تسنم الاسلاميون السلطة في السودان في فترة صعبة من تاريخ السودان الحديث.. وعندما وصلوا لدست السلطة كانت القضايا الاساسية و الرئيسية للبلاد هي : 1- الحرب في الجنوب . 2- التدهور الاقتصادي . 3- اشكال الحكم وعدم الاستقرار والقضايا الثلاثة قضايا قديمة قدم السودان وهي مترابطة مع بعضها البعض ..فالحرب بدأت شرارتها مع الاستقلال ..والتدهور الاقتصادي قديم في السودان ..فلا توجد ملامح تنمية وخطط تنموية حقيقية وجادة في السودان منذ الاستقلال ..والبنيات التنموية والمشاريع الانمائية قليلة وغير مؤثرة اذا استثنينا (مشروع الجزيرة) الموروث من الاستعمار ..ثم جاء ثالثة الاثافي هو اشكالية الحكم وعدم الاستقرار فالسودان منذ الاستقلال يمر بدورة ثابتة ومعروفة هي انقلاب تعقبه فترة ديمقراطية ثم انقلاب ..في دوامة متواصلة وكان من اسبابها الرئيسية هو ضعف القوى السياسية والحزبية السودانية وجهويتها وتقوقعها احيانا (طائفة) وعدم استفادتها من اي من تجاربها السابقة . اليوم بعد 15 عاما من تسنم الاسلاميين للسلطة في السودان بدأت ملامح حلول جذرية للقضايا الثلاثة الرئيسية التي شغلت البلاد منذ الاستقلال : 1- الحرب في الجنوب : تم وضع حد للحرب بعد صراع مرير ..ودموي ومكلف وباهظ ..وايا كانت الطريقة التي تمت بها وضع نهاية الحرب - فكما قال النائب الاول سيلفاكير ان التاريخ سيسجل لعمر البشير وضع نهاية الحرب في عهده . وحل مشكل الجنوب هو حل جذري اذ ينتهي بخيار الوحدة او الانفصال وفيه يقع على الحكومة عبء كبير في العمل لجعل الوحدة جاذبة للاخوة في الجنوب حتى لا يصوتوا بالانفصال . 2- التدهور الاقتصادي : رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الانقاذ والضيق والعنت والحصار والحرب فانها استطاعت ان تقدم انجازات تنموية لا تخطئها العين ..وقد رمت بثقلها خلف استخراج الزيت الاسود وتمكنت من ذلك بل وتصديره ..وتعمل بالتاكيد الان على تطويره وزيادة انتاجه وتصديره ..كعائد سريع يساعدها في البناء واقامة البنية التحتية كما تحاول الان بعد وقف الحرب التحرك لاحياء الصناعات المتعددة - وعملت قبل فترة على اعادة ترتيب مشروع الجزيرة من اجل احياءه ليلعب دورا فاعلا ..كما استطاعت فك الحصار المفروض من الجهات الممولة وان تحقق استقرار اقتصاديا في السنوات الخمس الماضية لا تخطئه العين - كما خلقت مناخا جيد للاستثمار - مما جذب مليارات الدولارات للدخول في الدورة الاقتصادية بالبلاد وانعاش اقتصادها . 3- اشكال الحكم وعدم الاستقرار : اتفاقية وقف الحرب وتحقيق السلام الموقعة في نيروبي وضعت حدا ايضا لاشكالية الحكم وافضل مافي هذه الاتفاقية انها وضعت حدا لمشاكل وقضايا الاطراف التي تشكوا ظلما في السلطة والثروة (وهذا صحيح بالطبع) - وذلك بمشاركتها الحقيقية في السلطة لاول مرة وفي صناعة القرار ..وتقسيم عائد الثروة بصورة اقرب للعادلة (ليست عادلة مائة في المائة بالتاكيد) - ووضعت جدولا لتداول سلمي للسلطة - وحمت كافة حقوق الافراد والجماعات ومساواة الجميع واعتبار المواطنه هي الاساس - واوجدت وفاق وطني واجماع كبير من قوى سياسية جديدة اصبحت مؤثرة وهامة ( انصار السنة - الاخوان - المنشقين من الاحزاب التقليدية الامة والاتحادي والذي شاركوا في الحكومة السابقة )
* اذا كانت قضايا السودان الرئيسية الثلاثة قد وجدت طريقها للحل والحلحلة الان فهل يعني ذلك ان السودان الان ..في الطريق الصحيح ؟
تخريمة : تطاردني فكرة ان هناك شبها في هذه المرحلة بين عمر البشير الان وبين مهاتير محمد قبل 25 عاما - عندما بدأ مهاتير الطريق الصحيح لبناء ماليزيا وذلك بازالة الغبن اولا عن الملايو غالب اهل ماليزيا امام الصينين والهنود الاقليات التي تهيمن على الاقتصاد حينها - وذلك بتنميتهم وتعليمهم وعدالة توزيع الثروة لهم ..وهذا ما قاد الى ماليزيا مستقرة ومتقدمة وخلاقة وبين تنفيذ اتفاقية نيروبي حرفيا ..مما يرفع الغبن عن كل القوى المهمشة والبعيدة عن التنمية ويؤدي لحدوث استقرار سياسي كبير يساهم في خلق تنمية اقتصادية وسياسية واعدة لاهل السودان .
09-02-2005, 02:39 PM
luai luai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251
ما دعاني لكتابة هذا المقال اعلاه هو سؤال دائم : لازال وسيظل يلح في ذهني هو كيف ننهض ؟نحن اهل السودان ونتجاوز مرحلة (الكسره والملاح ) - ومرحلة الاقصاء والتشرزم - ومرحلة النعرات والقبليات والجهويات الضيقة ؟ ومرحلة ضيق الافق ..ورؤية الذات فقط ..وانانية النخبة ..و..و..
يرى مالك بن نبي - رحمه الله - ان هناك ثلاثة مشاكل يجب حلها للوصول للنهضة : 1- مشكلة الانسان 2- مشكلة التراب 3- مشكلة الوقت غايتو ما عارف - لكن اظن اصلاح الانسان نفسه - تحتاج لثلاثين عاما ..حتى نشوف باقي المشاكل ...
وسيظل السؤال هل نحن الان في الطريق الصحيح ؟ ولا لسه يا جماعة الخير راجينا الكتير ..
09-02-2005, 09:01 PM
Mohamed Suleiman Mohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453
لؤي: هل كنت أنت من قراء ( مجلة بناء الصين)؟ ما تطرحه يا لؤي هي بروباقندا مباشرة لحد أهانة عقول القراء. الدمار الذي الحقته حكومة الأنقاذ من الصعب أصلاحه .. The damage is done يكفي أنها جعلت السوداني يحمل السلاح في وجه أخيه السوداني .. حتي في قلب الخرطوم.
الواحد يتذكر كلام قريبنا عن الأنقاذ: ( كنا متورتيييييين و كويسيييين ... منو القال ليكم تعالو أنقذونا؟؟!! ) آل أنقاذ آل .
09-02-2005, 10:39 PM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الاخ لؤى اقدر جهدك الذى تبذله فى الدفاع عن الانقاذ باسلوب راق دون تشنج ..وانا ملاحظ كتاباتك المتعقلة الاسلوب ولكن السؤال الذى يجب ان يسال هو هل وضعت الانقاذ فى الطريق الصحيح ؟ لانها لم تسع لتوقيع هذا الاتفاق الا بعد ضغوط دولية واقليمية رغم انها كانت تعرف هذا الطريق الصحيح وتدركه وكانت ترفضه وتكابر فى رفضه وتاتى بالايات والاحاديث المفبركة لتسويق فكرتها الاحادية التى كانت ترفض التعددية التى خلق الله بها البشر ورفعت شعار اعادة صياغة الانسان السودانى تحت مظلة اعلامية موجهة لمدة خمسة عشر سنة ..ليفكر الشعب السودانى كله كما يفكر الاخوان المسلمون فى كل شىء كما فعل ماو تسى تونغ فى ثورته الثقافية التى فشلت وانتهت بعد وفاته ..
09-03-2005, 08:32 AM
luai luai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251
الكيك تحياتي وتقديري اشكرك اخي على المرور ..والتعليق ..قلت بان الانقاذ لم توقع الاتفاقية الا تحت الضغوط وان التحولات تمت تحت الضغوط ..لا بأس بذلك ..اتفق معك في بعض ذلك ..المهم ان هناك تغيير حدث وان الحرب توقفت وان حراك اقتصادي يحدث الان والان هناك دستور جديد وشامل يعني هناك تطور وحياة - الانظمة التي تتقدم هي تتطور - اما ما قلته من اعادة صياغة الانسان فليس صياغته ليكون تابعا لحسن الترابي - انما قالت الانقاذ في بداياتها انها ستعمل تغيير في نشر القيم الفاضلة كالحث على العمل والخير والدعوة للاحتشام - يعني قيم اجتماعية لا تتعارض مع قيم اي انسان سوي بالفطرة - لكن ما يهمني يا الكيك هو الثلاثة اشياء الاساسية الان الحرب في الجنوب الاقتصاد استقرار الحكم اظن ان فتوحات كبيرة قد تمت في هذه الاتجاهات الثلاثة ..ما رأيك في هذه بالتحديد؟
09-03-2005, 08:18 AM
luai luai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251
تعرف بان هذه ليست بروباقندا انا تحدثت عن وقائع محددة الحرب في الجنوب توقفت الاقتصاد فيه شغل كبير وانت تدرك ذلك الحكم واستقراره وهذا في طور العمل فيه الان - بنص الاتفاقية انا لم اتحدث عن الاخطاء التي حدثت - والتي تحدث تحت اي نظام سياسي - انا اتحدث عن اليوم عن المكان الذي نقف فيه اليوم . وان كنت اعرف دوافعك - كمعارض- فعلى قناعة بكره اول ما توقع الحركات المسلحة اتفاقية مع الحكومة وتدخل كشريك - وهذا ما سيحدث - فستقول اننا الان في الطريق الصحيح !!
با لطبع يا محمد سليمان الطريق الصحيح عند كل سياسي يبدأ من عنده ..تحياتي
أخي لوي أنا ما سياسي ولا إعلامي ولا ولا ولا أغمض عيناي عن ذل وبؤس وفقر الانسان السوداني في بلده خلال السنوات التي مضت وما آل إليه الحال الذي يغني عن السؤال ، القلب ليدمي والعين لتدمع يالؤي بس عندي سؤال ليتك تجاوب عليه
أين عملاق الاقتصاد السوداني ، وعملاق المشاريع المروية في العالم (مشروع الجزيرة) الله يرحمه ، من خارطة الاقتصاد السوداني الذي تبشرنا به؟؟ هل تعلم عدد الأفدنة التي كانت تزرع قبل 1989 ؟ وهل تعلم عدد الأقدنة المزروعة حاليا في موسم (2005) م هل تعلم آخر إنتاج للفدان من القطن والقمح والحبوب الزيتية والذرة في عام 1989 م مقارنة مع إنتاج عام 2004 م ؟؟ هل تعلم كم عدد الجرارات الخفيفة والثقيلة ، و الاليات العاملة في مجال الري والمحالج والحاريث والسيارات والأصول التي ورثتها الإنقاذ عام 1989 م وأين هي الآن ؟؟ هل تعلم كم دخل المزارع الآن في ظل قوانين تقسيم الانتاج التي صنعتها الإنقاذ ؟ إذا وجدت عندك الإجابة أكون شاكرا لك ذلك ومقدرا معك جهود الإنقاذ أخوك الشفيع مصطفى
09-03-2005, 01:25 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
* الدول تدول، والتاريخ لا يعرف فاصلة نهائية، ولكن الطغاة يعتقدون بأنهم يستطيعون إيقاف عجلة التاريخ عند لحظتهم العابرة! وهيهات! حين يصادر الطغاة التعددية الفكرية والسياسية، ويحطمون منظمات المجتمع المدني فإن الاحتجاجات الاجتماعية تبحث لها عن مسارب اخرى: فإذا كانت قبضة الطغاة قاهرة ولا قبل للمجتمع بها فإن اليأس يتخذ شكل الجماعات الارهابية، وان لم يفلح الارهاب في ازاحة السلطة القائمة الا انه- ورغم كُلفته الباهظة إنسانياً- يطلق ديناميات اجتماعية وسياسية تؤدي في النهاية الى تعديلات في شكل الحكم! واما اذا كانت قبضة القهر قوية في المركز ولكنها اضعف في الاطراف فان التعبير السياسي يتخذ شكل تمردات اقليمية او حركات قبلية وجهوية! واما اذا كانت السلطة الحاكمة، ولزيادة فاعلية قمعها تركز على المجال السياسي وحده وتترك المجالات الاخرى اقل تحكماً فان الاحتجاجات الاجتماعية تتخذ شكل الجريمة المنتظمة! بل وحين تهيمن سلطة عالية الجبروت على مجتمع ما، ويفشل هذا المجتمع في تحديها، فان هذه السلطة، وبطبيعة الاجتماع، تجنح الى التمدد خارجيا، مما يستثير ضدها سلطة اخرى او تحالف سلطات اجنبية يتمكن من ازاحتها! وهكذا ما من سلطة، وايا كانت قدرتها على القمع او اجادتها لتدابير التمكين، تدوم الى الابد! كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام! * وبلادنا ليست استثناء في الاجتماع البشري! ولكن الانقاذ، وقد صممها من يعتقد بانه «كلي» و«كامل» المعرفة، فقد تصورت بأنها يمكن ان تقيم طغياناً كلياً يشكل الخاتمة لتاريخ السودان! ولكن، وكما يؤتى الحذر من مأمنه، فقد اتضح بان «كامل» المعرفة لا يعرف حتى اقرب المقربين من اتباعه، كما لا يعرف ديناميات الاجتماع السياسي، بل ولا تدابير الاصطياد، فاصطادته السباع التي استخدمها بازاً لصيده!! واما الانقاذ «المتبقية» فلديها ذات اوهام ابدية التمكين! وقد ترسخت هذه الاوهام بواقعة ان الانقاذ ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!. ولكن، ولأن المعارضة «المهذبة» تعجز عن الايفاء بمتطلبات مواجهة سلطة الإنقاذ، فانها تخلى الساحة تدريجياً لمعارضة من نوع معارضة يوم الاثنين الدامي!. وعن طبيعة هذه المعارضة، ومآلات الانقاذ، احكي الاسطورة ادناه، وهي اسطورة معروفة، ولكنني اعيد تركيبها لتجيب عن اسئلة واقعنا السياسي الراهن! * تحكي الاسطورة عن ملك غابة إدعى بأنه رأى رؤية رحمانية عن تدابير التمكين، وتشير كل الدلائل المتوفرة الى انه ربما قابل شيطاناً أوحى له رؤياه. وعلى كلٍ، وغض النظر عن مصادره ، فقد امتلك «وصفة» فعالة للحكم، يسميها هو بألواح «المعالم والتعاليم» ويسميها المراقبون المحايدون بنصائح ميكافيللي! * وإذا حذفنا التفاصيل غير الضرورية، فان ألواح الملك يمكن اختصارها الى ثلاثة مبادئ اساسية:المبدأ الأول «العزف»، ويعني ان «يعزف» الملك لاتباعه حتى يسيطر عليهم، ويقوم على فكرة التأثير في حواس سكان الغابة بحيث يتم «تخدير» عقولهم وسلب ارادتهم. وهو مبدأ اول لأن كل المبادئ الاخرى تستند اليه وتتفرع عنه!. ومبدأ «العزف» هذا هو نفسه ما تسميه الادبيات العلمية الحديثة بالدعاية او بالحرب النفسية، واذا كان يعتمد في الماضي على مزامير الكهنة، فإنه يعتمد في الازمنة الحديثة على الراديو والتلفزيون والقنوات والصحف والمنابر العامة!. وهو ذاته مبدأ السمسرة الطفيلية الذي يسمونه «الغناء»، فحين يغمز طفيلي الى طفيلي آخر قائلاً: «غني ليهو» فإنه يعني خداع المتعامل- ويسمونه بالرهينة «!»، لانهم يرهنون عقله بالكلام المعسول، او بكلمة اخرى بالعزف! * وأما المبدأ الثاني فهو «اللغف»، ويقوم على تعميم «اللغف» وسط النخبة، فما دام الحاكم يلغف، فإنه ولإستدامة لغفه، يشرك بقية الصفوة معه في ذلك ، سواء الصفوة الفكرية أو السياسية أو الثقافية! * والمبدأ الثالث والأخير هو «القصف» او «النسف»، وهو آخر مبدأ لانه آخر العلاج، وهو الكي، فالذين لا ينجح معهم «العزف» ولا يغريهم «اللغف» فإنهم اما ان «تُنسف» شخصياتهم، وهذا ما يسمى في الحرب النفسية باغتيال الشخصية، او «تُقصف» رقابهم بالاغتيال المادي المباشر!. وتشتغل المبادئ الثلاثة بصورة متخصصة وتكاملية، فيستخدم «العزف» للعامة، واللغف للصفوة، ويستخدم «القصف» للمتمردين سواء من العامة أو الصفوة!. *وتحكي الاسطورة ان ملك الغابة وبهذه التعاليم ثلاثية تدابير التمكين، استطاع ان يهيمن هيمنة مطلقة على الغابة، ولسنوات عديدة!. ولكن، وبسبب هذه الهيمنة المطلقة، فلم يكن يرى سوى اهوائه ونزواته، فتجاهل احتياجات سكان الغابة، بل وتجاهل شروط الحفاظ على العمران والبيئة. واستناداً على فنيات وتدابير كتاب «المعالم والتعاليم» استطاع ان يقمع وبكفاءة أية نامة معارضة .. الى ان جاء ذلك اليوم المشهود! * في ذلك اليوم المشهود، تقدم نحو الملك الطاغية احد الاسود مهاجماً، والاسود بحسب تصنيف كتاب «المعالم والتعاليم» تعد من العامة، لأنها وبرغم قوتها الجسمانية الهائلة، الا ان عقولها بسيطة، ولذا يسهل التحكم بها، فاذا اعطيت مقداراً كافياً من اللحوم، وتواصل العزف على رؤوسها، فانها يمكن ان تتنازل عن ميلها الفطري في البحث عن الكرامة و السيادة!. تقدم ذلك الاسد نحو الملك، ولسبب واضح، فالملك في انشغاله بأهوائه ونزواته لم يعد يهتم بشبع اتباعه!. ورغم ان الاسد المهاجم يشق طريقه نحو الملك وهو يفتك بالكثير من الحراس الذئاب، وقد كانوا هم ايضا جوعى وساخطين، الا ان الملك ظل رابط الجأش بل وغير مبالٍ، فقد كان على قناعة بان وصفات كتاب التعاليم لم تخزله ولن تخزله ابداً! امر الملك باستخفاف ان تعزف جميع المزامير في الغابة علها توقف تقدم الاسد المهاجم، ولكن، ولمفاجأته، واصل الاسد هجومه وفتكه بالحراس! فامر الملك بالقاء الكثير من مطايب اللحوم على الاسد المهاجم، ولكن فات الاوان، فالمهاجم وان كان جائعاً، الا انه كان غاضباً اكثر منه جائعا، فواصل هجومه! وحين استوعب الملك الطاغية المفارقة لم تتبقَ له سوى هينهات للدهشة: لقد افترسه المهاجم!. * وخلف عرش الطاغية القتيل تغامز قردان، كلاهما من الذين سبق وتمت السيطرة عليهما وفق التعاليم، ولكن بصعوبة-، قال القرد الأول: «ألم أقل لك انه سيأتي يوم يبرز فيه من العامة «أطرش» لا يمكن السيطرة عليه بالعزف، ولسبب واضح، انه لا يسمع اصلاً، فتنهار وصفة كتاب التعاليم؟!». فرد عليه الآخر: «صدقت، ولكن الجدير بالتأمل، انه حين يستكبر حاكم ما فلا يسمع لمجتمعه ولناصحيه، ويصير كالأطرش، فانه بذلك يفتح الطريق لاطرش آخر حقاً وفعلاً...!» وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!!!
09-03-2005, 08:42 AM
luai luai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251
الاخ الكريم الشفيع تحياتي وتقديري اولا يا اخي حدث تدهور كبير في الزراعة المتدهورة اصلا والتدهور لم يلحق بالزراعة فقط يا اخي الكريم ان لحق بكافة المرافق والخدمات وفي الصحة والتعليم وكذا .. والسبب معروف للجميع هو ان الحرب كانت اس البلاء واساس الخراب لاستهلاكها جل ما موجود بالخزينة الخاوية اصلا..اي ان كل اقتصادنا كان اقتصاد موجه للحرب والجيش والقوات المسلحة ..لذا تردى كل شيء لكن اظن من العام 98 بدأت تحدث بعض التغييرات الكبيرة والسبب هو النفط اصبح للدولة مورد مساعد فتحركت هنا وهناك في عديد من المشاريع التنموية والطرق والجامعات والصحة ..واظن ان الزراعة لم تنال العناية الكافية من الانقاذ الان يا اخي الكريم توقفت الحرب ..وزاد انتاج النفط ومدخوله في ميزانية الدولة دخلت العديد من الجهات الاستثمارية فبدأت الحركة هنا وهناك لا اقول لك اننا الان وصلنا للمطلوب لكننا الان بعد حدوث الاستقرار السياسي مرحلة البناء والتعمير - وهذه مهمة الحكومة الجديدة اخي الكريم . لذا الامل كل الامل ان تكون الزراعة على اولوية الحكومة الجديدة في الفترة القادمة خاصة واننا بالزراعة وحدها يمكن لنا ان نكون في حل من الحاجة للبترول نفسه ما اردت ان اقوله في هذا البوست اخي الكريم هل نحن الان في الطريق الصحيح - بعد ان وقفت الحرب - وبدا الحراك الاقتصادي - وملامح استقرار سياسي على الاقل للستة اعوام القادمة ؟ لك تقديري
Quote: هل وضعت الانقاذ ..السودان الان ..في الطريق الصحيح
اجابة على سؤالك.....لا ثم لا... لــيه لا.. لو ما كان انقلاب الانقاذ كان فعلا حيكون السودان في الطريق الصحيح.. برضوا لــيه... لم نكمل في السودان منذ الاستقلال الى الان تجربة ديمقراطية كامله متكامله حتى يقول الشعب كلمته في تجربة واحده ولم يكرم هذا الحق.. وبرغم حديثك عن الانقاذ لكن ارى ظلال دامس سوف يدخل السودان هذه المرة نفق مظلم... يبقى السؤال كيف الخروج منه..؟؟؟ لــيه.. بدل حرب الجنوب الذى هى منذ الاستقلال لكن عمرها ماكانت جهادية.... دارفور... الشرق.... التدهور الاقتصادي...الدولار خير مثال من اقل من 12 جنيه الى 2500 وذيادة رغم الحديث عن البترول مع العلم ان السودان بلد زراعى مائة في المائة... كم صادرات السودان الان من المحاصيل الزراعية؟؟؟ مقارنة بقبل الانقاذ..الان تكاد ان تكون صفر... الطريق الصحيح هو صناديق الاقتراح الانتخابات الديمقراطية النزية والنزية دى تحتها خطوط كثيرة..... غير ذلك يصعب تحقيق الاستقرار. مع تحياتى لك
الاكرم والمقدر هشام مدني تحية واحترام تحدثت يا اخي الكريم عن اشياء تم تجاوزها - انقلاب الانقاذ - سعر الجنيه الان نحن اخي الكريم في ارضية جديدة ارضية اوقفت الحرب وصوت الرصاص وجاءت بالحركة الشعبية شريكا في الحكومة ارضية استقطبت وتستقطب دعم دولي كبير للبناء والتعمير (اذا ما طلعوا كضابين ناس مؤتمر النرويج ) ارضية فيها وفاق وطني حيث عاد حتى التجمع للعمل من الداخل وقد يشارك في الحكومة ارضية لحكومة جديدة ودستور جديد وتركيز على التنمية والبناء في الفترة القادمة الا ترى اخي الكريم اننا الان على الاقل في بداية الطريق الصحيح ؟ لك ودي ..
تااااااااااني تسنم يا لؤي؟؟؟ تسنم تعني الصعود من درجة أسفل للقمة عبر جهد.. وناسك ديل جو بليل لقو ناس الصادق في في عِرِس وسرقوا السلطة!! إذاً ما تسنم الاسلاميون السلطة في السودان !! بل لطش الإسلامويون السلطة في السودان "بالليل"
09-03-2005, 03:11 AM
Elawad Eltayeb Elawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319
كل من يحمل السلاح في السودان في زمن الإنقاذ يحصل على حقوقه وأكثر ولا يحصل صاحب الحق الصامت على أي من حقوقه وهذا نموذج لإنعدام العدالة وهو دعوة صريحة للحرب.
فإذا تحدثنا عن الحرب فإن ما تم في الجنوب هي صفقة بين طرفين حاكم ومتمرد ولو كانت غير ذلك لماذا لم تشمل كل القوى ولماذا مازالت الحرب مستمرة في الغرب والشرق ونذر الحرب تدق في أماكن أخرى. إن ما فيه نحن الآن من وضعية الظلم الذي هو الشرارة لكل حرب لهو أشد إيلاماً مما سبق العام 1989م.
2- الإقتصاد:
أما عن الإقتصاد فحدث ولا حرج. فأساس الإقتصاد ليس هو المال أو البترول حسب فهم الإنقاذيين بل هو الإنسان. وما حدث من فساد وإفساد للذمم وتردي في الأخلاق في السودان منذ العام 1989م عجز حتى المستعمرون من تحقيقه.
3- نظام الحكم
صنعت الإنقاذ ما تراه أنت إيجابياً بطريقة ميكيافيلية وغير أخلاقية (الغاية تبرر الوسيلة) تعدت فيه على الديمقراطية بليل وليتها حققت الديمقراطية التي كانت في نظرها غائبة لكنها عملت ما هو أسوأ وأعدمت من أعدمت وشردت من شردت وهجرت من هجرت وظلمت من ظلمت بإسم الدين والمصلحة العامة والمصلحة العليا.
فنظام الحكم العادل هو الذي يبدأ إبتداءا من رضا الجميع وبحكم إختيار الشعب.
وغني عن القول أن كل ما حدث من اتفاقيات ودستور وتقسيم للثروة والسلطة لم يستشار في الشعب صاحب السلطة الحقيقية.
وما زالت الإنقاذ ترى في نفسها الوصي على الكل ولا تضع للآخر إعتبارا طالما أنه لم يتمرد بالسلاح.
فكل من يحمل السلاح يحصل على حقوقه وأكثر وهذه دعوة صريحة للحرب.
لكي تبدأ الإنقاذ الطريق الصحيح عليها أن تفعل الآتي:-
1- أن تٌخضع نفسها للمحاسبة... لتعود الحقوق لأصحابها وتر المظالم للناس أو ما يسمى بالتوبة النصوح.
بعدها ينظر في الأمر.
العوض الطيب
09-03-2005, 04:16 AM
ADIL FAIT ADIL FAIT
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1134
أكد غازي سليمان عضو البرلمان السوداني ان البرلمان الانتقالي بتشكيلته الحالية قادر على مواجهة كافة التحديات التي تهدد تماسك وحده السودان واضاف في تصريحات صحافية بالعاصمة السودانية الخرطوم الاربعاء أن هذا البرلمان يتيح آخر فرصة لوحدة أهل السودان حول دستور دائم يتواضعون عليه لإقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة بمنهج للحكم بما يضع حداً للمغامرات إلى غير رجعة
ملحوظة : حديث غازي يصب في نفس حديثي -وهي النقطة الثالثة-استقرار الحكم هو استقرار في آلية الحكم الان .. فهل نحن الان في الطريق الصحيح حقا ؟
09-07-2005, 03:13 PM
عمر ادريس محمد عمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787
ليه داير تتخطى كده بالساهل ... الطريق الخطأ للانقاذ الذى ادى الى هذا الخراب العظيم؟
وهل ممكن اصلا مناقشة موضوع دون نبش جذوره وأسبابه؟؟
الحرب وان كانت موجوده قبل الانقاذ الا انها استفحلت فى زمن الانقاذ واصبحت حرب دينيه, وتوسعت لتشمل مناطق واسعه فى السودان , والحرب هى سبب انقلاب الجبهه( اتفاق, المرغنى, قرنق) لان السلام يتعارض مع مشروعها الكلى فى السيطره على مقاليد الأمور فى البلد.ليصبح الاقتصاد اقتصاد طفيلى مشوه تسيطر عليه فئة الانقاذ,وتنتج شكل حكم شمولى تسيطر عليه الانقاذ.
الطريق الصحيح الوحيد ان تجبر الانقاذ على تطبيق اتفاقية السلام لتحتل وضعها الطبيعى كأقليه ..حكمت وتجبرت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
luai
Mohamed Suleiman
الكيك
ADIL FAIT
عمر ادريس محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست