ثوب الزفاف الذي ارتديته في عرسنا،لكن على كتفيه المخمليين كانت تتزاحم نجوم ونسور وسيوف، وعلى شالك الحريري نسر ينفث النار.ـ كانت يداك تمسكان شيئاً اعتقدتها باقة ورد،لكنني اردكت حين اقتربت مني أنها احد سياط الجلادين.ـ ابتسمت لك وأنا اتحسس الاخاديد الدامية في جسدي وهمست:ـ أحبك سألتني بصوت بارد:ـ رأيناك تقبل الطين * هذا الطين كان أبي- سمعناك تهمس للسنابل * كنت أغني لها حتى تنام،فلا تتألم حين أقلعها عن الأرض - رأيناك ترقص مع المطر * كنت انت ذاك المطر - لماذا تبحث عن أصل الدم؟؟ * أبحث عن إبني الذي لم أره - إذاً فأنت تصر على إخفاء كل ما نعرفه عنك؟؟ * لم أخف اني أحبك - حكمنا عليك بالفناء والموت * صوب العسكر مدافعهم نحو الطين والسنابل والمطر وأصل الدم .. فسال دمي وكانت أرض الزنزانة أقسى من أن تشرب دمائي،كلما داسوا عليها كنت اتأوه قلت بآخر أنفاسي:ـ لو تغمضين عيناي حين أمضي كي أقدر أن أراك؟ - حينها ..وضعتٍ رأسي على صدرك...قبلت أحزاني..وحين أغمضت أصابعك عيناي...ـ بدا الموت جميلاً .ـ
|
|
|
|
|
|