المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2005, 09:18 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني

    الآخرون أو The others فيلم تم تصويره فى داخل الغرف ولم يكن بحاجة إلى ملايين الجنيهات لإنتاجه؛ لأنه يقوم فقط على فكرة واحدة؛ أم وطفلاها المريضان بحساسية الضوء يعيشون فى البيت المحكم المظلم منعا للضوء؛ لا يخرجون منه أبدا؛ لاشىء فى الفيلم بطوله سوى تأكيد هذا التوحد وهذه الوحشة وتلك العزلة المختارة فى الظروف المظلمة لأسباب مرضية قاهرة؛ ثم تكتشف الأم وطفلاها فى نهاية الفيلم أن هناك آخرين بالمنزل لكنهم لايرونهم؛ أحيانا يشعرون بهم؛ من تمكن من رؤية الآخرين بهذا البيت هم الأطفال المفترض أنهم لايرون؛ كما ترى أمهم السليمة؛ رأوهم لأنهم كانوا أطفالا؛ فعلموا أن البيت مسكون بأشباح الموتى؛ أما صدمة الدقائق الخمس الأخيرة بالفيلم فهى اكتشاف الأم وطفليها أن الآخرين الموجودين بالمنزل ليسوا أشباحا بل حقيقة لكنهم لايرونها؛ لأن الأم وطفليها هم من ماتوا منذ زمن؛ وأنهم هم الأشباح؛ وأن الآخرين كانوا هم الأحياء؛ ويسعون لطرد أشباح هذه السيدة وطفليها من المنزل؛ كان الآخرون هم الأحياء؛ أما الأنا فقد كان هو الميت. أما الاكتشاف الأهم فهو أن هؤلاء الموتى عندما اكتشفوا أنهم موتى؛ واعترفوا بذلك؛ أمكنهم أن يشاهدوا ضوء النهار دون أن يصيب صحتهم بأذى. أليس هذا الفيلم العجيب فى شأنه المثير للدهشة كالأساطير هو تصوير لحالنا اليوم بين العالمين؟ نحن نخاف على صحتنا العقلية والدينية من الآخر الكافر، لكننا أسرى التخلف والظلام ونتوهم مرضا غير حقيقى؛ قد يصيبنا مع نور الحضارة بالأذى؛ ليصبح السؤال: من هم الأشباح؟؟ من هم غير الحقيقيين؟؟ الآخرون.. من هم؟ الإجابة؛ نحن وليسوا هم. الأحياء هم الذين يعيشون فى النهار بينما أغلقنا على أنفسنا كل النوافذ؛ لنعيش الظلام خوفا على مأثورنا وصحتنا الدينية، متوهمين أننا الأحياء وحدهم والأصحاء وحدهم؛ بينما نحن الأموات. ويتبلور الموقف عندما ينتشر الخطاب الوعظى المشيخى الإسلامى بمعلومة تسرى بين المسلمين؛ تؤكد أن الغرب الكافر الذى يعيش فى نور العلم ونهار الحريات؛ يريد اقتحامنا من الداخل بما يفرضه علينا هذه الأيام من وجوب عمل إصلاحاته وديمقراطيته علينا؛ بما تحمله من إيدز وأمراض وتفكك وانحلال وفساد وشذوذ جنسى وعرى؛ كما لو كنا نحن من يعيش النور؛ أو كما لو كان لنا قوام أصلا يتطلب منهم بذل كل تلك المشقة لهدمه. أو كما لو كانت مبادىء القيم هى مايحدد للمجتمع التقدم الحضارى من عدمه؛ بينما هى فرز هذا التقدم أو التخلف؛ هى نتيجة وليست سببا؛ ولأننا نعتقد حسب مأثوراتنا إنه «إن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا» ؛أو كما لو كانت حضارة الغرب فقط هى الجنس وحده فقط لا غير. نحن نرى الغرب بعيوننا التى لاترى فى حضارتهم سوى الأفخاذ العارية؛ لأننا بين الأفخاذ نركز عيوننا؛ فيكون العيب فى عيوننا وليس فى الأفخاذ. أو كما لو كانت قيم المجتمع ثابتة لاتريم حراكا وهى المتغير الدائب بتغير البنية الحضارية التحتية المتحركة كل يوم باكتشاف واختراع جديد كل ثانية وكل دقيقة وليس كل ليلة. أو كما لو كانت قيمنا التى نعتز بها ونفخر ونريق على جوانبها الدم هى فاعلة لدينا أو لدى غيرنا فى واقع الفعل والحدث على الأرض؛ أو كما لو كانت قيمهم الهدامة قد فعلت فعلها وهدمتهم وجعلتهم يتخلفون عنا ونحن فى المقدمة؛ كلنا يرمى غيره بالحجر وهو بالخطيئة يعيش ويموت؛ لأننا نخشى الفضيحة أكثر مما نخشى الفعل الكاسر المحطم لقيمنا العزيزة الغالية، أننا نحن من نكسر هذه القيم وليسوا هم لأنها قيمنا نحن وليست قيمهم هم؛ نحن الفاسدون من الجذور إلى النخاع؛ لأنهم يعملون بقيمهم ويحترمونها بينما نحن من نكسر قيمنا ولا نحترمها فى الخفاء والعلن. إن الآخر فى بلاد الطاغوت يتآمر علينا بديمقراطيته الفاسدة، كى يشغلنا عن حياتنا وصلاتنا وأسس ديننا؛ و(اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا) هو دعاء العميان فى البيت المظلم؛ فيمكن أن تكون مصيبتنا فى اقتصادنا لا بأس؛ أو أن تكون فى حريتنا وهو أمر غير معلوم فى تراثنا ولامعنى له عندنا؛ أو أن تكون فى كرامتنا المهدرة فى حروبنا مع بعضنا ومع الآخرين؛ لكن إذا تعلق الأمر بديننا فدوننا ودونه الموت، والخراب وحرق الديار وتفجير العمار وزرع الموت بدلا من الحياة؛ بينما رب الدين المفروض أنه صاحبه وأنه حاميه؛ يبدو واضحا بلا لبس أنه قد رفع يده من الموضوع منذ مات نبى الإسلام، وترك للمسلمين شئونهم بعد أن (تركهم على الواضحة). إنهم فى بلاد الطاغوت يتآمرون علينا نحن فى بلاد الرحمن؛ بتسريب علومهم الدنيوية إلينا إفسادا لنا؛ وانظر إلى الداهية الدهياء؛ إن الكتب التى سيدرسها العراقيون فى مدارسهم ستأتى من أمريكا؟؟ والله أفلح إن صدق؛ وإن كان ذلك قد حدث أو سيحدث فأنت، مبخت ياعراق، وليت بلادى تنال من حظك نصيبا. هذا الآخر الطاغوتى فى بلاد الغرب ليس هو من يمكن تحديده؛ وحده بأنه آخر؛ فمن الآخرين من يعيشون بيننا فى بلادنا يعبدون الله ويعتبرونه واحدا؛ لكنهم الضالون.. آمين. ومنهم من يقول لا إله إلا الله ويضيفون إليها أن محمدا رسول الله وآمين أخرى؛ ورغم ذلك فهم آخر؛ لأنه قد شق عليهم ذبح بيت النبى فاستخدموا حقهم بتفعيل الحديث الصحيح وأضافوا الشهادتين؛ أن الإمام على ولى الله؛ فخرجوا من الفرقة؛ من القبيلة السيدة الناجية؛ أصبحوا آخر. وقس على ذلك؛ المرجئة، المعتزلة؛ الخوارج، الباطنية المعطلة؛ الروافض؛ الإسماعيلية؛ الزيدية؛ النصيرية؛ وبالطبع وبدون أية توضيحات المسلمين العلمانيين الليبراليين. كلهم آخر لأنهم فى سلوكهم وأفعالهم وكلامهم غير مختومين بختم التجديد الوهابى للمذهب الحنبلى المفضل من أهل السنة والجماعة؛ والصحيح وحده لأن بيده جغرافية الإسلام؛ وبيديه الأرض المقدسة فى الحجاز. وهؤلاء هم الأجدر والأولى بالتصدى لهم لتطهير البلاد منهم والاستيلاء عليها بعد إبادتهم لتوحيدها تحت الراية الوهابية الحجازية؛ ليضربوا الطاغوت الأكبر بعد ذلك فى بلاد الكفر ضربة رجل واحد؛ فيتفرق دمه بين القبائل. إن جهاد الآخر فى ديار الإسلام ممن يتسمون بالمسلمين هو فرض على المسلمين جميعا؛ وقتلهم وسبى نسائهم وركوبهن وأخذ بنيهم وبناتهم رقيقا هو الطاعة الكاملة لرب الإسلام (انظر مجموع الفتاوى لابن الباز- مكرر بطول الكتاب عن عمد وقصد؛ كذلك انظر الدر الثمين لابن عثيمين- مكرر بدوره بذات الطريقة). ووفق ماتنصح به هذه الفتاوى المسلم