مريضا آخر يتقيئ في الصحافه السودانيه/ضد لاجئين القاهره.

Quote: السودانيون في القاهرة يؤدون صلاة العيد في ميدان الأمم المتحدة الصحافة - 12-11-05 كنت في صحبة الاخ مجدي النعيم عندما مررنا بمجموعة تعلق اعلاماً وهنالك لافتات كُتبت عليها بعض الشعارات.. نبهني الاخ مجدي بقوله: هؤلاء سودانيون لا يريدون العودة الى السودان ويطالبون الامم المتحدة ان تمنحهم حق اللجوء السياسي في اي بلد من بلدان اوربا او اميركا او حتى استراليا فحياتهم مهددة بالضياع ان هم عادوا الى السودان... للأسف الامم المتحدة تعتقد ان ظروف السودان الحالية تنفي وجود أي اسباب تستدعي هذا التخوف لذلك فقد رفضت طلبهم وها هم يعسكرون في هذا الميدان منذ مدة طويلة ورأسهم وألف صرمة قديمة ان يتحركوا من مكانهم قيد انملة وكلهم يقول بلسان واحد: إما اللجوء السياسي أو تجدونا هنا معسكرين الى يوم الدين... مررت بالمجموعة بعد ايام وعكس توقعاتي وجدت ان الاعداد في تزايد وكنت اتوقع ان يسأم البعض من طول الانتظار ويفك ذلك الاعتصام خاصة والقضية تبدو خاسرة واستبعد ان يحن قلب ابن العم كوفي ويأمر باحضار كم طائرة ويشحنهم ان شاء الله لجزر الوقواق... عندما ابديت استغرابي ذلك علمت الحقيقة التالية انه -وكنوع من التضامن بين الاشقاء- فقد انضمت للسودانيين اعداد من اهلنا النيجيريين والكنغوليين واجناس اخرى اظنها لا تعرف حتى اين موقع السودان في خريطة العالم... وشعارهم المثل القائل: «ان صحت التجارة فالمرأة والحمارة وان خسرت التجارة فكفانا الحمارة»... ونحن نقصد بالمرأة رحلة اللجوء السياسي أما الحمارة فنقصد بها الوجبات مع المعسكرين.. ولمن لا يعلم فميدان الأمم المتحدة هو المكان الوحيد في كل القاهرة الذي لا تنطفئ نيران قدوره ليلاً أو نهاراً ولأول مرة في حياته -نقصد الميدان- تطبخ في نجيلته - التي كانت خضراء جميلة ذات يوم من الايام - عصيدة البني كربو وادامها تقلية كجيك (تستاهل خشيم كونداليسا رايس)... ويقال احد الخبثاء اجرى اختباراً بسيطاً للتفريق بين السودانيين والمتسودنيين وهو ان يقول (أنا من الحصاحيصا) فمن قالها دون ان يتأتئ فهو سوداني قح أما اخوتنا الذين ينطقونها الصحاصيحا أو ما يشبه فأولئك أصولهم معروفة.. بل يقال - والمسؤولية على الراوي- إن احداهن فاجأها المخاض تحت شجرة مقابلة لمكتب مسؤول الامم المتحدة في القاهرة وولدت صبياً أسمراً كسهم من الابنوس.. وقع الحدث المفرح مع تباشير صباح يوم الاثنين لذلك اتفق الجميع على تسمية المولود بكوفي عنان تيمناً بالسيد السكرتير العام للأمم المتحدة لعل هذه اللفتة تجعله يغير قراره.. وان كان الشيوخ يشككون في الامر ويقولون ان زواج كوفي من سيدة اميركية اضطره لاكل لحم الخنزير والمعروف ان اكل لحم الخنزير يجعل القلب قاسياً لا مكان فيه للعواطف. ملحوظة: درس معنا بجمهورية تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية عدد لا يستهان به من الطلاب الغانيين على ايام كوامي نيكروما كان بينهم ما لا يقل عن عشرة يحملون اسم كوفي وعندما سألتهم عن السبب عرفت ان كل من يولد في يوم الاثنين يسمونه بكوفي لذلك قد تجد اخوين يحملان نفس الاسم الاول... وعلمت ان عادة مشابهة توجد وسط اهلنا النوبة كما انني اتذكر مكتبة في الفاشر كتب عليها: ادارة محمد الثالث وبعدها علمت ان محمداً له اخوين محمد اول ومحمد ثاني ثم بعدها جاء دور صديقنا مدير المكتبة. والآن فلنرجع لاخواننا المعتصمين... أولاً أقول مع السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية ان انفاذ اتفاقية السلام يسير بسرعة سلحفائية كما اقول إن الوضع في دارفور لا يزال محتقناً وان احد اسباب تمديد الحظر الاميركي على السودان هو اتهام الولايات المتحدة لحكومة السودان بالاستمرار في تمويل الجنجويد... رغم كل ذلك تجدني لا اشجع اللجوء السياسي في الوقت الراهن واعتقد ان الظروف التي تمر بها البلاد رغم قسوتها لا تستدعى ان نترك بلادنا... فالسودان قطر (جاف مترامي الاطراف) وسكانه لا يزيد عن المتواجدين بالقاهرة وحدها اثناء ساعات النهار بينما مساحته اضعاف اضعاف مساحة جمهورية مصر كلها... كما ان الذين يطالبون باللجوء السياسي اغلبيتهم عمالة غير مدربة ولا اظنها تجيد العربية دع عنك اللغات الاخرى، فأي نوع من الحياة نتوقعها لمجموعة هذه هي كل مؤهلاتها.. كما اشك ان تكون اسباب طلب اللجوء اسباباً سياسية ولنتساءل بافتراض ان المطالبين باللجوء هم من عتاة المعارضين السياسيين للنظام القائم: هل العيش في البلدان الاخرى والهروب من الاوطان هي الطريقة المثلى لمقاومة الانظمة الاستبدادية، ما هو ثمن مثل هذا اللجوء حتى ان تم؟ أنا لا اريد ان اقول بأني اكثر وطنية وعشقاً للوطن من أولئك المعتصمين بميدان الامم المتحدة بالقاهرة وقد تكون لبعضهم او كلهم اسبابهم الخاصة او تجاربهم المريرة التي عاشوها في مسقط رأسهم التي تمثل كابوساً لا يحبون مجرد تذكرة ويخافون تكراره كل ما في الامر اريد ان اذكرهم ان من يحاول ان يطردهم ويبعدهم عن اوطانهم ليس بصاحب حق في هذا الوطن اكثر منهم.. والمنطق يقول: لن اترك وطني للغريب حتى ولو كان هذا الغريب هو ابن أمي فلن اسمح لـ (جدادة الخلا ان تطرد جدادة البيت). في نفس الوقت أتساءل: إن أراد اميركي او انجليزي العيش في فرنسا مثلاً بقية حياته فهل هنالك من يعترض على ذلك وهل يقف امام تحقيق رغبته تلك أي عائق؟ قد يقول قائل إن الوضع يختلف فتلك هجرة افراد وهذه هجرة جماعية... وأنا اعتقد ان هذه حجة مردودة وذلك لسببين: أولاً هل حق الترحل والتنقل من بلد الى آخر احد حقوق الانسان المكفولة في المواثيق الدولية؟ اذا كانت الاجابة -وهي كذلك في ما اظن- فلماذا هي حلال على طيور اوربا والولايات المتحدة حرام على مواطني الدول النامية؟ وقد يقول آخر إن القادم من الولايات المتحدة او بريطانيا لا يكلف الدولة المستضيفة شيئاً كما ان التقارب في الثقافات لا يحدث أية رجة في التركيبة الثقافية والهوية المجتمعية بينما يأتي مواطنو الدول النامية مصطحبين عادات وتقاليد وحتى اديان تختلف عن السائد في المجتمعات المضيفة... كثير من هؤلاء (المواطنين) الجدد مثلهم مثل الماء والزيت يرفضون الاختلاط والذوبان في مجتمعاتهم الجديدة؟ كل ذلك حق ولكن ألم يصر الغذاء للانسان من حيث هو انسان من حقوقه الاساسية؟ كما برهنت الدراسات وتقرير التنمية البشرية 2004 ان التباين الاثني والثقافي لا يعني التطاحن والتباغض بل قد يكون في هذا التنوع اثراء لحياة المجتمع!!.. انه التفريق بين الخيار والفقوس فلو اراد احد هؤلاء المتكدسين في ميدان الامم المتحدة الذهاب الى الولايات المتحدة أو بريطانيا كفرد أو مع اسرته الصغيرة لظهرت له مائة عقبة وعقبة... ثانياً ان هجرة المجموعات هي من حيث المبدأ هجرة افراد فالمجموعة هي تجميع افراد. في الختام اريد ان اقول لإخوتنا المعتصمين بميدان الأمم المتحدة بالقاهرة واذكرهم بالمثل القائل: «بليلة مباشر.. ولا ضبيحة مكاشر..» تلك الدول لا تريدكم فلا تفرضوا انفسكم عنوة... كما اذكركم بقول حميد (وطني ولا ملي بطني... سكاتي ولا الحديث الني... بليلتي ولا ضبايح طي).. ودعوني اقص حكاية مولانا أميدو توماس من سيراليون: ترك تشيكوسلوفاكيا الى النمسا تحت دعوى ان التشيك شعب عنصري... لم يمكث هنالك اكثر من شهرين وعاد وعندما سألناه كيف وجد النمسا قال قولته التي سارت مثلاً في أوساطنا نحن الأفارقة: Brother Africa has no friend" أخي افريقيا لا صديق لها».. [د. كامل ابراهيم حسن مع تحياتي أميرة

Quote: وها هم يعسكرون في هذا الميدان منذ مدة طويلة ورأسهم وألف صرمة قديمة ان يتحركوا من مكانهم قيد انملة وكلهم يقول بلسان واحد: إما اللجوء السياسي أو تجدونا هنا معسكرين الى يوم الدين...

Quote: ولنتساءل بافتراض ان المطالبين باللجوء هم من عتاة المعارضين السياسيين للنظام القائم: هل العيش في البلدان الاخرى والهروب من الاوطان هي الطريقة المثلى لمقاومة الانظمة الاستبدادية، ما هو ثمن مثل هذا اللجوء حتى ان تم؟