|
|
 ولاية الخرطوم تعتزم تحويل مسجد الخليفة عبدالله التعايشي لمجمع تجاري !!
|
نقلا عن موقع "الخرطوم اليوم" الذي نقله بدوره عن صحيفة "الأضواء" ولا تعليق !
بدعوى تأهيله
سلطات ولاية الخرطوم تعتزم تحويل مسجد الخليفة لمجمع تجاري
الأحد 27 نوفمبر 2005م: تحقيقات الأضواء
الحلقة الاولي
التاريخ لا يعيد نفسه ولكن كثيراً من احداثه قد تتشابه في دلالاتها ومغزاها ومالاتها وما بين حادث اعتداء قوات كتشنر الغازية- عند دخولها امدرمان في 1898م علي مسجد الخليفة عبد التعايشي عندما اطلق نيران مدفعيته علي قبة الامام المهدي ودمر جزءاً منها واستباح ساحة المسجد ثلاثة ايام استعرض فيها قواته،
وجعلها مربطاً لخيل جنوده، وبين محاولة ماثلة الان للتعدي علي مسجد الخليفة وصفها خبراء في الاثار والتاريخ بانها اتجاه لمحو احد اهم اثار دولة المهدية، حيث اعدت سلطات ولاية الخرطوم مخططاً هندسياً لاقامة مجمع تجاري داخل ساحة المسجد. وما بين تلك الحادثة وهذه تلتقي خيوط التشابه بالاعتداء علي الشواهد التاريخية والحضارية بتدميرها او بتغير ملامحها.محاولات التعدي محاولة التعدي الماثلة الان لم تكن الاولي فقد جرت عدة محاولات علي امتداد التاريخ للاعتداء علي مسجد الخليفة منذ ان شيده الخليفه بعد عامين من وفاة المهدي في عام 1887م بابعاده الحالية 45 ذراعاً طولا و259 عرضاً وله ثمانية ابواب والذي شارك الخليفه في بنائه بنفسه ومعه خلفاء وامراء دولة المهدية فكان هذا المسجد هو المدرسة والمحكمة والدولة.كانت اولي محاولة الاعتداء علي المسجد عند دخول قوات كتشنر الغازية لامدرمان في 1898م واستباحة لحرمة المسجد لثلاثة ايام استعرض فيه قواته وجعله مربطاً لخيل جنوده بعد ان اطلق نيران مدفعيته علي قبة الامام المهدي فدمرت جزءاً منها في عمل استنكرته الصحافة البريطانية.ثم يجئ لمسح اثر المسجد ليجعل حرمته سوقاً لام درمان ونقل السوق من محله الحالي الي صحن المسجد وتوزيعه ددكاكين للراغبين واوعز الي سلاطين باشا مدير المخابرات للعاصمة انذاك ان يسعي لتنفيذ هذه الخطة لما يعلموه من غل وحقد في قلبه علي دولة المهدية والخليفة عبد الله. استدعي سلاطين باشا الشيخ الوقور حسن عبد المنعم وكان امير تجار ام درمان في عام 1905م لينقل اليه رغبة الحكومة بتوزيع ارض الجامع للتجار وتحويله سوقاً عاماً.ذهب السيد الشيخ حسن عبد المنعم الي مولانا الشيخ محمد البدوي وكان شيخ علماء السودان انذاك يستفتيه فيما اخبره به سلاطين فثار الشيخ محمد البدوي غاضباً وانفجر قائلاً: لقد صليت في هذا المسجد ثلاثة اعوام في جماعة خلف الخليفة عبد الله وانه بيت من بيوت الله ولا يصح تحويله لاي غرض غير عبادة الرحمن فاذا نفذت انت ما قاله لك سلاطين فانني ساصدر فتوي اؤكد فيها مسجدية هذا الجامع وقدسيته ولاكفرنك واطلق نساءك ولا تدفن في مقابر المسلمين.قام الشيخ حسن عبد المنعم يرتجف وعندما قابل سلاطين ابلغه بما سمعه من الشيخ البدوي ورفض رفضاً باتاً ان يقبل او يساهم في عمل يحول بموجبه هذا الجامع لغير ما قصد اليه.
ومحاولة اخري للتعدي علي مسجد الخليفة في عهد حكومة مايو حيث قامت السلطات بهدم السور وتشييد نصب في وسطه وسعت لتحويله لساحة للهو فاعترضت قيادات الانصار وصدرت فتاوي من الازهر الشريف والمؤسسات الاسلامية تحرم تحويل المسجد عن وظيفته، وصدر حكم قضائي يمنع تحويل مسجدية المسجد.
أهداف تجارية
وتأتي محاولة التعدي الماثلة علي مسجد الخليفة في مخطط هندسي شرعت ولاية الخرطوم في طرحه لاقامة مجمع تجاري في ساحة المسجد.يقول رئيس قسم التاريخ بجامعة النيلين وعضو اللجنة السابقة لاعمار مسجد الخليفة دكتور فيصل محمد موسى ان مسجد الخليفة يقع في منطقة دولة المهدية ويخضع الي قانون الاثار للعام 1925م المعدل 1952م وان الجهة الوحيدة التي لها حق التصرف في هذا الموقع هي مصلحة الاثار ولقد سبق ان شكلت لجنة قومية في العام 1987م روعي في تمثيلها كل الاطراف الذين لهم علاقة تاريخية بهذا الموقع وكانت هذه اللجنة يراسها المرحوم بروفسير ابراهيم ابو سليم وقد امنت هذه اللجنة علي القرارات السابقة الخاصة بوضعية المسجد في منطقة دولة المهدية.وكان الغرض من قيام اللجنة في ذلك الوقت المحافظة علي المنطقة بما فيها بيت الخليفة ودار الحربية ودار الرياضة بمنزل السيد البشري ومنزل الامير يعقوب ومنزل شيخ الدين" السجن" وقد رفعت اللجنة توصيات عدة اهمها اعادة تنظيم بيت الخليفة وعرضه وازالة الاعمال التي قامت بها لجنة مايو " صرح الابطال" وتخطيط واقامة اروقة وخلاوي علي جوانب الجامع والمحافظة علي ساحته التي يمكن ان تكون توسعة لجامع الامام المهدي لتقام فيه المناسبات الدينية والقومية للاحتفال بالمولد النبوي اقامة متحف اسلامي في المنطقة التي كانت منزل الامير يعقوب"برميل" حاكم امدرمان انذاك وتنقل اليه كل مخلافات دولة سنار الاسلامية والفور ويكون فيه استراحة كبيرة وصالات عرض وكفاتيريا للزوار بحيث تدر دخلاً مستمراً لمصلحة الاثار يخصص ريعه لصيانة المواقع الاثرية جميعها في منطقة ام درمان.ويستطرد قائلاً: لكن للاسف لم تنفذ هذه التوصيات بسبب انشغال الحكومة بمسائل ترتيبات الحكم الجديد- حكم الانقاذ.
ويقول بروفسير فيصل رئيس قسم التاريخ بجامعة النيلين: ان المشروع الحالي المطروح ومعنون باعادة مسجدية مسجد الخليفة يضم بين ثناياه الاستفادة من الموقع لتحقيق اهداف تجارية بحته لمصالح شخصية لشخصيات لها أوزانها التي تمكنها من ذلك وهذا المشروع قد يلقي بظلاله علي قدسية المسجد التي سعت اللجان السابقة للمحافظة عليها في تقاريرها التي رفعتها وكانت عبارة عن ثلاثة تقارير لو اخذ بها لحفظت للمسجد حرمته ولكن بقيام الانقاذ جمدت المساعي التي تهدف للمحافظة علي المسجد.مسؤولية الاثارويوضح د. فيصل محمد موسى بأن مسؤولية حماية المسجد واجب من واجبات الهيئة القومية للاثار وما اشار اليه مدير الهيئة القومية للاثار الاستاذ حسن حسين بقوله ان هنالك لجنة قومية وراء المشروع هو في الحقيقة تهرب من مسؤولياته الادارية لحماية الموقع" مسجد الخليفة" اذ انه من ناحية ان المسجد يمثل اثرا تاريخياً ومسؤولية الحماية تقع علي مصلحة الاثار وكان بامكان مدير مصلحة الاثار ان يرفض المشروع عندما عرض كمقترح قبل عام من الان ولكن الامر الان خرج من ايدي مصلحة الاثار واصبح في ايدي اخرين.ويقول ان الهدف اذا كان هو اعادة مسجدية المسجد فعلا كان يجب ان تكون الجهة المسؤولة هي هيئة شؤون الانصار مع مراعاة تمثيل ال المهدي وال الخليفة وان تكون مصلحة الاثار هي الجهة الفنية في تنفيذ المشروع دون ان تكون هناك مخالفات اثرية.ويوضح بروف فيصل انه وبحكم موقعة كرئيس لقسم التاريخ ومن المهتمين قام بمخاطبة مدير مصلحة الاثار الاستاذ حسن حسين ونواصل
|
|
 
|
|
|
|
إسماعيل وراق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست