|
|
 برغم كل شيء أنا المرأة التي لا تدمع......
|
برغم كل شيء أنا المرأة التي لا تدمع......
قلبي الليلة مرهف كجرح
حزين كالمطر الأسود
حتى الأصوات تؤلمني
حتى كلمات الحنان ترهقني...
قلبي الليلة مرهف كجرح
وكل ما هو أنا يتوق إلى الصمت و السكينة..
ولكن الناس يمارسون الكلام
مستعيضين بالصوت عن المعنى..
يثرثرون...يثرثرون...
ولا يصمتون لحظة واحدة...
ربما خوفاً من سماع صوت أعماقي..
كلمات...كلمات...كلمات...
تتطاير في الفضاء..
سحابة كثيفة من البعوض...
تقتحمني, تكاد تخنقني..
تضيق أنفاسي..
كلمات..كلمات..كلمات...
آه توجعني الأصوات البشرية الليلة..
لو يصمتون لحظة..
و ينصتون إلى صوت الليل..
و صوت تفتح الأزهار الليلية..
و حوار القمر و الأمواج..
في لعبة المد و الجزر..
و صوت السكون..
لقلب سئم لعبة الكلمات المتقاطعة الحضارية..
الملقبة خطأً بالحوار..
آه الصمت..
أتسافرين إلى مدينة الغربة يا انسانة؟
و أنظر في الوجوه التي عرفتها و عرفتني و لا أرى في العيون من يعرفني و يفهم بؤسي و حيرتي, و أنظر لكل الوجوه التي انتظرتني و أجيب بتساؤل:"مدى الحياة؟"
المنفى؟
أينفونني بعد اعتقالي بتهمة الغرق حباً؟
ملسوعةٌ أنا بابتساماتهم , أجلس بينهم غارقة في الجحيم المسموم..
و هل تستطيع المناخات اللندنية احتمال شموسي و برقي و رعودي؟
و هل تستطيع ضم أكبر الكائنات إحساساً بالحب و الحرارة و لهيب الشوق و الحياة؟
و هل تستطيع مدينة كلندن أن تكون موطني؟
بعد أن كانت مملكتي مملكة العروبة و الدفء و الحياة و الحب و الإخلاص و المبادئ موطني؟
و انظر إلى من يفدونني بعيونهم و أبحث في عيونهم عن شيء يشبه ما في عيوني من لوعة و ألم, ولا أجد سوى الرجم بنظرات غاضبة...
كم أنا ميتة في جسد انسانة تتنفس دماً و جرحاً..
أنا طائرة البرق..حرة كالبرق...
صادقة كالبرق...
علنية كالبرق..
مخلصة كالبرق..
و مجروحة كبلاد الشرق..
و أقول بنفسي و لنفسي ليس لدي الآن غيره..
غيره لن يفهمني و لن يعرفني في هذه اللحظة سواه..
وحده الله يعلم ما بي فيرحمني
(....................)
راياتي مسقطة ولن أكتب أكثر فأنا الآن مرهفة كجرح عميق..
أواه ما أصعب الخيبة..
لن أبكي فأنا المرأة التي لا تدمع..
و أردد بداخلي أنا المرأة التي لا تدمع, لا تبكي يا انسانة,,
آه كم أكره أن أكون أنا..
سهام موسى - الرياض
|
|
 
|
|
|
|
seham_musa
Elawad Eltayeb
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست