|
|
 قيامة الاتصالات
|
.......... قيامة الاتصالات !!
تجدنى اشقى الناس بإيقاف خدمة «سودانى»، ذلك لانها خدمة ممتازة ومتطورة تمثل مايُعرف بالجيل الثالث فى الاتصالات. فائدة هذه الخدمة عظيمة لكل قطاعات الشعب السودانى . الآن اوقفت الخدمة أو تم تأجيل اطلاقها، لماذا؟ قالت سوداتل فى اعلاناتها بالامس: (تنوّه «سودانى» عن تأجيل بداية البيع للجمهور الكريم لتكملة بعض الاجراءات الادارية وترقبوها قريبا وكل عام وانتم بخير). اذن هنالك اجراءات ادارية لم تكتمل بحسب اعلانات سوداتل وهذا هو السبب فى عدم اطلاق خدمة «سودانى» . تصوروا خدمة لم تكتمل اجراءاتها بعد، تُصرف ملايين الدينارات فى اعلانات عن هذه الخدمة، ثم بعد ذلك يؤتى بشركة من جنوب افريقيا وتُصرف عليها الملايين لاخراج حفل الافتتاح بقاعة الصداقة، الافتتاح الذى يُدعَى له كل اعيان البلاد ورموزها ابتداءً من رئيس الجمهورية . ثم تُدعى شركات كبرى لتصنع موبايلات خاصة بهذه الخدمة . ثم يُعلن لنا فى مؤتمر صحفى شهير بأن الخدمة ستنطلق فى العاشر من رمضان، ثم يتأجل الموعد المضروب إلى السابع عشر من رمضان وتدعو الناس بإعلانات كثيفة للذهاب إلى مراكز البيع، ويذهب المواطنون صباحا فيكتشفون ان الاجراءات لم تكتمل بعد، ثم يُعلن لهم ان الخدمة قد تأجلت وعليهم ان يترقبوها قريبا!!! . لا اعرف ماذا اسمى هذا العبث !! خدمة لم تكتمل اجراءاتها فلِمَ هذه العجلة المكلفة ؟.
الحقيقة انه لا اجراءات ولا يحزنون لقد فشلت الامبراطورة في ما كانت تسعى إليه، والقصة كما يلى:
فى المؤتمر الصحفى الذى عُقد بالقراند فيلا هوليدى ، سألت السيد مدير سوداتل، الاخ عماد الدين حسين عن قانونية اطلاق مثل هذه الخدمة وتساءلت تحديدا ان كانت سوداتل قد امتلكت التراخيص اللازمة واستوفت الجوانب القانونية، فأكد لى امام الملأ بأن سوداتل قد حازت على كل التصديقات القانونية اللازمة، فطالبته بإرسال صورة من تلك المستندات فوعدنى خيرا، ولكن للاسف لم تصل حتى الآن، والسبب كما اتضح انها لم تكن موجودة اصلا.
فى ذات المؤتمر حذّرت الاخوة فى سوداتل من مغبة اطلاق هذه الخدمة بالمواصفات التى ذكروها، وقلت ان ذلك من شأنه ان يخلق فوضى فى سوق الاتصالات . وقلت لهم ان هذا موبايل ثالث، ويعنى ذلك ان الشركات العاملة الآن فى مجال الاتصالات والتى حازت على تراخيص بأسس معينة لن تقبل هذا الوضع وستلجأ لايقاف هذه الخدمة بشتى الطرق، لانها ببساطة تعنى ان «يلملموا» ابراجهم ويغادروا البلاد . خدمة «سودانى» بإمكانياتها المتطورة واسعارها المنخفضة لن تترك خيارا لاحد لاستخدام اى موبايل آخر او حتى هاتف ثابت. اقترحت عليهم ان يلجأوا لتفاهمات مع الشركات العاملة، او ان يلتزموا بالمدى الذى اُعطى لشركة كنار تل (اى كيلو ونصف). ولكن الامبراطورة لا تسمع وتفعل ما تشاء. ظنت انها قادرة على تمرير هذه الخدمة من تحت الشركات ومن فوق الحكومة. وهذا ما لم يحدث . لاول مرة تفشل الامبراطورة فى تنفيذ فعل انتوته او قرار اتخذته، والسبب ان وعيا متناميا فى دوائر اجهزة الدولة العليا بدأ يرهف السمع ويلحظ ما تفعله هذه الامبراطورة دون ان تجد من يتفحص تصرفاتها. ونزعم ان الاعلام هو من ساهم فى تنامى هذا الوعى بشكل وضع تصرفات الامبراطورة تحت الضوء تماما.
لماذا لم تستطع سوداتل اطلاق خدمة «سودانى» فى ميقاتها؟.
منذ ان اعلنت سوداتل خدمتها «سودانى» توتر قطاع الاتصالات بأكمله وبدأت حركة دائبة بين شركات الاتصالات والهيئة القومية للاتصالات . ارسلت شركة «اريبا» المتضرر الاكبر من هذه الخدمة مذكرة عاجلة للهيئة مرفقة معها العقد الموقع بينها وبين حكومة السودان، والذى ينص على امتناع الحكومة منح اى ترخيص لهاتف سيار آخر لاربع سنوات . وتساؤلات عن طبيعة خدمة «سودانى» والمدى المسموح به للتجوال فى هذه الخدمة . الجدير بالذكر ان شركة «اريبا» اكبر المستثمرين فيها يمانيون ولبنانيون كانوا قد دفعوا لحكومة السودان بناءً على هذا العقد وللحصول على الرخصة 200 مليون دولار. «اريبا» دخلت الآن بورصة لندن واسهمها فى تصاعد مستمر، وتتقدم قاعدة مشتركيها يوميا، بلغت حتى اليوم اكثر من مائة وخمسين ألف مشترك. هذا الصعود بنى على ان «اريبا» تنافس فى السوق السودانى شركة واحدة هى «موبيتل»، فاذا ما ظهرت خدمة اخرى خطيرة كخدمة «سودانى» فمن شأن ذلك ان يخفض قيمة اسهمها فى البورصات العالمية. بالطبع لن تسكت شركة «اريبا» وستقيم دعوى قضائية على حكومة السودان، وستدفع بقضيتها لاتحاد الاتصالات الدولى . خاطبت «اريبا» اعلى الجهات الرسمية موضحة قضيتها وخطورة خدمة «سودانى» التى ستخرجها من السوق تماما، وهى التى بدأت تروّج لخدمتها قبل اشهر معدودة.
يبدو ان الدوائر العليا قد انتبهت لخطورة الموقف والتعقيدات التى يمكن حدوثها اذا ما اخلت الحكومة بتعاقداتها مع الشركات التى خسرت المليارات فى استثماراتها فى البنيات الاساسية فى سوق الاتصالات .وجهت الدوائر العليا الجهات المختصة فى وزارة المالية، ووزارة الاعلام والهيئة القومية للاتصالات بتدارك الامر، وبالفعل شهد الاسبوع الماضى اكثر من اجتماع فى مجلس الوزراء ووزارة المالية وهيئة الاتصالات بين سوداتل ومجموعة من المتنفذين . توصلوا جميعا إلى ضرورة تأجيل هذه الخدمة، وعدم السماح باطلاقها بصورتها المعلن عنها. واخطرت الشركات بصورة قاطعة تؤكد عدم السماح بإطلاق هذه الخدمة خارج النطاق المسموح به ( كيلو ونصف ).
انتهى الامر إلى هنا ومنعت سوداتل عن تقديم خدمة «سودانى»، وماحدث يؤكد خطورة ان تحاول شركة العبث بمصالح الدولة العليا وخطورة ان تتنفذ شركة فى قطاع من القطاعات بشكل تستطيع ان تأخذ القانون على هواها وبيدها وتفعل ماتشاء ضاربة بالقوانين واتفاقيات الدولة عرض الحائط . لو ان الدولة سمحت بإطلاق «سودانى» لكان على الاستثمار فى السودان السلام . مَن هو المجنون الذى يأتى باستثماراته فى دولة ليس بها قانون. كان يمكن افساد مناخ الاستثمار كلية فى البلاد، وبدلا ان يلعب قطاع الاتصالات دوره كرافعة في التنمية، سيصبح أداة مثبطة لأى استثمار . من المؤكد ان الاستثمارات العربية التى تتدفق الآن على السودان ستنظر في الذي فعلته سوداتل بالكويت فى موبيتل، وكذلك سينتظر الاماراتيون في «كنار تل» المصير المجهول لاستثماراتهم عقب اطلاق «سودانى»، اما الاخوة فى اليمن ولبنان فسيلعنون اليوم الذى أتى بهم إلى السودان. وهكذا لن يأتى عربى مرة اخرى للاستثمار هنا. حسنا فعلت الحكومة بأن ألزمت الامبراطورة بالقانون الذى ينبغى ان يسود. لانه الارضية التى تهب المستثمرين الضمانات اللازمة وتضمن بأن مصالحهم لن تتهدد بسبب شركة متنفذة فى وزارات الدولة بإمكانها ان تفعل ما تشاء وتعبث بمن تشاء بغض النظر عن مصالح واهداف الدولة العليا.
هوامش :-
أسجل شكرى وتقديرى للإخوة فى شركة «أريبا» الذين تجاوزوا الخلاف مع «الصحافة» بشكل رائع . ونرجو أن نؤكد أن ما قمنا به وماسنقوم به فى مراقبة هذه الشركات لن يكون خاضعا لنفوذ المعلنين، اعطوا الإعلان أو منعوه، ستظل انشطتهم تحت المراقبة. كما نؤكد ألا عداء لنا مع اىٍ من تلك الشركات، وسنظل نتعامل معها بنشر أخبارها السارة وتغطية انشطتها حتى أولئك الذين يقاطعوننا حتى الآن . عليهم ان يفهموا اننا نقوم بواجبنا المهنى وإذا اخطأنا فهنالك امكانية للتصحيح والرد، وهنالك مجلس الصحافة، وهنالك محكمة الصحافة والمطبوعات، وهنالك المحاكم الجنائية، وهذه كلها سبل لنيل الحقوق بعيدا عن محاولات لى الذراع وتكميم الأفواه واستخدام وسائل ضغط ليست هى الأجدى فى التعامل مع الاعلام.
لم نطلب من الزملاء النصرة بل طلبنا منهم عدم التخذيل. ولقد كانت مواقفهم رائعة ومصدر فخر لنا جميعا. كانوا جميعا متضامنين لم يشذ أحد (إلا هذا) ولم يبيعوا شرف الزمالة والمهنة وعفوا عن تخذيلنا. لهم التحية والتقدير جميعا فبمثل هذه المواقف نصنع صحافتنا الحرة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: قيامة الاتصالات (Re: محمد الامين محمد)
|
..
.
سلام
كنت متوقع امير عبدالماجد
او الهندي عزالدين يثيروا هذا الموضوع
الذى اقام الخرطوم ولم يقعدها .. هنا
ولكن ..!!
البركة فى عادل الباز ..
صنديد ...
وصاحب مبدأ ..
رغم امتناع شركات الإتصالات ..
سوداتل .. ( طاقيتة اخفائها سوداني )/ موباتيل / واريبا التى لا ناقة لها ولا جمل - عدا كنار ..
فى منع اعلاناتهم عن صحيفة الصحافة ..
رغم كل هذا صمدت الصحافة بكتابها وادارتها ..
وواجهت الحرب بان حرية وشرف المهنة لا تباع بحفنة ملايين ..
لهم التحية .. والسداد ..
ولك مثلها ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الاتصالات (Re: محمد الامين محمد)
|
..
.
| Quote: لماذا لم تستطع سوداتل اطلاق خدمة «سودانى» فى ميقاتها؟. |
سيجد الباز الاجابة غداً .. بأذن الله
وقد يكون يعلمها ..
انها الامبراطورية التة بدأت فى التفكك ..
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الاتصالات (Re: محمد الامين محمد)
|
| Quote: العقد الموقع بينها وبين حكومة السودان، والذى ينص على امتناع الحكومة منح اى ترخيص لهاتف سيار آخر لاربع سنوات . |
أربعة سنوات والضمان شنوا انها حا تقدر تمد بقية مدن السودان (خدمتها في ولاية الخرطوم فقط)
الشكر موصول لك في غوصك في لب الحقيقة لإنتزاعها
موضوع يفتح الف سؤال(التاجر المحتكر,التجارة المفتوحة,...)
أرجو أن تواصل لتجلي الحقائق
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست