|
لا بل هي من صميم عمل السفارة يا سعادة القنصل !
|
تحدث إلينا سعادة القنصل أحمد يوسف في أكثر من لقاء عن جالية الرياض ، هذه الجالية المعضلة والتي استعصت على الخبرة السودانية وعلى كل موروثاتنا في العمل العام ... تحدث سعادة القنصل وقال أن السفارة بالرغم من انها تشرف على الجالية وتهتم بقيامها إلا أن الجالية أصلا ليست جزءا من عمل السفارة ... ونتفق مع سعادته تماما ،، ولكن ،،، لم يكن سعادة القنصل هنا حين كادت الجالية أن تقوم في العام 1989 م حين كانت السفارة تحتل مبانيها السابقة بشارع الثلاثين بالعليا وقبل انتقالها للحي الدبلوماسي ، ذلك كان قبل مجيئ الإنقاذ ... ثم جاءنا وفد بقيادة محمد الأمين خليفة يرافقه صلاح كرار وكانا وقتها عضوين في مجلس قيادة الثورة ، وحدث لقاء ضخم بينهم وبين أفراد الجالية ، وأعلن محمد الأمين خليفة عن دفن كل العمل الذي تم في حفرة عميقة ، ثم أعلن عن بداية العمل بالشرعية الثورية ... ومن يومها ، ونحن بهذا الحال ، انشقاقات وانقسامات ،وعدم اتفاق حتى على الحد الأدنى ... ودخلنا مرحلة الاستقطاب ، وكانت السفارة أكبر مؤجج لهذا الاستقطاب ،،، فاحتوت البعض ، وباعدت وعادت الأكثرية ،،، والأكثرية أيضا لم تقف مكتوفة الأيدي ، بل فعلت ما تيسر لها من فعل ... وهذه مرحلة نعرفها ويعرفها سعادة القنصل ويعرفها الشعب السوداني ،، ولا أجد نفسي محتاجا لدليل أو برهان على أن هذه المرحلة هي التي أججت الصراعات وأشعلت العداء بين أبناء الوطن اواحد ... استمرت السفارة تقود مرحلة الاستقطاب ، وتحريك البعض ليهيمنوا على الأكثرية، وتبنت ما أسمته مجلس الجمعيات ، وفتحت لهم أبواب السفارة وأوصدتها في وجه الآخرين ... وأيضا أنت يا سعادة القنصل لم تكن هنا حين كان ذلك يحدث ، وربما أنك عاصرت أخر أيامه ... قصدت أن أقول أن السفارة كانت تسعى إلى الهيمنة على العمل الشعبي في أوساط الجالية ، وكانت تغذي الاستقطاب ، وكانت تسيس الأمور ، وكانت تؤجج العداء في نفوس مخالفيها .. وقد تراكمت الآثار السلبية لهذا الفعل ، وبقي لزاما على السفارة الجديدة التي تعمل في ظل حكومة وحدة وطنية أن تردم كل الفجوات وأن تسعى لإزالة ما علق في النفوس ، وأن تقنع الناس أن هناك فجرا جديدا يطل ، وأن ربا الجاهلية موضوع ... ويكون تكوين الجالية في هذه المرحلة من صميم عمل سفارتنا ، وعلى أفراد الجالية ممثلين في جمعياتهم وكياناتهم المختلفة دعم كل خطوة إيجابية تخطوها السفارة لتخرجنا إلى بر الأمان ...
|
|
|
|
|
|