الحميم إسماعيل ميرغني
يا صديقي
حينما كنت أغني أغنيتي ( غناء المطارات البعيدة ) لا أدري لماذا كنت أشعر هذه الأغنية ستكون في حنجرتي كل صباح ذات يوم
وها غربتي تملأني بها
وها أغني ملء فمي كلمات شاعرها الشفيف د / أنس مصطفى سالم
الحلم أن نغفو على كتف الحبيب
نستعير من الزمان زفاف أيامٍ لنا
نتقاسم الأحزان
والفرح المخبأ في سهول صدورنا
ونعيد ذاكرة الحقائب للطريق
كنا نُحب طريقنا للبيت
والكلمات تفتح في الأصيل
نوافذاً لهبوبنا
كنا ننادي
: يا حبيبة كم نُحبك
يا حبيبة كم نتوقك
يا حبيبة نشتهيك
يا حبيبة قد توجعنا
تمزق حبلنا السرّي كي نأتي إليك
بما حملنا من حكايات الطريق
الحلم أن نبني لنا بيتاً هناك
فيه نشتاق الأماسي والترقب والوصول
فيه نكتب ما إستطعنا من رسائل للحبيب
الحلم أن نبني بما أبقت لنا الأيامعشقاً من جديد
ونظل نبحث عن نساءٍ لا يساورهن زيف
هل نحن حقاً شاحبون
ليضيع في كل المدائن ظلنا ؟
أم نحن دوماً راحلون
لنعود من كل البنات بزاد موّالٍ وناي ؟
سيظل يلسعنا السؤال
ولن نجيب
كنا نتوق إلى حضورٍ لا يكون
إلأى فتاةٍ ناصعه
بلدٍ نبيل
لكن فكرتنا تمادت في الرحيل
من كان يسأل عن فتاةٍ فارعة
وفتىّ أصيل ؟
سوى المساءات ... الحديقة .. والحنين
هذا أنا الليل يصحبني إليك معباً بالإنحسار
وبالنحول
سأعود من كل المطارات البعيدة
حين يغمرني الخريف
أبداً إليك هو اللجوء
أبداً عليك هو النزيف
ـــــــــــــــــــــــــــ
يا صديقي
ها أنا مضرجً بالغربة
أسأل نفسي
أيّ كارثة إرتكبت في حق أوتاري ودواخلي التي تحب هؤلاء الـ يمنحونني قلوبهم ومسامعهم ونهارات الوطن اللافحة حينما كنت والأصدقاء في منتدى كلية الأشعة جامعة الخرطوم نرتب لنهار غنائي مفعم بالتواصل أعرفهم على شاعر جديد أغنية جديدة لحن جديد ويعلمونني كيف أغني وكيف أحسهم وأشعرهم وأناضل معهم لنخلق لنا عالماً نحلم فيه كما نشتهي عالم يشبه أمنياتنا
يا حميم
ها تفتح أمامي الفداحة فهل تعتقدني سأصمت كما صمت ورحلت محزوناً وتغبرت هنا في الغربة بالفقد ؟
هل تعتقدك فتحت أمامي كوةً للصمت ؟
أبداً
ها نزيفي كله سينهال عليّ وعليك وعليهم
وعلى البلاد
البلاد التي لا أدري
هل لم تحتملنا ؟
أم لم نحتملها ؟
تعال وكل ركاب السفينة سفينة سودانيز أون لاين نحاول الإجابة على هذا القلق
أبداً
علاء
(عدل بواسطة Ala Asanhory on 05-07-2004, 03:24 AM)