|
|
 الغربة واسباب الضياع ! من الجاني ومن المجني عليه نحن ؟ ام اهلنا وابناءنا ؟
|
في هذه الغـربة تبادر إلى ذهني عدة أسئلة اطرحها للنقاش لان الموضع كبير والكتابة فيه قد تتخذ عدة جوانب وقد تكون شائكة وعند الاجوبه عليها قد تمس بشكل مباشر أو غير مباشر أوتار حساسة لدى بعض المتناولين في إجابتها ، فكل سؤل هو موضوع بذا ته .
أولا: ما هو الحد الزمني لاغترابنا ؟ وهل هو اغتراب أم هجرة؟
نحن إلى الآن لا يوجد لدينا سقف زمني لاغترابنا فكل من تسالة يشكى لك الحال عن ظروفه والضغوط التي يواجهها هنا والاستنزاف من السودان وكما يقولون ( قطر وكل محطة ينزل واحد ويركب واحد) . فتجدنا نلوم حالنا ونتحسر على ضياع السنين والجري وراء السراب وكل يوم نقول إنشاء الله يكون أحسن وتتحسن الظروف هنا وهناك عند أهلنا ويخف الحمل وأقصى ما يتمناه الواحد منا شراء قطعة ارض وثم البناء وماادراك ما البناء فتبداء مشوار حياة طويل وعريض من اجل البناء فبدل إن يكون الاغتراب لسنتين ثلاثة أصبح لخمسة سنين أو سبعة وثم تنجب أطفال وتتغير التواريخ لتصبح عشرة سنين وتعليمهم ليزيد عدد السنين وتجده دوما يسير في متوالية عدييه لا تتغير والحال في حاله ونقول غدا الهمبريب يضرب شبابيك الحديد والهم يطيب ونستجم فمن يتوفق في البناء يجد انه لم يعيش في داره لان ظروف الحياة تغيرت ويمكن ما يسكنها ابدآ فحسبه فقط انه قدم لآخرته بان علم إخوانه أو زوج أخواته وحجج أمه ( واشتراء ليها روزا ) وهكذا وهذا يقودنا للسؤال الثاني
ثانيا: هل التكافل الاجتماعي فرض علينا نحن من دون خلق الله ؟ أم نحن شعبا عاطفيا أكثر مما يجب؟
دوما تجد نفسك مسؤلا عن أكثر من أسره وشخص وتساعد هذا و ذاك وهذا يوسع دائرة اغترابنا ، فمن تجده لا يقدر إن يساعد لظروفه يتهم في أخلاقه وتربيته وانه ( عم دهب ) ذلك البط الغني والبخيل في مجلات ميكي جيب . وهذا يقودنا للسؤال الثالث
ثالثا: هل الظروف وعدم التوفق لبعضنا والخوف والخجل من الرجوع بخفي حنين هو سبب تحملنا لتلك الضغوط والضياع الحاصل للبعض منا ؟
كثيرا ما تجد منا من لم يوفق في بلاد الغربة ومنا من آتاه الله من خيرات الغربة ولكن لم يستفيد منها لنفس أسباب السؤال الثاني أو أكثر من سبب ، وهنا تساوى مغترب السبعينيات مع مغترب الالفيه الثالثة فهي نفس الأسباب وكل يفسر على هواه ، فمنهم من يتحسر على ما أضاع من عمر ومنهم من يسب الحكومات المتعاقبة وخصوصا الحكومة الحالية ( وهذه تحتاج كتاب كامل عنها ودورها في تهجير السودانيينفي بلاد الله) ومنهم من يتعذر بمستقبل الأبناء وتعليمهم وهذا يقودنا للسؤال الرابع
رابعا : هل الغريه والابتعاد عن الوطن يزيد من الرقة في مشاعرنا بحيث نتغاضى عن القيام بدورنا الكامل في التربية لا بناءنا أم تراها هي ضغوط الحياة وطول دوام العمل والوجود خارج المنزل لفترات طويلة والرجوع منهوكي القوى فنغفل عن المتابعة لهم ؟
التربية لها عدة أشكال ، بعض منا يشغله عمله عن متابعة أبناءه فيترك مسؤوليتهم لامهم والأم لوحدها لا تقـدر على القيام بالمسؤليه لوحدها وخصوصا في تقـدم سن الأبناء وبالدور السلبي الذي تقـوم به المؤسسات التعليمية هنا في بلاد المهجـر فمثلا في السـودان الأستـاذ مربي مع الاسـره والجدة والجـد والجار والعـم .... الخ كلهم يساعدون في التربية ولكن هنا كل راعي مسؤل من رعيته فلهذا صعبت مهمة الأم في المتابعة والتربية .
الشكـل الثاني هو أن يكـون للبعض سياسة التدليل للأبنـاء وعــدم جمح رغباتهم في الصغـر وتوجيههـا توجيهـا صحيحا فيكبرون على هذه العـادة ومنها حب النفس الزائـد وعدم تقدير ظروف الوالد ومستوى دخله لأنه تربوا على اجابه الرغبات من غير التفكير في كيفيه توفيرها لهم فلذلك كثيرا ما تجدهم يكبرون من غير وعي وإدراك وعدم تحمل المسـؤليه والسطحيـة الذائدة في الإدراك ، وذلك ليس معناه انه لا يوجد من يحسن التربية والتهذيب ولكن الغالبية هم كذلك ولا أبرئ نفسي !! وإذا أنكر أحدا هذا أو كابر في انه ليس كذلك فدعونا نسـال السـؤال الخامس
خامسا : لماذا تجد أبناء المغتربين هم أكثر جراءة قد تصل لحد الصفاقة من أبناء السودان ؟ ، ولماذاهـم من تقال حولهم النكات؟ فهــل العيب فينا أم الجهـل بطـرق التربية الحديثة مع العلم أمهاتنا وجداتنا لم ينلن حظا وافرا من التعليم ولكن أحسن في الإخراج . أم تراه هو عناد فينا وفي جيناتنا عدم الاعتراف بالخطاء ودوما نحن (أحسن ناس)؟ أو قد يكـون الاختلاط بالجنسيات الاجنبيه هو السبب ؟ وهذا يفتح علينا بابا جديدا هو عن ما هو الأحسن الاغتراب في الدول العربية أم الهجرة للبلاد الغربية والشرقية ؟ ولنا عوده لهذا في ورقة أخرى
أرجو أن لا أكون قد أساءت لأحد لأنها أسئلة تدور رؤوسنا دوما ونكثر في التفكير فيها ونلوم حالنا ونسال هل نحن مسيرين أم مخيرين فلكم أقول نسال الله لنا الهداية ولا بناءنا و أن يحسن اختيارنا لما هو صواب في ديننا ودنيانا
ولكم مودتي
جمال هباني
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست