|
أبناؤنا والثقافة
|
تحتفل بلادنا هذا العام بالخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005م والحقيقة الدامغة في هذا الشأن بأن بلادنا تزخر بموارد الثقافة والفنون منذ القدم وأن الشعب السوداني نشأ على حب العلوم وكثرة الإطلاع والاهتمام بكل جديد . وأذكر عندما كنّا بالمرحلة الابتدائية وعند خروجنا من المدارس نعرج على ( كشك صحف ) على الطريق العام يحوى جميع أنواع الكتب والمجلات والصحف اليومية فنقوم باستبدال ما نحمله من نسخ قديمة بنسخ جديدة ، ونواصل ونحن نسير في الطريق حتى نصل إلى منازلنا ونواصل الاطلاع بعد ذلك ، فكونا حصيلة لا بأس بها من المعرفة والوعي الثقافي . ولكن بعدنا عن الوطن ونشأة أبناؤنا في ديار الغربة جعلنا مقصرين نحوهم ، فهنا كل الاهتمام ينصب على التحصيل العلمي الدراسي فيكمل الطالب المراحل الدراسية ولا يوجد في عقله سوى الكتاب المدرسي فعندما يذهب إلى الوطن لإكمال مسيرة تعليمه الجامعي ، يذهل من أقرانه في الجامعات هناك بأنهم على ثقافة عالية وإلمام بشتى الأمور الاجتماعية والسياسية بل وفي كل مجالات الحياة لسعة اطلاعهم، ومواكبتهم لكل جديد فيصابون بالحرج لعدم قدرتهم على الاندماج معهم ومسايرة تفكيرهم الواعي المتجدد فسلوك الفرد يتكيف ويتشكل على ما تشبع به من ثقافة واطلاع منذ الصغر. وهذه المشكلة - نحن الآباء والأمهات - لنا دور كبير في ترسيخها وتعميقها فعدم تشجيعنا لهم على الإطلاع وترغيبهم وتحبيبهم في القراءة منذ الصغر كان له الأثر السلبي عليهم . كذلك الضغط على الأبناء لإحراز أعلى الدرجات الدراسية وعدم الاهتمام بتوفير مكتبة حتى ولو كانت صغيرة في داخل كل البيت تحوى ولو القليل من الكتب الأدبية والدواوين الشعرية وكتب التاريخ السوداني والتراث حتى تستنير عقولهم وأفكارهم فيبدعوا في شتى المجالات كان محصلة هذا الإهمال المتعمد والذي تبلور في الآخر بجانب معوقات أخرى فيما يعرف بمشاكل أبناء المغتربين . نرجو من الجمعيات المختلفة بكافة تصنيفاتها المهنية والفئوية والجهوية والجغرافية وكافة روابط المرأة و التنظيمات النسوية الأخرى وكافة المهتمين بأمر الثقافة داخل وخارج السودان بالاهتمام بهذا الأمر وبحث الحلول المناسبة كإقامة المكتبات و عمل ورش عمل تتبنى هذه الأطروحات
|
|
|
|
|
|