|
رحم الله جدتى ملكه تذكرتها اليوم فبكيت حالنا من بعدها
|
رحم الله جدتى ملكه
كانت ككل نساء ذلك الزمان الغريب قويه وحنينه تزدان خدودها بالشلوخ باهرة الجمال للحد البعيد. ولدت فى قلب امدرمان لاب من قبيلة الكنوز وام من الكتياب....اخذت من اباها قوة الشكيمه والاعتداد بالنفس ومن اهل والدتها الذين كفلوها بعد وفاة الاب والام رقه المشاعر ونظم الاشعار(التجانى يوسف بشير ابن خالتها ورفيق لعبها فى الصغر وكلاهم شاعر) كانت تجيد نظم الشعر بطريقه تميزت بها. زوجوها وهى بنت الاثنتى عشر ربيعاً !!! حكت لى انها كانت تذهب للعريس المنتظر وتساله فى طفوله وبراءه (صحى ياعم محمد حايعرسونى ليك؟؟) كان يكبرها سناً بكثير. يجيبها ضاحكاً (ده مصيبه شنو ياناس) البت دى غبيانه ولاشنو؟
ولدت فى بيت اهم مايميزه انك لاتستطيع ان تميز من هم اشقاء ومن هم ابنا خووله او عمومه هكذا كانت الحياة وقتها كما اخبرتنى.
قالت لى زات يوم اتدرى ماقصه الشلوخ؟؟؟ اجبتها اظنها عاده. اخبرتنى ان امر الشلوخ تم بغير علم اهل والدها فتسبب ذلك فى قصه طريفه. نادتها جدتها بت بدرى(ولجدتهابت بدرى قصه شهيره حدثت ايام المهديه اتمنى ان تتاح لى فرصه لسردها) وهى من كفلها وشقيقتها الصغرى حسونه وشقيقهم ادريس الكنزى بعد وفاة الوالدين فوجدوا ان الكمين كان قد اعِد. واول من اعملت فيه الامواس كانت هى ثم شقيقتها الصغرى حسونه وكانت رضيعه وقتها ولكن شقيقهم تمكن من الهرب من هذه المزبحه ولاذ باهل ابيه...فثارت ثورة الكنوز واتوا غاضبين يسخطون ويلعنون تخلف العرب....واطرف مايقال ان احدهم نبههم بان الشيخ معتكف بالخلوه نفس الخلوه الماثله إلى يومنا هذا فى مكانها عدا ان يد التحديث قد طالتها(نبههم الرجل لوجود الشيخ قربهم وواجب احترامه) فكان ردهم انهم لايابهون للشيخ وناديه(يعنون الخلوه) فاصبحت طرفه تناقلتها الاجيال.
ظلت كما يقال زوجه للشيخ محمد ابراهيم لزمن حتى وافته المنيه ولم تنجب له....فتزوجها تاجر صديق له وهو الشيخ عبدالله محمد قريش الرباطابى (رجل علم ودين لقب بالعالم لوقاره وغزارة علمه....فانجبت له البنات والبنين.
كنت احبها كثيراً واجد نفسى مسروراً لصحبتها حلاً وترحالاً. تغنى لى فاختال واختال حتى كنت احسبنى فريد عصرى وزمانى...نلتف حولها مع حلول الظلام فتحكى لنا من القصص والاساطير الكثير(اسود جنى اب سبيب وفاطنه السمحه واب اضان..وقصص الغول وغيرها)
وحين يصبح الصباح نجدها مستيقظه وقد فرغت من قضاء معظم الاشياء التى اجد نساء اليوم بالكاد يقضين جزء منها فى زمن اطول بكثير...نشيطه تخطو وثباً لاتعتمد على احد فى شئ...يحبها الجميع حتى من لايعرفها تجده منجذباً تجاهها(يالها من امراه)
لا اذكرها بغير سبحتها البيضاء تدعوا للجميع ...تمر بالجيران وتسلم قايله (الملايكه بتوصله ليهم)
رحلت فى ثمانينيات القرن الفائت تذكرتها اليوم فبكيت حالنا من بعدهم.
رحمك الله ياملكه
|
|
|
|
|
|