احتاااااااااااااااااااااااج

Quote: يحكى انه ..كان هنا وطن ...جميل ..زاهى ..تعرفه بسيماء الطيبة والحبور .. تتنزه فى ارواح شعبه كما تتنزه فى ازقته وشوارعه ..تعرفهم ..تحسهم ..تدرك مداخلهم ..ودواخلهم .. عيونهم نظراتها تكتب ..الف ..لام ..نون ..ياء ..لام ......... قلوبهم نبضاتها تضج ..الف ..لام ..نون ..ياء ..لام ............. دماءهم (حارة) تكاد تحرق جلودهم ...ولا تفوتهم سانحة الا ويهتفون .. (كل ارجائه لنا وطن إذ نباهى به ونفتخر..نتملى فى حسنه ابدا دونه لا يروقنا حسن). كان هذا الوطن ينتفخ بهاءً وإفتخاراً بأهله ..يراهن عليهم كل اصدقائه الاوطان ..ويُقسم ان ليس فيهم من يملك شعباً يحبه كحب شعبه له ..وفى ذات يوم فكّر ان كيف يجازى اهله على حبهم له ..فقرر ان يتمدد ويتمدد ..ليمنحهم المزيد من مساحات الحب ..فصار مليون ميل ..وبسط يديه فى كل اتجاه مانحاً اياهم الطمانينة والامان ..فنشأ فيه من نشأ ..وتعلم من تعلم ..وكبر من كبر ..وترطبت عروق كل اهله بنيله العظيم ..فتعمق فيهم حبهم له حتى ضرب الجذور وقاسمهم الانفاس ..فبدأ كل (فرد) يحس ان حبه لهذا الوطن اكبر واعمق من (اخيه)..وبينما الوطن مشغولا بكيف (يجازى اهله على حبهم له ) كانوا هم ايضا منشغلين بكيف (يحبونه اكثر).... قرر الوطن ان يتحور الى رقعة قماش ...ناعمة الملمس ..دافئة ..زاهية الالوان ..يظلل بها كل اهله ويحميهم بها من خشونة الايام ..وبرد السنين ..وهجير الدنيا احس اهل الوطن بدفئه وحنانه عليهم ..فزدادوا له حباً فوق حب ..فتأججت فى دواخل كل (فرد) منهم رغبة ضمه اليه واحتضانه حتى يهمس له فى اذنه (انا احبك اكثر يا وطنى) ..كان الوطن كلما احس حضنهم وسمع همسهم قال فى نفسه ...يااااااااااااااااه .. احتاجكم يا اهلى ...لذا ..فانا ابتسم كل صباح ... فتشرق شموسه ..ويهدر نيله ..وتلمع نجومه ..وتتراقص حبات رمله تغازل الاقدام .... وفى يوم ...طغى حب اهل الوطن له ..حتى اضحى اكبر منهم .. واصغر منه ....فمضى كل (فرد) نحو الوطن يريد جذبه له ليمنحه هذا الحب وياخذ مساحة تكفى للمزيد من الحب ...فتلاقت الايادى فى الوطن من كل اتجاه ..لا تباعد بين يد ويد الا يد اخرى ...احس الوطن (بضغط) على اطراف (قماشه الناعم) ..فرفع ضفة بصره الازرق ليرى ماذا هناك ...فكان ان افلتت يد (بعض) المتمسكين فانجرفوا داخل (ازرقه) ليجدوا انفسهم فى منتصف (حدقاته) يبصر بهم ويحسهم اكثر ..بينما تمسك (البعض) بقوة اكثر على اطرافه وظلوا (يشدونه) اليهم ..تارة رغبةً فى احتضانه ..وتارة تمسكا وخوفا من الانجراف ظانين انه الموت .... الى ان بدأ الوطن يحس بالالم فى (نسيجه) ويسمع صوت (تفككه)..حاول لفت انتباههم بان رفع ضفة الابيض ليراهم مليئا بكامل بصره ..ازرقه ..والابيض ..فما كان منهم الا ان ازدادوا خوفا وتمسكا ..وجذبوه اشد .. صرخ الوطن وهو يرى نفسه (يتمزق) بين احبابه...لكن هديره لم يصل اليهم وهم يكرسون كل (حواسهم) تمسكا به ومنه ...شيئاً فشيئاً ..بدأ (النسيج) فى التمزع ..والوطن يصرخ يتمزع ...........................يصرخ يصرخ...........................يتمزع وفجاءة ..انتبه احباء الوطن الى سكون عمّ الكون حولهم ..فتلفتتوا ليجدوا ..الازرق والابيض ..هنااااااااااااااااااك بعيدا عنهم ...تساءلوا ..كيف ولماذا ..ابتعدوا عنّا ومنّا ..فظنوا ان الصيف قد حل وهى شمسهم المحرقة من ارتشفتهم .. ولم يدركوا انها إغماضة الوطن الاخيرة ...بفعل ايديهم !!!. يااااااااااااااااااااااااااه ..احتاج وطنى ...لذا ..فانا احتاج ان ابتسم كل صباح