ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 08:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2005, 11:38 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه

    نقلا عن كتاب اشهر المحاكمات إقرأ وقارن بين محاكمة الفيلسوف سقراط والشهيد محمود محمد طه.



    خمسمائة قاض وقاض جلسوا ، الواحد بجانب الاخر ، على المدرج ذي المقاعد الخشبية المغطاه بالحصر ، وفي مواجهتهم ، رئيس المحكمة محاطاً بكاتبه والحرس . وفي اسفل المدرج وضع الصندوق الذي سيضع فيه القضاه احكامهم بعد انتهاء المحاكمة . الجلسة علنيه . ولا يسمح فيها لغير الرجال بالحضور . اما الطقس ، فقد كان جميلاً ، مما ادخل الارتياح الى نفوس الجميع وجعلهم يأملون بجلسة كاملة لا يربك مجراها مطر يهطل على الرؤوس او برد يعطل تواصل الافكار . واذا بدا لنا ان انعقاد محكمة في الهواء الطلق امر مستغرب بل وطريف ، اليوم ، فلنتذكر اننا في اثينا ، في صباح من اصبحة ربيع عام 399 قبل الميلاد .

    اثينا هذه التي قدمت الديمقراطية للعالم ، تعيش فترة عصيبة ، لقد هزمتها سبارطة في حرب دامت بينهما سبعاً وعشرين سنة ، وفرضت عليها شروطاً قاسية . منها نظام "الثلاثين مستبداً " بقيادة احد ابنائها ، كرينياس ، الذي تخلص منه الاثنيون منذ وقت ليس ببعيد . في هذا الجو من القنوط الوطني . كثرت الاحقاد وتعددت حوادث تصفية الحسابات لكن العدالة ظلت تعمل والقضاة في اثينا ، وعددهم ستة الاف ، مواطنون متطوعون يجري اخبارهم سنوياً بشكل عشوائي . وهم يوزعون ، بعد الاختيار، في اثنتي عشرة محكمة في كل واحدة منها خمسمائة قاض وقاض .

    متهم اليوم شيخ ذو لحية بيضاء وثياب رثة . انه ابن النحات سوفرونيسك والقابلة فيلا ريت وهو الملقب بسقراط . لكن ما هي التهمة التي سيحاكم اليوم على اساسها؟ لقد اتهمه احد المواطنين ، ويدعى مليتوس ، بالكفر بالالهه وبادخال شياطين جديدة الى المدينة وافساد الشبية . وهي تهمة تستحق عقوبة الموت . ومن هو سقراط هذا ؟ انه رجل بلغ السبعين من عمره ، قبيح المنظر بعينية الجاحظين وانفعه الافطس ووجهة الممتلئ ناهيك عن ثيابه المهملة والمكونة من معطف صوفي لا ازرار له ولا حزام . وفوق كل ذلك ، فأنه لا يمشي الا حافي القدمين ، في الصيف كما في الشتاء . ولد سقراط في اثينا عام 469 ق .م في عائلة تعمل في النحت وعبثاً حاول ابواه تعليمه المهنة . كان لا يميل الا للحوار ومناقشة الاخرين حول مختلف المواضيع داعياً اياهم الى التفكير معه والتأمل . كان يجوب المدينة يتحدث الى المار ويستوقف الشباب يفقههم في امور الوجود وجوانب الحياة . واثينا في ذلك العصر من الديمقراطية ، كانت تعج بالفلاسفة ورجال السياسة والاخلاق يسعى الناس اليهم عنهم اصول الفكر وكان هؤلاء يتقاضون عن تعليمهم اتعاباً باهظة في معظم الاحيان . اما سقراط فكان يرفض بيع فكره كان يعتبر ان الفلسفة ممارسة عضوية ويومية ، وانها وبالتالي ، نمط حياة . وغنى عن القول ان سقراط لم يكن مواطناً اثينيا كالاخرين . فهو لم يأبه لماديات الدنيا على لارغم من زواجة وانجابه ثلاثه اولاد بل كان دائم الزهد في ما يشغل الناس . وهذا ما جعله غامضاً ، بل وموضع سخرية في الكثير من الاحيان . غير ان سقراط لم يعدم وسيلة لتوضيح حقيقة أمره كان يرد على مسامع محاوريه ان حقيقة الهية تدفعه للتصرف وان هذه الحقيقة يمكن ان لا تكون سوى ضميره القابع في اعماق نفسه . تلك المشاعر وهذه الافكار هي التي لم ترق للبعض ، وهي التي اوصلته لان يمثل اليوم امام المحكمة ، باعتبار انه " يفسد الشبيبة ولا يؤمن بالهة المدينة " .

    في بدء الجلسة ، ولم يكن في نظام المحاكمات انذاك ما يسمى اليوم بالادعاء العام ، وقف المدعي الاول مليتوس يتكلم عن مفاسد سقراط في المجتمع . واعقبه مدعيان اخران ليكون وانيتوس وكلهم طلبوا الحكم بالاعدام على " العجوز الشرير " . ولانيتوس هذا مبرر اخر للادعاء على سقراط فقد كان ابنه تلميذا من تلاميذ الفيلسوف و " مضللاً به " وهذا ما يفسر انشغاله عن صنعه ابيه وهي الاتجار بالجلود . يضاف الى ذلك ان سقراط تهكم عليه مرة امام الناس خلال مناقشة ظهر فيها الجاهل وحديث النعمة على قدر كبير من السخف . ومن سوء طالع العجوز ايضاً ، ان كريتياس ، المستبد الدموي والعميل لسبارطة ، كان من بين تلاميذه ، في فترة من فترات حياته . اتخاذه كريتياس واخرين غيره ممقوتين في مجتنعهم تلامذه له هو من قبيل انفتاحة على الجميع ودون النظر الى ارائهم الساسية والفلسفة او الى نمط الحياة التي يعيشون . واذا توخينا الاختصار ، قلنا ان سقراط ، بأفكاره ومناقشاته ، بدأ يصبح شخصاً مزعجاً ، ليس للسلطات فقط ، بل للاباء الذين راى بعضهم ابناءه يخرجون عن طاعته ويلحقون بالمعلم.

    بعد انتهاء المدعين الثلاثة من كلامهم ، جاء دور المتهم . ومن اجراءات المحاكمة الاثينية في ذلك العصر ان يتولى المتهم شخصياً الدفاع عن نفسه . واذا كان غير قادر ، فان محترفاً يقوم بتلقينه الدفاع وتحفيظه اياه عن ظهر قلب . يجب ان يستغرق الوقت الذي استغرقه الادعاء لا اكثر . بدأ سقراط دفاعه برد التهم ومن ثم ، بالانتقال الى الهجوم ، قال ان من يدعي العلم ، من بين كل من ناقشت وحاورت ، وانما هم جهلة ولا يفقهون من العلم شيئاً والحقيقة هي اني أعلم الناس . ذلك لان الناس يعتقدون انهم يعرفون شيئاً وهم ، في الواقع ، لايعرفون اي شئ . اما انافأني اعرف اني لا اعرف . وانتهى سقراط بتحذير القضاه من الحكم عليه بالموت . وأن فعلوا فانهم لن يجدوا مثله وسيغرقهم الاله والاثنيين في سبات ابدي . أما اذا لم يفعلوا فسيعود الى نشر افكاره كما فعل دائماً وكما اوحى له ضميره . لم يستدر سقراط عطف القضاه كما يفعل عادة المتهمون الماثلون امام مثل هذه المحكمة . لقد قال ما قاله وجلس دون اي انفعال . اما القضاه ، فقد بدأوا ينزلون المدرج ليضع كل واحد منهم حكمة في الصندوق . هذا الاقتراع هو أولي . انه ينحصر في تقرير تجريم او عدم تجريم المتهم .

    قضت نتيجة التصويت بتجريم سقراط بفارق بسيط في الاصوات : 281 صوتاً ضد 220 . ويقتضى القانون الاثيني ، في هذه الحال ، ان يعين المتهم نفسه العقوبة التي يراها ، هو مناسبة . وقف سقراط وأعلن انه يسره ان تتعهده البريتانية ! وتعالى الصخب وصياح الاستنكار من الحضور الذين رأوا في كلامه تهكماً وسخرية من هيئة المحكمة ومن كل الموجودين . ذلك لان البريتانية مؤسسة اثينية تتعهد عظام الرجال وتتولى تأمين معيشتهم بشكل لائق وكريم .

    ما أن سمع القضاة كلام سقراط ، حتى قرروا ان يصتوا بأنفسهم على نوع العقوبة ومستواها . نزلوا ثانية الى حيث الصندوق وصوتوا على ان يكون الحكم بالاعدام هو الجزاء الذي يجب ان يناله سقراط وذلك بأغلبية كبيرة . لقد اوقع الرجل نفسه في التهلكة بعد ان كان يمكنه ان ينقذها بتصرف اخر اكد للجميع انه يسعى للموت بكل رغبة وحماس .

    مضى شهر على صدور الحكم . اما طريقة للتنفيذ فهي الاسهل من بين لائحة لا يخلو بعض بنودها من العنف : تجرع كمية من سم يحضر خصيصاً للمناسبة . خلال هذا الشهر . جاءه كريتون ، احد تلامذته المخلصين ، عرض عليه ان يقبل الهرب من السجن ، بعد ان يتدبر كريتون امر رشوة الحراس ، فرفض سقراط قائلاً بوجوب احترام العدالة وقوانينها ، حتى ولو كانت هذه القوانين جائزة .

    هذا الشهر الذي فصل بين صدور الحكم وتنفيذه ، امضاه سقراط بهدوء أدهش المتصلين به من حراس ونزلاء . اما لماذا ابقي شهراً كاملاً ينتظر مصيره ، فهذا يعود الى ان تنفيذ احكام الاعدام لم يكن مسموحاً به في الشرائع الدينية انذاك الا بعد عودة الكهنة من جزيرة ديلوس .
    وفي اليوم التالي لهذه العودة ، تجمهر تلامذته في السجن ووصلت زوجته . وما ان رأته والحراس يفكون اصفاده تمهيداً للاعدام ، حتى اجهشت بالبكاء ونتفت شعرها ومزقت ثيابها:
    - اه يا زوجي ! هذه اخر مرة تتكلم واخر مرة ترى فيها اصدقاءك ! .. تأثر سقراط وطلب اليها ان تذهب . ثم التفت نحو اصدقائه وبدأ يحدثهم ويتناقش واياهم في مواضيع مختلفة في الفن والموت والروح .... وبينما هو كذلك ، اذ بالجلاد يقاطعه :
    - لا تتحرك كثيراً يا سقراط ، والا يفقد السم مفعوله وللمرة الاولى ينفعل سقراط ويقول للجلاد:
    - لماذا لا تضع كمية مضاعفة ؟ هذه مهنتك .
    وعاد الى التحدث مع تلامذته الذين لم يتمكنوا من اخفاء اعجابهم ودهشتهم . لقد استطاع هذا الانسان ان ينتصر على غرائزه وعلى مخاوفه . وعندما اقترب الوقت المخصص لتجرع السم ، دخل سقراط غرفة مجاورة ليستحم وهو يقول :
    - اريد ان اوفر على النساء تنظيف جثة ميت . طال الاستحمام والجلاد ينتظر على الباب . ولما خرج سقراط ، اقترب منه الجلاد وفي يده كأس السم . قدمه اليه وقال له :
    - سقراط اعرف انك لن تشتمني كما يفعل الاخرون . انت عاقل وتستطيع ان تتحمل قدرك .
    - مرحى لك ! هيا . ماذا علي ان افعل ؟
    - لا شئ سوى خطوات قليلة بعد التجرع . وعندما تشعر بثقل في ساقيك ، عليك ان تستلقي والباقي يتولاه السم نفسه .
    وتناول سقراط الكأس وتجرعه دفعة واحدة بكل هدوء . لم يتمالك تلامذته مشاعرهم فانفجروا يجهشون بالبكاء مثيرين غضب المعلم :
    - ماذا تفعلون ؟ لقد أمرت زوجتي بالرحيل حتى لا أرى ما يشبه مظاهر الضعف هذه أريد ان أموت بصمت الخشوع . فتمالكوا مشاعركم .
    وصمت الجميع فوراً . بعدها استلقى سقراط كما اشار جلاده . وجاء الجلاد يقيد رجليه ويقول له :
    - هل تشعر بشيء؟
    - كلا
    وطفق الجلاد يشرح للحاضرين ان الموت يصل الى القلب بعد تبلغ البرودة الرجلين والبطن.
    وعندما شعر سقراط بهده البرودة تصل الى بطنه ، اشار الى تلميذه المخلص كريتون بالاقتراب ليقول له بصوت ضعيف :
    - كريتون ، في ذمتنا ديك لا يسكولاب . ادفع له ثمنه دون نقاش .
    - حاضر يا سيدي . هل تريد شيئاً اخر ؟
    لم يجب سقراط . لقد اغمضت عيناه ...
    " ديك لايسكولاب " انها لا شك عبارة اراد بها سقراط التهكم على اله الطب . لم يوفر سخرياته على الالهة ، حتى وهو على وشك ان يموت ! وما الموت بالنسبة له ؟ اليس هو التحرر ؟ اليس الشفاء من مرض هو الحياة ، كما كان يردد دائماً ؟

