|
ليــلة مــن ذ ا ت ا لليــالي للبلابــل وعلــي ا لســـقيد " بمونتــري"
|
ليلة من ذات الليا لي للبلابل وعلي السقيد" بمونتري"
سعدية عبد الرحيم ا لخليفة/كلفورنيا
كا نت ليلة السبت الما ضي فيضا للفن والطرب وا لغناء. كا نت ليلة حديقة غناء تما زج فيها الجمال والبهاء والانسجام! كانت ليلة عطرت سماء نا بعبق السودان وريحا نه‘ وضمختنا با عواد صند له الغا رقة بين خليط تخمر وتعتق و انداح فواحا تسرب في خلا يا أروا حنا التي انفعلت و تفا علت !لم تكن الليلة كسا بقاتها من ساعات ا لسأ م وا لملل او ا لضجر ا والاحسا س بفقدان شيء ما!! و ربما لا تكون تلك الليلة الفر يدة المتفردة مثل لاحقاتها . فقد كا نت ليلة بلسما شفا أنفسنا من رهق ا لغربة و لهث الحيا ة و ا لخوف من الغد الملبد بغيوم الشكفقد كنا تلك اليلة نرنو الي الما ضي نروده نطوف حوله و قد انتابنا احساس دفا ق با لا تضيع دقيقة وا حدة من زمن الفرح ا لمحسوب با لسا عات دون ان نغتنمها لتؤجج السعادة ا لمفرطة التي تفجرت عند ما صدح الكنار ا لمرهف الفنا ن علي السقيد ليتغني بخلجا ته و احسا سه مستعيد ا الينا صدي كم تواري و خبا عنا ا و عند ما شدت بلابل الدوح بحلو النغم الذي لمس اوتار القلوب قبل الآذان فاشرأ بت اعنا قنا لتطل خلف الا فق تقتنص لحظة من الما ضي!ما أ جمل ان يلتحم الناس حول الغناء ! وما أجمل ان توحد بينهم الكلمة المموسقة الجميلةو اللحن الطروب و حسن الأداء. للغناء خارج الوطن بين جدران المهاجر و مرافئ الغربة طعم و مذا ق خاص و مميز اذ يلامس الحواس التي اضحت مرهفة و رقيقةمولهة بحب الوطن الي ابعد الحدود.انتظمت تلك المجموعة داخل تلك القا عة و احتشدت لتختبر قدرتها في كسر حاجزالصمت و التوجس و الانتظا ر ثم تأ لقت قبل ان تعلن البدا ية وبعد بعد ان خيمت ا لنهاية ولم يشأ بل لم يرد احد بان يقول وداعا لتطفأ انوار المكا ن لتنبيء با ن لحظة الشجن قد انقضت لتعود الحياة الي رتابتها و ايقا عها المتكرر! لقد تأ لقت القاعة بمهرجان الفرح المتسرب عبر اداء البلابل وعلي السقيد حيث نثروا دررا وفجروا ينا بيع فاضت ثم انداحت تروي عطش الحاضرين الذين استهواهم الغناء حتي ثما لته فقد كا ن نغما و تطريبا ومعا ن و تاريخ و ذكري!الكل رقص الكل غني و الكل انجذب الي حضرة الفن! وطوف حول محرابه! استدارت حلقة من طفلات وديعات يرقصن علي ايقاع المردوم و الدليب و رقصة حلفا في عشق غير مسبوق يحسبن خطواتهن لتنسجم . الصغيرات تناعمن وانثنين يعربن عن حبهن لكل ما ينتمي الي الوطن با بوة الفن والابداع و امومة الكلمة الجميلة ا لنفا ذة حقيبة فصيحة أ و حديثة دارجة أ وا خري نا طقة بغير ا لعربية!كانت امسية ا لسبت الماضي بمدينة " مونتري" الجميلة الراقدة علي صفحة المحيط الباسفيكي متكئة علي لجة خلجانه تتوسد الهضاب و تحجبها ظلال ا لاشجار البا سقة عن ضوء الشمس او الضباب. هي مدينة هادئة و سا كنة جذبت اليها مجموعة من السودانين قادهم حظهم الجميل الي ربوعها ثم اضحوا الي جانب الجوار رفقاء عمل و زملاء مهنة . تكسرت بينهم الحواجز واضحوا مثل اسرة واحدة تدخلها عبر أ ية باب . كانت ليلة السبت الماضي ملحمة حقيقية اختبرت كل الحا ضرين وأ جا زت تفوقهم علي أ نفسهم توافقا و اتسا قا و انسجاما. هكذا عمل الابداع فعله الاخا ذ في تطبيب النفوس وتسكينها . لم يتخلف احد عن ا ثبا ت ا ن يقول ها نذا فقد خرج الجميع طوعا يقدمون فروض الولاء للفن في حضرة البلابل وعلي ا لسقيد و انحناء ة بين يدي شعر وادب و غناء كان كله يسري و يمري داخل جسد الوطن بتراثه و فنه وتاريخه وما ضيه تجاوزا لحا ضره المذري و تطلعا لمستقبله المشرق عشما بان تعود البلابل تصدح في أ غصا نها ويعود السقيد يشد و تحت سماء لا ينكر لفنان ان يتنفس برئتيه هواءا نقيا يشد اوتا ر صوته لتتسق مع أ وتا ر عوده! مرة اخري و ثا نية فقد فرش لنا الثا لوث هادية ‘ السقيد‘ آ ما ل فرشوا لنا بساط الريح الذي فر بنا الي رحلة بين طيا ت السحاب حلقنا معهم في ليلة من ذات اليا لي تحفر في ذا كرة كل منا و لا تزال الدهشة تعقد ا لسنتنا و لسان حالنا يقول لقد حبا نا الدهر بليلة من ذات ا لليالي بمدينة " مونتري" ستظل خالدة و راسخة لابد ان تضا ف الي سفر الابداع خارج الوطن عند ما تهدأ خواطرنا لنوثق تلك التجارب الثرية!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ليــلة مــن ذ ا ت ا لليــالي للبلابــل وعلــي ا لســـقيد " بمونتــري" (Re: سعدية عبد الرحيم الخليفة)
|
ليلة من ذات الليا لي لماهر تاج السر" بمونتري" 2 سعدية عبد الرحيم الخليفة/كلفورنيا لم يزل الفرح و الدهشة يحلقان ويلفا ن حول مدينة "مونتري" استلهاما و استرجاعا لليلة السبت قبل الماضي الخالدة. فقد كانت ليلة لبست أ بهي حلة و امتزجت بموسيقي ساحرة و حا لمة صحبت غتاء و اداء البلابل وعلي السقيد. كان الموسيقا ر العازف ماهر تاج ا لسر سرا من أسرا ر نجاح تلك الليلة لتمكنه و قدرته الفائقة في احداث معجزة مزجت بين اللزمات ا لموسيقية و الايقاعات المختلفة التي هزت القلوب قبل الابدان وساقت ا لجميع الي الحلقة وهم غارقين سابحين في بحر من جمال الموسيقي وتناعمها مع خلجا ت الجميع فرقصوا و غنوا تجاويا بلا استثناء! وكا نت المفا جأة ا لمذهلة أ ن غني ماهر! و اختار الفنا ن ا لخا لد احمد ا لمصطفي لثقته في نفسه و لتأ كده من قدرته ان يغني لفنان و موسيقار في قامة الرا حل المقيم أ حمد ا لمصطفي!! ولكم اجا د ماهر و لكم حرك ا لأ فئدة وا ضفي علي سماء ا لليلة قد سية و عظمة بحسن التقدير في الا ختيار و روعة الاداء و احترامه لذوق ا لملتفين حوله في ا صرار بأ لا يتوقف بل يجب ان يمضي و يزيد و يتحف الأ سماع بد رر القصيد و انسجام ا للحن. عندما قال مقدم الحفل الدكتور عبد ا لرحيم عبد ا لحليم وا صفا له " ما هر ا لماهر " كنت اظن في بادئ ا لأ مر ا ن ا لصفة تلازمت با بداعه ا لموسيقي و قدرته ا لفا ئقة علي ا لعزف لكنه لما غني سأ لت نفسي " هل كان الدكتور يعلم سر هذا الفنان ا لمتكامل؟ هل خطر بعقل أ ي من المبتهجين الذين تراصوا و استداروا ان ما هرا سوف يكون مربعا لثا لو ث تلك الليلة الخا لدة؟ فقد كان ماهر و بكل ا لمقا ييس مبدعا لا يمكن أن يتجاوزه الزمن أ و تتخطاه اذن شنف أ سماعها وهدأ من وطا ة ا لخوا طر التي تتقا ذفها و تتجا ذبها اسباب الحيا ة عندما تكو ن محملة بأ ثقال دون ا لعثور علي ما يلطف من غلوا ئها أ و يخفف من حدة توترها. لقد كا ن ا لموسيقا ر ا لمبدع ما هر محورا دا ر في فلكه ا لجميع. وكانت تلك الليلة قد قيضت لنا ا ن نكون شهداء عصر لاعتلائه مجدا حققة بقدر من ا لاتقا ن وا لتفرد. لقد مضي اسبوع كامل عل سحر تلك ا لليلة ولا زا لت تحتل ا لصدارة بين أ حا د يث الذين جاد اليهم حسن الظ رف و الاختيار بحضورها لا بل للارتقاء باحاسيسهم و مشا عرهم ا لتي حركتها و دغدغتها الموسيقي التي سرت في العروق والشرا يين و استلقت داخل الذاكرة تسطر سحرا و تسجل انتصارا لتا ريخ لحظا ت كان فيها " ما هر ا لماهر " فنا نا و موسيقارا و مغنيا أ بدع وبلغ بالحضور درجة من ا لصفاء و التحليق في سموات عليا. و لعل اهل " مونتري" يحمدون لمن قام بتنظيم ذلك الحفل او اسهم في ترتيبه أ و ا جري ا لأ تصال حتي نزل ا لقادمون من الساحل الشرقي لينزلوا سهلا و يحلون اهلا بين ظهراني أ سرة " مونتري" وسوف يظلون يذكرون ليلة من ذات الليالي لماهر تاج السر. كما لا يفوتني أ ن أ شير الي ا لقادمين من منطقة ا ل"Bay Area كانوا قد ا كملوا انتظام ا لعقد و رونقه حتي جاء ا لحفل و لسا ن ا لكل يلهج بأ ن ليس في ا لأمكان أ بدع مما كان و دامت أ يا منا أ فراحا!!
| |
|
|
|
|
|
|
| |