|
|
 أغنيات ضد.. ومع النسيان
|
النسيان?.. ?في? ?الأغنية السودانية
بقلم: نشأت الامام
حفلت الأغنية السودانية بالعديد من الصور الجمالية الناطقة،? ?والتي? ?ظلت تعبر دوماً? ?عن رهافة حس هذا الشعب الذواق،? ?وكثير من المفردات كان لها تداول واسع جعلها تتكرر في? ?عدة مواضع وبأحاسيس متباينة أو متفقة نوعاً? ?ما?.. ?والآن في? ?سياحتنا في? ?خضم كلمات الأغنية السودانية نتناول مفردة? (?النسيان?) ?بشتى تصريفاتها واشتقاقاتها ونأمل أن تسعفنا الذاكرة كي? »?لا ننسى?« ?جميل أغنياتنا?..?
نبدأ مع الفنان محمد وري? ?والذي? ?يجعل من خيار النسيان خياراً? ?بعيداً? ?عنه تجاه من? ?يحب،? ?حتى وإن عذبه ذلك المحبوب أو صلاه بالنار حتى،? ?فيغني?:?
لو بالصد أبيتيني
أو بالنار صليتني
أنا لا?.. ?ما بنساك
وفنانا الأنيق حسن عطية? ?يخبر محبوبه أن النسيان لم? ?يتسرب إلى ذاكرته التي? ?لازالت تتقد بذكريات الطفولة والنشأة الأولى?:?
لو انت نسيت?..?
أنا ما نسيت?.. ?نشأتنا الأولى
أيام جهالتنا?.. ?زمن الطفوله
ويرد ابن البادية على تساؤل محبوبه حول نسيانه له،? ?مؤكداً? ?له أن ذلك محال،? ?خاصة بعد حالة الجنون التي? ?اعترت روحه جراء ذلك الحب?:?
ننساك?..?؟?!?
انت?.. ?انت بتتنسي?..?؟
ما انت روحنا وحبنا
سافرنا في? ?عينيك سنين
وأرواحنا بيك متجننه
وعماد أحمد الطيب في? ?أغنية الحقيبة المشهورة،? ?يوثق لذكراه مما? ?يباعد بينه والنسيان،? ?مستعيناً? ?على ذلك بوصف الظرف المكاني? ?والزماني? ?اللذان لازما تلك الذكرى?:?
ما بنسى ليلة كنا تايهين في? ?سمر
بين الزهور?.. ?أنا وانت والنيل والقمر?..?
وكذلك أبو عفان في? ?وكره المهجور،? ?يخبر محبوبه عن تلك الذكرى العصية على النسيان،? ?حتى وإن امكن نسيان ما دونها?:?
إن أنسى لا أنسى?..?
ذكراك? ?يا سلمى?..?
ونرجع لوردي? ?الذي? ?يعلنها بملء الصوت بأن لا قبل له ولا قدرة على? ?النسيان،? ?على? ?الرغم من ارتباط الذكرى بالشقاء،? ?لكن النهي? ?والأمر? -?حتى للذاكرة?- ?بيد المحبوب?:?
أقول أنساك وأنسى شقايا لو قادر
وليل الغربة والهجران بلا آخر
أسيبك كيف?.. ?وانت الناهي? ?والآمر؟?!?
ويأتي? ?تساؤل مفاده?: ?كيف ولماذا أيها المحبوب تنسى؟ فتأتي? ?هذه التساؤلات مشرعة لأبواب من الظنون?.. ?لماذا النسيان؟ فيقول الفنان?:?
مال الزمان? ?يا ناس
مالكم نسيتونا?..?
بدلتوا ريدنا بناس
للدنيا سبتونا؟
فهو? ?يضع احتمال أن? ?يكون هناك حب جديد قد أبدل مكان حبه القديم،? ?لذا فقد تركه محبوبه للدنيا والزمان?..?
ويتساءل زيدان ابراهيم عن صحة ما ورده عن محبوبه بأنه أصبح ناسياً،? ?وينعت النسيان بالظلم?:?
صحي?.. ?اتغيرت انت خلاص
يا سيد روحي? ?والاحساس؟
بقيت ظالم?.. ?نسيت الناس?!?
