|
|
 اللمسات الاخيرة لاتفاق القاهرة قيد التسوية
|
قرنق وطه يغادران القاهرة اليوم بعد تسوية الملفات العالقة :
القاهرة - حمدي رزق:
عادت القمة السودانية الثلاثية بين رئيس التجمع السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني والنائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق للانعقاد امس بالقاهرة لتدارس سبل انهاء ملفي نسب السلطة وقوات التجمع في الشرق المعلقتين من الاتفاق الذي وقع امس الاول بين الحكومة والتجمع· المعلومات تؤكد ان القمة ستنفض اليوم بعد ان قرر طه و قرنق مغادرة القاهرة مساء اليوم الامر الذي جعل التوقعات بانجاز الاتفاق تزداد خاصة مع الاجواء المواتية التي خلفها احتفال التوقيع والذي وضع قيدا على الطرفين بضرورة انجاز ماتبقى وفي اسرع وقت· وقطعت الاحتفالية المصرية على المستوى الرئاسي الطريق على اي تراجعات من الجانبين· وكما قال المتحدث الرسمي باسم التجمع حاتم السرعلى انه لا يستطيع اي احد ان يتحمل نتائج فشل اتفاق بذلت فيه القاهرة كل هذه الجهود، ولا يستطيع سياسي سوداني ان يهدم فرح السودانيين بالاتفاق · مايتحدث به الناطق الرسمي حاتم السر يفسر الطروحات التي تلوح في الافق لتقريب المواقف ، فالحكومة التي طرحت نسبة 8 في المئة فقط للتجمع في السلطة اصبح مقبولا لديها زيادة النسبة الى 10 في المئة باعتبار ان ما يحصل عليه التجمع هو مضافا في النهاية لنصيب الحركة نسبتها 28 في المئة وبالتالى اي زيادة ستكون على حساب اغلبية الحكومة وسيطرة الانقاذ وهو مرفوض من تيار في الوفد الحكومي وفي مقدمته رئيس الوفد الدكتور نافع علي نافع، وتوصيتهم للنائب الاول في مفاوضاته الثلاثية منع اي تهديد للانقاذ او المساعدة في تفكيكها· التجمع رغم السقف المرتفع الذي يتحدث عنه نحو 33 في المئة من السلطة اصبح اكثر استعدادا لقبول 14 في المئة خالصة بدون مشاركات دارفور والشرق ، الامر الذي يقرب المسافات بين الرقمين ''10 في المئة و14 في المئة'' وبتدخل مصري ومن خلال شراكة قرنق مع النائب الاول يمكن زحزحة الطرفين الى منطقة وسطى· وبالنسبة لقوات التجمع في الشرق جرى تقسيمهم لثلاثة اقسام ، الاول الشهداء والمعاقون، وسيعاملون معاملة شهداء ومعاملة معاقي الجيش السوداني وبنفس الميزات، والثاني المؤهلات من حملة الدكتوراه والماجستير والطلاب الذين التحقوا بالكفاح المسلح في ظل المعارضة ليسوا محترفين وسيتم استيعابهم في وظائف مدنية وتعويضهم عبر لجنة رفع المظالم ودفع الضرر· والمشكلة في القسم الثالث وتخص العسكريين وكبار القادة في جيش الشرق، حيث التجمع بالاحتفاظ بقوة ولو رمزية في ''وحدات مشتركة'' مع الجيش الحكومي على غرار الوحدات المشتركة التي نصت عليها اتفاقية نيفاشا والمطبقة في النيل الازرق والانجنسا وجبال النوبة والحكومة ترفض الاستيعاب العسكري تماما لكن ربما يرتضي الطرفان باقتراح مقدم من الحركة الشعبية ان تستوعب تلك القوات في الجيش الحكومي والمخابرات العسكرية والاجهزة الامنية بدون وحدات مشتركة، وهذا اقرب لروح خطط الجانبين ، فالتجمع يحتفظ بقواته على جاهزية عسكرية، والحكومة تضمن عدم رفع السلاح التجمعي في الشرق ولا تضع نموذجا ''وحدات مشتركة'' تطال بمثيلاتها حركات دارفور· الوسيط المصري الذي ادى مهمته كاملة وعلى اعلى المستويات ينتظر توقيعا قبل مغادرة قرنق وطه وبدونه تصبح الامور اكثر تعقيدا·
وقد فتح اتفاق القاهرة ابواب تفاؤل واسعه امام آمال السودانيين في ان يسهم في تحقيق السلام الشامل في اقليم دارفور و شرق السودان· وبدا الشارع السوداني مرتاحا للتحول السياسي الجذري المنتظر بموجب اتفاقي نيفاشا والقاهرة واللذين ستظهر نتائجهما في حكومه الوحدة الوطنيه المقرر اعلانها الشهر المقبل والتي يراهن المراقبون عليها كثيرا في التعجيل بانها ازمة دارفور· وأعرب عدد من المواطنين السودانيين عن سعادتهم وفرحتهم الغامره بالاتفاق خاصه وانه جاء بعد 16 عاما من الاقتتال واصفين يوم امس بانه يوم تاريخي بكل ما تحمله الكلمة· واعتبروا الاتفاق يمثل تعزيزا كبيرا لاتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية ويمهد دون شك للتوصل لاتفاق في مفاوضات ابوجا مع متمردي دارفور·
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست