خطب الديكتاتور الموزونة - محمود درويش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2005, 05:18 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطب الديكتاتور الموزونة - محمود درويش

    خطـاب الجلوس‎ : ‎
    سأختار أفراد شعبى ،‎ ‎
    أمى ومن مذهبى،
    إذن أوقفوا الآن تصفيقم كى تكونوا
    سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا‎ ‎
    قفوا أيها الناس ، يا أيها المنتقون‎ ‎
    لكل فتى امرأة‎ ‎
    وتأتى الصبية من بعد . لا ثالث‎ . ‎
    فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام
    سأختار من يستحق المرور أمام
    ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري‎ . . ‎‎ ‎
    ‎ ‎لنصلح سيرة حواء .. نصلح أحفـاد آدم‎.‎
    آدم‎ . ‎
    سأختار أصلحكم للبقاء‎ . . ‎
    وأنجحكم فى الدعاء لطول جلوسي فتيًا‎ ‎
    لما فات من دول مزقتها الزوابع‎ ! ‎
    لقد ضقت ذرعًا بأمية الناس‎ . ‎
    يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي‎ ‎
    من الفقراء‎... ‎
    وسرب الذباب وغيم الغبار‎. ‎
    وعار وجائع‎ . ‎
    فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى‎ ‎
    والناجحين‎ .. ‎
    وتبًا لوحل الشوارع‎ .. ‎
    سأختاركم وفق دستور قلبي‎ : ‎
    فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،‎ ‎
    ومن كان منكم طبيبا ..أعينه‎ ‎
    سائسا لحصاني الجديد‎. ‎
    ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه‎ ‎
    النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا‎ ‎
    لصك النقود‎ . ‎
    ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا‎ ‎
    للفضائح‎ ‎
    ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح‎ ‎
    ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب‏‎ ‎
    ـ فلينصرف‎ ‎
    ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء‎ ‎
    فلا وقت عندى للقمح والكدح‎ ‎
    ولأعترف‎ ‎
    أمامك يا أيها الشعب .. يا شعبى‎ ‎
    المنتقى بيدى‎ ‎
    كرهت جميع الطغـاة‎ .. ‎
    لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة‎ ‎
    ومن أجل أن ينهض‎ ‎العدل فوق الذكاء‎ ‎
    المعاصر‎ ‎
    لابد من برلمان جديد ومن أسئلة‎ ‎
    مواطن ؟‎ ‎
    ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص‎ ‎
    وأعمى وجاهل ؟‎. ‎
    وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم‎ ‎
    أيها النبلاء‎ ‎
    وبين الرعاع ..اليتامى.. الأرامل ؟‎!. ‎
    وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟‎ ‎
    هل يذهبان إلى الاقتراع معا ،‎. ‎
    كى يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟‎ ‎
    وهل أغلبيتكم أيها الشعب ،هم عدد لا لزوم‎ ‎
    له‎ ‎
    إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن‎ !! ‎
