|
|
 معدل قراءة الفرد العربي
|
تشير آخر الإحصاءات العالمية إلى أن معدل قراءة الفرد العربي على مستوى العالم هو «ربع صفحة» فقط في السنة، وهو حجم مخز فعلاً، ويدعو للخجل مثلما يدعو للمواجهة العاجلة.. فربع الصفحة يعني أن هذا الفرد لا يقرأ على الإطلاق أو أنه في أحسن الأحوال يقرأ جملة في اليوم، جملة ناقصة لا معنى لها. ومهما كانت الأسباب والذرائع فإن المواطن العربي ضحية أكبر عسف ثقافي ومعرفي، بعد أن أغرقته الأنظمة في مشكلات العيش، وأبعدته عن التفكير تماماً، ليتحول إلى كائن معطل بلا هدف، يعيش على هامش الكون كرقم إحصائي لا غير.. وهو كائن مختبرات، بامتياز، يصلح كفأر تجربة فيما يخص المعرفة والفقر والأوبئة والحروب والدمار المعيشي والروحي.. وفي هذا الحال لتذهب كل الأمثلة المحفوظة عن تاريخ الأسلاف، حين كانت تنقل قوافل الكتب والمخطوطات من تخوم العالم إلى مخازن الكتب في مكتبة المأمون، في أكبر حركة ترجمة شهدها العالم القديم، وينبغي أن ننسى كل الوراقين الذين فقدوا أبصارهم في النسخ والطباعة.. ولنُعدْ تأبين الجاحظ وابن سينا وطه حسين، ولنذهب باطمئنان إلى العزلة التامة، ونتأمل حجم القفص الزجاجي الذي يحمي الجهل والأمية، ونتفرج على مصائر أمة «اقرأ»!
«ربع صفحة» للفرد العربي، ياللبذخ المعرفي الذي نرفل به، ويالسعادة المبدعين العرب، وهم يوقعون كتبهم لقراء وهميين!.
وإذا كان لا بد من محاكمة أسباب هذه الكارثة، فينبغي الالتفات إلى المناهج التعليمية التي حوّلت الأجيال إلى ببغاوات تردد كلاماً غامضاً، ونصوصاً عصية على الفهم، مثلما ينبغي الاهتمام بتعزيز الوضع الاقتصادي للفرد العربي، كي يكون للكتاب ميزانيته الخاصة، وإن بدا هذا الأمر حلماً بعيداً وربما أخرق.
على أية حال، نحن أصحاب «الربع صفحة» مثلما يتمتع الفرد الأمريكي بقراءة أحد عشر كتاباً في العام، والبريطاني سبعة كتب، وفي هذا الواقع المظلم، نتمتع بميزة خاصة بين شعوب العالم ميزة الأمية المعممة!
|
|
 
|
|
|
|
أبو ساندرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست