|
السودان ما بين حاوي وهاوي نفق مظلم ومتاهه ظالمة .... !!!
|
مدخل /
هل نتعامل السياسة كانفعال وعواطف ؟؟ أم بعلم ومعرفة والتفاعل والاهتمام بها هل كشأن عام يؤثر في كل فرد من أفراد المجتمع أم بمجرد شعارات وقوالب جامدة وانفعالات قد لا يكون أغلبها واقعيا , ولعل المتأمل في الحالة السودانية سيلاحظ إننا تعاملنا مع السياسة باستمرار بانفعال يصل لحالة من التشنج التي تحجب الوعي وتجعلنا نتعاطي معها بصورة أقرب للخيالية منها للواقعية . فنمارسها كشعراء وفرسان يحاولون صرع طواحين الهواء !!! في ( الصورة الدونكشوتيه المعروفة ) وللأسف حتى تاريخنا السياسي تغلب هذه الصورة التي تأصلت فأصبح الفكاك منها أو الانفلات لأفق أرحب أمر عسير المنال
********
شأنا أم أبينا وحتى مع ديمقراطيتنا العتيدة وصراعاتها وتراثها العريض فنحن شعب حكم في تاريخه القريب ما بعد يناير1956 م بفترات حكم شملويه أنفرده فيها حزب أو جماعة أو فرد بالحكم أكثر من سنوات الديمقراطية و التى تطل ثم تخبو لأسباب لا تخفى على أحد فالشعب السوداني العظيم يأتي بالديمقراطية بعرقه ودمه ثم يأخذها من لا يستحق وبفرضية أن الحكم حق ألهياً لهم فياتوا ولان من لم يجتهد في الحصول على الشي لا يجتهد في الحفاظ عليه تؤخذ منهم بسهولة _ easy came easy go _ ثم نبداء كشعراء في رحلة اجتهادنا ونضالنا من جديد. بالصورة الأسطورية لسيزيف ( حامل الصخرة ) ذلكم الذي يصعد بالصخرة فيبلغ بها قمة الجبل وتتدحرج ثم يحملها وهكذا _ أسطورة يونانية_
دون الخوض في اى مغالطات سياسة الشعارات والانفعالات والأهداف النبيلة بعيدة كل البعد عن الواقع ودونكم التجربة الناصرية (جمال عبد الناصر ) 1952 _1970م وأمالها العراض صعود حلمها ثم انكسارها العظيم وفعلياً انتهت في 5 يونيو1967 م
أما نحن في السودان حتى اللحظة لم نمارس سياسة غيرها تعي الحاضر ومعطياته وتتعامل معه بواقعية ولكم التأمل في أي تجربة ديمقراطية مرت علينا منذ الاستقلال ما بين أصحاب الحق الإلهي في حكم السودان وهم الأسرتين والأحزاب الأخرى المناطحة لهم وأحينا المؤتلفة معهم وهم أهل اليسار الذين دوماً في خسار مع أنهم من أنبل وأشرف العناصر التي تمارس السياسة على الطريقة السودانية بشاعريتها وخيالها وأهل اليمين ( السحرة) وهنا لا تتصل الكلمة بالفتنة أو السحر كالبرازيل سحره الكره لا المعني مسند للساحر ( الحاوى) وهم يمتعونا بسحرهم لستة عشر عام متواليه وستتوالى الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا . ثم فئة عريضة من أبناء شعبي الساخطين من كل شي وعلى كل شي ( فوق أهل الفكر كاس الوحيح دائر) وحيدور لسه ؟؟ بالوصفة البسيطة لهواه السياسة السودانية من شتات الطيف بكل ألوانه و كل أحزابه (التجمع) والقوي الجديدة ( الحركات المسلحة) أنت متشنج , رافض , منفعل , تشتم أنت سياسي!! لديك القدرة على الإنقاص من قدر غيرك وإلغاء الرأي الأخر أنت سياسي!! لديك القدرة أن تسخر من كل شي وترفض كل شي و لك رأي بكل شي حتى وأن لم تطرح رأي مغاير فأنت سياسي !!!
أليست هذي الصورة النمطية لساستنا (الهواه) وللأسف المطلوب منهم منازلة ( الحواه )؟؟؟ ولكن لن تكون هناك أي منازلة أو مبارة بين الفرقاء ففريق الحواه تقريباً أشتري الهواه وأن بقي بعضهم يتمنع وهو راغب !!!
************
تأملات ( السودان إلى أين ؟؟؟ ) /
للمتأمل في مالأت بلادي سيقف طويلاً أمام حال أمة ذات تاريخ عريق وحضارات متنوعة وموارد متنوعة وأراضي شاسعة واسعة ونيل أمة في طور نمو اجتماعيا وثقافيا وسياسياً يشهد لأبنائها بالتميز في كل مكان وغير ذلك كثير من المؤشرات الايجابية التي تجعلنا نحس بالفخر والعزة بالانتماء لذلك السودان .. ولكن مع جمال هذه الصورة وزهو ألوانها ستجد أن بلادنا لم تزل في بداية تحدياتها المصيرية والتقلبات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ستستمر في حراك ما لم يجد السودان أجوبه علي أسئلة الحرائق فيه وما لم يتجه للمستقبل بقضايا حقيقية مفهومة ومحسومة الهوية علاقة الدين بالدولة التنمية المتوازنة صراع السلطة والثروة وهذا قليل من كثير كان حري بالحواه والهواه معاً أن يجدوا له إجابات (أعرف إن البعض يقول نصوص وشروحات وبرتوكولات مشاكوس و اتفاقية السلام 2005 م قد حسمت كثير من هذه الأسئلة ولكن حسب فهمي المتواضع أن كان تلك الصيغ ستسري على كل السودان وليس الإخوة بجنوب السودان فقط )
أذا بعد عقد أو أكثر سيمحي السودان بحدوده الجغرافية المعروفة من خارطة العالم وسنبداء زمان الدويلات السودانية غير المتحدة والمنقسمة أميبيا ولاية ولاية قبيلة قبيلة وجهه جهه وعنصر عنصر فا لما حولنا عناصر توحدنا باختلافنا وتنوعنا من عوامل تقوية لعوامل تفرقة ؟؟؟ ولعل المتأمل لتنامي الخطاب العنصري والجهوي وكل ما كان نتاج طبيعية ولد من رحم ستة عشر عام من تغيب الوعي والاستعلاء وإقصاء الأخر سنوات الصراع مابين الحواه والهواه قبل أن يشتري الحواه الهواه ؟؟؟؟ فتصل الصورة التي متجرداتها ووجهها الحقيقي صرع من يحكم ومن يريد أن يحكم دون تأسيس أو مرجعية لمنهج كيف نحكم ولماذا والغاية !!! فيتضح صراع السلطة البحت مهما أختلف مسوقاته يظل صراع سلطة وكراسي ونسب وعلى المتضرر حمل السلاح ثم بعد ذلك يمكن أن يفاوض ويسعي لقضمه من تفاحة السلطة ورشفة من خمرها وشطيرة من كيكتها ... ****************
وللحديث بقية
|
|
|
|
|
|