والكابلي?.. ?يجعل النسيان رديفاً? ?للقسوة?.. ?لأن من? ?يستطيع أن? ?ينسي،? ?بإمكانه أن? ?يقسو،? ?وإلا لما نسي?:?
لو كان الزمن نساك
أنا ما نسيت
أو? ?يوم زمن قساك
أنا ما قسيت?..?
ويعزي? ?صالح الضي? ?النسيان للبعد،? ?إذ? ?يقال أن البعيد عن العين بعيد عن القلب?:?
رحلتوا بعيد نسيتو?..?
الريد والحنان?..?
العشرة الجميلة?..?
أيامنا الزمان?..?
وتعزي? ?سميرة دنيا في? ?هذه الأغنية القديمة التي? ?أعادت بعثها من جديد،? ?تعزي? ?نسيان الحب،? ?إلى تبدل وتغير عام صاحب شخص المحبوب،? ?فبعد الحلم المشترك بالمستقبل،? ?انقلب على عقبيه?:?
كنا بنحلم بالمستقبل?..?
لكن فجأة بديت تتبدل
نسيت الحب في? ?عهدو الأول?..?
ويستدعي? ?الشفيع نكهة تلك الأيام التي? ?تذوق فيها الحب مع خله?:?
يا النسيت أيامنا?.. ?أيامنا
الضقنا فيها? ?غرامنا
ثم? ?يتساءل وهو? ?يكاد? ?ينتحب قائلاً?:?
خلي?.. ?كيف تنساها?..?؟
في? ?الفؤاد ذكراها
للممات نطراها?.. ?ونطراها
وفي? ?المقابلة الرقيقة بين الذكرى? ?والنسيان،? ?في? ?الذكرى المنسية،? ?يبحث النور الجيلاني? ?عن الحنان الذي? ?ولى مع تلك الذكرى?.. ?فيناجيها قائلاً?:?
يا صحو الذكرى المنسيه
من بعدك وين الحنيه؟
أما البلابل فيعملون بحكمة? »?الجزاء من جنس العمل?« ?إن تمنعهن عزتهن من الركون إلى من نسيهن من قبل?:?
نسيتني? ?أنا وخلاص? ?يعني
مافي? ?طريق? ?يرجعني
كل ما أقول أرجع صافي
ألاقي? ?العزه تمنعني
والتاج مصطفى? ?يصل إلى أن النسيان شر لابد منه،? ?وعلى? ?الرغم من اعترافه بتلك المرارة الناتجة عن ذلك لكنه? ?يقول?:?
أنساني?.. ?وأنا أنساك?..?
نتقاسم مرار البين أنا وإياك
ولكن قمة التطرف في? ?الاحساس? ?يحملها لنا الفنان الجابري،? ?وهو? ?يضع حداً? ?للتواصل بينه ومحبوبه في? ?قرار حاسم ونافذ،? ?إذ أنه? ?يؤكد نسيانه لمحبوبه بعد أن أهداه أجمل ما في? ?عمره،? ?ولكنه تنكر لكل هذا?:?
ما نسيناك?..?
جاي? ?تعمل ايه معانا
بعد ما بدلتنا?..?؟
ما سقيناك?..?
أحلى مافي? ?عمرنا
من عواطف وما لقيناك
ويتساءل مصطفى سيد أحمد في? ?مرت الأيام،? ?عن جدوى النسيان كقيمة انسانية واردة الحدوث?.. ?وتساؤله عن استطاعته ذلك،? ?وثانياً? ?حول جدوى ذلك?:?
لو أستطيع أنساك?..?
لو? ?ينفع النسيان?!!?
وأخيراً?.. ?يأخذنا التجاني? ?حاج موسى إلى جدلية التوافق والتنافر،? ?القرب والبعد?.. ?إلى الحد الفاصل بين الذكرى والنسيان،? ?فيقول في? ?تلك القصيدة التي? ?تغنى بها الكابلي،? ?وأيضاً? ?النور الجيلاني?:?
وبين الذكرى والنسيان?..?
مسافة قريبة? ?يا انسان?..?
|
|
 
|
|
|
|
nashaat elemam
waleedi399
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست