|
|
 أيام في هولندا .. وسـودانيون لا يشبهوننا !!
|
أنه ملف صغير لعرفان ووفاء كبيرين ليس الا ..
وذلكم أضعف الايمان عندي ..
** ** ** ** **
ربماأكون أكثر صدقا ـ على الأقل مع نفسي ـ حينماأقول بأنني هناك
قد قابلت سودانيين لا يشبهوننا حقا !!!..
كانت دعوة كريمة من مجموعة طيبة ابتدرها صديقي صاحب الأنامل
الذهبية وعازف الأورغ الانسان ( بدر الدين عجاج ) ثم تلقفتها
بمعيته كوكبة ضمت أناسا كانوا من طينة لا تشبه كل السودانيين
ولكنها تحتفظ بينهم بمذاق خاص ولون خاص وطعم خاص ورائحة خاصة
وهنا تكمن فوراق الشبه الكبيرة !!!!..
عشت بينهم وأنا أتقلب في نعيم ودهم .. وأستنشق عبير محبتهم..
وأنعم بصفاء لقاءاتهم بين مدن امتدت مساحة بين ( أمستردام)
و( روتردام) و(أوترخت ) وحتى حدود ألمانيا المجاورة ..
فقد كانوا هؤلاء الاخوة والاخوات هناك بمعيتي فراشات لونت أيامي
بينهم وسقتني من طهر كرمهم .. وأغرقتني في فيض وفادتهم ونبل مشاعرهم ..
ألتف حولي جمعهم الكريم التفاف السوار بالمعصم حتى كدت أنسى
نفسي بينهم وفي أي بقعة من بقاع هذا العالم الفسيح أنا..
فمن زار هولندا منكم يعرف كم هي مسبحة من مدن ساحرة :
المحلات الأنيقة .. والمفارش الزاهية .. والأشجار التي تنام
على الطرقات . والكباري الطائرة . وأسراب الدراجات الهوائية..
والأنفاق التي تتلوى كالثعابين . والبنايات الملونة المزخرفة
الشواهق .. والشوارع الأنيقة النظيفة التي تفصح عن شعب وحضارة ..
شوراع تزين ازقتها وحواريها مواكب الزهور التي تصاحبك أينما التفت
وحيثما حللت وكيفا سرت ..
أما أكثر الأيام رسوخا بالذاكرة ـ ابان رحلتي الممتدة لأكثر من عشرة
ايام ـ فهي ـ دون شك ـ ذلكم اليوم الذي قضيت منه بضع ساعات وأنا أعايش
الدهشة والذهول .. ناسيا لنفسي .. ومنفصلا عن الوجود من حولي ..
أنها ساعات الرحيل في أودية عبقري هولندا الخالد
وابنها الذي بنى لنفسه مجدا خلد به نفسه منذ ميلاده
في 30/3/1853م وحتى رحيله يوم 27/7/1890م ..
أنه الفنان الأسطورة ( فان جوخ ) الذي استطاع بريشته
أن يستنطق الطبيعة ويخلد منها لوحات ما ان يقف الأنسان
أمامها حتى يحس بأنه أمام طبيعة تتحرك وشجر يتثنى
وصفق يرقص وجداول وأنهار وبحار تكاد تنساب مياؤها
متدفقة ترش على وجهك وانت تقف أمامها مذهوا ومذهولا
لا بل و( مسطولا !!) ..
فهولندا كان يكفيها فقط أن يكون منها رجل بقامة هذا
الفنان العبقري الخالد ..
كل لوحة من لوحاته حكاية .. وكل سطر في قصة حياته المكتوبة
باللغتين الهولندية والانجليزيةفي لوحات كبيرة هناك في أكثر
من طابق من طوابق متحفه الخاص به .. وفي كل طابق منها رواية
تحكي عن أساطير كان هذا العبقري بطلها الوحيد .. ليظل هكذا
حتى رحيله الذي كان دراميا محزنا !!!!!! ( أطلق الرصاص
على صدره !!!!!!!!!!!!!) ..
فقد قرر ـ وبارادته الحرة ـ أن يضع حدا لحياة حافلة
بعطاء لو كان يدري أنه سيخلده اهله به بعد موته
لما كانت تلك النهاية المأساوية لحياته بعد تجوال
في كثير من بقاع الدنيا : هولندا وفرنسا والولايات
المتحدة الاميركية .. ثم الصداقات التي بناها بين
كل تلك البقاع والآثار التي تركها وراءه فيها ..
وهنا يتوقف قطار ( الفصل الاول ) من كتاب حب وريح
وريحان اسمه (أيام في هولندا وسودانيون لا يشبهوننا ) ..
وللحديث بقية مدعومة بصور جمعتني ـ شعرا ونثرا
وطربا ـ بأخوة وأخوات لي سيعيشون في خاطري
ووجداني مابقيت حيا ..
فحتى ذلكم الحين لكل من يمر من هنا سلامي
وعاطر ودي وعظيم تقديري ..
واليكم ياأهلي في هولندا انحناءاتي ..
خضرعطا المنان
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام في هولندا .. وسـودانيون لا يشبهوننا !! (Re: خضر عطا المنان)
|
الفصل الثاني :
وفي هذاالفصل أرجو أن يسمح لي الجميع من متابعي هذا البوست / أعضاءا وزوارا / بأن
أفرد بعض أسطري للحديث عن فنان أنسان حلق بي بعيدا الى زمان (السودان الذي كان !!!)
رجل بشوش تتضاءل أحرفي أمام قامته وتصغر ..
رجل لم يكتفي بملازمتي طوال أيام رحلتي فحسب وانما أصبح لي دليلا سياحيا وكاشفا لشخصي
عن كثير من خبايا المدن الهولندية ومعالمهاالسياحية والسياسية والتاريخية والترويجية
والترويحية المعروفة عن مدن كنت أسمع عنها قبلا و لم أكن أتوقع أن يأتي يوم لأكون
أحد القاطنين بها ولو لأيام معدودات ..
رجل ترك بعضا من مشغولياته اليومية من أجل يكون ملازما لشخصي ومرافقا لي في كل خطوة
كنتها هناك ..
رجل اذا غنى أطرب > وأذا تحدث أشجي > واذا ضحك أشعرك بكم أن هذه الدنيا يمكن أن تكون
حولك أشراقا وبهاءا .. فهو فنان يغني من داخل شرايين الابداع الممكنة .. يتحدث
بفن واصغاء بديع .. يدهشك حين يضحك .. ففي ضحكته أرتواء لعصب الحياة اليابس فينا ..
رجل فتح لي باب بيته المضياف .. وأبي الا أن يخصص لي غرفة فيه كم اشعرتني بدفء
طالماأفتقدته منذ أن فارقت أرض وطن مختطف قبل سنوات خلت ..
حبيب صادق .. له رفيقة درب واخت احن ومحن واشراق وجمال ..أخت فاضلة طموحة لم تكتفي
بشهادة جامعة الخرطوم او دبلومات حملتها بعدها في ساحات أخرى .. ولكنها لا تزال
حتى اللحظة تركض وراء العلم والتعلم في ساحات طموح لم يلهها عنه او يشغلها تربية
عصفيريهما الجميلين المهذبين ( رزين الرزين ) و ( يزن الصغير الأمير ) ..
رجل برفقة هذه الاخت الفاضلة ( بت القبايل والاصول ) ينسجان معا عشا زاهيا لحياة آمنة
مستقرة تزين عروشها ملامح مستقبل لامع لهما ولعصفوريهما الهادئين والمنسجمين معا في ود
عجيب ووئام أدهشني واستوقفني طويلا .. فلم أملك أمام كل ذلك الا الدعاء اليهما
بطول العمر والتوفيق في هذه الحياة التي تمضي بالجميع قدما دون ان يتوقف لها ترس .
أنه صديقي الحبيب .. ابن (توتي) الجميلة وموجة من أمواج شواطئها الأنيقة ونسمة تراقص
(بنطونها) المتهادي فوق موج نيلنا الخالد ..
أنه ياسادتي / سيداتي فناننا المطرب الشاب الرائع ( عبدالعزيزخطاب ) ..أحد نخلات
بلادي الشامخة في هولندا .. بلاد الزهور والحدائق والحقول .
وكل ماقلته عن الرجل هنا قطرة في بحر مما احسه تجاهه ورفيقة دربه الكريمة ..
كان ( خطاب ) بالنسبة لي ـ طوال أيام وجودي هناك ـ عصا أتوكأ عليها كلما تعثرت خطاي
بحثا عن معلم من معالم هولندا..
فله ولها مني تحيات اعزاز مجللة بعظيم ودي وتقديري ومجلوة بصالح الدعوات لهما
ولصافيرهما الجميلة ( رزين ويزن ) ..
وللحديث بقية ..
خضرعطا المنان
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام في هولندا .. وسـودانيون لا يشبهوننا !! (Re: خضر عطا المنان)
|
مدخل :
*****
وصلنا الان الى الفصل الثالث من هذا ( الكتيب التوثيقي) لزيارتي لبلد ترك في نفسي
انطباعا طيبا : سودانيين هناك .. مناخا .. بهاءا .. فنا .. جمالا .. نظاما .. نظافة ..
خضرة .. بنايات .. انضباط عام .. مراكز تسوق أنيقة ومنتشرة هنا أوهناك .. حيث
لافرق فيها بين ماهو في قلب المدينة وماهو كائن عند أطراف الريف ..
واذا كنت في الفصل الاول قد دلفت الى الحديث عن انطباعات عامة عن هولندا ..
وتناول الفصل الثاني الرجل الانسان الفنان عبدالعزيز خطاب ..
فالأمانة تقتضي علي ان أعرج على واحد من أعمدة أسرة كبيرة أفرادها هم كل
أهلي الكرام في بيتي الأنيق والمضياف ( sudaniyat.net) ..
انه ابن عمي ( شيخ مشايخ البكايين !!!!!!!) السنجك الأصيل خالد الحاج ..
فالرجل مشبع بروح الدعابة ومتسربل بنقاء تحسه منذ أول وهلة تلتقيه فيها ..
كان خالد ثاني أثنين ممن فتحوا لكوكبة طيبة من السودانيين بابا ما كان يمكن لهم
الأ يجدوه لولاهما : ( خالد الحاج ) والفاضلة الانسانة والتي لم تسعدني الظروف بالالتقاء
بها حتى الآن ( حنينة ) ..فهما معا من أوجد نافذة مشرعة لجمع كريم من أخوة واخوات
من أبناء وطني .. منهم من هو في المنفى ومن هو في عداد القابضين على الجمر
بالداخل ..
( خالد الحاج ) انسان تسربله روح قلقة بشأن ( سودانيات ) تقوم على حرص واضح على
ان يكون موقعا جامعا ومنتدى أخويا تسوده المحبة والاحترام المتبادل بين كافة اعضائه ..
وهذا الحرص من الرجل كثيرا ما أدخله مع البعض في ( سوء فهم11) كانت دائما
مؤشرات حسن النية تقف وراءه !!!!!!!!!.. وتلك محمدة كبرى له وليس عيبا فيه .
واذا كان الاخ الكريم ( بكري أبوبكر ) قد أضاء الطريق امام الكثيرين لانشاء مواقع لهم
على غرار حوشه الشامل ( سودانيزأون لاين ) .. وسارت على الدرب نفسه الاخت
الفاضلة (سارة منصور ) في بيتنا الآخر ( سودانيزأون لاين دوت كوم )..
فقد كان خالد أيضا ممن أخذوا بالقفاز مبادرا لبناء بيت تجمع فيه نفر تسود بينهم
ـ في الغالب الأعم ـ روح الأسرة الواحدة .. وذلكم ما لمسته خلال زيارتي الى هولندا
حيث المعقل الكبير لأعضاء هذا الموقع الوطن ..
وفي اطار انصافي للرجل ودون اية مجاملة فأنه يسهر الليالي رغم ظروف عمله ليراجع
كل ليلة ـ وأحيانا حتى مشارف الاصباح ـ أحوال الموقع للرد على اي استفسارات
من هنا أو هناك .. وتأمين ( تحصين ) الموقع تفاديا لأي اختراقات مسيئة أو غير
لائقة أو ( تهكيرات طارئة !!!) .. وذلكم ما رأيته بام عيني حين أستضافني الرجل
في بيته العامر ورفيقة عمره التي تقف بجانبه وتؤازره في كل مراحل تلك المهام
الادارية لموقع هو في نهاية المطاف ( شارع !!!!!!!!) قد يكون منضبطا احيانا
وقد لايكون كذلك في كثير من الاحيان !!!!..
كما ان للرجل طموحات كبيرة بشأن (سودانيات ) يأمل من خلالها أن تكون يوما مرجعا
لاجيال قادمة وكتابا يوثق لمرحلة تشكل اجمالا منعطفا تاريخيا حادا في المسار السياسي
لوطن أستولت عليه بليل ( عصابة اسلاموية مهووسة!!!) قادته لمهاو سحيقة لا يعلم غير
الله الى أين يمكن ان تنتهي به في مقبل الأيام !!!!..
والحديث عن ( خالد الحاج ) لا يمكن الا ان يكون حديثا عن رجل مسؤول يكثر
من الحرص على تحمل هذه المسؤولية في ادارة ( شارع ) مليئ بصالحنا مثلما
يمكن ان يعج بطالحنا !!!!!!! فجميعنا هنا بشر وليسوا ملائكة .
*********
وحتى الفصل المقبل من كتيبي ( أيام في هولندا ..و سودانيون لا يشبهوننا ) ..
للحديث عن أؤلئك الذي تسابقوا في كرمهم الحاتمي ـ لا بل السوداني الأصيل ـ
لشخصي البسيط .. وفتحوا لي أبواب دورهم وأفاضوا في ترحيبهم بي ومعهم
رفيقات دربهم أخوات كريمات أكن لهن أصدق ودي واحترامي اللا محدود ..
وحتى لاأكون جاحدا او ناسيا فسأخصص فصلا عن ( العزابة !!!!!!!) الأفاضل الذين
كشفوا لي بأنهم ليسوا أقل كرما و ( طباخة !!!!!!) ممن ينعمون بالعيش مع رفيقات
حياتهم وعصافيرهم الانيقة ( العيال ) ..
وحتى ذلك الحين .. للجميع محبتي .. ولكل أهلي في هولندا سلامي بلا حدود ..
خضرعطا المنان
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر عطا المنان
altahir_2
Osman M Salih
Saifeldin Gibreel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست