|
|
 مصداقية نقل المعلومة ............ بقلم حنان باشري / الرياض
|
9/6/2005م
مصداقية نقل المعلومة بقلم حنان باشري / الرياض
أُعلِنَتْ و لله الحمد نتيجة الامتحانات الشهادة السودانية بوزارة التربية و التعليم و نقلها التلفزيون في مؤتمر صحفي ترأسه وزير التربية و التعليم حضره لفيف من أهل العلم و خاصة وزراء التعليم الولائي و الصحافة و الإعلام ,و كانت النتيجة مُشَرِّفة ,ويعلم الله كم فرحنا لها و تابعناها بشغف لأنها في المقام الأول تعني إرتقاءالتعليم في السودان و من هنا نرفع أسمى آيات التهاني و التبريك للمتفوقين و الناجحين و لمن كان وراء هذا النجاح (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) (شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و ألي العلم قائم بالقصد لا أله إلا هو العزيز الحكيم ) و نرى هذا الاهتمام قبل الامتحانات و بعده من جميع قطاعات الدولة و دراسة و مناقشة الأسباب التي تؤدي إلى تفوق ولاية أو إلى تأخير أخرى أو إلى أسباب تعوق عملية التعليم في السودان و إيجاد الحلول المناسبة لها ,إنه لمفخرة لكل سوداني أن يناقش التعليم على مرأى و مسمع العالم من خلال قناة قومية و يرد سيادة الوزير برحابة صدر على أكثر الأسئلة حساسية و نقداَ و يعترف سيادته بالقصور و يعد بالحلول .
ولكن ما يَحِزُّ في النفس ذلك الصحفي الذي يسأل عن تعليم أبناء المغتربين و ما تصرفه الدولة عليهم بالرقم و هو مليار بالفم المليان ,و قد رد عليه مدير عام التعلم أنه غير صحيح جملة و تفصيل ,و أنا أتساءل هل أتى أبناء المغتربين من غير الجلدة السودانية الخالصة ؟هل من ضير أن تهتم الدولة بأبنائها في الخارج أم لأنهم في الخارج يجب أن يظلوا خارج نطاق اهتمام الدولة و نحن المغتربين نعاني الأمرين , و نحن الذي ندفع ضعف الذي يدفعه المواطن داخل البلاد حتى في إضافة مولود لجواز والده و يسأل بكل عنجهية أن نكمل تعليمهم في الخارج و نحن الذي نطالب بمساواة الشهادات العربية و السودانية ألا يكفي يا أخي علّمنا حتى مرحلة الجامعة بدون أن نكلف السودان ريال واحد و يقول أننا بعد الذي يصرفه السودان على أبناءنا للامتحانات في الخارج نعلمهم بالدولار في السودان لماذا لا نحضرهم و نكمل تعليمهم؟؟!.. (مجبورون لا أبطال) و أبسط شيء لو كان كلامك حقيقة يجب أن يستمر حتى يشعر الذين ولدوا بعيدين أن لهم وطنٌ يدرسهم المناهج السودانية حتى يشعروا بالانتماء لوطنهم أليس هذا وحده كافياً لأن تعتني بهم دولتهم لقد قدمنا للسودان الكثير الكثير فماذا قدم السودان لنا و قد قالها المسؤول بالحرف الواحد معلومتك عارية من الحقيقة جملة و تفصيلاً و لو رأينا نسبة الامتحانات التي يسمح بها لأبناء المغتربين إنما نسبة مؤسفة ,تسعة مواقع في جميع أنحاء العالم و هي خمس دول لم تجد مكان صرف يا أخي يجب أن ترشده الدولة إلا هذا ؟ عجبي !!
إني أقولها دائماً و أبداً ,الكلمة قبل أن ننطقها نكون أسياداً لها و حينما نقولها دون تدقيق و تمحيص نصبح عبيداً لها وتصيرُ الفتن و قال تعالى  يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) .
و على ذكر ما سبق يعلم الله لا يطيل مدة اغترابنا غير تعليم فلذات أكبادنا الذين هم ذخر الوطن و كم نتحمل من مآسي الغربة , لو اقتدينا ببعض الدول في التعليم في العالم لكان للسودان شأن آخر .
و لو نظرنا للتعليم في أمريكا لوجدنا مدارس انترناشونل العالمية تدرس نفس المنهج لكل من يحمل الجواز الأمريكي في جميع بقاع الدنيا إذا كنت تدرس في فصل في هنلولو أو في قرية في أفريقيا أو أدغال آسيا تدرس نفس المنهج ولذلك نجد التعليم قوي و متطور للمواطن الأمريكي في داخلها أو خارجها ,هكذا تكون التربية الوطنية و هكذا يكون الانتماء ,لا كتاب الأيام لطه حسين ندرسه تربية وطني لابنائنا و كما قال سيد البشر صلى الله عليه و سلم الحكمة ضالة المؤمن) و لعمري أنه لحديث فوائده تؤلف مجلدات و لكن أين نحن من النظرة العميقة المتفهمة للأمور, دائماً نقاشنا سطحي لا يتطرق لعمق المشاكل و لا من أجل حل مشكلة أصلاً إن وجدت بل من استعراض معلومات جوفاء لمجرد أنه يعرف معلومة هذا الداء مستشري كثيراً في بعض الإخوة السودانيين و إنه لشيء مؤسف و قال صلى الله عليه و سلم و الذي بعثني بالحق نبياً لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابواألا أدلُّكم على شيء ٍ إن فعلتموه تحاببتم؟ : أفشوا السلام بينكم ) و المقصود السلام الأشمل و الأعم ,و المسلم من سلم المسلمين من لسانه و يده .
و نحن المغترين نحمل السودان و من فيه بجميع تفاصيله وهمومه في جميع تفاصيل همومنا هنا في الغربة،أوليس إخوةً في وطنٍ واحد؟! أم يجب أن نكون غير ذلك؟ فلماذا هذا الهجوم على تعليم أبناءِنا الذين هم أبناء السودان؟ أعاننا الله على قول الحق و فعل الخير و ألّف بين قلوبنا جميعاً ,اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً على الذين آمنوا ,و أرزق أهل السودان من خير أراضيه ,و أغننا بفضلك عما سواك و رد كيد أعدائه يا أرحم الراحمين .
ملحوظة : مازالت مشكلة تعليم أبناء المغتربين قائمة و معلقة في الدوائر الحكومية الرسمية و مثل هذه الأخبار (تزيد الطين بلة).
بقلم/حنــان باشري - الرياض
|
|
 
|
|
|
|
ghariba
عادل فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست