كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الفلسفة .. صيغة عملية أم هيام وراء الأخيلة
|
يهدف هذا المقال بالدرجة الأولى إلى مراجعة معنى مصطلح (الفلسفة) و دلالاته التي تردنا اليوم عندما نسمعه .. و الإهتمام بهذا الإتجاه سببه أن رؤية شخصية تملي علينا أن هذا المصطلح هو أحد المطلحات التي ظلمت عبر التاريخ .. و ليست المحاولة هنا هي رد الإعتبار لهذا المصطلح .. إذ ليس من الهين محاربة الترسبات الزمنية بمقال قصير و هزيمتها .. و لكن ربما لأن دراسة ما جرى لهذا المصطلح قد تفيد كثيرا في إدراك ما جرى لمصطلحات أخرى لقيت نفس المصير أو كادت .. و المشكلة التي تأتي من جراء ذلك هو أن هذه المصطلحات - في مسار تحول معناها الدلالي - تصبح أسلحة في يد خصومها الفكريين .. و في بعض الأحيان أعدائها الحسيين .. يلوحون بها في وجه أهلها الحقيقيين و ينالون منهم بها في كثير من الأحيان.
جرى حوار في جريدة الشرق الأوسط (بتاريخ 3 مايو 2004) مع الفيلسوف اللبناني علي حرب .. هذه وصلة الحوار منقولا إلى منبر الفكرة الحر عن طريق الأستاذ ياسر الشريف
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3866#3866
و "فيلسوف" هنا أنقلها كما قيلت في الجريدة .. و في هذا الحوار يشرح الأستاذ علي حرب باختصار معنى صنعة الفلسفة و مهمتها المجتمعية و أساسياتها و شروطها .. و قد رأيت بعد قراءة نص ذلك الحوار أن هناك حاجة مني لمشاركة القراء بما ورد عندي في هذا الخيط من أجل التفاكر و محاولة دراسة جماعية قد نستفيد منها .. و لنبدأ بالرجوع إلى معنى كلمة (الفلسفة) من حيث أصولها اللغوية.
ما هي الفلسفة ؟
إذا أخذنا التعريف اللغوي لكلمة الفلسفة .. بعد أن نسلم جدليا بأصلها الإغريقي .. لوجدنا تعريفها في اللغة الإنجليزية يحمل عدة أوجه .. و في إعتقادي أن أقربها لأصلها الإغريقي هو التعريف التالي Love and pursuit of wisdom by intellectual means and moral self-discipline. أي - و الترجمة من عندي - حب و طلب الحكمة بالأساليب التفكرية و المراقبة الأخلاقية لست ضليعا في الترجمة .. و لكن إختياري لهذا التعريف ليكون الأقرب للمعنى الأصيل للفلسفة يأتي من كونه مشتملا على (الحكمة و الأخلاق) .. و هذه هي أبجديات الفلسفة .. حيث أن التعريف الحرفي للفلسفة بالإغريقي هو (حب الحكمة) .. و في اللغة الإنجليزية نجد أكثر من تعريف للفلسفة لأن التعريف أصبح يحاول الإشارة إلى مجالات أكاديمية بعينها و مدارس فلسفية بعينها أيضا .. فمن عادة المدارس الفلسفية أن تضع تعريفها الخاص لمعنى الفلسفة و ذلك في أطار محاولة تملك وسائل ضحد المدارس الفلسفية المنافسة في العادة، أو إظهار الطابع الأكثر أهمية بالنسبة لتلك المدرسة في معنى الفلسفة .. و سنتناول هذه الزاوية في تفاصيل هذا المكتوب آنفا. و الأخلاق هي الإنعكاس العملي للحكمة .. أو الجانب المادي المحسوس منها .. لهذا ليس من العجب إرتباطها بحب الحكمة منذ بداياته .. و اليوم يشار كثيرا لأفلاطون بـ (أبي الفلسفة) .. و أنا دوما أجد في نفسي إحتجاجا على هذا النسب .. إذ أننا لو سلمنا جدلا أن نقطة ظهور الفلسفة كمنهاج تفكري تمحيصي للظواهر المحيطة بالإنسان .. لو سلمنا جدلا أن نقطة ظهورها كنشاط متميز عن باقي النشاطات الإنسانية كانت عند قدماء الإغريق لقلنا أن سقراط هو الذي يجب أن يشار إليه بـ (أبي الفلسفة) .. إذ أنه استاذ أفلاطون .. و رغم أننا لا نعرف عن سقراط إلا ما كتبه أفلاطون عنه إلا أن الدراسات التاريخية تثبت أنه كان شخصية حقيقية .. و أنه كان أستاذ أفلاطون .. و رغم أن المؤرخين إلى اليوم لا يستطيعون التمييز الدقيق بين نتاج سقراط الفلسفي و نتاج تلميذه أفلاطون إلا أننا سنجد أننا في جميع الأحوال مطالبون بخلع لقب (أبي الفلسفة) على سقراط و ليس أفلاطون .. ذلك أنه لو إفترضنا أن لأفلاطون نتاجا فلسفيا خاصا به لوجدنا أننا ما نزال مطالبين بالعودة إلى أصول المنهاج الذي إتخذه أفلاطون ليخرج لنا بأفكاره .. و من ثم سنجد أنفسنا أمام سقراط .. و إذا إفترضنا – في أسوأ الأحوال – أن أفلاطون لم يكن سوى مدون لأفكار أستاذه سقراط في كتبه .. لوجدنا أن سقراط أيضا هو أبو الفلسفة بشكل أقوى من الإحتمال الآخر .. و في كلتا الحالتين يكون سقراط هو (أبو الفلسفة) و ليس افلاطون. هذا علاوة على أن نظرتي الخاصة لأصل الفلسفة تقول أن سقراط لا يمكن أن يكون إلا مرحلة بارزة من مراحل تطور الفلسفة .. و سقراط كان حقا مرحلة بارزة لأنه أضاف عاملا مهما جدا إلى معادلة التفاعل الفلسفي .. و ذلك هو عامل (التشكيك) .. التشكيك فيما كان يأخذه الناس كمسلمات ليس من الوارد تغليطها .. و لكي أفصح عن نفسي أكثر لا بد من سياحة تاريخية مبسطة في بدايات الفلسفة. إن الفلسفة كانت دائما موجودة كصفة مشتركة بين العلم المادي و الدين و اللذان بدورهما كانا في الأصل سويا .. إذ أنهما كانا شيئا واحدا وبدايتهما العقل البشري .. كان الإنسان يستعمل منهاج التجربة ليتعرف على خصائص البيئة المحيطة به .. و من التجربة تولد المنطق .. و لكن المنطق كان مرتبكا غاية الإرتباك في البداية .. و ذلك لان التجربة التي هي أمه كانت ما زالت يافعة .. و لهذا كان أمام الإنسان الكبير من الفراغ المعرفي عن بيئته لم يجد بديلا من ملئه بالأساطيرأو التفسيرات الغيبية .. و كانت دائرة هذه الأساطير تصغر كلما إتسعت دائرة التجربة التي تتوسع معها دائرة المنطق تلقائيا .. و الطريف في الأمر أن المنطق كلما كانت تكبر دائرته كلما كان يقلل من حاجة الإنسان إلى التجربة .. فالمنطق كان يكفي الإنسان مخاطر المزيد من التجارب باستعمال القياس .. قياس المواقف الحاضرة بمثيلاتها في الماضي و من ثم رفع نسبة الإختيار الصحيح في التجربة الحاضرة .. فأصبح من الكافي للإنسان البدائي أن يرى شكل النار ليقيسه بتجاربه مع هذا الشيء في الماضي دون أن يحتاج إلى خوض تجربة جديدة كلما رأى نارا في ظروف غير الظروف التي كانت في التجارب السابقة .. فهنا نجد ان المنطق قد قلل عدد التجارب بشكل كبير .. و كلما كان المنطق يكبركلما كانت الحاجة إلى التجربة تقل .. و التجربة ما زالت الحاجة لها قائمة إلى اليوم .. و لكنها أقل بكثير مما كانت في السابق .. حتى أننا اليوم نجد أن العلوم التطبيقية أو التجريبية ذاتها تعتمد على المنطق الموثق أكثر بكثير من التجربة .. و التجربة أصبحت وسيلة للتأكد من صحة نتائج المنطق فقط .. و الأمثلة كثيرة على ذلك من علوم الهندسة على سبيل المثال .. فالمهندس اليوم عندما يكون بصدد تصميم منتج معين أو تحسين جودة إنتاجه .. نجده يعكف على الحسابات الرياضية معتمدا إعتمادا كليا على أسس المنطق من المعادلات الرياضية و القوانين الفيزيائية ليخرج بأرقام بعينها تكون هي المحدد للصيغة الجديدة للمنتج .. و بعد تلك الحسابات قد يتمكن المهندس من إجراء التجارب قبل المباشرة في الإنتاج للتأكد من صحة حساباته إذا توفرت الإمكانيات لاداء هذه التجارب .. و في أحيان كثيرة لا تتوفر الإمكانيات لأداء التجارب فيبدأ العمل في الإنتاج دون تجارب و من ثم قد يظهر بعض الخلل الذي يحتاج لمراجعة أثناء عملية الإنتاج أو قد لا يظهر و تكون نتائج حسابات المهندس دقيقة بشكل كاف.. هذا طبعا إذا لم يكن المنتج معقد جدا و يحتاج بالضرورة إلى إجراء الكثير من النجارب قبل البدء في الإنتاج. أردت لفت النظر إلى أن التجربة إلى اليوم لم تتوقف الحاجة لها لأدلل بها على أن علم المنطق عند الإنسان - رغم الأشواط التي قطعها - ما زال قاصرا على الإحاطة بكل خواص البيئة المحيطة بالإنسان .. و بالتالي ما يزال هناك مجال للتعليل الغيبي لظواهر كثيرة .. و علم المنطق لا يفتأ يذكر ذلك و يعترف على لسان أهله بهذه الحقيقة .. مثلا يقول أينشتاين ((إن أعظم جائشة من جائشات النفس وأجملها تلك التي تستشعرها النفس عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني ، والإظلام ، إن الذي لا تجيش نفسه لهذا ولا تتحرك عاطفته ، حي كميت ، إنه خفاء لا نستطيع أن نشق حجبه ، وإظلام لا نستطيع أن نطلع فجره ، ومع هذا نحن ندرك أن وراءه شيئا هو الحكمة ، أحكم ما تكون ، ونحس أن وراءه شيئا هو الجمال ، أجمل ما يكون ، وهي حكمة ، وهو جمال ، لا تستطيع أن تدركهما عقولنا القاصرة ، إلا في صور لهما بدائية أولية ، وهذا الإدراك للحكمة ، وهذا الإحساس بالجمال ، في روعة ، هو جوهر التعبد عند الخلائق)) .. كما يقول ((إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون ، هو أقوى حافز على البحث العلمي ، وأنبل حافز )) و يقول أيضا (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله)) (ترجمة الدكتور أحمد زكي) .. هنا نرى بتجلي موقف من مواقف كبار أهل علم المنطق - أو العلم المادي - من الدين.
و لكننا هنا عندما تناولنا تطور التجربة و تولد المنطق منها لم نتناول في الجانب الآخر تطور التعليللات الغيبية و خروج الدين منها .. و من ثم تطور الدين نفسه ليصل إلى مقامات موازية لأخية المنطق .. بل و الأدهى من ذلك أن الدين أصبح يستخدم التجربة نفسها ليتطور .. هذا بالرغم من أن التجربة عند الدين تختلف في وسائلها عن التجربة أم المنطق .. إلا أن الدين بخاصيته المتعاملة مع اللامحسوس يجد صعوبة أكبر في إثبات إكتشافاته من المنطق .. لان المنطق يأتي بإثبات إكتشافاته لحواسنا الظاهرة فلا نستطيع إنكارها .. و لكن الدين - في معظمه- لا يملك خاصية دحض المشككين بنفس السرعة التي يملكها المنطق .. لهذا نجد اليوم الإصطلاحين الهلاميين المراد بهما التمييز: العلم و الدين .. و كأن الدين صار نقيض العلم .. بالرغم من الدين - بوسائله الخاصة و الغامضة - قد كانت له يد السبق على المنطق في نتائج يتشدق بها المنطق اليوم و يتفاخر بأنه إكتشفها بعد جهد دؤوب .. في حين أن الدين كان قد قررها منذ فترة بعيدة .. و دون الحاجة للتجربة أم المنطق .. و الحقائق العلمية الموجودة في الكتب المقدسة التي كتبت في غابر الزمان تؤكد صحتها الوقائع كل يوم .. هذا فقط على سبيل المثال لا الحصر.. هذا إنقسام غريب ساهمت فيه وقائع كثيرة عبر التاريخ .. و لكن الأغرب حقا أننا اليوم نجد أن مصطلح الفلسفة نفسه أصبح مستقلا عن الدين و العلم معا .. فأصبح هناك الدين و هناك العلم .. و من ثم هناك الفلسفة !! .. فكانت الفلسفة هي الخاسرة من هذا الإستقلال .. إذ ما هي حاجتنا إلى الفلسفة حقا إن كانت منفصلة عن العلم و الدين؟ .. و أي أثر مجتمعي ستتركه بوجودها خارج نطاق هذين المجالين ؟. . هذا مع الإنتباه إلى أن إستقلال العلم و الدين عن بعضهما هو في حد ذاته أيضا أمر يحتاج إلى إعادة النظر. نعود الآن لسقراط .. إذ أن كل ما فعله سقراط كما قلنا أنه أضاف عامل التشكيك للمنطق .. هذا كل ما فعله سقراط .. و ليس في ذلك إنتقاص من حقه البتة .. إنما هي الرؤية الناقدة لدور ذلك الفيلسوف في حركة التاريخ الفكري .. و نلاحظ هنا أننا لم نتطرق إلى علاقة سقراط بالدين .. و ذلك لأن سقراط كان - رغم منطقيته - متدينا .. و لم يرد أن سقراط تعرض بالإساءة إلى آلهة قومه على الإطلاق .. بل على العكس كان يحتج بها منطقيا في نقاشاته مع محاوريه الأثينيين .. و من المعلومات التاريخية التي ترد في كتابات أفلاطون على لسا ن سقراط إعتقادة الجازم بأنه أرسل من قبل الآلهة في مهمة محددة .. و قد كان إيمانه ذلك هو سر وقفته الشجاعة أمام الموت الذي كان بأمكانه تلافيه بأكثر من وسيلة لو كان أراد تلافيه. هنا أيضا سنشير إشارة خفيفة إلى موقف سقراط الأخلاقي و تجليه في مشهد موته .. فقد رفض سقراط آخر فرصة للهرب من الموت ( كما يخبرنا أفلاطون) بحجة أنه ولد في أثينا و ترعرع فيها و مارس فيها حريته الفكرية حتى ذلك الحين .. فيكون من التناقض أن ينكر لها كل حسناتها تلك و يهرب منها عندما يأتيه منها مكروه واحد .. فهو قد شارك بكل حرية في صياغة مجتمع أثينا بممارسته حقه كمواطن فيها منذ ولادته، و سيلتزم بقوانينها التي شارك في صياغتها حتى لو حكمت عليه بالموت .. قد يختلف البعض مع سقراط في نظرته تلك .. و لكن لا يمكن أن ننكر حس المسؤولية الواضح في خطابه .. مسؤولية الفيلسوف أن يكون في نسق بين قوله و عمله .. و هذا ما أشرنا إليه بـ (الأخلاق) في بداية المقال عندما قلنا أنها الجانب العملي من الحكمة. أما بعد .. فقد كانت الكتابة أعلاه محاولة لوضع أساس نستند عليه و نحن نخوض في هذه القضية الشائكة .. بهدف الخروج بفهم عام لحدود إمكانيات الفلسفة في تقديم حلول عملية لواقعنا المعاش و مستقبلنا المبهم.. و الذي بين يدينا ليس دراسة دقيقة على الإطلاق .. و لكنها مطولة نسبيا في بعض جوانبها التي يفيد الإسهاب فيها بشكل أكبر من الأحكام المبتسرة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة .. صيغة عملية أم هيام وراء الأخيلة (Re: Yaho_Zato)
|
في العالم الإسلامي
سنأخذ أيضا مرحلة معينة أو شريحة معينة من تاريخ المجتمع الإسلامي كمثال .. و هذه المرحلة بطلاها الغزالي و إبن رشد.
في أفريقيا و آسيا عموما .. لم يكن مسار تطور الفلسفة كذلك الذي كان في أوروبا .. إذ لم يكن العلم و الدين على شقاق .. و لم يمرا بمراحل مماثلة لتلك التي مر بها الدين و العلم في أوروبا .. فقد كانا على وفاق في حضارة كوش .. و كانا على وفاق في حضارة زمبابوي القديمة .. و كانا على وفاق في حضارات الصين القديمة .. و كانا على وفاق في حضارة فارس و حضارة بابل و الحضارات الهندية القديمة و الحضارة الإسلامية .. و لا نعني بالوفاق هنا أنهما كانا متساويان في القيمة و السلطة .. بل من المؤكد أن سلطة الدين كانت مهيمنة على سلطة العلم تماما في معظم الأحيان .. و قد رضي العلم بأن يصبغ بالصبغة الدينية عموما في هذه الحضارات .. فكانت الهندسة الخلاقة في الأهرامات مستثمرة أساسا لخدمة الرموز الدينية .. و كافة الإكتشافات العلمية للمصريين القدماء تندرج تحت ذلك التصنيف .. و لايخرج عن هذا خارج في باقي الحضارات المذكورة أعلاه إلا شذرا .. إلا أن الإسلام قد أتى بعد تراكم عدة قرون من وفاة النبي محمد بمحاولات لتمييز المحاولات العقلية البحتة عن الدين .. و قد سمي العلم التأملي العقلي البحت بالفلسفة في الحضارة الإسلامية .. و ذلك في زعمنا لم يتولد من داخل المجتمع الأفريقي و الآسيوي (اللذان أنجبا المجتمع الإسلامي) عامة.. و لكنه تولد في معظمه بعد حركة الترجمة للكتب الإغريقية القديمة للعربية .. و لم يكن للفلسفة في المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت أن تحاول التملص من الدين .. فذاك كان أمرا خطيرا جدا كما أنه كان محكوم عليه بالفشل في الوسط الإسلامي الشعبي الذي يقر إقرارا تاما بسلطة الدين و إن لم يلتزم في الغالب بحرفياته في كل ما يأتي و ما يدع .. لهذا كان غاية محاولات الفلاسفة المسلمين أن يجعلوا الفلسفة بمعزل عن الدين و لكن غير مواجهة له و إنما مكملة له .. و كان هذا غاية ما طالب به إبن رشد .. أبرز شخصية في الفلسفة الإسلامية .. و قد مضى إبن رشد في محاولة تلميع وجه الفلسفة عند المسلمين للقول بأن علم الفلسفة إنما هو العلم الذي يزيد الإيمان بطروحات الدين .. و نحن لا نقول أن إبن رشد قد أخطأ في ذلك و لكننا لا نبرر دوافعه تماما .. فابن رشد كان قد وجد نفسه في مواجهة غريبة مع المدارس الدينية في عصره و العصور التي سبقت ميلاده مما دفعه لمحاولة تبرئة الفلسفة من أي معارضة عندها للدين .. و كل هذه المدارس الدينية كانت تنظر للفلسفة بعين الشك و الريبة و الإتهام .. حتى الصوفية المعروفين بتسامحهم الفكري العام كانوا قد صالوا و جالوا في هذا الميدان عن طريق أحد أبرز شخصياتهم أبو حامد الغزالي الذي كتب أكثر الكتب الإسلامية قسوة على الفلاسفة ( تهافت الفلاسفة) .. و إنتقدهم بشكل لاذع في كتبه (إحياء علوم الدين) و(المنقذ من الضلال) .. هذا بالرغم من أنه كان أفضل من غيره بكثير عندما أشاد ببعض حسناتهم الفكرية و إجتهاداتهم المنطقية الطيبة كما أنه نفسه قد كانت له سياحة فكرية كبيرة في ذلك المجال .. و لكن إبن رشد الذي لم يكن قد خرج للحياة بعد عندما كتب الغزالي (تهافت الفلاسفة) أخذ المسألة بشكل شخصي .. و كان أن كتب كتابه الذي ليس بشهرة كتاب الغزالي (تهافت التهافت) . . و نلحظ من عنوان الكتاب موقع تصويب إبن رشد ، فهو رغم غضبه الجام لم يتحامق تحامقا كبيرا .. فهو لم يقل (تهافت الغزالي) و هو يعرف أن الغزالي ليس بمن يوصف بالتهافت .. و لم يقل (تهافت أفكار الغزالي) لأنه يعلم أن الغزالي في كثير من أفكاره قد أنصف الفلاسفة و لو بعض الشيء .. و لكنه قال (تهافت التهافت) ليحدد موقع تصويبه ، و هو كتاب الغزالي المدعو (تهافت الفلاسفة) و هو ينتقده في عمومه و لا ينتقده كله برمته لأن الكتاب لم يكن كله مخالفا لأفكار إبن رشد .. و لكن إبن رشد لم يستطع أن يكظم غيظه أكثر من ذلك فكال للغزالي إتهامات الجهل و (العامية) و غيرها ( المقصود بالعامية أن الغزالي تفكيره كتفكير العامة من الناس .. و كان هذا يعد إستخفافا كبيرا في ذلك الوقت) .. و لكن حتى لا نظلم إبن رشد فمن المنصف أن نذكر أن الغزالي لم يكن أقل تحاملا على الفلاسفة في كتابه المذكورأعلاه .. هذا مع أن الغزالي نفسه يسمى اليوم في أغلب الأحيان فيلسوفا عندما نقدمه للعالم كشخصية تاريخية إسلامية .. و هي ليست تسمية خاطئة على الإطلاق لو نظرنا للمعنى الأصيل لكلمة الفلسفة .. و الفلسفة بمعناها الأصيل المذكور في أول المقال تنطبق على أصحاب الرسالات السماوية من البشر أيضا .. و رغم أن الغزالي بطبيعة كتاباته يعمد لأن لا يشير بأصابع الإتهام لشخصيات بعينها إلا أنه لم يكن رحيما بــ(الفلاسفة) بشكل عام في ذلك الكتاب .. و كان عذر الغزالي أنه كان يريد أن يصرف العامة عن هؤلاء (الفلاسفة) و لو بالزجر الفكري لكون ضررهم أعظم من نفعهم في نظره .. و الغزالي في النهاية كان يرى نفسه مرشدا دينيا يهتم بالتربية الدينية لمريديه و أتباعه و العامة قبل كل شيء .. و يتخذ الطريقة التي يراها مناسبة لعدم تشتيت فكرهم بما رآى فيه مضيعة للوقت في معظمه إن لم يكن أكبر ضررا من ذلك على بعض ضعاف النفوس في نظره .. و قد كان عهد الغزالي عهد وصاية فكرية واضحة .. و في هذه النقطة بالذات يتفق الغزالي و إبن رشد في أن هناك خاصة من الناس يتفوقون في القوة العقلية على العامة من الشعب و يتسترون بعلومهم عنهم لأنهم لا يطيقونها .. و إبن رشد كان يسمي هؤلاء الخاصة بالفلاسفة في حين كان الغزالي يدعوهم بأهل الكشف أو علماء الباطن .. و أوروبا نفسها لم يسلم فلاسفتها الكبار من تلك النظرة التي تعد غير مقبولة على الإطلاق في عصرنا الحاضررغم أنها تكون مفهومة جدا إذا وضعت في أطارها الزماني.
و الغزالي له صولات و جولات مع غير الفلاسفة أيضا مثل علماء الكلام مثلا .. و لسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك .. و لكننا نريد أن نشير لإحدى الإشارات الذكية جدا للغزالي في خصوماته الفكرية مع خصومه الفكريين .. فهو الذي أشار قبل غيره إلى أهمية عدم تقليب معاني المصطلحات .. فأهل الفتاوي في زمان الغزالي كانو يسمون بالفقهاء .. و يسمون أيضا بالعلماء كما كان يسمى كذلك أهل الكلام .. في حين أنف الصوفية عن منازعة هؤلاء في تلك الاسماء و رضوا بمسمى الصوفية و لم يهتموا بحرب المصطلحات الحامية الوطيس من حولهم .. و لكن الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين ) لم يرض أن يفوت هذه القضية دون توضيح .. فأسهب في تبيين أن اللعب بهذه المفاهيم هو الذي أوصل الناس إلى أن يشيروا بها إلى الذين لا يستحقوها في نظره و يستشهدون بها على أهلها الأصليين في نفس الوقت .. و إستشهد مثلا ببعض الأحاديث النبوية الشريفة كقول النبي (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) و أشار إلى كيف أن أهل الفتوى اليوم يتشدقون بمثل هذا الحديث و هم أبعد الناس عنه .. و هو يعني معظمهم و ليس كلهم .. فالغزالي هنا يوضح مشكلة الصراع حول المصطلحات و التي قد تغيب الكثير من الحقائق على الناس مع مرور الزمن .. فعامة من يقرأ الحديث النبوي اليوم ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) تقفز إلى ذهنه صورة المجلدات المتراكمة على بعضها من التفاصيل المملة لفتاوي الحيض و النفاس .. و أحكام بيع الطير في السماء .. و شبيهاتها.
نزعم أن مثل ذلك الصراع المصطلحي الذي بينه الغزالي حول المسميات الدينية هو نفس الذي جرى لمفهوم مصطلح الفلسفة .. فالفلسفة في حقيقتها هي أكبر ما يميز الإنسان عن الحيوان .. إنها الإنتاج العقلي الواعي بخواص البيئة و حدود قدرة الإكتشاف عند الإنسان .. و هي ببساطة (أم العلوم) و خصوصا التجريبية .. فعلوم الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الأحياء و هندساتها .. كل هذه لم تكن منفصلة عن الفلسفة في بدايتها حتى في العالم الإسلامي .. فنحن اليوم مثلا نذكر إبن رشد الفيلسوف فيغيب عن ذاكرتنا إبن رشد الطبيب و القاضي .. و نحن اليوم بالعكس مثلا نذكر إبن سينا الطبيب و لا نكاد نذكر إبن سينا الفيلسوف صاحب الكتاب الفلسفي المعروف (الإشارات و التنبيهات) .. في حين أن كل ما جاءنا من إبن سينا كان نتاجه الفلسفي .. فوجد بعض منه فرصة التطبيق التي أكدت صحته فسمي علما .. و تكاثرت علامات الإستفهام حول بعضه الآخر و ظهرت فيه بعض التناقضات مع الدين فسمي فلسفة .. لهذا نجد أنه لم يكن من الإنصاف وضع الفلسفة (كمصطلح) في خط مصادم للدين أو حتى منعزل عنه .. و هنا نجد الإنصاف الديني في قول الأستاذ محمود محمد طه (الدين و الفلسفة نبعا من الأرض .. أما الدين فقد إلتقت به أسباب السماء فهذبته) (قد لايكون اللفظ من عندي مطابقا).. و هذا يعني عندنا بالقياس أيضا أن الفلسفة لها حظ كبيرفي المعرفة - حتى الغيبية منها - و هي كما تصيب كثيرا تخطئ أيضا لأنها غير مسددة بقدر السداد الذي لقيه الدين بالتقائه السماء (من الناحية الإيمانية) .. و لكن إنكار إنتاجها و الإستخفاف به قد يكون في النهاية إستخفافا بالدين و العلم سويا إذ أنه متجذر فيهما .. و على العموم فإن نتاج الفلسفة الذي أثبتت التجربة صدقه يمنع كل ذي حلم من أن يسيء لها أو يبخس قدرها.. و لكن ما بال أقوام اليوم جعلوها صنعة تمتاز بالكسل و السلبية و البعد عن العملية .. حتى أفرغوها أو كادوا من محتواها و جعلوها محصورة في جانب ضيق جدا من تخصصاتها الواسعة؟ .. و هل بإمكاننا نحن اليوم أن نعي أهمية عدم الإستخفاف بمصطلحات أخرى لقيت نفس ما لقيه هذا المصطلح و أصبح يستخدم لأذية أهله و أصحابه بالأصالة مثل ما أشار له الغزالي أعلاه؟ .. و غير ذلك الكثير من المصطلحات المعاصرة التي بدأت تواجه نفس المصير .. مثل "العلمانية" و "العلمية" و "الإشتراكية" .. بل و حتى مصطلح "الإسلام" نفسه.
في الختام .. لا أستبعد أبدا وجود ثغرات كثيرة في هذ المكتوب .. و لكنه على الأقل يصلح للإبتداء في إتجاه قد يكون صحيحا حسب زعمي .. فمن المعروف أن اللغة سلاح قوي .. و اللعب بها و تحويرها لا يستهان بتأثيره البطيء - و لكن فعال - عبر التاريخ... و لا يضر المصطلح شيء بقدر تحويره عن معناه الأصلي .. و لو كان بهدف إيجابي كتجميله أو تحبيبه إلى مشاعر الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة .. "حب الحكمة" (Re: Yaho_Zato)
|
لقد أعجبني تعريف الفلسفة بأنها "حب الحكمة".. ومعروف قيمة الحكمة في الدين وفي القرآن.. وقد وردت كلمة "الحكمة" في القرآن حوالي 17 مرة.. سأرفع هذا البوست بإيرادها جميعها مساهمة مني في تحبيب الحكمة إلى قراء المنبر، وإلى نفسي في المقام الأول، طبعا..
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) البقرة.. كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) البقرة
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) البقرة
فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) البقرة
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (4
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) آل عمران
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) آل عمران
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) النساء
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) النساء
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) المائدة
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39) الإسراء
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) لقمان
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) ص
وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) الزخرف
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) الجمعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة .. "حب الحكمة" (Re: Yasir Elsharif)
|
العزيز ياهو ذاتو
هذا المقال واحد من افضل المقالات التي قرأتها في هذا العام؛ واني حقيقة افخر بان تكون هنا مثل هذه المواضيع؛ ومن شباب مثلكم.
كنت اقرأ قبل ايام كتابا باسم تبسيط الفلسفة؛ لكاتب ليبي وهو كتاب في طباعة مصقولة وانيقة؛ وكاتبه دكتور في الفلسفة؛ ولكن الكتاب كله ضعيف؛ ولا يرقي لمستوي هذا المقال الحيوي.
ساعود لك في نهاية الاسبوع؛ ان لم تحاصرنا المسؤوليات؛ واتمني واتوقع ان يصبح هذا البوست بوستا حواريا - توثيقيا؛ لقصة الفلسفة وتاريخها؛ والتساؤل عن جوداها في عالم اليوم.
الي ذلك الوقت؛ اناشد كل المهتمين بالفلسفة ان يتركوا بوستات الشمار الحار والسياسة الميتذلة؛ ليأتوا هنا ويلقوا بدلوهم في ها الخيط.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة .. "حب الحكمة" (Re: Abdel Aati)
|
شكرا لك أستاذي ياسر
عزيزي الأستاذ عادل
جزيل الشكر لك .. و كالعادة أقول لك "أرجو أن أكون دوما عند حسن ظنك و ظن الجميع".. و ننتظر مساهمتك و نرجو أن لا تحاصرك المسؤوليات
| |
|
|
|
|
|
|
|