|
عروس تتزين ... بمناسبة اليوم الافريقي العالمي بسفارة نيجيريا بالرياض - حنان باشري
|
عَرُوسٌ تَتَزَيَّـن
زنجية الملامح أفريقية المكان سمراء سوداء حنطيةٌ زفة من ألوانِ سليلةالحسب والأنساب عربية اللسانِ وطني فخر لكل الأوطانِ لي رجال جمعوا العلم مجدهُ وعزهُ فكانوا بين عالية القوم بمكانِ. بكل الألوان والأشكال المستوحاة من الطبيعة تزينت وتجملت حد الترف القارة الفتية أفريقيا في يوم عرسها إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية 25/مايو ، من تونس , الكاميرون , النيجر , مالي , بوركينا فاسو , ساحل العاج ؛ مثالاً لا حصراً 22 دولة أفريقية اجتمعت في السفارة النيجيرية لتحتفل وتقول للعالم هنا أفريقيا التي دخلت سباق التنمية والتعليم والتكنالوجيا رغم ذلك لن تتخلى عن موروثاتها الثرة من عادات وتقاليد وطعام، وحرف يدوية سوف تظل هي الأهم في عهد المكننة والصناعة . وسط ذلك الجو من عرض كل دولة لتراثها , وأزيائها , ورقصاتها , وطعامها ,حقاً كانت ليلة تكاد تكون كأنها لبلد واحد منظومة أفريقية عربية تتداخل فيها الأشكال والألوان كأنها لوحة تشكيلية راقصة تهز المشاعر . ومذاق طعام يأخذك من شوطئ البحر الأبيض المتوسط إلى غاباتها الإستوائية بتوابلها التي تتدرج بين معتدل وحلو وحار كتنوع فصول السنة وسخونة مشاعر الضيوف في تلك الليلة كأنما خط الإستواء جاء ليشارك الأفارقة يومهم والطبيعة تحتفل معهم أينما كانوا و الاحتفال كان ليلاً وفي تلك اللحظة شعرت أن الشمس عمودية على جناح السودان وهجٌ وحضور وإشعاع, نعم ذلك التفرد في التكوين التاريخي, والجغرافي, والإنساني, واللغوي أنتج الشخصية السودانية بكل أبعاد الكمال البشري ولا تَعالِي إنها الحقيقة كانت نقطة التقاء و اندماج رغم ضعف الإمكانات المادية . فقد كانت فرقة المسيرية والكمبلة النوبية تهز المشاعر والأحاسيس قبل الأرض وقد تجاوب معها الحضور بشكل ٍ كبير يتوسطهم سعادة السفير تصفيقاً وتشجيعاً وانصهاراً . كان مجسم النمر يتوسط ساحة العرض ولكن الأسد يحوم حول عرينه ؛ ألا وهو الملحق الثقافي أحمد سوار الدهب هذا الشبل من ذاك الأسد يحمل أغراض التراث وينسق مع الأخت مدينة السردار ومارغريت جادين, وهشام إبراهيم عبد الحميد في جناح السودان, ويتفقد و يوجه ويشرح لضيوفه , وفي جناح الطعام ذلك شأن آخر كان الطعام الذي جهز في بيت السفير الذي هو بيت السودان الكبير بإشراف حرمه الأستاذة / شادية ,والأستاذة / سميرة طه معتوق رئيسة رابطة المرأة السودانية العاملة, والأستاذة / وداد الأمين عبد الله مسؤولة الشؤون الاجتماعية في الرابطة لذلك تميزت مشاركة هذا العام من الأعوام السابقة رغم وضع كل البوفيهات المشاركة بإدارة فندق واحد إلا أن لمسات الأستاذة / سميرة جعلت للسودان خصوصية مثل وضع أسماء أنواع الطعام وترجمتها للإنجليزية والسواحيلية مما جعل الضيوف يأتون على آخره دون مبالغة فعلقت أستاذة وداد "في داعي للترجمة بالسواحيلي " والأستاذة سميرة صاحبة تجربة دبلوماسية شعبية كبيرة في نيروبي لأكثر من إحدى عشر عاماً وقد عرَّفت طعامنا بكل اللغات فوصل لكل الضيوف المدعوّين من كل الدول فتهافتوا على بوفيه السودان كأنما يشارك لأول مرة . ونشكر جمعية التراث والثقافة السودانية لقيامها بهذا الدور لعدة سنوات متمثلةً هذا العام في الأستاذة / حياة العبّادي : نائبة رئيسة جمعية التراث , وزجها الأستاذ الشاعر / حسين حمزة , كذلك وحضور جمعية التراث بشقيها النسائي والرجالي . كما نشكر جريدة الخرطوم في شخص الأستاذ / عوض أحمد عمر , والذي رغم مشاغله قد حضر , وهذه محمدة نتمنى أن يتغير وجه السودان الإعلامي ويتابع مشاركات السودان وفعالياته وإبرازها لسودان الداخل والعالم لأننا في وقت إن لم نتكلم لا نُسمَع وإن لم نظهر لا نُشاهَد . وشِن بعدّد يا وطني فيك وأقول ما كُلُّ شبراً فيكَ يحكي تاريخ وفصول وإنت حقيقة بين الأوطان ما مستحيل دَحين أقدِل قامة العِز فيكَ ما بِتميل. وسوف تكون الأعوام القادمة أروع لأن هذا ليس كل جهدنا فما الطموح إلا مطية الكمال وسوف نبلغه بوجود رابطة المرأة التي هي نقطة نظام في ساحة الجالية السودانية .
26/05/2005م بقلـم /حنــان باشري.
|
|
|
|
|
|