اللغة والحروف والحساب يكتب عنها الأستاذ محمودمحمدطه كيف نشأت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2005, 00:26 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللغة والحروف والحساب يكتب عنها الأستاذ محمودمحمدطه كيف نشأت

    وأما كون المكية من ضوابطها ذكر السجدة، فذلك لأن السجدة أقرب إلى الإسلام منها إلى الإيمان. وفي حديث المعصوم: (أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد) وفي القرآن الكريم (واسجد واقترب) وفيه سر عظيم من أسرار السلوك إلى منازل العبودية.

    ومنها أن تفتتح السور بحروف التهجي، وهذا باب عظيم، وفيه سر القرآن كله، والحديث عنه لا يتسع له هذا المقام، وإنما نكتفي منه بما نحن بصدده من بيان الفرق بين رسالتي الإسلام. وعدد الحروف التي جرى بها الافتتاح أربعة عشر حرفا، وهي بذلك نصف الحروف الأبجدية. وقد افتتحت بها تسع وعشرون سورة، على أربع عشرة تشكيلة، هي:-

    ألم، المص، الر، المر،كهيعص، طه، طسم، طس، يس، ص، حم،حم - عسق، ق، ن. وكل هذه التشكيلات ورد بعدها ما يفيد أنها القرآن، وأوضح شئ في ذلك قوله تعالى من سورة البقرة: (ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين) ذلك إذا وقفت على (فيه)، أو شئت وقفت على (لا ريب) فجاءت الآيتان هكذا: (ألم * ذلك الكتاب لا ريب، فيه هدى للمتقين) وفي كلتيهما فإن الإشارة بذلك إلى (ألم).

    ومعنى الحرف أنه من كل شئ طرفه، وشفيره، وحده، ومنه (حرف الجبل) وهو أعلاه المحدد الرفيع.

    ولقد مرت على حروف التهجي حقب سحيقة وهي تتقلب في صور بدائية جدا، قبل أن تأخذ شكولها الحاضرة، ذلك بأن الحاجة إلى الكتابة إنما نشأت مع الحاجة إلى اللغة في وقت واحد، وتلك حاجة سبقت الحاجة إلى العرف الذي سلفت إشارتنا إليه، حين قلنا أن المجتمع الأول نشأ حول عرف قيد نزوات الفرد، وأوجب رعاية حدود معينة، واجبة الرعاية. فالحاجة إلى وسيلة التفاهم، ونقل الأفكار، حاجة أملتها ضرورة المعيشة في مجتمع. ولقد شعر بضرورة الاجتماع جميع أصناف الحيوان، ولكن الإنسان هو وحده الذي ظفر منه بحاجته، وذلك لمقدرته على التفاهم عن طريق (تقليد) أصوات الأشياء، والأحياء، ومحاكاة الحركات، وقد ساعده على ذلك إستواء قامته، ولباقة حركات يديه ورأسه، وارتقاء أوتار صوته. فإلى ملكة (التقليد) التي انفرد بتجويدها الإنسان عن سائر الحيوان، يرجع الفضل في نشأة اللغة، ونشأة الكتابة، وفي اطراد ارتقائهما، من بدايات بسيطة، ساذجة، إلى أدوات شارفت الاتقان في عصرنا الحاضر. بل إنه إلى هذه الملكة التي وهبها الله الإنسان، يرجع الفضل في التعليم والإتقان. فإنه، من أجل تجويد التقليد، لا بد من استيعاب الأشياء المراد تقليدها استيعابا عقليا كاملا، ثم لا بد من التناسق بين أدوات التقليد وبين العقل، سواء كانت أدوات التقليد اليدين، أو الرأس، أو الوجه، أو العينين. وإلى هذا المجهود المبذول في تناسق حركات التقليد يرجع الفضل في توحيد العقل والجسد. وهو توحيد لم يكتمل بعد ولا يزال يطرد.

    ومع أن الحاجة إلى الكتابة ظهرت في نفس الوقت مع الحاجة إلى اللغة إلا أنها لم تكن في مستوى واحد من الإلحاح، ومن الضرورة. ولقد أغنت الإشارة عنها إلى ردح طويل. ولقد بدأت الكتابة برسم الأشياء، والحيوان المراد التعبير عنها، أو ربما برسم حادثة برمتها يراد نقلها إلى أحد لم يكن شاهدها. ولقد كان رسم صورة الحيوان من مراسيم الصيد، وهي مراسيم تتصل بالعقيدة والعبادة، فكأن الصياد كان يعتقد أنه يحرز الحيوان في الصيد، حين يحرز صورته في كهفه الذي يقيم فيه. وذلك للصلة التي اعتقدها بين الصورة والروح.

    ثم تطور الفهم فأصبح الفنان يجتزئ برسم جزء معين للحيوان للتعبير عن سائره، كأنيرسم رأس الثور فقط بدلا من رسمه كله. ثم اطرد التطور في تبسيط صور الأشياء والأحياء حتى جاءت الحروف الأبجدية الحاضرة، في سحيق الآماد، وبعد تطور بطئ، طويل.

    وعدد حروف التهجي يختلف في اللغات المختلفة، وهو في لغتنا ثمانية وعشرون حرفا، أولها الألف وآخرها الغين، وهي في ذلك أكمل اللغات.

    وإذ دفعت الضرورة إلى اللغة، دفعت أيضا إلى الحساب، وقد نشأ الحساب نشأة ساذجة، وبدائية أيضا، وأعان عليه، وبعثه في الذهن، أصابع اليدين والقدمين، فإنها ظاهرة تبعث على التأمل، والتعجب، ولقد كان العدد، ولا يزال، يمارس على أصابع اليدين، وهذا من الأسباب التي جعلت العشرة تتخذ أساسا للعد. ولم تظهر الأرقام التي نعرفها الآن إلا بعد زمن طويل من التطور من الصور البدائية للأعداد. ولقرينة الرمز، والإشارة ونقل العبارة، التي تربط بين اللغة والحساب استعملت أحرف الهجاء بدلا من الأرقام منذ زمن متقادم، كما هو معروف في الأرقام الرومانية، وهم قد كانوا مسبوقين إلى ذلك باليونانيين. ولقد سرى هذا الاستعمال إلى اللغة العربية، فجعلت الأحرف التسعة الأولى لتنوب عن الآحاد التسعة، والحرف العاشر وما بعده يدل على العقود، إلى الحرف الثامن عشر، ومن الحرف التاسع عشر وإلى الثامن والعشرين تدل على المئات، فأصبح بذلك الرقم المقابل لنهاية الأبجدية الألف، وهذا هو الذي جعلنا نقول أن اللغة العربية أكمل اللغات، وذلك لما للرقم (ألف) من قيمة روحية (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) أو حين يقول (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر) وهي تعني ألف عام. وحين يقول (من الله ذي المعارج * تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). والقرآن كله ذو شكل هرمي.. له قاعدة، وله قمة، وهو يتفاوت بين القاعدة والقمة في معان تدق كلما ارتقت نحو القمة. فهو تفاوت بين حسن وأحسن. وفي قمة القرآن الحروف الهجائية التي افتتحت بها السور، وهذه الحروف، في ذاتها، ذات شكل هرمي أيضا، يتفاوت بين قاعدة وقمة. فالحروف على ثلاث درجات:

    الحروف الرقمية، والحروف الصوتية، والحروف الفكرية. فالحروف الرقمية هي الثمانية والعشرون المعروفة، ومنها يتألف الكلام الظاهر: والحروف الصوتية لا حصر لها، وهي، المسموع منها، وغير المسموع بالحاسة، تؤلف الخواطر التي تجيش في العقل الواعي. وأما الحروف الفكرية فهي ملكوت كل شئ، وهي كلمات الله التي قال عنها، جل من قائل (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا). ومن هذه الحروف الفكرية تتكون الخواطر المستكنة في العقل الباطن، وفي سويدائه الحقيقة الأزلية، وعلى حواشيه الدين. وإلى الحروف الرقمية، والحروف الصوتية، والحروف الفكرية، الإشارة بقوله تعالى (وإن تجهر بالقول، فإنه يعلم السر، وأخفى) فالقول المجهور به يقابل الحروف الرقمية، والسر يقابل الحروف الصوتية، وأما الحروف الفكرية فيقابلها (سر السر) وهو المعبر عنه بكلمة (وأخفى) ومن هذه الحروف الفكرية ما لا يسمع الا بالحاسة السابعة.

    وإلى هذه المراتب الثلاث أيضا الإشارة بقوله تعالى (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) وهي آية في الجهر، وفي السر، أي في القول باللسان وفي الخواطر، وأما سر السر فإن فيه قوله تعالى (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما). والظلم هنا الشرك الخفي، وهو الكبت الذي به انقسمت الشخصية البشرية إلى عقل واع، وعقل باطن، بينهما تضاد وتعارض.

    ولقد تحدثنا عن الكبت فيما سلف من هذا الكتاب، وقلنا أنه بفعل الخوف. وقلنا أن الحرية الفردية المطلقة تتطلب الحرية من الخوف، ومن أجل الحرية من الخوف، على إطلاقه، وجب تنظيم المجتمع على صورة تؤمن الفرد من الخوف على الرزق، والخوف من تسلط الحاكم، والخوف من تعنت الرأي العام. ثم وجب إعطاء الفرد فكرة متكاملة عن علاقته بالبيئة، وعن حقيقة البيئة التي عاش فيها أسلافه، والتي لا يزال يعيش فيها هو، حتى يستطيع أن يتحرر من العقد النفسية التي ترسبت في عقله الباطن، وورثها صاغر عن كابر، في سحيق الآماد.

    ولقد تحدثنا عن أسلوب القرآن العكسي، في تعليم الانسان، والطردي، وذلك على غرار الآية الكريمة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟). وقلنا أن هذا يعني في السلوك أن السالك يجاهد في ترك مخالفات الأعمال، وإن سمح للنفس في تلك المرحلة بمخالفات اللسان، كتدريج لها، فإن هو استقامت له المجاهدة في هذه المرتبة، زحف إلى ترك مخالفات اللسان، وإن ترك للنفس سعة، في هذه المرحلة، في مخالفة الخواطر في العقل الواعي، بأن سمح بجولان الخواطر الشريرة فيه، وذلك أيضا تدريج للنفس. ثم إن هو استقامت له المجاهدة، في هذه المرتبة أيضا، انتقل الى تحريم جيشان الخواطر في العقل الواعي، وهكذا الى أن يصل الى تنقية خواطر العقل الباطن، ويومئذ تتم سلامة القلب، فيرى في صفوها الله العظيم، ويبدأ من هناك الاسلوب الطردي في التعليم. ويكون السالك ههنا في سلام مع نفسه، ومع ربه، ومع الأحياء، والأشياء. وهذا هو الإسلام في قمة وهو الذي أمر الله تبارك وتعالى المؤمنين به حين قال (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين) فالسلم هنا هو السلام، وهو الإسلام في قمة.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de