    إذن‎ ‎
    سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا‎ ‎
    واحدا‎ . ‎
    كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم‎ .. ‎
    سأمنحكم حق أن تخدمونى‎ ‎
    وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم‎ ‎
    وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى‎.. ‎
    سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في‎ ‎
    كل عام جديد‎ .. ‎
    سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على‎ ‎
    موت قط شريد‎ ‎
    تريدون‎ .. ‎
    على أى جنب تريدون .. ناموا ،‎ ‎
    لكم حق أن تحلموا برضاى وعطفى .. فلا‎ ‎
    سأمنحكم حقكم فى الهواء.. وحقكم فى‏‎ ‎
    الضياء‎ ‎
    سأبنى لكم جنة فوق أرضى‎ ‎
    ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى،‎ ‎
    وانى أحذركم من عذاب الحسد‎! ‎
    ولا تدخلوا فى السياسـة .إلا إذا صدر الأمر‎ ‎
    عني‎ . . ‎
    لأن السياسة سجني‎.. ‎
    هنا الحكم شورى ..هنا الحكم شورى‎ ‎
    أنا حاكم منتخب ،‎ ‎
    وأنتم جماهير منتخبة‎ ‎
    ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة‎ ‎
    وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه‎ . . ‎
    اصطفاه .حماه من الأغلبية .والأغلبية‎ ‎
    متعبة متعبة‎ . ‎
    ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد‎ ‎
    نهب‎ ‎
    وغازل زوجة صاحبه أو زنا ، أو غضب ،‎ ‎
    ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر‎ ‎
    للحاكم المنتخب ،‏‎ ‎
    ومن واجبى أن أوافق من واجبى‎ ‎
    أن أعارض‎ ‎
    فالأمر أمرى والعدل عدلي و الحق ملك يدى،‎ ‎
    فإما إقالته من رضاى‎ ‎
    واما إحالته للسراى‎ ‎
    فحق الغضب‎ ‎
    وحق الرضا ، لى أنا الحاكم المنتخب‎ ! ‎
    وحق الهوى والطرب‎ ‎
    لكم كلكم .فأنتم جماهير منتخبة‎ ! ‎
    أنا .الحاكم الحر والعادل‎ . ‎
    سننشئ منذ انتخابى دولتنا الفاضلة‎ ‎
    ولا سجن بعد انتخابى ولاشعر عن تعب‎ ‎
    القافلة‎ ‎
    سألغي نظام العقوبات من دولتي‎ ‎
    من أراد التأفف خارج شعبى فليتأفف‎ ‎
    من شاء أن يتمرد خارج شعبى فليتمرد‎ .. ‎
    ‎..‎فالشعب حر‎.. ‎
    ومن ليس منى ومن دولتى فهو حر‎.. ‎
    سأختاركو واحدا واحدا مرة كل خمس‏‎ ‎
    سنين‎ .. . ‎
    وأنتم تزكوننى مرة كل عشرين‎ ‎
    عامًا إذا لزم الأمر‎ ‎
    أو مرة للابد‎ ‎
    وان لم تريدوا بقائى ، لاسمح الله‎ ‎
    إن شئتم أن يزول البلد‎ ‎
    أعدت إلى الشعب ماهب أو دب من سابق‎ ‎
    الشعب‎ ‎
    كى أملك الأكثرية .والأكثرية فوضى‎..‎
    أترضى أخى الشعب‎ ! ‎
    ترضى بهذا المصير الحقير أترضى؟‎. ‎
    معاذك‎ !! ‎
    فد اخترت شعبى واختارنى الآن شعبى‎.. ‎
    فطوبى لكم .. ثم طوبى لنا أجمعين‎ . ‎
    ‎** ‎
    فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادى‎ ‎
    أما من خبر؟‎ ‎
    نغير تقويمنا السنوى . . وننقش أقوالنا فى‎ ‎
    وندفنها فى الصحاري ليطلع منها المطر‎ ‎
    على ما أشاء من الكائنات‎ ‎
    وأحمل عاصمتى فوق سيارة الجيب ،‎ ‎
    كى أتحاشى المطر.. وما من خبر؟‎ ‎
    وأكتب فى العام عشرين سطرا بلا خطأ‎ ‎
    نحوى،‎ ‎
    الصحافة‎ ‎
    ألغى الخبر .وما من خبر؟‎. . ‎
    وامنع عنكم عصير الشعير‎ ‎
    وأختصر الناس .. أسجن‎ ‎ثلثًا‎ .. ‎
    وأطرد كثا‎ .. ‎
    وأبقى من الثلث حاشية للسمر‎.. ‎
    وما بقى من خبر؟‎! ‎
    وأطبع وجهى .. من أجلكم .فوق وجه القمر‎ ‎
    لكي تحلموا كما أتمنى لكم .. تصبحون على‎ ‎
    وما من خبر؟‎! ‎
    لأن الشعير طعام حميرٍ .. وأنتم أرانب‎ ‎
    قلبى‎.. ‎
    كلوا ما تشاؤون من بصل أخضر أو جزر‎.. ‎
    وما من خبر؟‎ ‎
    وأدعو إلى وحدة المسلمين على سيف قيصر‎ ‎
    أرشو ملوك الطوانف ،أمحو شرائع سومر‎ ‎
    أمنح أفريقيا صوتها .وأعيد النظر‎.. ‎
    بتاريخ فكر البشر‎ ‎
    وأغلق كل المسارح .. لا مسرح فى البلد‎ ‎
    ولاسينما فى البلد‎ ‎
    ولا نغمٌ آو وتر‎ ‎
    وما بن تبرأ‎ ‎
    ضجر‎! ‎
    ضجر‎! ‎
    وحيدًا أنا أيها الشعب ، شعبي العزيز‎ ‎
    ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر‎ ‎
    أضحى لأجلك ، يا شعب ، إني سجينك منذ‎ ‎
    الصغر‎ ‎
    ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم‎ ‎
    وأحكمكم واحدا واحدا‎ ‎
    وفى كل يوم أعد لكم مؤتمر‎ ‎
    فمن منكم يستطيع الجلوس ثلاثين‎ ‎
    عاما على مقعد واحد‎ ‎
    دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع‎ ‎
    السهر‎.. ‎
    ثلاثين عاما‎ ‎
    ليمنع شعبا من المذكريات وحب السفر..؟‎ ‎
    وحيد أنا أيها الشعب ..لا أستطيع الذهاب‎ ‎
    إلى البحر‎ ‎
    والمشي فوق الرصيف‎ ‎
    ولا النوم تحت الشجر‎ ‎
    ثقيل هو الحكم ..لا تحسدوا حاكما‎ .. ‎
    أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من‎ ‎
    الأوسمة ؟‎. ‎
    ثلاثين عاما على حافة الجمجمة‎ ‎
    وأي يد دفعت طما دفعت يدنا من خطر؟‎. ‎
    ضجـر‎ ! ‎
    ضجـر‎ ! ‎
    يخيل لي أيها الشعب ، يا صاحبى‎ ‎
    أن حقي على الله أكبر من واجبى‎.. ‎
    ولكنني لا أريد معارك أكبر منكم ، كفانا‎ ‎
    ومن واجبى أيها الشعب أن أتسلى‎ ‎
    قليلا ، فمن يعيد إلى ساحة الموت‎ ‎
    أمجادها؟‎. ‎
    اخطئوا .. اخطئوا .. واسرقوا وافسقوا‎ .. ‎
    لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد‎ ‎
    نهد‎.. ‎
    وأجعل هذا الهوا ،إبر‎ ‎
    وأنسى همومي في الحكم ، أنسى التشابه‎ ‎
    وبين الملوك القدامى وأنسى العبر‎.. ‎
    أما من فتى غاضب فى البلد‎! ‎
    أما من أحد؟‎ .. ‎
    تقاعس عن خدمتي أو بكى أو جحد‎: ‎
    أما من أحد .. شكا أو كفر‎ ! ‎
    ضجر‎! ‎
    ووحدي أسن القوانين‎ ‎
    وحدي أحول مجرى النـهر‎ . . ‎
    أفكر وحدي أقرر وحدي.. فما من وزارة‎ ‎
    تساعدني في إدارة أسراركم‎ ‎
    ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة‎ ‎
    تحلمون‎ .. ‎
    ولا نائب لاختيار ثيابى وتصفيف شعرى‎ ‎
    ورفع الصور‎ ‎
    ولا مستشار لرصد الديون‏‎ ‎
    ‎. ‎فوالله .. والله .. والله لا علم لى‎ ‎
    بمالى عليكم ومالى عليكم حلال حلال‎ .. ‎
    كلوا ما أعد لكم من ثمر‎ ‎
    وناموا كما أتمنى لكم أن تناموا ومودين‎ ‎
    بعد صلاة العشاء‎.. ‎
    وقوموا من النوم حين ينادى المنادى‎ ‎
    بأنى رأيت السحر‎.. ‎
    وسيروا إلى يومكم آمنين .. ووفق نظام‎ ‎
    كتابي‎ ‎
    ولا تسألوا عن خطابي‎ ‎
    سأمنحكم عطلة للنظر‎ ‎
    بما يسر الله لى من خطاب الضجر‎ ‎
    ضجر‎! ‎
    ضجر‎! ‎
    سلام علي ، سلام عليكم‎ ‎
    ‎** ‎
    خطيئتهم عند ربهم‎ ‎
    حرام حلال‎ ‎
    حلال حرام‎ ‎
    ‎.. ‎ويا أيها الشعب ، يا سيد المعجزات‎ ‎
    وياباني الهرمين‎ .. ‎
    أريدك أن ترتفع‎ ‎
    إلى مستوى العصر .. صمتا وصمتا‎ .. ‎
    لنسمع صوت خطانا على الأرض‎ .. ‎
    وتأميم أفكار شعب يحب الحياة - ورقص أقل‏‎ ‎
    فهل نستطيع المضي أماما ؟ وهذا الأمام‎ ‎
    حطام‎ .. ‎
    أليس السلام هو الحل ؟‎. ‎
    عاش السلام‎ ‎
    وبعد التأمل فى وضعنا الداخلى‎ ‎
    وبعد الصلاة على خاتم الأنبياء وبعد السلام‎ ‎
    على،‎ ‎
    وجدت المدافع أكبر من عدد.الجند فى مولتى‎. ‎
    لهذا ، سأطلب من شعبى الحر أن يتكيف‎ ‎
    فورا ،‎ ‎
    وأن يتصرف خير التصرف مع خطتى‎. ‎
    سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب‎ ‎
    سأجنح للغرب إن جنحوا للغروب‎ ‎
    سنجنح للسلم مهما بنوا من حصون‎ ‎
    ومهما أقاموا على أرضنا‎ .. ‎
    أما من قـيـادة‎ ‎
    وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث ؟‎ ‎
    أرضنا عن وسادة ؟‎. ‎
    هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة‎ ‎
    الرمل ؟‎. ‎
    عم تفتش في الحرب يا شعبى الحر،‎ ‎
    والخوف ؟‎. ‎
    فليتوسع قليلا.. لماذا نخاف .. لماذا نخاف ؟‎. ‎
    فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو‎ ‎
    تشرب النيل ؟‎. ‎
    في الأرض متسع للجميع .. وفى الأرض‎ ‎
    متسع للسعادة‎ . ‎
    ونحن هنا ثابتون‎ .. ‎
    هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب‎ . ‎
    مهما يمر الظلام‎ ‎
    وعاش السلام‎ .. ‎
    ورثتك يا شعب .. يا شعبى الحر عن حاكم‎ ‎
    ضللك‎ ‎
    وحطم فيك البراءة والورد .ما أنبلك‎ ! ‎
    وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك‎ ‎
    مذ دخلوا منزلك‎ . ‎
    ولم يدفعوا الأجر .. لاشئ فى السوق ،‎ ‎
    لا شيء من حللك‎ ‎
    لبدو الصحارى، وحرم لحم الخراف عليك ،‎ ‎
    ومن بدلك‎ ‎
    وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من‎ ‎
    شتتوا أملك ؟‎ ‎
    وآن أوان الحقيقة ، فليرجع الوعى للوعى‎ .. ‎
    لن أمهلك‎ ‎
    وإلا ، سأعلن إضراب زوجاتكم فى‎ ‎
    إما الصيام عن النوم ما بين أفخاذهن‎ ‎
    وإما السلام‎ . ‎
    إما عودة الوعي ، لا وعي حولي ولا وعي‎ ‎
    قبلي ولا وعي بعدي‎ ‎
    عرفت التصدي‎ ‎
    عرفت التحدي‎ ‎
    وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب‎ .. ‎
    لكنني لم أجد‎ ‎
    غير هذا التردي‎ ‎
    ففي عالم ينقسم‎ : ‎
    إلى اثنين : شرق وغرب فقط‎ . ‎
    يكون الحياد شطط‎ ‎
    فمن نحن ؟ هل نحن شرق .. ولا رزق فى‎ ‎
    الشرق ؟‎. ‎
    في الشرق حزب النظام الحديدى ، فى‎ ‎
    الشرق تنمية للنمط‎ ‎
    ولاشيء في السوق غير الخطط‎ ‎
    وهل نحن غرب ؟ وفى الغرب أعداؤنا‎ ‎
    ينشرون اللغط ؟‎ ‎
    عن الحاكم العربي وفى الغرب رامبو‎ ‎
    وشامبو‎ ‎
    للقطط ،‎ ‎
    فمن نحن ؟ هل نحن حقا غلط‎ ‎
    لنقضى.ثلاثين عاما من الحرب والحل في‎ ‎
    هل نحن حقا غلط ؟‎ ‎
    ‎. . ‎ليهرب منا الطعام‎ ‎
    أما كنت تدرك يا شعب‎ ‎
    أن الطعام سلام ؟‎. ‎
    ويا أيها الشعب ، آن لنا أن نصحح تاريخنا‎ ‎
    كي نضاهي الحضارات قولا وفعلا‎ .. ‎
    سنقطع عنهم جميع الذرائع ،‎ ‎
    كي لا يفروا من السلم .. ماذا يريدون ؟‎. ‎
    أهلا وسهلا‎.. ‎
    يريدون أطراف سيناء؟.. أهلا وسهلا‎.. ‎
    يريدون رأس أبى الهول .. -هذا المراوغ فى‎ ‎
    الوقت ؟ .. أهلا وسهلا‎.. ‎
    يريدون مرتفعات الهجوم على الشام ؟‎ .. ‎
    أهلا وسهلا‎. ‎
    يريدون أنهار لبنان ؟ أهلا وسهلا‎.. ‎
    يريدون تعديل قرآن عثمان ؟ أهلا وسهلا‎.. ‎
    يريدون بابل كي يأخذوا رأس "نابو" إلى‎ ‎
    السبي؟‎. ‎
    أهلا وسهلا‎ .. ‎
    سأعطيهمو ما يشاؤون منا ومالا يشاؤون كى‎ ‎
    أحمى السلم‎ ‎
    والسلم أقوى من الأرض ..اأقوى وأغلى‎.. ‎
    فهم بخلاء ..لئام‎ ‎
    ونحن كرام ..كرام‎ ‎
    وعاش السلام‎ ‎
    ‎.. ‎من أجل هذا السلام أعيد الجنود‎ ‎
    من الثكنات إلى العاصمة‎ . ‎
    وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد‎ ‎
    الرعاع‎ . ‎
    وضد الجياع‎ ‎
    وفى السجن متسع للجميع‎ ‎
    من الشيخ حتى الرضيع‎ ‎
    ومن رجل الدين حتى النقابى والخادمة‎ ‎
    فليس السلام مع الآخرين هـناك‎ ‎
    سلاما` مع الرافضين هنا‎ .. ‎
    هنا طاعة وانسجام‎ ‎
    وأما الذين قضوا فى سبيل الدفاع‎ ‎
    عن الذكريات وعن وهمنا ..فلهم أجرهم أو‎ ‎
    خطيئتهم عند ريهمو‎.. ‎
    وما فات فات‎ ‎
    ومن مات مات‎ ‎
    سأقضى على الذكريات‎ ‎
    سألغي احتفالات يوم الشهيد لننسى‎ ‎
    سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة‎ ‎
    وأرفع منها العظام لتدفن فى غير هذا‎ ‎
    المكان‎ ‎
    فرادى فرادى‎ ‎
    فلا حق في دولتي للتجمع ، حيا وميتا‎ ‎
    لئلا يثير الفسادا‎ ‎
    ولا حق للموت أن يتمادى‎ ‎
    ويقضم نسياننا الحر منا‎ ‎
    سأكسر كل المدافع حتى يفرخ فيها الحمام‎ ‎
    سأكسر ذاكرة الحرب‎ .. ‎
    ناموا كما لم تناموا‎ ‎
    غدا تصبحون على الخبز والخير ناموا‎ ‎
    غدا تصبحون على جنتى‎ ‎
    فاستريحوا وناموا‎ .. ‎
    يعيش السلام‎ ‎
    يعيش النظام‎ ‎
    شالوم .. سلام‎ ..! ‎
    ‎** ‎
    خـطاب الأمير‎ : ‎
    إذا كانت الحرب كرأ وفرأ‎ ‎
    فإن السلام مكر مفر‎ ‎
    أحبوا الأمير ، وخافوا الأمير‎ ‎
    ولا تقنطوا من دهاء الأمير‎ ‎
    فليست لنا غاية فى المسير‎ ‎
    على ما استقرت عليه : أمير على عرشه‎ ‎
    وشعب على نعشه‎ .. ‎
    أنا خنجر من حرير‎ ‎
    أحب الرعية إن أخلصت‎ ‎
    وان أرخصت دمها في سبيل الأمير‎ ‎
    فعمر الرعية في الحب عمر طويل‎ ‎
    وعمر الرعية إن كرهتنى قصير‎ ‎
    أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة‎ ‎
    جمعت الجنود كما تجمع المسبحة‏‎ ‎
    ومجتمعا يدمن المذبحة‎ ‎
    أنا السيف والورد والمصلحة
    وليس على ما أقول شهود‎ ‎
    وليس على ما أريد قيود‎.. ‎،‎ ‎
    وليست عقيدتنا صنما جامدا ، فاحذروا‎ ‎
    الحدود‎ ‎
    وليس العدو عدوًا إلى أخر الحرب‎ .. ‎
    يصرخون‎ ‎
    سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم‎ ‎
    بالصواريخ‎ ‎
    كي لا يمروا ،‎ ‎
    فإن كانت الحرب كرًا وفرًا‎ ‎
    فإن السلام مكر مفر‎ ‎
    حقوق الأمير على الناس أكبر من واجبي‎ ‎
    ألم أجد الناس جوعى .. فأطعمت‎ ‎
    وعارية فكسوت‎ ‎
    وتائهة فهديت‎ ! ‎
    وساويت بين المثقف والمرتزق‎ ‎
    ‎(‎وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى‏‎- ‎
    ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمى اللغة‎ ‎
    من الحشرات ومن كل فكر قلق أ‎. ‎
    ألم أخلط الطبقات لألغى نظام التقاليد‎ ‎
    والمرجعية والزمن المحترق ؟‎! ‎
    فمن يذكر الآن أجداده ؟‎ ‎
    ومن يعرف الآن أولاده ؟‎ ‎
    ومن يستطيع الحنين إلى زهر ذابلة‎ ‎
    ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلى‎ ‎
    حارس القافلة ؟‎ ‎
    ‎(‎وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى - عليك‏‎ ‎
    فحـدث‎ ) ‎
    ألم أجد الماء في غيمكم يختنق‎ ‎
    فحركته فاستجاب وآب إليكم .. ألم أنطلق‎ ‎
    بكم نحو أعلى الشعارات كى نلتحق‎ ‎
    بمجتمعات الرخاء ، فكونوا كما أشتهى أن‎ ‎
    تكونوا وسيروا‎ ‎
    إلى بلد لا حود له ، لا رعاة ، ولا شاعر أو‎ ‎
    ملك ،‏‎ ‎
    دعوا الأرض بورا ، لأن الفلاحة عار‎ ‎
    القدامى‎ ‎
    قطعت الشجر‎ ‎
    وألغيت بؤس الزراعة‎ ‎
    لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف‎ ‎
    فالشعب نصفان : جيش وباعه‎ ‎
    ولا تعملوا في المصانع ، فهى ديون على دولة‎ ‎
    تتنامى‎ ‎
    رويدا رويدا على فائض الحرب من شهداء‎ ‎
    ومن جثث في العراء ، وبترولنا دمكم‎ ‎
    والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامى‎ ‎
    نوظفكم في معارك لا تنتهى كى يعيشوا‎ ‎
    يتامى‎ ‎
    لنحيا الحزينة عاما وعاما‎ ‎
    وإلا ...فمن أين أطعمكم .والإمارة قفر‎ ‎
    وأن الحروب اقتصاد معافى .. وحر‎ ‎
    وان الهزيمة ربح ونصر‎ ‎
    وان كانت الحرب كرًا وفرًا‎ ‎
    فإن السلام مكر مفر‎ ‎
    ‎* * * * * * * * ‎
    ماذا يريد الأمير المحارب ؟‎ ‎
    أقول : أريد حروبا صغيرة‎ ‎
    سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كى‎ ‎
    أحارب‎ ‎
    وأحمى النظام من الباحثين عن الخبز بين‎ ‎
    الزرائب‎ ‎
    فحين نخوض الحروب‎ ‎
    يحل السلام على الجبهة الداخلية ننسى‎ ‎
    الحليب‎ . ‎
    فيا قوم قوموا .. فهذا أوان الأمل‎ ‎
    وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل‎ ‎
    إذا حاصرتنا جيوش الشمال‎ ‎
    وإن حاصرتنا جيوش الجنوب‎ ‎
    ندمر إخوتنا في الشمال‎ ‎
    فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا فى‎ ‎
    الغلط‎ ‎
    فخير الأمور الوسط‎ ‎
    وأنتم رهائن عندي ، فخروا وخروا‎ ‎
    ولا تسألوني أفي الأمر سر؟‎ ‎
    فإن السلام مكر مفر‎!‎
    تقولون ماذا عن السلم ، ماذا يريد الأمير ؟‎ ‎
    أقول : أريد من السلم ما لا فضيحة فيه‎ . ‎
    أغازله دون أن أشتهيه‎ ‎
    وأبنيه سرًا ، وأحرسه بالحروب الصفيرة‎ ‎
    كي يتقيني العدو وكي أتقيه‎ .. ‎
    ومن طيش هذا الشباب‎ ‎
    وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا‏‎ ‎
    ‎-‎الفوارق سلم‎ ‎
    وأحصى مصانعنا ثم أحصى مصانعهم‎ ‎
    ‎-‎الفوارق سلم‎ ‎
    وأحصى مواقعنا ثم أحصى مواقعهم‎ ‎
    ‎- ‎الفوارق سلم‎ . ‎
    ‎- ‎
    ‎- ‎ولكنني لا أريد السلام‎ ‎
    ‎- ‎لأن السلام المقام على الفرق بين العدوين‎ ‎
    ‎- ‎ظلم‎ ‎
    وإن السلام المقام على الظلم ظلم ،‎ ‎
    وإن السلام المقام على الاعتراف بغيري ظلم‎ ‎
    ولابد من نصف حرب‎ ‎
    لأحفظ شعبي‎ ‎
    وأحفظ حكمي‎ ‎
    أحارب من أستطيع محاربته‎ ‎
    بلا رحمة أو حرام‎ ‎
    أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته‎ ‎
    بغير معاهدة للسلام‎ ‎
    فإن السلام مغامرة كالحروب .. وشر‎ ‎
    وان كانت الحرب كرا وفرأ‎ ‎
    فإن السلام مكر مفر‏‎ ‎
    ويا قوم .. يا قوم ،من أخر الليل يطلع فجر
    سلام عئيكم إلى مطلع الفجر أيها الصابرون‎ ‎
    على الليل حولي‎ ‎
    أقاسمكم ما وهبت من المعجزات .. وأذرف‎ ‎
    عليكم ، لكي يتساوى الجميع بظلمى وعدلى‎.. ‎
    أعرف يا أيها الناس ، ما تحمل النفس‎ ‎
    والنفس أمارة بالتخلي‎ ‎
    عن الصعب ، والمجد صعب كما تعلمون ،‎ ‎
    قليل التجلي ،‎ ‎
    فلا تقطنوا من دهائى ومن رحمة النصر‎ ‎
    فالنصر صبر على الليل ، والليل - يا أمتى‏‎ ‎
    ‎- ‎درجات‎ . ‎
    فمنه الطويل ومنه القصير .ومنه الذى‎ ‎
    يستمر‎ ‎
    سأحكمكم لا مفر‎ ‎
    إذا كانت الحرب كرًا وفرًا‎ ‎
    فإن السلام مكر .. مـفـر‎ . ‎
    ‎** ‎
    خطاب القبر‎ ! : ‎
    أعدوا لى القبر قصرا يطل‎ ‎على القصر
    من وجهة البحر، قصرا يدل الخلود عليَّ‎ . ‎
    يدفع أحلامكم صلوات ..إلى‎ ‎
    فمن كان يعبر هذا البلد‎ ‎
    فمن حقه أن يصدق أنى حى‎ ‎
    وحى هو العرش حتى الأبد‎ ‎
    بلغت الثمانين ، لكننى ما عرفت السـأم‎ ‎
    وقد أتزوج في كل يوم فتاة‎ ‎
    وأبكي عليكم ، أرثيكم يوم تهوى البيوت‎ ‎
    على ساكنيها ، ويسكنها العنكبوت‎ ‎
    فمن واجبي أن أعيش‎ ‎
    ومن حقكم أن تموتوا‎ ‎
    لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم‎ ‎
    فما من أحد‎ ‎
    رأى ما رأيت .. وما من بلد‎ ‎
    فمن كان يعبد هذا البلد‎ ‎
    فقد مات ، أما الذى كان يعبدنى‎ ‎
    الموت‎ ‎
    دعني وشعبي الولد ،‎ ‎
    وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخرى‎ ‎
    لأرتاح مما خلقت وممن خلقت‎ ‎
    فمن يعبدون ؟‎ ‎
    وكيف تعيشون بعدى؟‎ ‎
    ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد‎ ‎المطر
    ويحميكم من ذئاب الشجر؟‎ ‎
    أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده‎ ‎
    الزمن‎ ‎
    وفى البدء ..كنت .. وكونت هذا الوطن‎ ‎
    بعبادة خالقه ،‎ ‎
    فاعلموا واعلموا‎ ‎
    بأن الذي قد خَلق‎ ‎
    وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني‎ ‎
    خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي‎ .. ‎
    وجهاز القلق‎ .. ‎
    ولا تنشئوا أي حزب هناك‎ ‎
    ولا تأذنوا لقدامى الضحايا بأن يسكنوا‎ ‎
    معكم‎ ‎
    ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم‎ ‎
    الحياة‎ ‎
    على الأرض أو تحتها‎ ‎
    ولا تسمحوا للمعارضة المستبدة أن تتساءل‎ ‎
    عما رفضت التساؤل فيه‎ ‎
    أنا الموت .. والموت لا ريب فيه‎ ‎
    أنا من أعد لكم أجلا لا مرد له فأعلموا‎ ‎
    أن ما فوق أرضي يجري بأمري‎ ‎
    فلا تهربوا من مشيئة قصري‎ ‎
    فقد أختنق‎ ‎
    وحيدا بغير جماهير تعبدني‎ ‎
    ولقد ألتحق‎ ‎
    بكم كي أراقبكم ..كي أحاسبكم‎ ‎
    فمن كان يعبد هذى الحياة‎ ‎
    فقد هلكت‎ ‎
    وأما الذي كان يعبدني‎ ‎
    فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب‎ ‎
    وتحت التراب ..معي للأبد‎ ‎
    أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر‎ ‎
    قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة‎ ‎
    قصرا معدا لمملكة الشعب فى الآخرة‎ ‎
    سآمر فورًا ، بنقل الوزارات والذكريات‎ ‎

    ‎ محمود درويش‎


    ‎ ‎
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de