مشروعات صغيرة لكنها هامة جدا

Quote: خبيران شهيران في الطاقة الشمسية من الصين يتحدثا لــ [الرأي العام] المهندسون السودانيون يتميزون بمستوى تقني ممتاز حوار التاج عثمان المهندسان الصينيان «خانق يان» ، مهندس صيني ، ومن أشهر مصممي الخلايا الشمسية في جمهورية الصين الشعبية ، والمسئول الأول عن تصميم الخلايا الشمسية بشركة [سينوتيك] الصينية المتخصصة في تقنيات الطاقة الشمسية .. وزميله «زوي ميتك» المهندس الميكانيكي ، المتخصص في تصنيع الخلايا الشمسية ، يعدان من أشهر خبراء الطاقة الشمسية في الصين ، إلتقيت بهما داخل معهد أبحاث الطاقة بسوبا اثناء القائهما لمحاضرة على المهندسين والمهندسات السودانيين الذين سيديرون العمل في مصنع الخلايا الشمسية السوداني المقام داخل المعهد بسوبا .. طلبت منهما إجراء حوار معهما عن الطاقة الشمسية ، ومصنع الخلايا الشمسية الذي حضرا لتركيبه فرحبا بالفكرة ، بموافقة «د. عثمان ميرغني محمد التوم» مدير المعهد .. وبما إنهما لا يتحدثا الانجليزية والعربية فقد إستعنا بالمهندس ، الدكتور « الطاهر محمد حسين» ، الأستاذ بكلية العلوم الهندسية ، بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا ، والذي نال درجة الدكتوراة في الهندسة من الصين ، ويجيد اللغة الصينية إجادة تامة. سألتهما أولا عن هدف زيارتهما للسودان ؟ - قالا : الزيارة تأتي تنفيذا للإتفاقية التي أبرمت اخيرا بين الحكومتين السودانية والصينية ، بانشاء مصنع للخلايا الشمسية بالسودان ، وتم إختيارنا لتركيب معدات وأجهزة المصنع ، بجانب تدريب المهندسين السودانيين على تشغيله. منحة لا قرض * وهل تكفلت الحكومة الصينية بتكاليف تشييد المصنع وإستجلاب الأجهزة كافة.. بعبارة أخرى : هل التكلفة [قرض] ، أم [منحة] ؟ - أوضحا : كل تكلفة المصنع بما فيها الأجهزة ، والتدريب ، منحة من حكومة الصين للسودان ، والمنحة بمقدار [1.2] مليون دولار ، غير إننا بعد وصولنا ، إكتشفنا ان الأسعار في السودان أعلى من الأسعار في الصين ، وفي تقديرنا ان المشروع [المصنع] يكلف [1.8] مليون دولار .. والأهم من ذلك انه يعد واحدا من المشاريع الكبيرة والمهمة التي تعزز العلاقة ، المتينة والراسخة بين الشعبين ، الصيني والسوداني. * هل تعتقدان ان إنتاج المصنع سوف يحقق الإكتفاء الذاتي للسودان من الخلايا الشمسية و يخفض أسعارها؟ - مصنع الخلايا الشمسية السوداني ، الهدف منه ، بجانب الإنتاج التجاري نقل هذه التقنية الحديثة للسودان ، وتبصير السودانيين بأهمية وفوائد الطاقة الشمسية ، وكيفية التعامل معها .. والطاقة الشمسية مفترض ان تكون بأسعار رخيصة جدا ، ونحن على ثقة تامة ، انه من خلال البحوث والمراكز العلمية السودانية ، سوف يتطور إنتاج المصنع بإستمرار ، وبالتالي تقل التكلفة أكثر ، لتصبح في متناول يد جميع المستهدفين .. بل ان إنتاج المصنع يمكن ان يغطي حاجة السودان ، ويتعداه لاسواق الدول الأفريقية الأخرى ، حيث لا توجد مصانع مماثلة في كل أفريقيا ، سوى في مصر وجنوب أفريقيا. * لماذا التجميع ؟ * لماذا لم يخصص المصنع لتصنيع الخلايا الشمسية بدلا من تجميعها ، رغم ان المواد الأولية - السليكون ، متوفر بكميات كبيرة في السودان؟ - تصنيع الخلايا الشمسية عملية معقدة تقنيا ، وليست سهلة ، وتعتمد في المقام الأول على قدرة الإستثمار ، والمواد المستخدمة ، وتدخل فيها عوامل أخرى كثيرة ، أهمها : نوعية المادة الخام ، التقنيات المتطورة ، وفنيات المهندسين وخبراتهم في هذا المجال ، ورأس المال الضخم .. ولقد تحدثنا عقب وصولنا السودان مع بعض المسئولين في الحكومة السودانية بان مجرد تطور معهد أبحاث الطاقة إلى مصنع يعتبر في حد ذاته عملا كبيرا لا يستهان به .. ونحن على ثقة ، ان علماء السودان قادرون على الحفاظ على هذه التقنية الحديثة وتطويرها ، وصولا للتصنيع الكامل ، خاصة إننا لمسنا إهتماما كبيرا بالطاقة الشمسية من حكومتكم. منافسة المستورد * داخل السوق السوداني الآن خلايا شمسية مستوردة من اليابان ، وفرنسا ، وأمريكا ، وإيطاليا ، والهند ، وبعض الدول الأخرى ، فهل تعتقدون ان الانتاج المحلي - وهو صيني في الأصل - سينافس الخلايا الشمسية المستوردة ، من ناحية الجودة والسعر؟! - الإجابة صعبة ، لأننا لا نعرف نوعية المادة المستخدمة في الخلايا الشمسية الموجودة الآن بالسوق المحلي ، والتي تنتجها الشركات العالمية الأخرى .. أما من حيث السعر ، فأسعار الخلايا الشمسية المصنعة في الصين أفضل من أسعار الشركات العالمية في الدول الأخرى ، ولذلك يمكننا القول ان الإنتاج المحلي سيكون أقل سعرا من المستورد. سينوتيك * بما ان شركة [سينوتيك] الصينية هي الشركة التي تشرف على تركيب أجهزة المصنع ، نريد التعرف على حجم الشركة عالميا ، ومستوى إنتاجها ؟ - شركة [سينوتيك] تحتل المستوى الثالث أو الرابع في الصين في هذا المجال ، وهي من الشركات الكبرى ، إذ يصل حجم إنتاجها ومبيعاتها إلى حوالي [3] بلايين دولار سنويا ، من الخلايا الشمسية .. ولقد أشاد بها نائب رئيس الوزراء الصيني بعد زيارتها اخيرا ويديرها اثنان من أكفأ وأشهر المديرين في الصين ، أحدهما مستشار في الحكومة الصينية ، والآخر باحث كبير ومن العلماء المشهورين في الصين.. ومصنع الخلايا الشمسية السوداني الذي حضرنا لتركيبه ، يعد أحد المشاريع الكبرى التي نفتخر بها في الصين. * كم يبلغ عدد الشركات الصينية التي تعمل في مجال تصنيع الخلايا الشمسية ؟ - لدينا في الصين [6] شركات متخصصة في تصنيع الخلايا الشمسية بأنواعها المختلفة ، وهناك شركات أخرى كثيرة تقوم بالتجميع والتطبيق. إشادة بالمهندس السوداني * تقومان الآن بالتدريب النظري والعملي للمهندسين السودانيين الذين سيديرون المصنع .. فما هو إنطباعكم عن المهندس السوداني ومدى تقبله وإستيعابه لهذه التقنية الحديثة بالنسبة لنا في السودان ؟ - الدارسون من المهندسين والمهندسات السودانيين يتميزون بمستوى تقني ممتاز ، وسريعو الإستيعاب لهذه التقنية الحديثة ، ويمكن القول ، انهم سوف يكتسبون كثيراً من المعرفة التقنية ، مما يؤهلهم لأن يصبحوا مدربين للاجيال القادمة في هذا العمل المهم ، والذي يمكن بواسطته وضع حلول للكثير من المشاكل التي تواجه الريف السوداني. التقنية السودانية أخيراً ، سألتهما : هل تعتقدان ان مصنع الخلايا الشمسية السوداني يمكن ان يشكل قاعدة تقنية لدخول السودان مجال تصنيع تقنيات الطاقة الشمسية المختلفة؟ - الطاقة الشمسية لها فوائد كثيرة ، فهي رخيصة ، ونظيفة ، وغير مكلفة ، ومتوفرة للغني والفقير ونعتقد ان صناعة الطاقة الشمسية في أفريقيا والسودان ، عموما ، سيكون لها مستقبل كبير ومشرق لسببين رئيسيين ، هما : النقص في الكهرباء في أفريقيا ، ولأن كمية الإشعاع الشمسي في أفريقيا كبيرة جداً ولا توجد غيوم أو سحب تذكر ، وسطوع الشمس طيلة العام.. فالخلية الشمسية في المناطق الصحراوية قدرتها تكون أعلى من المناطق الباردة ، أو التي بها غيوم. * وكم يبلغ عمر الخلية الشمسية ؟ - يفترض ان يصل عمرها إلى (20) سنة على الأقل ، وفي حالة سوء الاستخدام ، وعدم الإهتمام بنظافتها ، فإن عمرها يقل عن ذلك.

Quote: الاقتصادية بسعة واحد ميقاواط في العام معهد أبحاث الطاقة يخطط لإضافة مصنع جديد لإنتاج الطاقة الشمسية مطلع العام الجديد اوضح الدكتور الفاضل ادم احمد، مدير ابحاث الطاقة ان السودان بدأ في الاستغلال الفعلي للطاقة الشمسية وذلك بانشاء مصنع لتجميع الخلايا الشمسية في مطلع العام 2003م حيث تم تمويل المصنع بمنحة صينية قدرها 2.1 مليون دولار، خصصت للمرحلة الاولى من المشروع كما تم تخصيص 7.1 مليون دولار للمرحلة الثانية من وزارة المالية في اغسطس الماضي، مبينا ان المصنع يأتي تتويجا لجهود وابحاث معهد ابحاث الطاقة التي استمرت لمدة ثلاثين عاما في مجال الطاقة ا لشمسية. وقال مدير ابحاث الطاقة في حديثه لمجلة الاقتصادي ان السعة الانتاجية لوحدة ا نتاج الخلايا الشمسية بالمصنع حوالى واحد ميقاواط في العام، ما يعادل 20 الف خلية في العام سعة الخلية 50 ميقاواط قابلة للزيادة ويمكن مضاعفتها في حال العمل بنظام الورديتين. واضاف انه تم التوقيع في يوليو الماضي على عقد انشاء مصنع اخر لانتاج الخلايا الشمسية بقرض من الحكومة الهندية، ومن المتوقع ان يبدأ انتاج ا لمصنع في العام القادم 2005م بسعة انتاجية تقدر بواحد ميقاواط في العام وذلك تلبية للاحتياجات الضرورية من انظمة الطاقة الشمسية بالبلاد. وقال ان تكلفة المرحلة الاولى من المصنع والتي اكتمل تنفيذها، بلغت حوالى 641 الف دولار فيما بلغت تكلفة المرحلة الثانية مليون دولار والتي سوف يتم التركيز فيها على تصنيع الملحقات الخاصة بانظمة الطاقة الشمسية المتمثلة في المحولات، المنظمات، اللمبات، البطاريات والاجهزة الالكترونية الاخرى. واشار مدير المعهد الى استخدام تطبيقات الطاقة الشمسية في انارة اكثر من 1600 قرية في مختلف انحاء البلاد شملت الخلاوي، المدارس، المراكز الصحية والاندية وتشغيل اجهزة الحاسوب في المدارس الثانوية وكذلك نفذ المعهد لاول مرة تطبيقات الخلايا الشمسية في طلمبات سحب وضخ المياه من خلال مشروع الطلمبات الذي موله البنك الدولي ونفذه معهد ابحاث الطاقة، وتستخدم الطلمبات لضخ المياه للشرب والزراعة في الريف في مناطق البحر الاحمر ، البطانة، جنوب كردفان، دارفور، الشمالية، وذلك بالتركيز على الريف لحاجته الماسة للطاقات البديلة والمتجددة. وتوقع مدير المعهد ان تلعب تطبيقات هذه الطاقات دورا اساسيا ومهماً في نهضة الريف الاقتصادية والاجتماعية واحداث تطور نوعي وكمي بالنسبة لمواطن الريف، حيث انشأ المعهد مكاتب بالولايات حتى تقوم بتركيب انظمة الطاقات المتجددة