مسيلمة الكذاب مقال جديد لسيد القمني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2005, 09:48 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسيلمة الكذاب مقال جديد لسيد القمني

    فى عام الوفود شاهدت العرب بأعينها ما حققته النبوة من سيادة لقريش على العرب، ورأت أهل الدعوة ورفاقها الأوائل فى العيش الخشن الشظف من قبل، ثم شاهدتهم ـ عام الوفود ـ بعد سلسلة حروب دولة المدينة لإخضاع العرب، وهم فى حال غير الحال بعد أن جاءتهم الغنائم والسبايا والفىء والعبيد والثراء بالسلطان على العرب، أو جاءهم السلطان بها، ضمن هذه الوفود كان وفد بنى حنيفة وبينهم سيد فيهم يدعى مسيلمة يسترونه بالبرود مكرمة لشأنه، ولا يسجل التاريخ على وجه الدقة ماذا حدث فى هذا اللقاء مع النبى، وتختلف كتبنا التراثية فى رواياتها حول لقاء مسيلمة للنبى من عدمه، فمنها ما تقول إن بنى حنيفة التقوه وكان فيهم مسيلمة، ومنها ما تقول إن بعضهم التقاه بينما ظل مسيلمة فى رحالهم، لكن مسيلمة هذا سيصبح شأنه شأناً، فما أن عاد إلى اليمامة حتى أعلن فى بنى حنيفة أنه نبى مثل محمد يوحى إليه، وأنه قد «أُشرك معه فى الأمر» والأمر أى السيادة «من الإمارة» وأرسل إلى النبى محمد (ص) رسالة بهذا المعنى تنتهى بجملة واضحة المعالم والبيان، إذ يقول بعدالإعلام بشراكته فى النبوة، وفى الأمر، بشراكة ثالثة هى الهدف وهى الأهم. ترد ضمن مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوى والراشدى ص305 رسالة مسيلمة إلى محمد (ص) يقول فيها: « من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك.. أما بعد فإنى قد أُشركت معك فى الأمر، وأن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون والسلام عليك»، وفى رواية ولكن قريشا لا ينصفون وفى رواية لا يعدلون. وكان رد النبى محمد بليغا فصيحاً واضحاً فى صرامة هادئا فى قوة، إذ كتب له يقول: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب.. السلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإن الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين». ولم يكتف النبى محمد بهذا الرد الذى يحيل الموقف لمن سيمكنه حسم المعركة العسكرية لصالحه، وهو من سيكون الصادق نبوة وملكا، فأرسل إلى اليمامة صحابيا اختاره لهذه المهمة العسكرية الدقيقة هو نهار بن الرحال بن عنفوة، لينسل إلى من بقى على إسلامه باليمامة ليشدد من عزائمهم، وأن يشغب بهم على مسيلمة، وأن يعيد مَنْ اتبع مسيلمة إلى الإسلام. وكان نهار بن عنفوة قد هاجر من مكة إلى يثرب راغباً فى رسول الله، وقرأ القرآن وتفقه فى الدين وكان ذكيا حاد البصيرة، ولهذه الصفات اختاره النبى لهذه المهمة الصعبة، لكن «بن عنفوة» كان فتنة على بنى حنيفة أعظم من فتنة مسيلمة نفسه، فما انسل إلى هناك حتى رأى سواد بنى حنيفة يتبعون مسيلمة ويوقرونه ويقدسونه وقارن بين القوة العسكرية فى اليمامة والقوة العسكرية فى المدينة، أقوى جيش عرفته الجزيرة هو جيش المسلمين الذى فتح مكة كان عشرة آلاف، وتبعه جيش المسلمين أيضا فى وقعة هوازن وكانوا اثنى عشر ألفا، أما مسيلمة فقد جمع جيشا فى سنتين فقط من ستين ألف محارب، بينما مكث محمد ثلاثا وعشرين سنة حتى تمكن من تكوين جيش قوامه اثنا عشر ألفاً فى غزوة هوازن، كان «بن عنفوة» فيما يبدو قد هاجر من مكة للمدينة طلبا للدنيا ووجاهتها وسلطاتها وسباياها ومغازيها وأموال هذه المغازى، لأنه ما أن استكشف اليمامة حتى ذهب إلى مسيلمة يعلن له وللمؤمنين به أنه جاء يعلن شهادته لمسيلمة بالرسالة والنبوة، وأن محمدا قد اعترف له أن مسيلمة قد أشرك معه فى الأمر وفى الرسالة. تقول الروايات أن الناس أقبلوا حينذاك على «بن عنفوة» الذى أصبح المسئول الدينى والمستشار الخاص لمسيلمة، يحمل كل أسرار المسلمين معه إلى جيش اليمامة الجرار، لقد قرر «بن عنفوة» أن ينتصر بمسيلمة وبجيشه وبما لديه من معلومات استخبارية مباشرة، طامعاً فى أموال بعيدة يعد بها محمد المسلمين قائلا: «والذى نفسى بيده لتملكن كنوز كسرى وقيصر» هو حلم التاريخ عندما تنهار الأمم فتتفكك كالروم والفرس وتنهكها الحروب لتترك فى المكان منخفضا فى ضغط القوة يحتاج لمرتفع قوى يملأه، وكان العرب يعرفون ذلك، ولذلك توجهت الجيوش الإسلامية نحو الشمال الرومى تخضع وادى القرى وما حوله وتأخذ جزيته مخصومة من دخل الروم، كان المشهد واضحاً لابن عنفوة، فترك نبى الأمة وهو الصحابى المختار ليلحق بعدو الإسلام، ليحقق لنفسه هناك مكانة دنيوية لكنها أيضا روحية، هذا رغم أن اختيار النبى له لاشك كان بوحى، فالسنة يقدسون كل فعل وقول نبوى لأنه ما كان ينطق عن الهوى، فاختاره الله ونبيه فخدع الله ونبيه. فى عامين فقط تمكن مسيلمة من حيازة القبول وهو الكذاب لدى ستين ألف محارب إضافة لغير المحاربين من أسرهم، وكان مطلبه واضحاً بلا تخابث «نصف الأرض» تمكن فى سنتين من خداع هذه الأعداد الغفيرة وكلهم يؤمن برسالته، ليأخذوا من قريش نصف الأرض. ومات نبى الإسلام وقد ظهر فى الجزيرة من المتنبئين طليحة الأسدى وسجاح والأسود العنسى وبالطبع مسيلمة، وتفشى أمرهم وانتشر مما قاد خليفته أبا بكر إلى خوض حروب طويلة وعسيرة، خاصة أنه كان يحارب على جبهة أخرى من امتنعوا عن أداء الزكاة ليثرب، حرباً طاحنة ضروسا، ولم تكن تلك المشكلة الحقيقية رغم شدة خطورتها على الدولة الطالعة، إنما كانت المشكلة التى حلت بالجميع هى ماذا يفعلون بعد موت نبيهم وقائدهم وقاضيهم الذى كان على اتصال بالسماء يأتى بتوجيهاتها للمسلمين فى كل شأن، ولم يأت النبى بما عنده ولا أجاب بعقله وفكره إنما عندما كان يسأل كان ينتظر الوحى يحمل إليه الإجابة، وفجأة تجد الأمة نفسها فى حال فطام قهرى من توجيهات السماء وإشرافها، وقد تمكن أبو بكر ببراعة وإتقان من حسم كثير من القضايا كانت تستدعى نبى الأمة وهو غير موجود، فأوجده أبو بكر.. أحياه بإحياء حديثه، وانتهى الصراع على الرئاسة بحديث «الخلافة فى قريش» وهو حديث لم يروه سوى أبى بكر، ومثله حديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ليحسم الموقف من البيت النبوى، فى شأن يخص ميراث فاطمة بنت النبى، فأعلم النبى أبا بكر ولم يعلم ابنته، كانت الأمور بحاجة إلى مثل هذا الحسم لتخليق رتبة تقف بين رتبة النبوة ورتبة المؤمن العادى، تتقدس قراراتها وفعالها، وهو ما فعلته الفرق الإسلامية كلٌ لأهلها، فللشيعة بشر مقدسون وكذلك للسنة، وإن قَدَّس السنة الصحابة بلا استثناء، بينما مايز الشيعة فى مساحة القدسية عند كل منهم، المهم أن الصحابة وبخاصة الخلفاء الأربعة الأول قد تقدست فعالهم، لأن الدولة فى نشأتها كانت مقدسة على يد نبى مقدس، استقت حكمتها وشريعتها ومواقفها الدبلوماسية والعسكرية من قرارات السماء التى كانت تصله بانتظام، وباختفائه وحتى يحظى أى قانون جديد بالشرعية كان لابد أن يكون القانون صادراً عن جهة مقدسة يتقدس بسببها. ومن ثم تحولت قرارات الخلفاء التى أقاموها على أساس مصالح دنيوية وخطط عسكرية وأحيانا مصالح شخصية بحتة، تحولت إلى مقررات مقدسة، فوقف الإمام فى مرتبة وسطى يمكن بها أن يكون نصف نبى، فلم تعرف الدولة الناشئة معنى المؤسسات ولم تر ضرورة لإقامتها، فلا هيئة يمكنها أن تشرع ولا هيئة محاسبية سليمة ولا إدارات ترتب الأعمال الدولية حسب التخصصات، كانت الدنيا سهلة بسيطة فى عالم البداوة، فإن اتسعت رقعة الدولة، احتاجت شيئا غير سلامة الضمير وغير بركة الصحابة، لهذا سقطت دولة الراشدين لولا معاوية الأموى الذى استلم الشام منظماً مرتبا فى هيئات ومؤسسات تعمل منذ مئات السنين، فعلق عليه اليافطة الإسلامية بدلا من الرومية. وعندما قرر معاوية تكليف من ينوب عنه فى إمامة الصلاة كان قد قرر فصل الدين عن السياسة، لكن ليتضخم شأن أنصاف الأنبياء وينمو مع حاجة السلطة الجديدة لشرعيتها الدينية، باختراع الحديث، وباختراع الفتوى، ليصبحوا بالنسبة للسلطة وتصبح السلطة بالنسبة إليهم من لزوم ما يلزم لبعضهما البعض، وهو ذات ما فعله مسيلمة من قبل عندما أراد اقتسام الأرض مع قريش، أيام مسيلمة كان بإمكانه ادعاء النبوة، لكن بعد رسوخ الدولة وسطوتها وسطوة الإسلام ما عاد ممكنا لأحد الادعاء بالنبوة بعد خاتم الأنبياء والمرسلين، أصبح ممكناً فقط التجديد فى الدين وصار كل صاحب رأى ووجهة نظر مدعومة بالقوة أن يفرض وجهة نظره باعتبارها الإسلام الصحيح بعد أن تمت إعادة اكتشافه وتجديده، فمحمد بن عبدالوهاب عند أهله هو الفقيه المجدد للمذهب الحنبلى، وهو التجديد الذى لا يرى فى المسلمين فرقة ناجية سوى فرقته وحده، بل يشرع قتال وقتل وسبى المسلمين من غير مذهبه كالشيعة الإمامية مثلا وهى أكبر فرق الشيعة، عندما يقدس بشر وجهة نظره وفهمه لمعنى النص الدينى ويكفر كل ما عداها، يكون قد جعل من رأيه ديناً جديداً ولكن تحت رداء الإسلام «كده وكده» إنها قصة مسيلمة وابن عنفوة تتكرر ولكن بزى إسلامى تنكرى، لقد أنزل الله ملائكته تنصر الدين الأول وها هى تفجر البترول لتنصر الدين الثانى. تراه ماذا كان فاعلا مسيلمة الكذاب لو كان بيده تليفزيون ومذياع؟ آمن به الألوف فى سنتين فكم بالحرى يؤمن به لو كان نجما من نجوم القنوات الفضائية؟ لن يفعل أكثر مما يفعلون الآن وبالضبط، كل ما فى الأمر أنهم ما عاد بإمكانهم اختراع نبوة جديدة وإلا مرقوا من الدين وحق عليهم الحد، لكن بإمكانهم اختراعها تحت عنوان: التجديد ويا ليته كان تجديدا بقدر ما هو تشدد وأصولية وصرامة ومحافظة يمينية مغالية فى تطرفها وتشددها ونصيتها وحرفيتها وطقوسيتها. إنهم اليوم يدعون أتباعهم ليس ليأخذوا نصف الأرض فى هوجة الحرب على الإرهاب، بل ليأخذوا كل الأرض بالانتحار وقتل الشيعة والأكراد والمندائيين والمسيحيين، وبالطبع سيكون نصيب المقاتل إما جنة عرضها السماوات والأرض، وإما نصيب فى حكم العالم عند التمكين، لأنهم هم من ضحوا من أجل الدعوة الجديدة، ومثلما كان يأخذ أتباع مسيلمة سيأخذون، وكلما كان الدعم من رجل فى حجم «ابن عنفوة» وشأنه أو ابن الزرقاوى ورهبته، كان التأثير أفضل، ومن لم يتبن المذهب أو الدين أو التجديد الصحيح الوحيد لن يشارك فى جمع غلة محصول الأرض وليس له فيها نصيب، وذلك تحديدا للسلطات المنتظر توزيعها منعا للزنادقة والرافضة والفسقة من أى حق فى أى شىء! إن رجالا ممن حفظوا القرآن وتفقهوا فى الأزهر يقولون ما قال نهار الرحال بن عنفوة ويفعلون ما فعل مسيلمة، فابتدعوا فى الإسلام ما لم يكن فيه، فقدسوا بشرا غير مقدسين، ورفعوا من قدر أحاديث واجتهادات بشرية وفتاوى إنسانية إلى رتبة القدسية النصية التى كانت الأسس التى قام عليها علم الفقه كله، لتصبح سيرة الخلفاء محل حيل وتبريرات فقهية لما لا يمكن تبريره، وكلها إضافات مبتدعة منذ بدأت أول خط لها باللغة العربية، فكلها لم يكن وراءها وحى سماوى حتى تتقدس. اللطافة هنا أن بعضهم لا يرى شيئا غير طبيعى وهم يسبغون القدسية على بعضهم البعض دونما حساب، فهذا مثلا الدكتور عصام العريان يرى رأى اليقين أن وجود الإخوان المسلمين اليوم فى مصر وما يقومون به إن هو إلا تحقيق للحديث النبوى «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، ولا أجد أفضل من الإخوان ينطبق عليه هذا الوصف فى هذا القرن - حوار مع شفاف». ها قد وصل المجددون، وهم ليسوا مجددين اعتياديين إنما هم اختيار ربانى لتجديد دينه على أيديهم، الإخوان هنا لن يكونوا مجرد مشاركين فى عملية الإصلاح المرجوة، بل هم قادة هذا الإصلاح باختيار سماوى، اصطفاهم الله كما سبق واصطفى نبيه، من هنا يمكن أن نرى فيه بن عنفوة؟ ومن يمكن أن يكون مسيلمة؟ ابن عنفوة ورجاله فى العراق يصرون على استوزار التعليم والإعلام ليبشروا بدينهم، بتحويل الإنسان المولود حرا إلى عبد آلى يتم تحريكه بالكلمة والإشارة، بلا إرادة معدم الشخصية ومعدوم القدرة على التفكير واتخاذ القرار، يسأل الفقيه فى كل خطوة يخطوها، لا يعرف لغة الحوار، لا يعرف سوى السمع والطاعة ويطلب من غيره أن يكون مثله نموذجا فى الخضوع لا يجادل ولا يستخدم عقله، لأن الدين الجديد يقول إن ما حدث زمن الدين القديم هو دعوة صالحة لكل زمان ومكان، وأن السلف لم يترك شيئا دون تقنين واضح للخلف، لأنهم كانوا يعملون برعاية الله الذى خلقنا ويعلم ضرنا من نفعنا، أصبح المسلم اليوم مشلول القدرات ضامر التفكير لعدم الاستخدام، ويتحول الأمر بالتزام النظام والقانون «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم». إلى أمر بالخضوع التام والمطلق. كلما كنت غبيا وأكثر نفورا من الحرية وأكثر رغبة فى العبودية وكلما ناهضت حقوق المرأة وكلما تعصبت ضد الأقليات أو أى آخر كنت مؤمنا نموذجيا، كلما صرخت فى المظاهرات حرصا على عفة مسلمات فرنسا إذا خلعن الحجاب كان إيمانك أكثر ثباتا وإثباتا. الدين الجديد هو ذات القديم، التجديد بالترديد، أن تفكر كما كانوا يفكرون وتتحرك كما كانوا يتحركون، المؤمن الحقيقى هو من يرى بعيون الأموات ويسمع بآذان من هم فى القبور، حتى يتطابق المؤمن الحى مع المؤمن الميت، ولأن الميت هو الأصل وليس التقليد، فإنه يكون قد تم إحياؤه وهو من كان يعيش فى القرن السابع، لنطلب منه أن يعيش فى القرن الحادى والعشرين، هنا لن يكون الحى المقلد هو الموجود، لأن الحى قد تحول إلى ميت وهو المطلوب، بينما الميت لم يحى حقا ولا حتى وهما ليحقق النصر للمسلمين وهم أذلة. مسيلمة عاد بعد التحسينات بثقافة تمجد أبطال الصحراء الذين سبق وفازوا بكل الأرض على كل من طلب المناصفة، عاد يمجد السادة المنتصرين على بلادنا المفتوحة ففازوا بها فيئا وبالنساء سبيا حتى أن من كان يربط الحجر على بطنه من الجوع فى بداية الدعوة، مات وذهبه يكسر بالفئوس، لقد وضعوا أنفسهم هذه المرة موضع الرسول، الرسول كان لا يناقشه أحد لأنه ما كان ينطق من نفسه فإن هو إلا بشر مثلهم يحمل لهم إجابات السماء، وسادة اليوم لا يقبلون المناقشة ومن يناقش أو يجادل أو يطرح رأيا جديدا مثل رأيهم الجديد هو كافر بإطلاق، كان من يناقش الرسول أو يعترض منافقا أو كافرا أو كليهما لأنه إنما كان يناقش أوامر الله، وهم اليوم تحولوا من أنصاف أنبياء إلى أنبياء. جعلوا المسلمين كالسلف فى الطاعة رغم اختلاف الزمان والمكان ومدى قدسية الشخوص، جعلوا المسلمين آلات مطيعة لا تفكر لأنه لا فكر يعلو على الفكر الإلهى، موهمين بخلط الزمان بزمان آخر لا يعرفه والمكان بمكان آخر لا يعرفه، وبمشايخ اليوم الذين لا يرقى أحدهم لرتبة تابع من التابعين مستندين إلى قرار أبى بكر الالتزام بالكتاب والسنة «بالأحرى صحيح السنة وهو المختلف عليه» لإعادة الأمة إلى مهد الطفولة ورضاعة السماء، وأيامها كان أمام أبى بكر قبائل بلا خبرة ولا معرفة فى أى شأن، لا يجيدون سوى السيادة، فأطلقهم على البلاد المحيطة بالجزيرة يمارسون عليها السيادة، أما اليوم فيطلقونهم لأنهم لا يجيدون سوى القتل! جماعات اليوم الإسلامية على أشكالها ترى نفسها الوريث الشرعى (كل منها الوريث الشرعى الوحيد) لهذا التراث الخليفى بمبادئه التى قام عليها وأنها الأمينة على تنفيذه، فالتزمت النص بحرفيته دون وجود النبى والوحى لينسى ويبدل وينسخ ويرفع، لقد أعفى الأمة إبان وجوده من مهمة التفكير فلما مات قرر الخلفاء استمرار هذا الإعفاء، وهو أيضا ما يتكرم علينا به دعاة الأسلمة المعاصرين، حتى أمسى التفكير مطلبا إن طلبته من أمة تكون كمن يهينها!؟

    سيد القمنى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de