الله يستر قلوبنا مع عودة طائرة سلفاكير من يوغندا

Quote: سفاكير بجوبا: تشكيل حكومة الوحدة الوطنية شارف على الانتهاء جوبا فى 6/ 9 (سونا) قال الفريق سلفاكير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب ان تكوين حكومة الوحدة الوطنية شارف على الانتهاء وان الاعلان عنها سيتم فى غضون الايام القادمة0 وابان لدى وصوله مساء امس جوبا فى طريقه الى اوغندا ان عددا من الاحزاب السياسية عبرت عن تجاوبها واكدت استجابتها للمشاركة فى الحكومة المرتقبة0

Quote: قلق من تأخر طائرة النائب الأول سلفاكير ؟ الاتحادى أخبار اليوم القاهرة : 6/9/2005 والصحفيون يتسآءلون من هو ؟ كان لزيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية، رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميار ديت الى القاهرة يوم الخميس الماضى طعم آخر غير ذلك الذى الفته فى الزيارات العديدة للزعيم الراحل جون قرنق النائب الاول (السابق) للرئيس البشير وزعيم الحركة الشعبية الذى اختطفته يد المنية ، بينما كان الملايين يخططون لحياتهم وكيف ستكون بعد دخول قرنق الى القصر عقب تمرد فى الغابة قضى خلالها عقدين وأكثر من عمره خصما على راحة باله ، وهدؤ نفسه ، واستقراره مع فلذات اكباده وزوجته ربيكا قرنق ، تلك المرأة التى شهد الرجال الاقوياء بمدى قوتها وصلابتها ، ورباط جأشها . قرنق وسلفاكير شخصيتان مختلفتان تماما ، كانت هذه تعليقات الاعلاميين والصحفيين عند وقوف الرجل أمام منصة المؤتمر الصحفى متحدثا بالانجليزية الطلقة عقب لقاء مطوّل مع الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك ورجالات حكومته البارزين . طائرة سلفاكير وسفح الهرم : ذهبت الى مقر القصر الرئاسى بمدينة مصر الجديدة فى التاسعة صباحا ، وكنت من الاستعجال قد نسيت كارنيه صحيفة (أخبار اليوم) فى المنزل ، وكاد دخولى للمقر الرئاسى ان يفشل لولا ان المولى قد لطف بى ووجدت اننى احمل فى حقيبتى جواز السفر المثبت فيه اننى صحفية ، وللحق فقد كان رجال امن القصر فى غاية التعاون معى ، و كرماء جدا فى حسن ضيافتهم واحترامهم للصحافة والاعلام . دخلت القصر وتوجهت الى مبنى المكتب الصحفى ، حيث يجلس الصحفيون والمصورون ، ومذيعو الفضائيات الاجنبية والعربية فى انتظار الاشارة لهم بأن النائب الاول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميار ديت ، قد وصل الى القصر الرئاسى وفرغ من مباحثاته مع الرئيس مبارك لنبدأ مرحلة البحث عن ماذا حدث ، وماذا قيل !! وطال انتظارنا حيث كان من المنتظر وصول سلفاكير الى مطار القاهرة فى العاشرة صباحا حسبما اخطرتنى السفارة السودانية . والطريق من المطار الى القصر اظنه لايتعدى ال(10) دقائق او اقل ، خاصة وان مواكب ضيوف الرئيس مبارك يمرون بسياراتهم السوداء الفارهة التى يقودها رجال ذوى نظارات وبدل سوداء انيقة ، تمر عبر شوارع خالية تماما الا من ضيوف الرئيس ، ومن بعض الذين يتفرجون على موكب الضيوف من المواطنين المصريين الشرفاء عبر (بالكونات) المنازل الفخيمة التى تقع فى الطريق من المطار الى القصر الرئاسى فى روكسى بمصر الجديدة !! وقيل ان الطائرة قد وصلت فى موعدها الا ان انتظارنا نحن الذى قد طال .. وعندما اشارت عقارب الساعة الى مابعد الواحدة ظهرا .. وطال الانتظار بدأ الصحفيون يحسون بالملل ، وبعضهم بالقلق على تأخر النائب الاول ، وعندما نقلت قلقى لاحدى الزميلات الصحفيات من المصريات الممسكات بالملف السودانى ، وقلت لها : ( انا قلقت تفتكرى طائرة النائب الاول اتاخرت ولاايه) نظرت لى الزميلة نظرة اشفاق من قلقى على وصول الوفد السودانى وقالت : ( ارجو ان لاتكون طائرة نائبكم الاول قد اصطدمت بسفح الهرم )!! انقبض قلبى اكثر وقلت فى سرى ( الله يكضب الشينة )! سلفاكير واسباب الزيارة لمصر : سالنى بعض الزملاء المصرييين عن مغذى زيارة سلفاكير الى القاهرة ، فقلت لهم انها للتأكيد على متانة العلاقات بين الحركة الشعبية واستمرايتها على الرغم من الرحيل المفاجئ للزعيم جون قرنق ، وقلت لهم ان الرئيس مبارك يريد ان يطمئن على مستقبل السلام فى السودان على ضؤ المستجدات الراهنة فى بلادنا ، فقال لى احد الزملاء فى الصحافة المصرية ان قلق مصر من ماسيحدث فى السودان وخاصة الجنوب الان لان مصر لم تتعامل مع الحركة الشعبية على انها مؤسسة سياسية كبيرة ومنظمة الا من خلال شخص قرنق وحده ، ولان مصر لم تتعامل سوى مع الراحل قرنق فقد كانت الحركة الشعبية تعنى لدى الحكومة المصرية قرنق فقط !! واضاف قائلا لى: ( نحن لم نعرف غير قرنق ، فحدثينا من هو سلفاكير وهل هو كما يقال عنه ذو ميول انفصالية ، وشخص غامض؟؟ ) !! لاادرى لماذا استفزتنى هذه الاسئلة فانبريت مدافعة بشراسة عن النائب الاول سلفاكير ميار ديت ، وعن وحدويته ، ووضوحه نافية مايقال عن انه غامض .. ورغم اننى للصراحة لااعرف مثلى ومثل كثير من الشعب السودانى شخصية سلفاكير عن قرب كما عرفنا قرنق ، بحكم ان سلفاكير لم يكن ظاهرا للاعلام كثيرا الا اننى توسمت من خلال تصريحاته عقب توليه المنصب الجديد خيرا ، فالرجل قد أكد فى كل تصريحاته لوسائل الاعلام على انه وحدوى ، ورجل سلام ووئام فما الداعى ان ننكر عليه قول لسانه ؟!! ومافى القلب يعلمه الرب .. اذن فعلينا بظواهر الامور ولنترك بواطن الصدور لمن خلقها !! المؤتمر الصحفى وقبعة سلفاكير : اعلنوا لنا عن انتهاء الرئيس مبارك وضيفه النائب الاول سلفاكير ميار ديت من مباحثاتهما وهرعنا الى قاعة المؤتمرات ننتظر من سيخرج علينا من المسئوليين ليخبرنا بفحوى اللقاء .. وبعد انتظار ليس بالطويل ظهر لنا الرجل ممشوق القامة سلفاكير ميار ديت نائب الرئيس البشير ( من غير القبعة على رأسه) فسالتنى مذيعة مصرية هذا هو سلفاكير فقلت لها نعم ( فسألتنى واين قبعته) فضحكت وقلت لها : ( تركها فى الطيارة عشان الدنيا حر ) !! انجليزية سلفاكير واستهجان البعض : طلب النائب الاول سلفاكير من الحضور الصحفى ان يتحدث بالانجليزية لان لغته العربية ليست جيدة ، فوقع الطلب بردا وسلاما على مراسلى القنوات والصحف الاجنبية ، وهما وغما على مراسلى الصحف العربية امثالنا من (ضعاف اللغة الانجليزية ). نعم ضعاف اللغة الانجليزية ومن قال لااعرف فقد افتى !! وبالفعل لم تقال كلمة واحدة عربية خلال المؤتمر الصحفى الذى ابتدره سلفاكير بخفة روح اعتبرها البعض محاولة تشبه بالراحل جون قرنق الذى ماكان يبدأ حديثا قط الا وينثر الضحكات و(يفرفش ) الحضور اولا .. واعتبر بعض الزملاء ان القاء كلمة ظريفة من سلفاكير اضحكت الصحفيين ، حيث قال انه (طويل والمايك قصير لن يسمع الحضور) فضحكت الصحافة والاعلام من قوله ، واعتبر البعض ان دعابته الاولى هذه قبل بدء المؤتمر اينما هى لازالة حاجز الرهبة الناتجة من عدم المعرفة بين النائب الاول سلفاكير ووسائل الاعلام المختلفة التى لم يكن يطل عليها سلفاكير كثيرا قبل رحيل قرنق وتوليه منصب النائب الاول . حزن ياسر عرمان وصمته: القائد ياسر عرمان الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية كان باديا عليه الحزن الكبير النبيل ، وقد فقد الكثير من حيويته وروحه المرحة منذ اخر زيارة له للقاهرة برفقة الزعيم الراحل جون قرنق ، والحقيقة اننى ومنذ اخر لقاء شهدته عبر التلفاز من خلال برنامج (فى الواجهة) الذى كان يستضيف القائد ياسر عرمان ووزير الخارجية المكلف الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل رأيت ان ياسر قد زاد مائة عام فوق عمره بفعل الحزن العميق على قرنق !! وقد وقف ياسر عرمان على يمين النائب الاول بجانب المستشار السياسى للحركة منصور خالد . وياسر بحكم عمله الاعلامى الطويل فهو يعلم انه ليس كل الصحفيين والاعلاميين يجيدون اللغة الانجليزية فهما ومخاطبة فكان دائما مايترجم وراء الراحل قرنق الذى يجيد العربية الفصحى الا ان اللغة الانجليزية تغلب على لسانه بحكم التعود ، ولكن للغرابة فقد وقف القائد ياسر صامتا لايترجم ولم ينطق حرفا واحدا !! وحتى عندما كثرت اسئلة ذات الانفار المتحدثين للانجليزية وارهقوا النائب الاول تصدى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية وقال لهم بانجليزية طلقة ( كفاية ده اخر سؤال) بينما كان عرمان صامتا فى حزنه النبيل !! الناطق باسم الرئاسة المصرية : بعد ان وجه الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل كلمته للصحافة وخرج مغادرا قاعة المؤتمر الصحفى برفقة النائب الاول ووفده ، دخل علينا السفير سليمان عواد الناطق الرسمى باسم الرئاسة المصرية ، هاشا باشا ومستبشرا ، وخاطب الصحفيين المصريين بروح طيبة سائلا عن احوالهم وقال لهم ( وحشتونا) فرد بعضهم ( انتو كمان وحشتونا) ويبدو ان هذه الوحشة القاتلة سببها انشغال القاهرة والرئيس مبارك بانتخابات الرئاسة ، وعدم عقد مؤتمرات صحفية مكثفة للناطق الرئاسى هذه الايام . جامعة الاسكندرية والقنصلية المصرية بجوبا كرم وليس رشوة: وحول زيارة سلفاكير ميار ديت النائب الاول للقاهرة سرد السفير سليمان عواد تفاصيل اللقاء ، واكد على وحدوية الرجل ، ونقل لنا ان ( الريس مبارك انبسط من سلفاكير ) ووعد بتقديم كامل دعمه السياسى والمعنوى واللوجستى للسودان والجنوب خاصة على أمل ان يظل خيار الوحدة جاذا ومغريا فريدا ، وطردا لشبح الانفصال الذى يؤرّق مصر كثيرا ، وتسعى لعدم حدوثه ، وقال عواد مستبشرا ان الرئيس مبارك قد وافق على فتح قنصلية بمدينة جوبا وفرعا لجامعة الاسكندرية هناك .. وعلّ الرئيس مبارك اراد ان يهدى شعب الجنوب هدية تنسيهم قليلا الم فجيعة الراحل جون قرنق ، وتطمئنهم على مستقبل الايام القادمات ، ولم يكن كرم الرئيس مبارك المعهود فيه دوما تجاه السودان ( رشوة لسلفاكير والجنوب) كما همس بعض الصحفيون فى الصحافة المصرية !! ختام الزيارة وابتسامة عريضة على وجه سلفاكير : غادر النائب الاول للرئيس البشير قصر الرئاسة بعد مأدبة الغداء التى اقامها الرئيس مبارك على شرف الضيف الزائر وحضرها رئيس مجلس الوزراء د. احمد نظيف وعدد كبير من اركان الحكومة المصرية والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى . ومن زجاج السيارة الامامى حيث ان الخلفى مظللا رأيت النائب سلفاكير يغادر القصر فى طريقه للخرطوم التى قال انه لابد ان يعود اليها سريعا لاداء مهامه الكبيرة ، من خلف الزجاج رأيته وعلى وجه ابتسامة عريضة .. اذن فأظنه عاد الى الخرطوم راضيا سعيدا بنتائج زيارته للقاهرة .. التى وان كانت قصيرة فى وقتها الا انها كبيرة جدا فى توقيتها ومغزاها . الاتحادى أخبار اليوم القاهرة : 6/9/2005