|
طريق المهاتما غاندي هو مخرجنا من الازمة
|
قبل نحوٍ من ستين عاماً، سأل أحد الضباط الإنجليز، الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، عن محتوى الخطاب، الذي كان يريد أن يلقيه في حشد من الهنود لمتظاهرين ضد الاحتلال البريطاني لبلادهم، فقال له: سأتحدث عن قيمة حليب الماعز في الغذاء اليومي! ولم يكن غاندي،
في واقع الأمر، يسخر من الضابط الإنجليزي، أو يريد أن يوحي له بأن خطابه لا يحتوي على التحريض السياسي، بل هو كان صادقاً تماماً، لأن سياسته، في الأصل، كانت تقوم على مقارعة الاحتلال بطرق وأساليب لم تكن تخطر على بال مخططي الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية في ذلك الوقت. فإلى جانب نهج اللاعنف، كانت تلك السياسة تقوم على مقاطعة مختلف البضائع البريطانية، بما في ذلك القماش، الذي كان الهنود ينسجون منه وزراتهم البيضاء الشهيرة، ولهذا كان غاندي يجلس ساعات لينسج، من خيوط دودة القز "الوطنية!" ثيابه الخاصة، مثلما كان يعتمد على حليب الماعز في غذائه اليومي، فسارت خلفه الملايين، من أبناء شعبه، مقتفية أثر سياسته الحكيمة تلك، حتى اضطرت الإمبراطورية، التي لم تكن تغيب عنها الشمس، الى مغادرة الهند، صاغرة، في نهاية المطاف. لكن إذا كانت هناك من معجزة تركها المهاتما غاندي لشعبه، وللبشرية كلها، عدا سياسة اللاعنف، فهي معجزة الديمقراطية، التي أنقذت ثاني اكبر دولة في العالم، من ناحية عدد السكان، من احتمالات ومخاطر التطاحن والتقاتل الطائفي والقومي والديني والإثني، ونقلتها الى بلاد شاسعة الأطراف والمصالح، مستقرة وفيدرالية ومتقدمة، يكاد اقتصادها الوطني وتطورها التقني والتكنولوجي، ينافس أكثر البلدان تطوراً وطموحاً في القارات المجاورة لها. ومنذ استقلالها في العام 1945 وحتى اليوم، ومع كل دورة انتخابية تشهدها، تقدم الهند مثالاً ساطعاً وايجابياً، على إمكانية مواصلة التعايش السلمي والتقدم الحضاري، في بلد يزخر بمئات الطوائف والإثنيات واللغات والأحزاب، ويقارب عدد سكانه المليار نسمة، على قاعدة الديمقراطية وتقاليدها الحضارية، التي تقوم، في الجوهر، على مبادىء تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، واحترام إرادة الأكثرية وحق الأقلية في التعبير عن نفسها وحرية الصحافة والأحزاب السياسية، وسوى ذلك من التقاليد، التي أرساها المهاتما غاندي ورسخها القادة الهنود، الذين جاؤوا بعده.
|
|
|
|
|
|
|
|
ابجقادو... (Re: Sabri Elshareef)
|
حقاً، الحلول الشخصية هي الحل، النماذج القوية، هي الحل، تجسيد المبادئ الفطرية هي الحل، الفيك بدر بيهو، كان غاندي بسيطا، ساذجا، قويا، شجاعا، يرى ما لا يرى، قويا، غير عنيف...
ولكن دحين ما عندنا في السودان نماذج للاقتداء بها؟...وهي نماذج تحمل حل المشكلات الفردية، الشخصية، النفسية، بل تفض التعارض بين الفرد والمجتع، وتتسامى بالفرد لحقيقته المغمورة، والكامنة في قلبة، وتفتح له آفاق سلوك سرمدي.... وتعطي له الحل الخاص والعام....
ألم يكن يوم 18/1/1985م، غريبا، قويا، ساحرا، قويا، باهيا، أخضرا، مشعا، بداية لختام الكرنفال الوجودي، وفتح لأفق جديد، ترتاده البشرية الحائرة، وأنزال لملكوت سامي..
عميق حبي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طريق المهاتما غاندي هو مخرجنا من الازمة (Re: Sabri Elshareef)
|
اخي عبد الغني
تحياتي سيرة الاستاذ محمود عندها بشارة لكل البشرية وشوف الناس
للفكرة لم يفض اي غلاف من اغلفتها حتي تلامذة وتلميذات الاستاذ
ووهب الاستاذ نفسه فداءا للفكر الحر وحرية الانسان
ومافيه من ضيق افق لمفهوم الحياة لا نجد حلا لاسئلته العصية
خاصة لدعاة الدولة الدينية ومغاليي الهوس الديني
الاستاذ له دين علي رقبتي كسوداني وانسان وهب نفسه من اجل
ان اتبع المنهج العلمي والمعرفة وسياتي زمنا تتسق فيه
الاراء وتتموسق النفوس لما ظل ينادي به لقرابة نصف قرن
تشكر هلي المرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طريق المهاتما غاندي هو مخرجنا من الازمة (Re: Sabri Elshareef)
|
عزيزى صبرى تحياتى واشواقى الحارة طريق غاندى طريق رائع بلاشك لكن نجيب لينا غاندى من وين؟ طيب لو ربنا سهل وطلع لينا غاندى سودانى نجيب لينا استعمار انجليزى من وين ومع رئيسكم بوش المصاب بجنون العظمة ولوسة السيطرة على الكرة الارضية ؟ ياصديقى التاريخ لايتكرر بطريقة فوتغرافية .حتى غاندى لوبعث من جديد اظنة سيختار طريقة نضال مختلفة هذا ما تقولة جدلية الواقع. ارجو ان لا اكون قد افسدت عليك تحليقك الحالم فى الماضى النبيل. سلمت لى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طريق المهاتما غاندي هو مخرجنا من الازمة (Re: Sabri Elshareef)
|
عزيزي حسن
تحياتي مرورك شهادة.وجود لي وانت تسلك في طريق اسعاد الانسان والدفاع
عن حقوقه شرفت الدار
لنا غانديوننا علي راسهم شهيد الفكر والحرية استاذنا محمود وازهري
الحاج اسماهو محمود الحلاج لنا وطنيون امثال الشهيد عبد الخالق
وشهيد السلام قرنق عليه الرحمة وفي جبال النوبة يوسف كوه
ومقاتلي شرقنا وغربنا من اجل العدالة والحرية والشريف حسين
رحمه الله لم يهادن اويلادن والمناضل نقدالله شفاه الله
طريق غاندي يحتاج الينا كلنا لنعبد الطريق لي ولك وللجايين
طريق الحرية والمعرفة والتنمية والديمقراطية
محمد ادم مرحب بك ومتابع كتاباتك.وفقك الله وسدد خطاك لنصرت قضايا
الانسان اينما كان
| |
|
|
|
|
|
|
|