    هذه الجمله التي قالها سقراط قبل موته ، والتي تمثل التشاؤم الهادئ والساخر بأبرز معانيه ، كانت عبارة رسالة من اول رجل أعدم في التاريخ بسبب افكاره .

    (عدل بواسطة الطيب شيقوق on 08-25-2005, 02:44 AM)

                  

08-25-2005, 06:40 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    يا سلام علي الاستاذ محمود وهو سقراط القرن العشرين وهو محمود

    الحلاج كما رثاه ازهري الحاج وهو المفكر الشهيد كما قال عنه

    البروف عبد الله الطيب وعلي مستواي الخاص كان اغتيال الاستاذ ميلاد

    بالنسبة لي للمعرفة والعلم ويوم اعتقاله 5 يناير يوم تاريخ ميلادي


    فهو اخرجني من المدرسة السلفية الوهابية الاخوانية الطالبانية

    المتدثرة بعباءة الدين الي فضاء التفكير العلمي والمعرفي

    للحياة بل فتح ذهني للبحث والاستزادة المعرفية وتتبع الطريق

    العظيم فهو فكك طلاسم ما كان مغلق ومستعصي علي الاخرين


    نحمد له ان ترك لنا فكرا لم يفض اغلفته للان وضرب لنا مثل


    الفكر والقول والعمل فسلام له ونتمني ان نقتفي اثره وننعم


    بالبصر والبصيرة والسر والسريرة
                  

08-25-2005, 07:29 PM

إسماعيل التاج
<aإسماعيل التاج
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    ( قال لهم: لسـتـم بقضاتي،
    لسـتـم بـقـضـاةٍ قـَـطْ

    والتـاريخُ يتولى تـنفيذ
    الحـكـم).

    هذا مقطع من مسرحية محمود للكاتب والمخرج المسرحي عثمان النصيري.

    واصل يا أستاذ الطيب.

    تحياتي ومودتي.
                  

08-25-2005, 08:58 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: إسماعيل التاج)

    up
                  

08-25-2005, 10:55 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: إسماعيل التاج)

    اخي اسماعيل التاج

    شكرا لك وفي انتظار الكثير من اسهاماتك في هذا الموضوع .

    تقبل تحيات جميع الاخوة الزملاء والزميلات بمسقط



    لك خالص ودي واحترامي

    الطيب


    الاخ البرنس تشكر ولو على ابتسامة سخرية على تلك المهازل التي عشناها ضياعا.
                  

08-26-2005, 10:34 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    مقارنة طيبة يا الطيب.. والعلاقة والشبه وارد..قبل أعوام عقد الأخ ياسر الشريف مقارنة مع السيد المسيح.. وقبل أعوام في الذكري السنوية للأستاذ محمود على مسرح جامعة الخرطوم قدمت مسرحية الحلاج..كان وجه الشبه قائماً.. وأنت هنا تقدم وجه الشبه بينه وبين سقراط...ليتني اتمكن اسرد لك الأيام الأخيرة لآخر لحظةللاستاذ..لكي يعرف الكل المقارنة بين ما ذكرت عن سقراط والأستاذمحمود..
                  

08-27-2005, 01:07 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: منصوري)

    احسنت اخى المنصورى وكتر خيرك على هذه المداخلة الرائعة .
                  

08-26-2005, 10:47 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    UP
                  

08-27-2005, 09:12 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: Sabri Elshareef)

    الأخ الكريم شيقوق،
    شكراً على المساهمة. أرجو أن أتمكن قريباً من المشاركة.
                  

08-31-2005, 00:24 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    الليلة الأخيرة للاستاذ محمود بكوبر كما يرويها القيادي الثاني في الفكرة الجمهورية.جلال الدين الهادي الطيب من كتابة مطولة فيها حياة الأستاذ محمود من مولده وحتى إستشهاده..والجدير بالذكر أن الأخ جلال الدين الهادي يكاد يكون ملازماً بصفة متواصلة للأستاذ محمود وقد توفرت له هذه الفرصة دون غيره لأسباب كثيرة دون غيره من الجمهوريين.. كيف لا وهو حفيد الشيخ والولى الكبير مدنى السني.. وبيته قريباً من مرقد جده بحي المدنيين..وقبته الوضاءة العالية على جبين مدني كلها..
    (([مساء الخميس 17/1/1985 جاء عسكرى إلى زنزانة الأستاذ يحمل عشاءا سندوتش فول.. وكان العسكرى يظن أن الأستاذ لن يتناول السندوتش.. لأنه من عادة المحكوم عليهم بالإعدام الصوم قبل أيام عن الأكل..إلا القليل جدا من الماء كيلا تنزل منهم فضلات وهم على حبل المشنقة.. تناول الأستاذ السندوتش وأكله كله..
    فى صباح الجمعة 18/1/1985 حضر أحد العساكر إلى الأستاذ ليأخذه إلى ساحة الإعدام.. وقد وجد العسكرى الأستاذ جالسا على مصلاية.. ولما شعر به الأستاذ سأل العسكرى: [كم الساعة الآن] فأجاب العسكرى: أربعة صباحا!! علق الأستاذ: [الجماعة ديل القاطع قلبهم شنو؟ أنا مواعيدى معاهم العاشرة صباحا] وذهب الأستاذ إلى ساحة الإعدام.. وبقى فى حجرة صغيرة لإنتظار تنفيذ الإعدام.. وكان طيلة هذا الوقت يتوضأ.. ويطبق الوضوء.. ثم نودى: [محمود محمد طه- العمر- الجريمة] ثم وضع على عينيه قطعة قماش وهو عند عتبات المشنقة.. وعند لحظة صعود المشنقة.. خلع نعاله الأيمن.. ونفض قدمه مما علق بها وصعد إلى المشنقة.. أحد المسئولين طلب إزاحة القطعة من على عينى الأستاذ لكيلا يقع فى بال الحاضرين شك بأنه شخص غير محمود محمد طه وعندما رفعت قطعة القماش نظر الأستاذ بإبتسامة عريضة فى وجوه الحاضرين.. قبل لحظات من الإعدام وهناك حشود كبيرة تبلغ الآلاف من السلفيين ترفع أصواتها وتنادى الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. وقبل أن يوضع الحبل على رقبته وهو فى نهاية سلم المشنقة إنحنى يخاطب الرجل الذى يقوم بتنفيذ احكام الإعدام قائلا: [إنت حتنفذ علىّ الإعدام..أنا عافى ليك.. لأنو ده عملك.. لكن من مصلحتك أن تترك هذا العمل وتشوف ليك عمل آخر].. وتم التنفيذ وترك الأستاذ فى حبل المشنقة لفترة تصل لعشر دقائق أو تزيد.. ثم أنزل من حبل المشنقة إلى الأرض.. وكانت المفاجأة عظيمة.. الأستاذ ينزل وكأنه ينزل بإرادته.. وجسمه متماسك.. وجميع أعضائه فى وضعها العادى.. وعندما استقر على الأرض قام الطبيب المكلف بالكشف عليه.. وعند لحظة ملامسة يد الطبيب جسم الأستاذ شعر بسخانة فى الجسم فانزعج وبدأ عليه الإنزعاج.. بادره المكاشفى سائلا: شنو؟ حى؟ رد الضابط الطبيب: لا.. وحمل الأستاذ على ظهر طائرة عمودية.. وتحركت الطائرة واتجهت نحو الجنوب ثم الغرب ثم الشمال.. إلى أين؟؟ بعد وقت إلتقى بنا شخص من أهل الأخ الدكتور عبد الله أحمد النعيم قال أنه يعرف ضابطا كان فى الطائرة التى حملت الأستاذ ويمكن أن يدل على مكان دفنه.. قلنا له نحن ما عندنا فكرة نبحث عن قبره.. لأننا نعلم أن الأستاذ فى وصيته قال: [لا توضع إشارة على قبرى]!! وقد كنت قد عثرت على ورقة فى وسط كتاب كنت أتصفحه.. يظهر على الورقة القدم.. كنت بمنزل الأستاذ بكوستى فى إحدى زياراتى له.. تقول الوصية: [إذا مت.. زوجتى آمنة محمد عبدالله لطفى، خليفتى فى أبنائى.. من بعد الله.. لا أغسل.. ولا يكشف عن جسدى.. وأكفن فى ملابسى القديمة وتوبى القديم.. ولا يصلى علىّ، ولا توضع على قبرى إشارة أو علامة] ثم ذكر بعض الديون عليه مثل قيمة جوال فحم وخلافه ثم بعض الأموال احتفظ بها أحد أقاربه لديه.. هذا هو جوهر الوصية إذا أسعفتنى الذاكرة..

    B]

    (عدل بواسطة منصوري on 08-31-2005, 00:28 AM)

                  

08-31-2005, 00:57 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)


    من هو مليتوس الاستاذ؟
                  

08-31-2005, 01:16 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: الطيب شيقوق)

    نقلاً عن مذكرات الأستاذ جلال الهادي الطيبفى الأيام الأخيرة تحدث الأستاذ عن إعجابه بقصيدة (أنا أم درمان) لشاعرها عبد المنعم عبد الحى ومغنيها الفنان أحمد المصطفى.. وطلب من الأخ عبد الله فضل الله أن يلحنها وقد قال الأستاذ عنها: [بهذه القصيدة التقت أم درمان الملك بأم درمان الملكوت] ذكر لى الأخ عبد الله فضل الله أنه عندما كان ينشد هذه القصيدة وعندما وصل لترديد البيت: فيا سودان إذ ما النفس هانت * أقدم للفداء روحى بنفسى.. قال: رفعت رأسى فإذا الدموع تنحدر حارة من مآقى الأستاذ على خديه..
                  

08-31-2005, 02:37 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين محاكمة الفيلسوف سقراط و الشهيد محمود محمد طه (Re: منصوري)

    يا الله يا اخي المنصورى والله ما قصرت ربنا يطول عمرك ونطلب منك المزيد من الابداع في هذا البوردز


    تحياتي

    ولله درك يا استاذ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de