|
الواثق صباح الخير (وثيقة) 000الأستاذ على المك
|
الوصول إلى ديار المشنوق المصلوب..
هذه شان العمران ودأبه في مدن السودان ، بيوت البوليس والسجانة كانت تلفظها المدن أطرافها البعيدة، تظن أن العمران لن يبلغ تلك المجاهل النائيات . وبعد عهد ليس بطويل تحيط بها البيوت من كل جانب ويغير لذلك موضع القلب من المدينة وكذلك سائر الأعضاء. وهذا أيضا حال الأحياء الشعبية وشعبية بحري بعضها.. اختفت الآن معالمها القديمة شيئا ، قال درست. فحين أنشئت أول مرة كانت كما مهملا على أطراف بحرى بيوت من بلوكات الاسمنت ممسكا بعضها برقاب بعض ، شكل واحد هيئة واحده، ليس هنالك ما يميز بيتا عن أخر ن المهم إلا إذا غرس أهله في حوشه الضيف شجرة نيم أو بان،أو شيئا من نبات سريع النمو نسميه (العوير) لا أدرى لماذا ولا نسال . أسقف البيوت دونما استثناء من الزنك وأهل البيوت من الحرفين والعمال والصناع – على العموم المساكين.. ومن بعد أن انتفخت أوداج المدينة علي مر السنين ،صارت بيوت الشعبية قريبا من مكان القلب ، فطمع فيها أصحاب القصور وأصحاب الفلوس فجاءوها من كل صوب من الخرطوم ومن الفاشر وبورسودان ثم من ودراوه وشرق النيل ومن بحرى نفسها جاءوا . ضاع أذن طابعا المميز فصارت وكأنها لا تري احاطت بها العمائر السامقات والبيوت الأنيقة وهوائيات التلفزيون الملون..وتأكلت. هنالك كوشة في طرف ميدان الكره ،غربه تفضي الكوشة إلى زقاق بالشعبية به بيت حسن أبوعنجة،وعلى طرف الميدان الجنوبي بيت الواثق صباح الخير .كلاهما ينظر إلى صاحبه جدار البيت من الطوب يختلف عن نمط الشعبية قال عبد المنعم صباح الخير هذه ليست الشعبية أنها تعويضات شمبات،وكان القوم من أهل شمبات نفس النظرية تنزع الحكومة أرضها وتوزعها للموسرين بحجة التخطيط وجمال المدن وهلم جرا ،وتعوضهم .. ثم تنزع وتعوض حلقة مفرغة !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الواثق صباح الخير (وثيقة) 000الأستاذ على المك (Re: almohndis)
|
رحمه رابح الام (عمري ما متاكده منو) قالت ، سوداء نبيلة طويلة السواد، وجسدها يبدو قويا ولا توحي بالبدانة ، شلوخها مطارق لسيت شلوخا عميقة ولكنها تستوقف العين قبل الخدين.. جاءت في ثوب بسيط ابيض زهيد الثمن..لا أظن أنها تجازوت الخمسين جميلة.قالت: الواثق كان أبوي وأخوى وأمي (أجهشت ببكاء حار جدا استمر دقائق)بعد أن تماسكت قالت كل تصرفاته معاى من صغير لحد ما كبر والله ما غلط على بكلمة .. أشتغل في البابورات ماقصر، اشتغل في الجيش ماقصر .. قليل كثير كله للبيت وإخوانه لما كانفي المدرسة يقش لي البيت ، ويغسل العده ويساعدني وكمان يدق الشطة والبهارات ويختها في العلب..هو فرق وإخوانه فرق، أرسلو أى مكان يمشى،ولو طلع يتعشى مع أصحابه ما ينسانى يجى شايل لى عشاى، يكره الخمرة.. ابوه يشرب كثير.. كان يشرب ويعمل مشاكل فى البيت .. الواثق كان يزعل جدا من الحكايه دى.. طوالى يمسكوا ويكتفوا لحد ما يهدأ ويقول ليه عشان ما تكشف حالنا مع الجيران زمان ماعندنا عناقريب كفاية يجى يلقاني راقدة في الواطة .. لما يشوفنى كده طوالى يبكى .. ويتنازل عن عنقريبه وينوم فى الواطة .. كل حكايات السرقة دى سمعناها عند الناس بس.. لما مرقوه من السجن وعملنا ليه الكرامة قال إلا يعرس.. كان خاطب، اتحنن وسار تأنى يوم طوالى .. السبت كان دخلته ، قال يا أمي الاحد عرس أختى ، أختو فاطمة دى كانت مخطوبة . قلت ليه ياولدى أخرو شوية أصر على رايو.ز وتم عرس فاطمة كمان. الواثق فى امانة الله اتزوج ،وسافر ، بعد ماسافر وجا عنده أخت مخطوبة ناداها قال ليها عرسك بتين؟ قالت لسع.. قال: تعرفي يا أمي أنا عايز أجهز لاخواتى كلهن عشان بالى يكون فاضي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الواثق صباح الخير (وثيقة) 000الأستاذ على المك (Re: almohndis)
|
صباح الخير دارج العمر 70 سنة يعمل في النقل النهري باشبحار.. الميلاد: الصبابي بالخرطوم بحرى.. التعليم: الخلوة صفته: أسود سواده بعض نبيل قصير القامة نوعا خفيف الحركة .. صحة جيدة فيما تبدو ذلك الصباح. قال: الولد ده الله يرحمه ويحسن إليه مما قام صغير ما غلط على ، البلقاها كلها يناولها أمه ما يشرب سجاير ولا خمرة ولاسعوط .. لما يلغلنى شارب وعامل دوشة يكتنفنى ويدخلنى في الاوضه عشان الجيران مايسمعوا شئ أنا بشرب من المغصه محمول عندي في ظهرى 6 بنات غير الماتوا ماهيتى كلها ماية كم وعشرين. وشغال في البابورات دى من سنة 42!! تصور!! وما اتقدمت في الشغل تعرف الناس الكانوا بعوسوا الكسرة فى البابور حسع دى بقوا ريسين(من ريس الوابور). الواحد هسع ماهيته تحصل 400او 500 جنيه انا مازدت حاجة من سنة 42 بس من بحار لى بشبحار . مابعرف اشتكى ولا اكتب طلب ، مستنى رب العالمين. الخمرة الشربها دى قروشه ما منى – من الأخوان يجي مارى واحد بالشارع من الجماعة المرتاحين البعرفم اقوم اشتموا وانا شبعان (يعنى سكران جدا) بكره يجى يناولنى ويقول يا صباح الخير لو اديتك هسع بتشتمنى تانى؟ اقول ليه :لا اقبض منه وامشى الحله طوالى. ويجى تانى اشتمه! تعرف انا زهجت من شغل البابورات ده احسن يدونى حقوقى اعمل لى دكان اربى اولادى . عندى الاعصاب يودونى المصحة10 يوم شهر شهر ونص وارجع الشغل تانى. وتزيد على لما أتذكر الولد الكتلوه ده. قبال ده كان في الحراسة في المديرية رسل قال داير ضمانه، مشيت أضمنه. القاضى سأل: ده ولدك ؟ ورددها 3 مرات وقال: تحلف القسم.. أقسمت على المصحف.. وبعد ده كله رفض ضمانتى قمت قلت ليه:أنت العملك قاضى منو؟ لأنك بليد والعملك قأضى ابلد منك.. عشان القانون ما بخليك تحلفنى يحلف على الولد خاله، عشان الجنا بحلف عليه خاله ـ أخو أمه، ويقول ده ود أختى . برضه مانفع الكلام ملاناه اياه ما قبل الضمانة. (لاحظ الشبه بين رأى صباح الخير في القاضي ورأى ابنه عبدالمنعم في وكيل العريف) البوليس كان ور الواثق طوالى أهم حاجة انه كان يكره معاملة البوليس للمواطنين في الحراسة . ويقول ليهم خلوني أنا بدخل ليكم المتهمين بالذوق. وما يسمعوا كلامه والحال فى حاله ضرب ونهر وزجر الخ.. قبال ده ودوده للقاضي وجابو أوراق القضية سأل البوليس : وين المعروضات المسروقة ؟ ما عندهم معروضات.. القاضي أمر:أمشى يا واثق خلاص ما فى حاجة لكن الجماعة وراهو. تعرف الطوارى بتاعتم دى أنا ما سلمت منها.. شارب مبسوط جلدوني.. ودي الحكاية .. مرة بالليل بشرب قدام البيت أيام الطوارى ديك.. شرابي كمل.. الليل سرح، والرأس اتملا أتهيأ لي أنو طيارة الصباح جات .. ده بتمر فوق رأسي كل دقش واصحي بيها أن كنت نائم وأشوفها.. اتارى الساعة كانت اتنين بس.. قمت مشيت بيت الدينكا.. صحيت مديرة البيت شايل الفاضي في أيدي .. ما كضبت عبت لي قزازتي لي عينه .. طلعت أقدال في الشارع ، قزازتي في ايدى بس في السكة لاقوني اتنين من الجيش شالين سلاحهم.. واحد قال بالحرف: تعال ياعمو! المسالة باظت ، ما قاومت أبدا ، عندي قلق شديد يجيني طوالي وزهج، انا محمول.. يازول الجماعة ساقونى ودونى على المركز.. الجماعة فى المركز..بحرى بعرفونى اعتذروا لي وقالوا: تعرف يا عم صباح الخير لو القبضوك ديل كانوا بوليس كنا أطلقنا سراحك لكن الجيش ده صعب نار! ألحظة ديك يادوب النباه في جامع السيد على ابتدأ ينبه..قالوا تمشى الدكتور للكشف مشيت.. زولك مماشفنى بدون كشف قال سكران. جابوني الحراسة.. استلموا القروش المعاى فضل لي بس ريالين .. دخلت الحراسة قفلو الباب نطوا فوقي المحتجزين، واحد يخنق وواحد يدفر وواحد يلكز.. كله ده عايزين القروش العندي.. ما لقوا حاجة فكوني بعد شوية شبكوني (يا أبو الواثق ما عندك سفة) قلت ليهم لما أنتو عارفيني أبو الواثق عايزين تضربوني ليه؟ اعتذروا اعتذار شديد. القاضي سألني قلت ليه أنا ما شربان لكن شايل ده أشربوا لأني أبو بنات ومحمول.. ولازم أشرب.. القاضي حكم قال: عشان سنك حكمنا عليك ب40 جلدة و10 جنيه غرامة، يعنى يا صاحبي سكره وخم تراب القزازة ب10 جنيه والغرامة 10 جنيه غاظوني العساكر يدفقوا في العرقي في الأرض ويقولوا (والله عرقي شديد يا أبو الواثق) وما تنسي 40 جلدة .. أها ده ما بجيب المغصة ؟ وحكاية تانية فيها قاضي كمان ، ده كان أيام الدنيا سمحة قبل البسموها الشريعة دى الدنيا نهار حار رسلت البت تجيب بن من الدكان ، تعرف رأسي كان فاير وعايز قهوة.. البت اتاخرت، طلعت حفيان بلباسي ودارع القميص في كتفي ومشيت أفتش ليها.. الرماضة حرقتني شديد جات عربية أشرت ليها وقفت كان سايقها قاضي ساكن قدام في الحلة وأبوه صاحبي والله وبعدين؟ يازول أتوكلت ونسيت البن والقهوة وأي حاجة،يازول ركبت حفيان ، ولبست العراقي جوه عربية مولانا ، كان زول ظريف خلاص ، سألنى بي أدب (على وين؟) قلت ليه.. أمشى الله يفتح عليك، طوالى على بيت كيدان الحبشية.. يازول عنده كلوميت ومرايس تدوش الرأس.. والله مولانا ما سألني وكان ممكن يوديني السجن، نزلني وفات.. الحبشية لما فات صرحت وقالت: ويجيبك القاضي كمان!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الواثق صباح الخير (وثيقة) 000الأستاذ على المك (Re: almohndis)
|
الطريق الى النهاية رواية عبدالكريم محمد خير ختوه محبوس في القسم الأوسط ام درمان 3 يوم قدم بعدها للمحاكمة.. طلب محامي.. المحامي أيام الطوارئ السودا ما بتكلم ممنوع بس ينصح المتهم والمتهم هو البتكلم .. جابوا الشهود ستة عساكر من بحرى ، والقضية في ام درمان تتصور!! لكن كانوا مجهزين ،حلفوا اسم الله بالزور ، بعرف واحد اسمه صالح حسين وواحد تأنى اسمه عفيش.. بدون مستندات .. قالوا كان بضربنا .. نفس بوليس بحري الجبان ده ضربوا بالرصاص في العشش وكان نايم.. المكاشفى ما أداه فرصة يدافع عن نفسه ،كلما يطلب كلمة يتجاهلو ويدي الفرصة للعساكر ، وفي الاخر قال ليهو: بكره نديك فرصة تدافع عن نفسك.. بعدين رفع الجلسة ورجع بعد دقائق وفجأة بالحكم القاسي بعد الحيثيات إياها.. بعدها نطق بالحكم الواثق قال ليه: شكراً. رحنا انتظرنا في كوبر وجبنا محامي يعمل استرحام عند عمر محمد الطيب، النميرى الله لا يرحمه كان مسافر ! قابلنا الواثق في مكتب السجن سلمنا عليه،كان يضحك ويقول: القاضي ده مجنون أنا لم أقتل احد.قلنا ليه: إنشاء الله ما تحصل عوجة. وبدينا نطارد الاسترحام. مشينا نفتش عمر الطيب!مشينا القصر ، قالوا اللواء في القيادة العامة. فضلنا نفتش عليه من هنا يقولوا هنا وهنا لحد الساعة 2 صباحا..(أتذكر طائرة الصباح وسكرة صباح الخير!!) قلنا نبدأ تانى يوم فجر.. كان يوم الجمعة.. مشينا السجن .. الواثق رفض يقابلنا قعدنا في الشارع.. الشمس طلعت فينا وكبرت.. ده يوم إعدامه ونحنا بره سمعنا الخبر .. بكينا شديد جوا الناس قال: هوى الزول ده مات راجل.. قلنا : كيف؟ قالوا لما ودوه المشنقة الشاويش أمر العسكرى عشان يعلق الحبل! الواثق قال ليه: تعال علقوا بي نفسك عشان نخلى للظلم ده الدنيا كلها شيعه الوف من الناس .. وبكوه .. وقليلون من التقوا به واقل منهم من عرفه 18/10/1985
| |
|
|
|
|
|
|
|