كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
سجيمان يقتحم صحيفة "الشرق الأوسط" ويهدد بسلسلة .... !!
|
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية
الكتّاب يكسرون عزلتهم ويطلقون نرجسيتهم
أرقام فلكية للمواقع الإنترنتية الثقافية العربية وكل يقول: «أنا هنا» الخرطوم: شذى مصطفى
يتهم المثقف العربي منذ عقود عديدة سلطات بلاده فى أنها تحد من فكره وإنتاجه، ويتهم الوسائل الإعلامية الحكومية الموجهة فى أنها لا تتيح له فرصة للإطلاع على ما تنتجه المطابع والقرائح فى العالم من حوله، ويعتبر المثقف ان شح الإمكانيات المادية يحول دون نشر مؤلفاته.
وبدأت تلك الحلقات القابضة المحيطة بالمثقف فى الانفكاك واحدة تلو الأخرى فى هذا العصر المتلاحق التغييرات: أطباق بث لمئات القنوات، وإذاعات مختلفة ثم الإنترنت الذى يعتبر الوسيلة الأكثر تحريراً لمستخدميه، فهو يبث ويستقبل، أى انه شخصي وعالمي فى آن.. ووجد المثقف العربي مجالا للاطلاع والانتاج الحر فى فضاء الإنترنت الرحب، دون استعجال مطبعة أو خوف من وصاية أو مقص رقيب، كما أن الإنترنت توفر له النشر بثمن زهيد، وإن كان دون عائد أيضا!..
وإذا ما حاولنا حصر عدد المواقع الثقافية العربية على الإنترنت سنجد أرقاما فلكية، إلا ان معظمها لهواة أو متذوقين للفنون والآداب بصورة عامة. فعلى سبيل المثال تجد مقتطفات أدبية بمختلف أنواعها من هنا وهناك فى موقع واحد، يستطيبها مؤسسه، وقد يضيف إليها أعماله الخاصة. وهناك مواقع ثقافية محترفة أو متخصصة يشرف عليها أدباء وكتاب ورسامو كاريكاتير بأنفسهم، ويبثون فيها نتاجاتهم الخاصة. وهذه المواقع أيضا تأتي على وجهين، إما في شكل مجلة أو نشرة ثقافية دورية بإشراف عدد من الأدباء والفنانين فى مجال معين كالرسم أو الشعر أو المسرح أو الكتابة أو لها توجه أيديولوجي أو فلسفي معين، وتتخذ تلك المواقع عادة اسما رمزيا كموقع «ألواح» أو «مجازات»، أو اسما يعبر عن محتوى الموقع كـ«الحوار المتمدن» أو «مسرحيون». كما أن بعضاً من هذه المواقع يستقبل مساهمات الزوار أو المراسلين من مختلف الأنحاء لنشرها، ولذا فهي تتجدد وتجرى لها عمليات تحديث وتزداد سعتها باستمرار. وهناك مواقع خاصة بمفكر أو أديب، كموقع «مستغانمي» و«سميح القاسم» و«إبراهيم نصر الله»، وتكون مقتصرة على نشر بعض من أعمالهم فقط، وعمليات التحديث والإضافة فيها تكون بطيئة بصورة عامة..
كتابة عن بعد
* الملاحظ أن معظم المواقع الثقافية العربية المحترفة على شبكة الإنترنت وأولها إنشاء هي للأدباء والمفكرين العرب المقيمين بعيدا عن أوطانهم.. ومن مزايا المواقع الثقافية المتخصصة على الإنترنت أنها تقدم تعريفا كاملا أشبه بالسيرة الذاتية التفصيلية لأصحابها، مما لا يتوافر فى المنشورات المطبوعة، وبعضهم يعرض صورا خاصة لهم في مناسبات مختلفة، ترينا هواياتهم، أو رحلاتهم الهامة. كما تعرض المواقع كل مؤلفات المفكر أو الكاتب التى تمت طباعتها ونشرها سابقا، والنقد الذي قيل فيها، وهي أشبه بالعملية الدعائية مما قد يساعد في ترويج كتبهم وأعمالهم. وقليل من الأدباء والشعراء من ينشرون كل دواوينهم أو مؤلفاتهم الكاملة على مواقعهم.. كما أن لبعض المواقع ترجمة لمحتوياتها باللغة الإنجليزية، وبعضها يقدم خدمة روابط لمواقع ثقافية أخرى لنشر المزيد من المعرفة ومساعدة الزوار المهتمين. ويميل الزوار أو القرّاء بصورة عامة لقراءة ومتابعة أعمال الأدباء من نفس جنسياتهم.. ومن مزايا المواقع الثقافية الإنترنتية أنها تظل مفتوحة دوما، تقدم مختلف موادها بصورة ميسرة. فالمقالات والأعمال لا تسقط أو تندثر بالتقادم، وبعض المواقع يضع بابا للتعليق أو لنقد القراء أو يقدم منتدى فكريا ثابتا للزوار، وهو تواصل مباشر مع الجمهور طالما ظل المفكر والأديب العربي يحلم به بعيدا عن المنابر والتجمعات الرسمية..
أعمال خالدة
* هناك مواقع أنشئت بعد وفاة أصحابها تقديرا لهم ولنشر نتاجهم من قبل معجبيهم، كموقع الشاعر نزار قباني الذي ولد عام 2000 . وموقع ظل قائما رغم رحيل صاحبه، وهو موقع المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، عليه كل محاضراته ومقالاته باللغة الإنجليزية.. وهناك موقع كان يعد أول وأهم المواقع الثقافية العربية على الإنترنت وهو موقع (إبداع) الذي كان يديره من المغرب الكاتب العراقي الراحل علاء الدين محسن، إلا أن الموقع مات بموت صاحبه!..
نشر ما لا ينشر
* ساعدت مواقع الإنترنت أيضا على بروز مواهب كانت ترفض من قبل الناشرين أو الوسائل الإعلامية التقليدية لأسباب عدة، فالكاتب الفكاهي السوداني د. عادل المكي، قال إنه كان يعاني منذ أن كان طالبا يافعا من صدّ معلميه ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها من قبول أعماله التى تتسم بنقد المظاهر السلبية بمجتمعه بصورة فكاهية عميقة وبلهجة عامية، إلا أنه وبعد الإنترنت لقيت أعماله قبولا جماهيريا كبيرا من مرتادي منتديات النقاش، مما حفزه على إنشاء موقع خاص به باسم «سجيمان»، لقي رواجا هائلا أيضا، وهو الآن بصدد نشر أعماله فى كتب مسلسلة، ويقول «إن الإنترنت كان مقياسا لقبول أعمالي في المجتمع، وحفزني على الكتابة أكثر وأكثر»، ونسأل كم من مبدعين طمرتهم شكوك ووصايا السلطات والرقابة والأمزجة الخاصة؟!..
المنطقة الحرة
* فهل حققت المواقع الثقافية على الإنترنت للمثقف العربي الحرية التي طالما بحث عنها؟
الكاتبة السورية غالية قباني المقيمة في لندن تكتب فى واجهة موقعها الإنترنتي: «الانترنت فسحتنا الخاصة نحن الكتّاب والصحافيين ورسامي الكاريكاتير وكل المهتمين بالتعبير عن آرائهم، بعيدا عن الرقابة. إنه بتعبير أكثر مباشرة «منطقتنا الحرّة» التي لا رسوم فيها ولا ضرائب».. وأضافت قباني عندما سألناها عن الحرية الثقافية على الإنترنت: «مؤكد ان الفسحة في الإعلام العربي اتسعت عما قبل، ومع وجود الفضائيات ارتفع سقف المسموح والقابل للكشف، إلا أن الكلمة الصامتة «المكتوبة» أكثر تاثيرا على النفوس على ما يبدو، لذا تعطى تلك الاهمية من الرقابة. رغم كل ذلك، أقول نحن محظوظون بالثورة التكنولوجية، لأنها واربت الباب قليلا لمزيد من الهواء النقي.. أما الكاتب الفكاهي السوداني د. عادل المكي المقيم في السعودية فيقول: «يهمني أن تصل أعمالي الى الجمهور بأي وسيلة كانت لكن في النت قد أجد راحتي اكثر، نسبة لقلة الرقابة وما تفعله هذه الرقابة في تشويه المادة وإفراغها أحيانا من مضمونها الادبي»..
وبما أن معظم مواقع الإنترنت الثقافية هي لمثقفين مقيمين في الخارج، سألنا إن كانت فعلاً قد حققت لهم التواصل بأوطانهم وشعوبهم ولغتهم: «بالتأكيد وإلى حدٍ كبير!» يجيب د. محسن الرملي الكاتب العراقي المقيم في أسبانيا وهو صاحب موقع باسم «مجلة ألواح» بمشاركة الأديب عبدالهادي سعدون، ويضيف: موقع مجلتنا هو ليس لنشر أعمالنا الخاصة، وإنما لنشر أعمال الآخرين، وهو موقع أتاح لنا التعارف بكثير من الكتاب الذين حظينا بكسب صداقتهم.
بينما تقول غالية قباني أن انشاء الموقع لا علاقة له بكون الكاتب يعيش في الداخل او الخارج، فالعالم صار أقرب ما يكون الى بعضه من أي زمن ماض. انها نافذة يطل منها الكاتب على الاخرين، ويطلون منها عليه. لكن لكثرة تلك المواقع، صرت أشعر بأن «الفردية» التي غلبت على العرب بعد تفكك الايديولوجيات والاحزاب والنقابات والجمعيات العامة، دفعت الى انشاء الكثير من المساحات الخاصة، انها اشبه بالأقمار الصناعية، كلٌ يبث من قناته ما يريد، وكأنها «ناطق اعلامي» باسم الشخص، ليقول «أنا هنا»..
هل معظم زوار موقعكم من مواطني بلادكم؟ أي هل يميل كل شعب للقراءة لأعمال من أبناء جنسيته؟. على هذا السؤال يجيب د. محسن الرملي: حتماً سيتابع القارئ أو المثقف نتاج ثقافة جنسيته باهتمام وكمّ خاصين، لكنها ليست اهتمامه الأول والوحيد ما دام يبحث عن الجديد الثقافي وما هو إبداعي جاد وجميل. وفي ميدان الثقافة وخاصة الأدب. ليست للجنسية أهمية كبيرة بقدر ما للنصوص والأعمال ذاتها.أما د.عادل المكي فيقول: موقعي يقدم بلهجة عامية سودانية خالصة، ولن يفهمها إلا السودانيون، ولذا فكل زوار موقعي من السودانيين المقيمين في كل دول العالم..
وعن الجدوى المادية لهذه المواقع، يجيب د. محسن الرملي، والذي له مقالات ودراسات هامة بعدد من الدوريات العربية، قائلا: لا أقدم أعمالي الخاصة من خلال الموقع، فليست أعمالي مكتوبة أو منشورة للربح وليس موقعنا للربح. وإذا كنت سأقوم بوضع أعمالي، فلتكن مجانية بالطبع.أما غالية قباني فتقول: رغم كل المصاعب التي تواجهنا في عالم النشر اليوم في المنطقة العربية، فلا زلت متحمسة للنشر التقليدي، وضد فكرة ان ينشر كامل العمل على الانترنت قبل نشره مطبوعا. من فعل ذلك وغامر، هو جارنا في الموقع والمشرف عليه عارف علوان، الذي يئس من حال النشر التقليدي وقرر وضع روايته الاخيرة على الموقع. أدباؤنا لا يخشون الهاكرز أو القراصنة الذين قد يسطون على كتاباتهم.
د. محسن الرملي يقول: «الأفكار ليست للاحتكار والمتاجرة بها، وإنما هي أصلاً وجدت لتُطرح وتكون موضعاً للتداول والمناقشة. أما غالية قباني فتجد ان السرقات وجدت حتى في عهد الصحافة المكتوبة، طالما أن هناك ضمائر تسرق أفكار غيرها ببرودة أعصاب، مثلما يفعل أي مجرم يرتكب جريمة من اي نوع آخر. أما عادل المكي فيروى انه سبق وتمت سرقة الكثير من أعماله ونسخها في صحيفة يومية كبيرة تصدر بالخرطوم دون إذن أو إستشارة منه وطلب حينها إيقاف هذا النصب فورا..
وفي رأي غالية قباني ان قراء المواقع الإلكترونية عددهم إلى تزايد. فالانترنت أقل كلفة من الكتاب، ويسمح بتنويع المعرفة وتحديثها عند القارئ، لكثرة ما يمكن أن يحصل عليه المتصفح وهو جالس أمام جهاز الكمبيوتر..
|
|
|
|
|
|
|
|
|