الحقيقى (الوهابى) هو لزومه عدم الكف عن هذا الآخر ولا ساعة واحدة؛ حتى يصبح مطابقا بالكلية فكرا ورأيا وسلوكا وحركة وحزبا وإماما وجماعة للفرقة الناجية بالحجاز؛ أو يقتل وتسبى ذراريه ونساؤه وتنهب أمواله وممتلكاته وتدمر مقدساته وتمحى حتى تسوى بالأرض كما العتبات المقدسة الشيعية فى العراق مثلا أو كمقامات السيدة زينب والحسين والمرسى أبو العباس والقنائى والطرطوشى والسيدة عائشة والسيدة نفيسة بمصر؛ كلها يجب أن تصبح أثرا تسوى بالأرض بعد عين. الآخر قد يكون مسلما موحدا مؤمنا حاجا قانتا فعالا للخير مناهضا للشر؛ محبا للجمال صفة الله وبالحق اسم الإله الجلالى؛ لكن كل ذلك لايشفع له؛ وربما دفعه الإسلام المارق أن يبدع وينتج ويبهج ويشرف وطنه؛ وهذا كله مصيبة فى حد ذاته لأن الوطنية فى كتب التوحيد السعودية هى خط كفرى منقول إلينا من أرض الطاغوت؛ لهذا لم يشفع لفرج فودة حبه لإسلامه ووطنه؛ ولم يشفع لنجيب محفوظ تشريف وطنه بجائزة نوبل؛ فقتل الأول وطعن الثانى. إن الراحل فرج فودة؛ أو نجيب محفوظ؛ لم يكونا ضمن القبيلة؛ ولا يستمعان لنفس الفقيه؛ ولايثبتان أتباعهما ذات المذهب لهذا أيضا لاتشفع للشيعة صلاتهم فى مساجدهم فيفجرونهم أيام الجمعة المقدسة؛ لأنهم غير مطابقين للمواصفات الحجازية القياسية؛ لذلك حق عليهم الموت سلخا وجزا وقطعا وتفجيرا؛ مع مقبلات من نوع تقطيع أوصال المندائيين ومشهيات من المسيحيين من بعض الأوردفر من الآشوريين. مشكلة فى الفكر الإسلامى متوارثة؛ وهى إلقاء الكلام على عواهنه دون تدقيقه وتحديد المفهوم منه. كان بإمكان العربى أن يقول لك سأمر عليك بعد العشاء؛ فتنتظره إلى الفجر؛ الدقة فى عالم الصحراء الفسيح بلا معنى؛ الخليفة المأمون عند قدومه مصر لقمع الثورة المصرية طلب من أحد أتباعه الصعود إلى قمة هرم خوفو ليقيس له المساحة المسطحة العليا فوقه؛ هبط فقال له: مساحتها مبرك ثمانية جمال. الهرم الذى بنى بدقة المليمتر والجغرافيا الأرضية والفلكية والكونية مسطحه الأعلى مبرك ثمانية جمال؟!! انظر معنى المساواة المدقق بمثال شارح «كأسنان المشط» وائتنى من تاريخ الحكم الإسلامى بمثال واحد لأسنان المشط أو ما يشير إلى المساواة كما نفهمها اليوم ولكن يمكن فهم المعنى من نقيضه، وهو ما كان المطبق فى الواقع، إن مايفسر مفهوم المساواة قد تجده فى معنى الآخر الذى لايطابق الجماعة فى كل التفاصيل صغيرة أو كبيرة. غير مسموح بأية مخالفة حتى فيما تأكل من أصناف الطعام؛ رغم أن أهل النعمة فى الحجاز قد ذهبوا مع النفط إلى مطاعم الخمس نجوم؛ وتركوا البركة لنا فى الثريد؛ وأن نتأدب بآداب المائدة الإسلامية؛ فتضع يسراك تحت فخذك الأيسر لأن لها وظيفة أخرى تستخدم فى الخلاء؛ وتسمى الله ثم تأكل بيمينك؛ وتأكل مما يليك؛ وتمص الماء مصا. ملبسك؛ شعرك؛ نعلك؛ قولك؛ كله يجب أن يكون مطابقا للمواصفات الحجازية القياسية. مع الوهابية لامجال لنصحك بمطابقة فكرك بفكر الجماعة ورأيك برأى الجماعة؛ لأنه غير مطلوب أن يكون لك رأى؛ أو أن تفكر أصلا؛ فكل شىء منصوص عليه فى الشريعة؛ وضعه الله وجاء فى السنة وأحكمه الفقه ورتبه وزاد عليه؛ ودعمته الفتوى على تضاربها تأتى من كل فج عميق وبعد كل هذا تريد أن تفكر؟! إذن فقد هلكت ياغر يامفتون!!! إن الله الذى هو الأدرى بمصلحتك قد قنن لك ووضع سره وعلمه عند مشايخ الإسلام ليعفيك من مهمة التفكير المزعجة؛ وأنت لست أفضل من السلف الصالح صحابة الرسول الأتقياء الورعون المؤمنون المبشرون بالجنان؛ وبقية الصحابة والتابعين؛ وتابعى التابعين. ولأنهم كانوا كذلك؛ وقعت كل ألوان الفتن مبكرا؛ وكانت القلاقل والحروب هى القاعدة الدائمة؛ لأنه كان طبيعيا أن يفكر الصحابة فى شئون مابعد توقف الوحى وموت النبى وطوارىء الفتوحات؛ وعندما فكروا أصبح كل واحد بفكره مخالفا لزميله؛ أصبح آخر برأيه الجديد؛ ومن هنا حق قتاله وقتله. ولهذا أسموها الفتن؛ فقالوا الفتنة الكبرى لعدم التمكن من تحديد الجانى من المجنى عليه؛ فكلهم صحابة كرام، وقالوا الكبرى لأنه كانت هناك فتن صغرى، بدأت بالسقيفة؛ وشن الحرب على مانعى الزكاة. وجاءت بعدها فتن أيضا استباحت مدينة الرسول وهدمت الكعبة وأحرقتها. رغم أن اتخاذ الأمر بالقتال تقوم به وتشنه الفرقة على الأخرى منذ الخليفة الأول؛ فإن تحديد من يكون هو الأنا ومن هو الآخر كانت تتوقف على من يحسم المعركة لصالحه فيكون المهزوم هو الآخر الكافر يصبح هو الفرقة الباغية؛ وقد بغت لأنها قد فكرت ورأت لنفسها رأيا فى الدين أو الدنيا والدليل على بغيها هزيمتها وذلها؛ وكان يمكن ألا تحدث الفتن ويمر كل هذا بسلام لو لم يستخدم الدين من كل الأطراف المتحاربة ليصبغ شريعته على الأنا ويسلبها عن الآخر. فكل شىء منصوص عليه والتفكير يتم فيما هو غير منصوص عليه؛ ولم يكن موجودا زمن تواجد الوحى؛ لم يكن عليه التفكير كان عليه التزام الموجود قديما ولا عليه من أحداث الواقع المتغير؛ فلتتغير؛ ومالنا؛ وما علينا؛ إن فكرنا بغينا؛ مما يتطلب القتل والجز والسلخ. عندما فكر المسلم لم يعد يتطابق مع فكر المسلم الآخر، والتطابق لابد أن يماثل ويطابق الأصل القدسى؛ لذلك عندما رأى المسلم رأيا بعقله واعتبره دينا، وغيره ليس كذلك؛ غيره آخر؛ وبما أن الجميع حاول بفكره أن يقول أن مايقوله هو وحده المطابق للشرع؛ فإن النتيجة كانت لابد أن تكون حربا من أجل الدين ذاته. من هنا أصبح اختلاف الرأى ناتجا عن التفكير؛ ومن هنا أصبح أى تفكير باعثا على الاختلاف عن الأصل؛ لأن المشترك بين الجميع كان نصا واحدا يريد كل منهم أن ينتصر به لقضيته. لذلك جرت الفتن مع الدماء أنهارا عندما جعلوا من شئون الحياة والسياسة التى هى من خصوصيات البشر خصوصيات ربانية. وهو مايفسر لنا ظهور النظام الديمقراطى البدائى لدى الشعوب الوثنية كما كان عند الرومان قبل الإسلام بقرنين وألف من السنين؛ لأن رجال الدين كانوا أفرادا عاديين وأفكارهم وآراءهم وسلوكياتهم لم تكن أمورا مقدسة أو ملزمة؛ فكانوا أحرارا فى حياتهم يصوغونها كما شاءوا. أما مجتمع المسلمين بإصراره على مطابقة النسخة الأصلية واعتقاده بصحة هذه المطابقة وكفر غيره فقد تحول كله إلى مجتمع الآخرين؛ كل منهم آخر؛ كل مخالف آخر؛ كافر يلزم قتله؛ فهو من الفرقة الهالكة والقاتل هو من الناجية. غاب الفكر الحر؛ وغابت معانى الحقوق الإنسانية؛ غابت الديمقراطية التى كانت مهمتها تجادل الآراء للاتفاق على رأى واحد يتفق عليه الجميع وبقى الفكر الدينى وحده الذى فرق المسلمين فرقا وشيعا وقتلا وذبحا وتقتيلا فى سبيل الله؛ والله من كل هذا براء. عند المسلمين غابت آلية الحوار وآليات إصدار القرار؛ وآلية سيادة رأى الأقلية؛ وغابت آليات تنظيم الدولة دستوريا؛ فتميز تاريخنا بالحروب الداخلية والفتن؛ وقتل الحكام سبيلا وحيدا لتبادل السلطة بدلا من الانتخاب والاستفتاء . كان الرومى يجمع المواطنين تحت مظلة المساواة وفق قانون مدنى اتفقوا عليه وتعارفوا وقبلوا جميعا به. أما القانون الإسلامى الشرعى فيطرد حسب كل فريق جميع الفرق الأخرى فمزق المجتمع وتحول على يد أصحابه من نعمة مهداة إلى نقمة ومعاناة دائمة. تعريف الآخر عندنا لم يصدر به بيان لكن نستشفه من فعلنا وأى قوانين نمارس. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ لم تعد تكفى لإثبات صحة إسلامك اليوم؛ لابد أن تشهد بصدق ابن عبدالوهاب وابن البنا وابن قطب وابن عاكف وابن قرضاوى وابن هويدى؛ وابن الغنوشى وابن الترابى.. أصبح شرط الإيمان بقدر مطابقته لما يرى المستبدون على الجماعه الزعيمة؛ أن تكون عضوا فى الشلة أو العصابة؛ كان هذا هو منطق العربى فى الجاهلية. القرآن اعترف بالآخر وقال أن تلك إرادة إلهية وأنه جعلنا قبائل وشعوبا لنتعارف ونتعايش بسلام مع الآخرين؛ بينما فهم المسلمون أن المساواة أن تكون نسخة كربونية تطابق قوما ماتوا منذ أكثر من ألف عام؛ وأن نتبعهم فى كل تفاصيل ودقائق حياتهم فيكون الحى قد عاد إلى زمن مات ليموت هناك وجسده حى بيننا؛ ودون أن يحيا الميت المطلوب استعادته بالفعل؛ لم يأت ليحقق لنا معجزات تحققت فى زمنه بالعزة بعد المذلة. إن مشهد الواقع الإسلامى الآن وخاصة منه العربى؛ يشير إلى أشباه بشر فى قاع الأمم المتخلفة؛ مما يؤكد أن السلف الذى استدعيناه ليس بإمكانه استيعاب زماننا ولافهمه ولاكيف يعيش فيه.. وهو والموت واحد؛ ويبقى الحى منا فى القرن السابع الميلادى.. بينما من يشق المستقبل نحو النور فى الزمن شقا.. هو الآخر الملعلون فى بلاد الطاغوت.

    سـيد القمنى
                  

06-07-2005, 03:14 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ صبرى
    كل التحايا
    مجهودك مقدر فى رفد المنبر واثرائه بالمواضيع الفكريه المهمة التى ترتقى بالوعى وتعم بها الفائدة.
                  

06-07-2005, 05:25 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا يا مطر

    المعرفة والانارة هم جميل

    ومن عمل بما علم اورثه الله ما لا يعلم

    لك ودي واشواقي
                  

06-07-2005, 01:40 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    ;;;;;;;;;;;;;;
                  

06-07-2005, 02:08 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    Food for the mind and the soul

    Thanks Sabri for an XLNT read
    keep them coming
                  

06-07-2005, 02:14 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    ميرفي

    شكرا وبيناتنا الكلمة المفيدة
                  

06-10-2005, 12:42 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقال الاسبوعي لسيد محمود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    0000000000000000
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de