|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
من اوائل من عرفت بهذه المدينة العامره, وظلت الاخوة الفاضله بيننا اكثر من
اربعه سنوات هو النخوة بعينها والاخلاق مجتمعه.
عند ما قيل لي عنه بانه ابن العمده انقبضت نفسي قليلا , لاني لم احب العمد و
النظار في حياتي , ولازالت صورا من طفولتي عالقه في ذهني , وامي وابي يشاركون مع
بقية التقدمين في مدينتنا العامره انذاك(طوكر) بحرق مجسمات بشريه صنعوها بايديهم
في اشهر ميادين طوكر, وكان منظر الحريق مخيفا امامنا, ووقف المتجمهرون يهتفون
ويصفقون,وتسألت كطفله لماذا تحرق هذه الدمى فقيل لي انها الاداره الاهليه.
ومن يومها وانا اكش من كلمة عمدا ومشايخ.
حتى تعرفت بطارق ابو شوك ود العمده ابو شوك, فغيرت فكري تماما عن العموديات
و المشيخات, رغم ان طارق لم ينبسس ببنت شفه عندما سالته اكثر من مره عن ماهو رايه
في الاداره الاهليه, ليس عن جهل لكنه يعتقد انه كطرف مباشر في الحدث لايمكنه تقييم
الحدث, رغم ان طارق الذي عرفته هو الوحيد الذي يمكنه ان يعدل حتى لو كان
الخصم و الحكم.
عاصرته في دوره للجاليه السودانيه معا,ويالها من تجربه فقد رايت شابا يحترمه
الكبار قبل الصغار, وان اختلفنا كان له الراي الحاسم, دوما مهذب في طرح ارائه رغم
انه يتحدث الحق دائما والحق معروف عنه لايرضي الجميع دائما.
عرفته كريما يعطي يمينه مالا تعرفه شماله, شهما بارا باصدقائه محبا للخير
للجميع , سباقا للخير مجامل لا يتأخر عن الجميع في مرضا او حزن بيته مزارا للناس
من كل حدبا وصوبا, لا يكل ولايمل من استقبال اصحابه واصدقائه, منزله عامر اكثر من دار
اي جاليه,وهذا يكلف كثيرا في هذه البلاد, زمنه ووقته وماله لكن محال ان تجد ود ابو
شوك شاكي او متزمر.
دوما هاشا دوما باشا وهو مطبق للقوله الدينيه( ان تبسمك في وجه اخيك صدقه)
اذكر لكثر ما يذهب للمطار لاستقبال ووداع كثيرا ما مازحته قائله( انت يا ود ابشوك
عربيتك دي ما ترخصها باسم ترحيلات ابو شوك المطار وبالعكس) فيضحك وهو ( نان اصحبنا
ديل كان ما استقبلناهم شن فايدتنا) .
دخل مجالس اداره كثيره لمنظمات كنديه على مستوى وكان ادائه مشرفا, ظل معطاء
للجاليه السودانيه بهاملتون كثيرا, دخل ثلاثه دورات وامتنع بعدها ورغم ذلك ظل الوجه
الوحيد الذي يحصل على اجماع الجميع بطلب دخوله لكل دوره جديده.
لم تنقطع مساهمته اطلاقا وآخرها مشاركته من خلال لجنة تطوير الدستور التي كلفت
بتطوير دستور الجاليه, مشاركا فاعلا في كل الانشطه لتجمعاتنا المختلفه فهو القاسم
المشترك الاعظم لكل الورابط من تجمعات شماليين حنوبيين ودارفوريين.
كم ايقظته وش الفجر لتوصيل مرضى للمشتفيات, لم يتتافف ولا يتبرم, بل يشكرني
بكل رحابة صدر ان اتصلت به دون خلق الله,ويشكرني اني اصلا استجبت لمن طلب مساعدتي
واني حتى عندما وانا وقتها لا املك عربيه لكن الناس تتصل بي لاحل لهم مشاكلهم والتي
كنت احلها عن طريق الافاضل مثل ابوشوك, ما لم اقله له والذي يزيد من قيمته عندي
هو لايعرف بكم شخص اتصلت قبله ووجدت اعتذارات سخيفه,وبعضهم يكون اصلا صاحيا بل
ويسوق تاكسي, لكنه يستخسر ان يوقف عمله لحظه لاجل عمل خير لانسان/ه قد يكون لا
يملك حق التاكسي,لكن برجالا مثل ابوشوك كانت الغربه اهون.
وساعود .
تراجي.
(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 11-12-2005, 11:06 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Elmuez)
|
العزيز المعز
والله يا معز نحن كان ما اتوشحنا بالسواد لفراق ابوشوك
مافي شية بستاهل السواد ثاني!!!!!!
رغم انه لازال حيا ويرزق و الحمد لله وربنا يزيده لكن صدقني
لاخوته واصدقائه هنا فراقه اكثر من كارثه.
Quote: و بعدين يا ستي " المحايدين " ولا المستقلين ?.. ده يكون الـ flu !!! |
لا يا صديقي انت من يعاني من الفلو انا اتعافيت
يا سيدي ظهرت مجموعه باسم المحايدين في فتره
وكانت مجموعه قويه بعد ان ضعف تيار مؤتمر المستقلين قليلا
واتمنى من الاخ ابو شوك الذي لم اقرأ له بالعربي شيئا لانا التقيا في هذه
البلاد العجميه ان يسطر لنا في ايميل داخلي ما يراه مناسبا عن المحايدين
وتاريخهم واشهر قياداتهم لانهم كانوا تيار قوي وقادوا اضراب قوي,ولكنا
حقيقة لم نعرف عنهم الكثير.
واعكم بالنشر لو كتب لنا ابوشوك.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
وبعدين يا ناس قطر شنو الحكايه
عملتها فينا يا محمد ابوشوك
تكون قدمته انت لطارق في الوظيفه دي.
غايتوا مبروك عليكم طارق وان شاء الله
تبقوا ليه اهل زي (ناس هاملتون)
طبعا الكلام ده ما لمحمد ابوشوك لانه اخوه ومافي اهل اكثر من الاخوان.
لكن يا طارق نحن شايلين همك لانك ولوف زي ادروب
والله غير الاقيك مكمل قريشاتك تساسق بين الدوحه هاملتون قنتي
الخرطوم وبالعكس, غايتوا الله يهون عليك ويجمع لك احبتك كلهم
في بلد واحد, ومقسوم عليك مساسقة المطارات لانه من هنا اشارطك
اي زول نازل السودان حيقول والله قلت انغشا ابشوك في الدوحه
وتفضل نفس الفيلم تستقبل ووتودع, غايتو لما تلقى بت الحلال
اوع توريها لي لاني حامردها لك واقول ليها والله هو راجل طيب
الا واطاتك اصبحت معاه, السنه كلها مطارات وجري للناس.
وغايتوا الله يصبرها على نمط حياتك يا ابوشوك.
لك الود.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: yasiko)
|
تحياتي لك ايتها الاخت الفاضله, دخلت هذا البوست بخطا من الكي بورد ولكن رب ضاره نافعه, اولا اعجبتني جدا كلماتك عن الاخ اعلاه لانه وفاء من صديق في زمن ندر فيه الوفاء وثانيا لانه اتي من احدي بنات بلادي في الغربه وهذا ايضا مفخره فلك الود. مشاركتي لك ستكون في حدود المحايدين و الدوره الشهيره لاتحاد جامعه الخرطوم حيث كنت من معاصري تلك الفتره التي اظهرت الرجال وجل اعضاء الاتحاد من اصدقائي . ان سمح الوقت ساحدثك لاحقاعن تلك الفترة وعن اولئك الرجال الذين كلهم من شاكله هذا الاخ الكريم . لك الود د. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
أختي تراجي والأخوة المتداخلون .. تحياتي ..
إن كان المقصود هو طارق أبو شوك الذي أعرف فهو أكثر مما ذكرتِ أختي تراجي ..
فقد عرفته مناضلاً منافحاً عن حقوق العاملين بالبنك الإسلامي السوداني في النصف
الأول من التسعينات الميلادية عندما كان رئيساً لنقابة العاملين بالبنك
إبان تلك الفترة .. زاملته بضعة سنوات وقتها .. ورغم صغر سنه بالنسبة
لكبار موظفي البنك فقد كان أفضل من يقود النقابة في ذلك الوقت .. خاصة
وأنها جاءت بعد وقت من حل حكومة الإنقاذ لنقابات العاملين ثم اضطرت
لإعادتها تحت مسمى (نقابة عمال ال ..) ودمجت نقابات العمال مع نقابات
الموظفين إعتقاداً منها بأنها بذلك تذل الموظفين ..
كان طارق أبو شوك وقتها هو المرشح الأقوى لرئاسة النقابة .. لخبرته السابقة
بإتحاد طلاب جامعة الخرطوم .. ورغم أن البنك كان بعيداً عن صراعات الحكومة
مع النقابيين كونه لا يضم (كيزاناً) إلا أن الصراع الطبقي بين أصحاب المال
والعاملين دائماً ما يطل بوجهه القمئ ..
أهم ما يميز طارق أبو شوك هو الهدوء الجميل والابتسامة الدائمة على محياه
كما يميزه أيضاً واقعيته .. فهو يعرف دائماً ماذا يريد أن يقول أو يفعل ..
ومتى وكيف ..
باختصار هو مثال للإنسان الواقعي المتوازن ..
تحياتي له وليهنأ الأخوة في قطر بوجوده بينهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
اخي عبد الباقي الجيلي
Quote: إن كان المقصود هو طارق أبو شوك الذي أعرف فهو أكثر مما ذكرتِ أختي تراجي ..
|
صدقت يا اخي وماذا افعل ان كان حرفي عاجز عن وصف صفات رجلا رائعا مثل طارق ابوشوك
تعرف يا اخي اكثر قصه جعلته يكبر في نظري:
في بداية تعارفنا حكى لي انه كان يعمل بالبنك الاسلامي السوداني , وما اعرفه
عن هذا البنك ان لي خال من كبار اصحاب الاسهم به فسألته عنه فعرفه, لكنه وكعادته واضحا
فقال لي لكن( خالك ده مكجنه شديد) فقلت له ليه , روى لي قصه انهم كانوا يستأجرون
منزلا منه مع عزابه آخرين باللبنك للسكن, وفجاه قرر ان يشيد به بنايه ضخمه , فجاءهم
بكل بساطه
وطلب اخلاء البيت بغير مهله تمكنهم من تدبير سكن, قال فقلنا له طيب,وبعد كم يوم جائهم
وقال بحده الآن عليكم الاخلاء معتمد على انهم( حتة موظفين) في بنك هو من كبار
المساهمين فيه, واعتقد انهم خوفا من غضبة هذا المساهم الكبير وغضبه سيسمعون
الكلام ويخلون في الحال, ولكن طارق كعادته كان اصلب من جبل, واسمعه كلام ندمه اليوم
الذى فكر فيه ان يهددهم او يتوعدهم او لايحترم ادميتهم,وبعدها صار يترجى ان يغادروا
بسلام, ومائة واسطه حتى تحركوا على اقل من مهلهم,ولكن الراسمالي تلقا درسا لن ينساه.
انا لم احزن ولم ادافع عن خالي لاني لو كنت في محل طارق لفعلت نفس الشيئ.
لكن ما اعجبني فيه صراحته ووضوحه, شخصا آخر ربما تجاهل القصه او لم يحكي التفاصيل
او كذب وقال لي خالك رجل فاضل او كريم اوغيره.
القصه اوردها ولا ارى فيها كثيرا ما يسيئ لخالي بقدر ما فيها صلابة موظف صغير امام
رجل يملك الكثير في البنك, واكيد حتى المدير حريص على ارضائه لكن مثل طارق كانت
كرامته وكرامة زملائه عنده اهم من الوظيفه, فلمثله الانحناء و التقدير, ولو تمسكنا
بمثل اخلاقه لما ازلنا خليجي او سعودي او راسمالي في داخل السودان.
ومن يومها وان احرص على اخوته ومعرفة من هو بمثل اخلاقه.
فله الود وهو يعلمنا الدرس تلو الدرس.
الغريبه عن النقابه لم اعرف الا منك يبدو ان هنالك منجزات كثيره له يحجبها وكما قلت لك
لايتحدث الا قليلا ولكن رغم بخله بحديثه الجميل صار يحتل كل هذه المكانة عندي وعند آخرين
فمابالك او تحدث بالتفاصيل.
شكرا عبدالباقي على هذه المداخله.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
الاخت تراجى سلام و تقدير عنوان البوست مفزع خاصة اذا كان عن زول زى طارق او ابوشوك زى ما كان معروف فى دفعتنا و فى شلتنا. الكلام عن ابوشوك غير ممكن هنا، خاصة لمن عرفه فى فترة الحيوية والعنفوان و الاحلام و الاوهام الكبيرة والكتيرة .... الكلام الكتبتيه انتى و غيرك كلو صاح و زيادة، خسارتكم كبيرة جدا و ناس قطر ما اظن عارفين هم كسبوا شنو . اخونا عادل البدوى "الكديد" لديه ما يقولو عن شوك و كان الكلام بكون مختلف لو البورد انتقل لسطوح الداخلية و اتجدعن المراتب فى الطراوة و جنبهم كم كيس تمباك و جك موية و كيس لمحمد اسماعيل "البروف" ما بين سلاطة لسان جبرونا و تهكمه علينا هو وايمن هاشم باعتبارنا اقليميين "لو ما مجانية التعليم ما كنتو لاقيتونا زاتو" و تعليقات طارق عبدون القاتلة ونصف المسموعة و هرج و صخب حاتم صالح "سمحة زى الدولاب ده" و حكمة و هدوء جاليلو و محمد ميرغنى الذى لا ينتبه لكل ما يدور الا عند الحديث عن حسان الجامعة ... هشام السيد و عواليقو "معنى كافتريا الاقتصاد" ... شلة عجيبة لها امتداداتها هنا و هناك ولكل فرد منهم عالمه الاخر الخاص واهتماماته المختلفة، اعتقد ان ما جمعنا ببساطة هو حب الناس والحياة. تشتت الجمع و رك كل فى وحشة و حنين لماض لن يعود. سلمى على طارق و رجاء ارسال تلفونو على الماسنجر او فى الايميل ده [email protected] اخيرا قولى ليهو: خاترك طايب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: esam gabralla)
|
الفاضل عصام جبرالله
(بركه العرفنا نطلعك من اختفائك الاختياري)
تحياتي لك ولاسرتك الفاضله
لم اعرفكم الا من طارق ابوشوك وسمعت عنكم كل الخير.
وكثيرا ما تداخلت معك كأني اعرفك ولكنك لم ترد.
وعندما نشرت صور زواجك هاتفت طارق منبهه ان اخيرا رايت صور صديقك
عصام جبر الله , فاطلع على البوست وفرحنا لفرحك, انا لا اعرفك ولكني كأني اعرفك
كثيرا ما تحدث عن العبقريه في اسرتكم و التفوق و النبوغ و الذكاء
والكرم,واشياء كثيره تجعلكم في القمه, التحيه لوالدتك مربية
هذه الاجيال, والتحيه لاختك آمال المناضله الصنديده
ولكم الصبر في فقدكم العزيز اخوك الغالي, ربنا يصبركم.
سنفتقد طارق في زمننا صعب,معادن معظم الناس بقت فالصوا
لذا عندما تتعرف على شخص مثل طارق في هذه الغربه اللعينه
تحس بالزلزال لفراقهم.
اتمنى ان يجد في الدوحه اناسا افضل منا, واتمنى ان تحمل له الايام
القادمه كل الفرح و النجاح و التقدم الذي هو جدير له,وان يجد نصفه
الحلو ونرى زريته المباركه بأذن الله.
كنت منتظره ان (اجدضم وليداته زي ما كان بجضم وليداتي)
ومعدم اولادنا النفس في حفلات السودانيين.
له الود كم كان خالا رائعا, لاولادنا.
بس ماعايز يبقينا عمات بسرعه!!!
تراجي.
(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 11-15-2005, 08:31 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Hadia Mohamed)
|
العزيزه هاديه
شكرا لمرورك
Quote: ويا تراجى اريتة مشيت حبيبك كان لقيتة ما باباها كان تبكونى سنة |
ماعارفه لكن انا الدول العربيه دي كان ودوني فيها اميره ماعايزاها.
وبين بتنطبق على قولة ( فقر وعنتظه)!!!!
وصدقني طارق ما اظن ه لن يفتقد كندا فهو رجل مثمن جدا لعظمة النظام الديمقراطي
ومستمتع جدا بالنظام الكندي, كان الله في عونه على تلك البلاد
عزائنا انه ذاهب لهم بجواز كندي مجبرين اؤلئك الاعراب
على احترامه وتقديره فعقدت الخواجه عنهم مزمنه.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
الأخت تراجي اتفق مع من قال إن عنوان البوست بيوقف القلب خاصة في هذه الأيام الكالحة التى توافينا بأسوأ الأخبار كل صباح "الله يديك طول العمر يا طارق و يديك الفي مرادك أينما كنت". أعتب عليك يا يا تراجي إنك لم تفي أبوشوك حقه الكامل في المدح و أجد لك العذر في نفس الوقت، فطارق تعجر الكلمات عن مدحة. زاملتة في كلية الإقتصاد لأربعة سنوات كانت أحلي سنوات العمرو العطاء قبل أن تأخذنا تعقيدات الحياة و تبتلع الهموم الخاصة و هموم الأسرة جل يومنا ثم تقذف لنا بما يتبقي من وقت لنجري فيه مكالماتنا الهاتفية الهامة أثناء قضاء الحاجة. كان أحد قيادات المحايدين إبان ظهور فكرة المحايدين مع كثير من الإخوة و الأخوات في كلية الإقتصاد قبل أن تتسرب فكرة الحياد لبقية الكليات و من ثم للإتحاد .. و لكن حاشا و الله لم يكن طارق أبوشوك محايداً بل منحازاً تجاه الحق .. لقد كان نصيراً لقيم الخير و للبسطاء و الفقراء من أبناء بلادي .. لقد كان ساعداً للمحتاجين و لم تخفة فكرة الحياد عن إبداء رأيه المنحاز لقيم الخير و العدالة. يتصف طارق أبوشوك بالبساطة و المباشرة في حديثة الذي لا يخلو من روح المرح و الدعابة و المتشبع بحكمة الحبوبات و صرامة الأجداد في نفس الوقت. لا يملك كل من تعامل مع طارق أبو شوك إلا أن يرفع قبعتة إحتراماً له .. لم التق به منذ 1991 و إن كدت أن التقي به في الشتاء الماضي عند زيارتي لكندا عندما كان مصمماً علي الحضور لملاقاتي لولا قفل ال 403 و ال 401 و هي الطرق التي تربط هاميلتون بلندن بفعل عاصفة جليدية، و إتصل بي معتذراً كأن الإعصار الجليدي كان بيده، فما أروعة من إنسان .. هنيئاً لكم آل قطر بطارق أبوشوك و يا ناس هاملتون الترابة في خشمكم لانكم فرطوا في طارق أبوشوك.
الصاوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: elsawi)
|
العزيز الصاوي
معذره للرد المتأخر لكن جهازي كان متعطل.
Quote: يتصف طارق أبوشوك بالبساطة و المباشرة في حديثة الذي لا يخلو من روح المرح و الدعابة و المتشبع بحكمة الحبوبات و صرامة الأجداد في نفس الوقت. لا يملك كل من تعامل مع طارق أبو شوك إلا أن يرفع قبعتة إحتراماً له .. لم التق به منذ 1991 و إن كدت أن التقي به في الشتاء الماضي عند زيارتي لكندا عندما كان مصمماً علي الحضور لملاقاتي لولا قفل ال 403 و ال 401 و هي الطرق التي تربط هاميلتون بلندن بفعل عاصفة جليدية، و إتصل بي معتذراً كأن الإعصار الجليدي كان بيده، فما أروعة من إنسان .. هنيئاً لكم آل قطر بطارق أبوشوك و يا ناس هاملتون الترابة في خشمكم لانكم فرطوا في طارق أبوشوك. الصاوي |
هو كل ما قلته واكثر
وفائه لاصدقائه وحرصه على التواصل يكلفه الكثير لكنه لايبخل
احب الناس فبادلوه حبا بحب, والله الترابه في خشمنا والرماد زاتو !!!!!
وسيجتمع المجتمع السوداني الهاملتوني يوم الاحد لوداعه.
وهذه بمثابة دعوه عامهللجميع من المدن الاخرى.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
Quote: الأخ الفاضل/ بكري أبوبكر
أرجو شاكراً التكرم بنشر هذه المدارسة المرفقة طيه على صفحات صحفيتكم الغراء سودان أونلاين لأنها تعكس قيمة من قيم الوفاء الإنساني والصداقة الحقة التي جسدها الأستاذ الطيب صالح بتوثيقه لسيرة صديقه منسى، وهي مهداه أيضاً للأخت تراجي مصطفى بمناسبة البوستة التي أرسلتها عن الأخ طارق إبوشوك.
*************************************** AHMED IBRAHIM ABUSHOUK (Ph.D), Associate Professor, Head, Department of History and Civilization, International Islamic University Malaysia, 53100 Jalan Gombak, Kuala Lumpur, Malaysia, Fax: 603+ 20565150, Phone 603+ 20565138/5139 E-mail: [email protected]/[email protected]
Homepage: http://www.geocities.com/abushouk1962/Index1.htm
|
الدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"
أحمد إبراهيم أبوشوك
ترجع صلتي بأدبيات الطيب صالح إلي صيف عام 1975م، عندما قرأتُ عمله الروائي البديع "موسم الهجرة إلى الشمال"، ووقتها كنت طالباً في المرحلة المتوسطة بقرية قنتي التي تبعد بضعة أميال من مسقط رأسه، ومقطع سُرته بقرية الدبة (كرمكول)، وكانت قراءتي الثانية في المرحلة الثانوية بمدينة كورتي في مطلع عقد الثمانينيات، والثالثة في مدينة بيرجن النرويجية في عقد التسعينيات، وكل واحدة من هذه القراءات الثلاث كان لها دلالاتها الخاصة، ولكنني في خاتمة المطاف أيقنتُ أن لثنائية الزمان والمكان، والاستعداد المعرفي للقارئ أثر خارق في إدراك القيم الرمزية التي تكتنـزها روايات الطيب صالح، بدءاً بـ "نخلة على الجدول" وانتهاءً بـ "ضو البيت"، ولشخصياته الدائرية قدرة خارقة على اختراق قيد المكان الثابت جغرافياً، وتجاوز حيوية الزمن المتغيرة دوماً. وقبل أسابيع أهداني الأخ الصديق الأستاذ محمود صالح عثمان صالح نسخة حديثة النشر من مختارات الطيب صالح، يعكس عنوانها الذي جاء في قاعدة الغلاف الورقي نموذجاً من نماذج وفاء المؤلف لأصدقائه: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"، ومنسي في عُرف الكاتب إنسان مصري له خصلتان حميدتان، "حبه للبسطاء وحفاظه للود. وقد ظل طول حياته يحتفظ بكل الصداقات التي كونها منذ بداية حياته ويضيف صداقات جديدة".(ص 21) والشيء الآخر الذي أثار إعجاب صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" حسب مبلغ ظني هو قُدرة منسي المذهلة على "التعرُّف بالناس واصطناع الأصدقاء والاحتفاظ بهم. وكان أصدقاؤه من مختلف الأجناس، وشتى المذاهب والمشارب والأقدار والمراتب. وكانوا كلهم عنده سواسية، الأمير مثل الفقير، يعاملهم ببساطة ودون تكلف." (ص 21) ويقع هذا العمل الأدبي البديع في 198 صفحة من الحجم المتوسط، مُقسم إلى أربع وثلاثين لوحة أدبية مترابطة موضوعاً ومعنًى، ومتداخلة من حيث الزمان والمكان، وقد صدرت طبعته الأولى عن شركة رياض الريس البيروتية للطباعة والنشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2004م، وعلق على صفحة غلافه الأخيرة الأستاذ محمود صالح عثمان صالح بعبارات تلامس أطراف قامة الرجل الأدبية الشامخة، وتعكس عمقاً من أعماق تجلياته الفكرية: "... الطيب صالح -في رأي- كاتب شامل، مكنته ثقافته العميقة والمتنوعة واطلاعه الواسع باللغتين العربية والإنجليزية على علم اللغة، والفقه، والفلسفة، والسياسة، وعلم النفس، وعلم الأجناس، والأدب، والشعر، والمسرح، والإعلام، أن يروى، ويحكي، ويخبر، ويوصف، ويحلل، ويقارن، وينقد، ويترجم بأسلوب سهل عذب ينفذ إلى الوجدان والفكر، كما تشهد هذه المجموعة من مختارات الطيب صالح". وأحسب أن قراءتي الأولى لسيرة منسي التي نسج خيوطها الأديب الطيب صالح بأسلوبه السهل الممتنع ستكون قراءة لها دلالتها الرمزية أيضاً، ربما تُشبه قراءتي الأولى لـ"موسم الهجرة إلى الشمال"، لكن الاختلاف بينها وبين تلك القراءة اختلاف توثيق ومعيار، علماً بأنني أريد أن أشرك القارئ الكريم في الدلالات الرمزية التي استقيتها من هذه السيرة المختارة عن حياة شخصية – كما يرى الطيب صالح- "غير مهمة بموازين الدنيا، ولكنها كانت مهمة في عرف ناس قليلين، قبلوها على عواهنها، وأحبوها على علاتها" (ص 9). والطريف في الأمر أن هذه الشخصية كانت تحمل أكثر من اسم، وتلعب أكثر من دور في مسارح الحياة التي تعج بالمتناقضات، لذا فقد عُرف صاحبها في موطن ميلاده ونشأته الأولى في صعيد مصر بـ "منسي يوسف بسطاوروس"، وأطلقت عليه الجالية المسلمة التي تواضع على ملتها في بلاد المهجر اسم "أحمد منسي يوسف"، وسجلت سلطات الجوازات والهجرة بياناته الشخصية تحت اسم "مايكل جوزف". فلا غرو أن سيرة منسي ذات الأبعاد المتداخلة والمسارات المتعرجة هي سيرة حقيقية كما أكد الطيب صالح في المقابلة التي أجراها معه الأستاذ خالد فتح الرحمن عبر القناة الفضائية السودانية، وليست روايةً منحوتةً من خيال الراوي الخصب وثقافته الدفاقة، كما يعتقد بعض الأدباء والنقاد والقراء، إلا أن هذا التأكيد لا يمنعنا من أن نضعها في خانات فنون الإبداع الأدبي مجتمعة، لأنها تحمل بين طياتها سلاسة القصص المروية، وعذوبة السير الذاتية، وفكاهة الذكريات التي تتخللها نكات الحياة المتنوعة وأريحية الكاتب وإنسانيته في عرض ملامح شخصية صديقه منسي يوسف بسطاوروس. وفي ضوء هذه القيم الإبداعية نؤكد القول بأن قراءة هذه السيرة ليست خاضعة لحكم الطيب صالح، بل تخضع لمزاج المتلقي الذي يصورها كيفما شاء في سلاسة ويسر، لأنه يجد فيها جزءاً من طرافة "عُرس الزين"، وبُعداً من أبعاد مرحلة ما بعد الاستعمار التي جسدها مصطفي سعيد في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، لأن "موسم الهجرة إلى الشمال" في عُرف بعض النقاد والأدباء رواية تعكس إفرازات "نظرية ما بعد الاستعمار"، تلك النظرية التي وضع لبناتها فرانز فانون، وتناول بعض جوانبها إدوارد سعيد في كتابه الموسوم بـ "الاستشراق"، ووثق طرفاً من مشاهدها وحيثياتها بيل اشكرفت وآخرون في كتابهم المعروف بـ "الإمبراطورية ترد كتابةً". فالسيرة في مجملها قامت على ثنائية جاذبة، زاوجت بين نذر قليل من سيرة الطيب صالح الذاتية، وطرف رئيس من سيرة صديقه منسي يوسف بسطاوروس، ولا شك أن مفردات السيرتين المنتقاة تشكلت في واقع معيش ومشترك بين رمزيهما، وقد حمل ذلك الواقع بين جوانحه سلسلة من المواقف والتحديات والذكريات المشتركة التي عُرضت مشاهدها على مسارح متعددة، واختلفت غايات المشاهدون وأهدافهم فيها. أما حصيلتهما السردية فقد نُسجت بمناول راوٍ مبدع، استطاع أن يربط مفرداتها ربطاً روائياً محكماً، أخرجها من رتابة السير والتراجم الإطرائية المتعارف عليها، وجعلها تتداخل في بعضها بعضاً في سلاسة ويسر، وتكتنـز أيضاً بين طياتها ثلة من القيم والدلالات الرمزية، التي يمكننا أن نجمل فيما يلي:
أولاً: التسامح السياسي وحوار الأديان تتجلى قيم التسامح الديني في نشأت منسي بن يوسف بسطاوروس، الذي ولد قبطياً في بلدة ملاوي في عمق صعيد مصر، حيث التواصل الأريحي بين المسلمين والمسيحيين، ذلك التواصل الذي تجسدت معالمه في قول منسي: بأنه كان يقضي معظم أوقات فارغة مع أترابه من أطفال المسلمين، وكان يحسن قراءة القرآن دون أن يكون مسلماً. هكذا ولد – كما يرى الطيب صالح- "مسني على ملة، ومات على ملة، وترك أبناء مسيحيين، وأرملة وأبناء مسلمين". (ص 10-11) بالرغم من هذا التحول العقدي الذي شهدته حياة منسي إلا أنه لم يفرض عقيدته الجديدة على أبنائه المسيحيين، لذا فنجد ابنه الأكبر سايمون يعلم الطيب صالح بموت أبيه، ويخبره بأنهم لم يقومون بدفن الجثمان، لأنهم ينتظرون إجراءات الحرق، وعندما يرد عليه الطيب بأن أباه "كان رجلاً مسلماً، وحرق الجثمان محرماً عند المسلمين"، يعترض عليه سايمون بقوله: "نحن لا نعلم عن إسلامه شيئاً. الذي نعلمه أن والدنا كان مسيحياً، وكان يقول لنا حين أموت أحرقوا جثماني".(ص 10) إلا أن أمر الدفن قد حسم في خاتمة المطاف عندما اتصلت زوجته المسلمة بوزارة الخارجية السعودية التي أشرفت على دفن مسني وفق الشعائر الإسلامية، ونشرت صحيفة الأهرام المصرية بأن أهله في صعيد مصر أقاموا القداس على روحه في الكنسية القبطية. ويؤكد الطيب صالح أهمية هذا التسامح الديني في مقطع من مقاطع سيرته الذاتية المصاحبة لسيرة منسي: "وأذكر أن أبناء القبط كانوا يقرأون القرآن معنا في مدارس السودان، ويحضرون دروس الدين. وكان معنا قبطي يتلو القرآن بصوت جميل. وفي مدنية أم درمان حي يُسمي "المسالمة"، وهؤلاء أقباط هاجروا من مصر، وبعضهم دخل الإسلام، فتجد في العائلة الواحدة مسلمين ونصارى. وكذلك الحال في بلاد الشام وربما في العراق أيضاً. وفي لبنان، تكاد لا تجد فرقة من الفرق المتقاتلة، إلا وفيها المسلمون والنصارى. وأنا استعمل كلمة "نصارى" عمداً، فهذه هي الكلمة التي استعملها المسلمون والعرب طوال تاريخهم، وهى كلمة ليست فيها أية إيحاءات عدوانية، بل على العكس هي كلمة حافلة بالمودة والرحمة." (ص 161). ويعضد هذه القيمة الإنسانية في مقطع آخر من مقاطع الحوار الذي دار بينه بين السيد أحمد عبد الرحمن المهدي في عمان بالأردن، إذ يروي الطيب صالح على لسان محاوره بأن وفداً من الحزب الشيوعي السوفيتي حل "ضيفاً على الحزب الشيوعي السوداني. ولما سمع السيد عبد الرحمن المهدي، نادى عبد الخالق محجوب أمين عام الحزب الشيوعي السوداني، وكان يحدب عليه ويعامله كإبنه لأنه كان صديقاً لوالده، وقال له: " يا عبد الخالق، أنا سمعت أن الشيوعيين الروس نزلوا ضيوفاً عليكم، وأنا أعرف أن حزبكم ما عنده قدرة ضيافتهم وإكرامهم. نحن يهمنا أن يأخذوا فكرة طيبة عن السودان وأن الشيوعيين في السودان ناس كرماء يقومون بواجب الضيف. كيف أنتو ماشيين تكرموهم؟" ويرد عبد الخالق قائلاً: "والله يا سيد نحن ما فكرنا في الموضوع دا... نكرمهم على قدر قدرتنا. يمكن نعمل لهم حفل شاي". فقال له السيد عبد الرحمن: "أبداً. حفلة الشاي مش كفاية. تعزموهم كلهم للعشاء هنا. نعمل لهم عشاء كبير عندي هنا." ويعلق الطيب صالح على هذا المشهد الذي يؤانس بين العلاقة الإنسانية والخصومة السياسية، بقوله: "هكذا اجتمع الشيوعيون، سودانيين وبلشفيك، على مائدة السيد عبد الرحمن المهدي رجل الدين وإمام طائفة الأنصار وراعي حزب الأمة... أولئك رجال من أمة خلت. رحمهم الله رحمة واسعة" (ص 145). وفقدان مثل هذا التسامح الديني والسياسي من وجهة نظره قد جعل السودان "لا يمر عليه وقت إلا وتجد فيه زعماء يحكمون، ولهم نظراء داخل السجون، وكأن العراء الشاسع لا يتسع لهم جميعاً في وقت واحد." وعند هذا المنعطف يمني الطيب صالح نفسه قبل يغادر هذه الحياة الدنيا "أن يرى زماناً يكون الناس فيه كلهم طلقاء، ولا يكون داخل السجون إلا القتلة الحقيقيون واللصوص الحقيقيون". (ص 144-145) "وحيئنذ سوف تطيب الليالي لسمَّارها، وتعود الطيور لأوكارها، وحتى ذلك الحلم العسير، حلم العودة إلى فلسطين لن يكون بعيد المنال." (ص 195).
ثانياً: البلطجة السياسية في بلاد العالم العربي يضع الطيب صالح ثنائية النص الجاذبة في إطار عام عندما يستعرض بعض الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية في السودان والوطن العربي، وكيفية تداخلها مع أحداث العالم الغربي القائمة على منظومة المصالح الثابتة، والصداقات المتغيرة، والإرث التاريخي المشترك. وهنا يبرز الطيب صالح دور البلطجة السياسية عندما يتحدث عن تلك المحاضرة التي نظمها اتحاد طلبة جامعة لندن في أوائل الستينيات من القرن الماضي تحت عنوان: "هذا المجلس يوافق على أن تقوم دولة مستقلة للفلسطينيين في فلسطين"، وكان المحاضر فيها الأستاذ الجامعي ريتشارد كروسمان، الذي يصفه صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" بأنه من "مفكري اليسار المعدودين، ومن المنظرين الكبار في حزب العمال ... [ومن المنحازين] تماماً لوجهة النظر الصهيونية." (ص 60) وبقي أقل من ساعة على بدء المحاضرة، فيدور حوار طريف بين الطيب صالح وصديقه منسي، وهما في طريقهما إلى قاعة المحاضرة، ويعكس ذلك الحوار جملة من الدلالات الرمزية التي تجسد قيمة من قيم البلطجة السياسية في بلاد العالم العربي. إذ يقول منسي لصاحبه: "اسمع. قول لي بسرعة إية حكاية فلسطين دي". فيرد عليه الكاتب بقوله: "الله يخيبك. تقصد سوف تواجه ريتشارد كروسمان وأنت لم تستعد؟ ألا تعرف من هو ريتشارد كروسمان"؟ ويرد عليه صاحبه: "بلاش غلبه. بس أنت قول لي بسرعة إية حكاية وعد بلفور ومش عارف إية وشغل الحلبسة دا". ثم يرد عليه الكاتب ممتعضاً: "يا ابني دا مش لعب. هذه المناظرة مهمة جداً... فرصة نادرة لن تتكرر. الله يخرب بيتك. أنت مين اختارك لتكون ناطقاً باسم العرب؟" ويرد عليه منسي: "مالكش دعوة. بس أديني شوية معلومات وما تخافش عليَّ. قال ريتشارد كروسمان. طز! وإية يعني؟" والطريف في الأمر أن المناظرة انتهت لصالح منسي الذي "تكلم بجنان ثابت ولغة إنجليزية فصيحة. لكنه لم يقل شيئاً يجذب الاهتمام، وقد حاول أن يغطي جهله بقوله، إنه سوف يترك التفاصيل للفريق المساند له." (ص 60-61). "ولما عدَّت الأصوات، انتصر، ويا للعجب، الاقتراح الذي دافع عنه فارسنا "التعبان": وهو لا يعرف عن قضية فلسطين أكثر مما يعرف راعي الإبل في بادية كردفان. وكان ذلك دليلاً آخر أضافه منسي إلى ذخيرته، أن الصدق والمنطق واتباع الأصول، لا تجدي، إنما الذي يجدي في الحياة وفي قضية فلسطين وفي كل شئ، هو الأونطة وشغل الحلبسة. ثم يمضي الطيب ويقول: "لفتت تلك الليلة الأنظار إليه، ومنها نظر الرئيس جمال عبد الناصر الذي أرسلت له السفارة المصرية- حسب رواية منسي- تقريراً مدعماً بالصور كيف أن شاباً مصرياً "مسح الأرض" بأحد جهابذة السياسة في بريطانيا. ولعل ذلك كان صحيحاً فقد تلقى منسي دعوة لحضور مؤتمر للمغتربين المصريين وبذلك بدأت مرحلة جديدة في حياته." (ص 63). فلا شك أن قصة هذه المناظرة لها أبعادها الرمزية ودلالاتها المعرفية التي تتجاوز قيد المكان الذي تشكلت فيه حيثياتها، وتخترق حجب الزمان التي زاوجت بين القديم الموروث والجديد المستحدث في بلاد العرب والمسلمين، حيث أن الصدق والمنطق واتباع الأصول، لا تجدي، إنما الذي يجدي في تصريف شؤون الناس الحياتية هو الأونطة وشغل الحلبسة، لذا فإن هذا الواقع جعل تلك البلاد موطناً للحروبات الدائمة، والفقر المدقع، والعنت السياسي الذي افرغ العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم من محتواه الوظيفي، وجعل الصراع محتدماً بين زعماء يحكمون، ولهم نظراء داخل السجون.
ثالثاً: الإعلام العربي وصورة العرب المشوهة في العالم لا تقف الدلالات الرمزية في هذه السيرة المزدوجة حكراً على شخصية منسي ذات المواهب المتعددة التي تبدو متناقضة أحياناً ومتكاملة أحياناً أُخر، لأنها استطاعت أن تزاوج بين الذكاء، والتفوق الحقيقي، والتظاهر بالمعرفة، والنجاح من خلال عقلية تجارية تعرف من أين يؤكل الكتف، وبين الوقاحة والاحتيال والجرأة، وبين الكرم، ومساعدة الآخرين، والضحك، والصبيانية، والرفقة المسلية في الغالب، بل تعدَّتها إلى تجربة الطيب صالح نفسه، التجربة التي جعلته يصل إلى قناعة تامة بأن صورة العرب المشوهة في العالم لا يمكن أن يُزال ماران عليها من تشوهات وشبهات إلا عن طريق جهاز إعلامي فاعل. وفي هذا يقول: "لقد أخذت قطر قرارات مؤتمرات وزراء الإعلام العرب مأخذه الجد، وكل الكلام عن صورة العرب المشوهة في العالم، وانبرت، نيابة عن الدول العربية، لدراسة إمكانية إنشاء مؤسسة إعلامية كبرى، على نمط المؤسسات العالمية الكبيرة، مثل مؤسسة فورد وروكفلر والمجلس البريطاني ومؤسسة جوته الألمانية، والمؤسسات الثقافية والإعلامية في فرنسا والسويد واليابان. وكان الهدف، أن تقوم هذه المؤسسة العربية بتمويل ضخم، من الدول العربية البترولية خاصة، وتنطلق في العمل في آفاق الإعلام الرحبة والثقافة والفكر والفن، ناقلة حضارة العرب بكل تراثها وتنوعها، في ماضيها وحاضرها، إلى شتى أرجاء المعمورة. بمعني آخر، أن يصبح العرب مشاركين فاعلين في سوق الأفكار المطروحة في العالم، ومساهمين بما عندهم في مائدة الحضارة الإنسانية، بدل أن يكونوا عالة على الآخرين، يأخذون ولا يعطون. تصور أي حلم رائع لو أنه تحقق. وكان القصد أيضاً أن تكون هذه المؤسسة مستقلة تماماً، تتحرك بلا قيود ولا حدود في إطار الهدف السامي المتفق عليه أصلاً. ولا بد لي من القول، إحقاقاً للحق، إن سمو أمير دولة قطر تحمس لهذه الفكرة حماسة بالغة، وأيدها تأييداً مطلقاً. هكذا اختارت دولة قطر رجل الإعلام الكبير، الأستاذ محمود الشريف، وقد كان مديراً لوزارة الإعلام القطرية قبلي، ليسافر إلي أمريكا، وانتدبتني لأسافر للهند وأستراليا واليابان وبعض دول أوروبا الغربية. وقد كلفنا بأن نتعرف على الصورة العربية في تلك البلاد، ونلم بأنماط المؤسسات التي على غرار المؤسسة العربية المرجوة. وقد رأينا عجباً. وئد الحكم في مهده لسوء الحظ، ولم ترتفع الهمم إلى مستوى الطموح النبيل." (ص 148-149) ولاشك أن هذا المشهد يعكس نمطاً أخر من أنماط العقلية العربية التي تحركها العواطف، وبفعل هذه العواطف تتحول الأفكار الموضوعية إلي مشروعات عملية جادة، توضع لها الخطط والبرامج والدراسات من قبل المختصين والخبراء، وتصرف فيها الأموال الطائلة، إلا أن مثل هذه المشروعات سرعان ما توأد في مهدها بمعاول العواطف المعاكسة التي لا تنطلق من نظرة واقعية، بل ترتكز إلى أرث البلطجة والحلبسة الذي جعل بلاد العرب والمسلمين تسير سيرة عرجاء في أوحال واقعها المعيش.
خاتمة هذه الدلالات الرمزية الثلاث التي أشرنا إليها أعلاه هي عبارة عن ملاحظات منتقاة من مواقف سيرة منسي وأحداثها، التي لا يمكن اختصارها أو اختزالها في صفحات معدودات، لأنها لا تقبل التشظي والتفطر، لكونها كتلة واحدة متجانسة ومتكاملة، يربط بينها السرد الواقعي لمفردات السيرة المزدوجة، ويعطيها أسلوب الطيب صالح المتفرد طعماً ومذاقاً خاصاً، لأنه أسلوب ينعم بالعمق، والمفاجأة، والسخرية، واللباقة، والدفء، حيث ينفذ إلى وجدان القارئ من خلال منافذ متنوعة ومسارات متعددة، تجعل الجميع يختلفون حول ماهية النص وتصنيفه: هل هو رواية من نسج خيال الطيب صالح الخصب؟ أم هي سيرة ذاتية للطيب صالح وأن منسي يشكل جزءاً من هموم صاحب السيرة وقيم المجتمع الذي عاش بين ظهرانيه؟ أم هي نمط مبتكر من السرد الروائي؟ كل هذه التساؤلات تساؤلات مشروعة، تفتح المجال واسعاً أمام خيال القارئ الحصيف، وتؤكد في الوقت نفسه أن للسيرة أبعاداً غير مرئية، إلا أنها تنداح لمزيد من التذوق والحركة، ولجملة من الفرضيات التي تقود القارئ إلى نتائج متباينة. وعند هذا المنعطف تكمن قيمة سيرة منسي الإبداعية، لأنها تدر على النص كماً مهولاً من المفاهيم والقيم والعلاقات الاجتماعية، وتجعله أيضاً يكتسب قيمة اكتنازية فائقة، تمكنه من تتجاوز المعاني اللفظية للمفردات وللأحداث التاريخية المنتقاة التي شيد الراوي حولها صرح عمله الفني المبدع. وفي الختام يسرني أن أسدى الشكر أجزله إلى الأخ الصديق محمود صالح عثمان صالح على هذه الهدية القيمة التي تستحق أكثر من قراءة فاحصة، لأنها تذخر بكثير من الدلالات الرمزية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
الاخ الفاضل
د. احمد ابراهيم ابوشوك
تحيه طيبه لشخصك الكريم
شرفتني وشرفت هذا البوست باضافتك الثره
وليس بغريبا عليكم فالوفاء ديدنكم.
ومن طارق عرفت انك عملت من قبل كضابط اداري ببورسودان
واعتقد انك عاصرت والدي(رحمة الله عليه) عمر ابوطالب مصطفى ايام عمله في محافظة
البحر الاحمر.
ماليزيا بلادا جميله اتمني لكم بها اقامه طيبه.
من اطيب ما اذكره عن طارق هذا الموقف:
في الانتخابات البرلمانيه الكنديه الماضيه,كانت هنالك مرشحه صديقه للسودانين
وهي السيده(شيلا كبس) بضم الكاف و الباء,وقررت مجموعه مننا مساندتها في الانتخابات
ويومها تحزمنا من الصباح وذهبنا لموقع الانتخاب في درجة -35 وظللنا طول اليوم نحاور
الناخبين,انا شخصيا متخصصه في الافارقه و الكاريبيان فكنت اشرح لهم كم هي مناصره
لفضايانا ومسانده لنا في كل تحدياتنا, وكانت هي معنا تمر بنا مشجعه ومثمنه لجهودنا
وكان الجميع يتصورون معها حتى اذا فازت فهنالك ادله انهم خدموها.
المهم يومها طارق كان مداوما, فحضر بعد دوامه مباشرة, ولم يتناول وجبه بعد
والجو قمه في البرد, سالنا كيف الحال قلنا له الوضع متأزم وصديقتنا موقفها صعب
فقد كانت هنالك مؤامره كبرى لاستبعادها, المهم تقدم طارق لنقل الناخبين فقد كان
جزء من التزامها للناخبين ان كل المسنين يمكن ان يوفر لهم نقل,وظل طارق ينقل
في هؤلاء الناخبين الي الساعه التاسعه, المدهش في الموضوع انه لم يسعى لمصافحتها
ولا لالتقاط الصور معها ولا اي شيئا, فقط كان دافعه ان يرضي ضميره بانه لم ينسى
خدماتها للسودانين رغم انه كفرد لم يستفيد منها شيئا, ولم تعرف هي لليوم مافعله
لاجلها طارق.
ويومها زاد تقييمي له ومعرفتي باصالة معدنه.
فاله التحيه بقدر ما تعلمنا منه.
وعلى فكره يادكتور
لقنتي مكانه خاصه عندي , فمنذ الطفوله وانا اسمع بها كحلم جميل كلما حكت عنها بنات
العم محمد خليفه وناس عم شاطراب وهم من ناس قنتي الذين عاشرناهم
في طوكر واذكر ما ان قلت لطارق اني من مواليد طوكر حتى تبادر لذهنه ناس قنتي
الفي طوكر,وانا ما ان قال لي قنتي حتى تبادر لذهني ناس طوكر الاصولهم من قنتي.
فالتحيه لكل اهل طوكر وقنتي الطيبين.
وشكرا لك مره اخرى اخي احمد ابوشوك.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: Adil Al Badawi)
|
امونه
ولمثل طارق فالتشد الرواحل.
انا شخصيا صحيته اكثر من مره في عز الليل اخابره
ان فلانه مريضه او طفلها مريض ولا يملكون سياره
وقد اتصل باكثر من سوداني قبله, فيعتذر الجميع
وعمره طارق ما اعتذر.
كان آمن الرجال كل من احتاج نحويل اموال كان يستغل حساب طارق.
لا يتململ ولا يشكي,ولا ياقابلك الا مبتسم.
في يوم وداعه اهدانااحلى هداياه
وهي كلمته الجميله لاهل هاملتون
والتي امتعنا فيها بالحديث عن (من هو ومن اين جاء وكان
قمة في الوفاء لاهله,ولقنتي,قريته الحبيبه.)
وهلى فكره با آمنه هو رجل خطيب وبليغ وجهوري الصوت
والاستماع له متعه, ولايشبه شباب هذا الزمن
فدراسته في الخلوه اعطته التمكن من اللغه.
ولكنك ادرى اللعه لاتصنع رجالا لكن الرجال وموافقهم
هم من ينفخ روحا في اللغه.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هاملتون تتوشح السواد لمغادرة /الفاضل طارق ابوشوك وياناس قطر ان شاء الله ما ينفعكم!!! (Re: AMNA MUKHTAR)
|
ألا رحم الله الإداري المخضرم عمر أبوطالب رحمة واسعة، بقدر ما قدم من الأعمال الصالحات لوطنه وأهله. نعم عاصرته في بورتسودان، ووقتها كان من كبار الإداريين في مديرية البحر الأحمر، وأذكر منهم: عثمان الطاهر بابكر، وعبد الرحمن حميده، ومحمد أبوأمنه، فلا شك أن فيهم من قضى نحبه وفيهم من ينتظر على أديم أرض السودان المكتظ بالمتناقضات. أما الحديث عن طوكر فذي شجون، لأنها كانت ولازالت تحتضن بين ظهرانيها نفر طيب كريم في أهالي قنتي، الذين تربطنا بهم وشائج قربى، وصلات رحم، وعلائق نسب ومودة، ومن هؤلاء كما تفضلتي: آل شاطراب، ومحمد خليفة، ومحمد أحمد عثمان. أما التعليق على تراجمكم وكلماتكم الإطرائية عن الأخ طارق، فأترك الحكم لجمهور القراء، فكل ما كتب عنه بحق يؤكد على أصالة معدنه الصافي، الذي أمل أن لا يصدأ ولا تعلق به شوائب الدهر، وفي الوقت نفسه يلقي على كاهله جملة من الالتزامات الأدبية والاستحقاقات الأخلاقية، التي أمل أن يوفقه الله في تحمُّلها، ويسدد خطاه في رد جمائلكم السابلة بصاعات وفاء تساوي كيل عطائكم الدافق، وبباقات تقدير تفيض عليها كماً ونوعاً. فلا عجب أنه غادر هاملتون ولسان حاله يردد إليكم قول الشاعر العربي:
أنت أمرء جللت نعماً أوهت قوى شكري فقد ضعف بالله لا تستدين إليَّ عارفة حتى أقومن بشكر ما سلف
وفي الختام لكم خالص تحيتي ومودتي، وادامكم الله أخوة أوفياء وأصدقاء أجلاء لطارق في المهاجر المختلفة وأرض الوطن. أحمد إبراهيم أبوشوك
| |
|
|
|
|
|
|
|