جايطة جوطة السنين .. وووووب علي جنس جوطة

Quote: زمن غريب .. ذلكم هو الزمن الذي ابتكرت فيه الجبهة الاسلامية القومية سلاسل القهر ضد ابناء الشعب السوداني قاطبة ، فالظاهرة الجديدة التي افرزتها الجبهة الاسلامية ارتبطت باشاعة الظلم والمظالم وسط السودانيين ، فمنذ ان صعدت للحكم في ليلها الدامس ارتكبت من الجرائم ما يتضائل التاريخ عن ذكره .. جرائم قتل .. نهب .. سطو علي حقوق الشعب السوداني و امكاناته ، بلا استحياء من افعالها . فقد اضلت المصالح الطبقية وعيها فانسلخت تماما عن نسيج هذا المجتمع المتسامح لترسم اسوا خطوط التعامل السياسي ، والانساني كذلك . ماحدث وما يحدث في هذا العهد الظلامي يفوق كل التصورات الممكنة . فمصادرة حرية الفرد والمجتمع ارتبطت بمصادرة الحقوق التي ابتكرت لها الجبهة الاسلامية القومية كافة الاساليب كي تحتكر الثروة داخل السودان ، ومن هنا فقد تراجع دور القضاء والقانون واصبحت السلطة الوحيدة المخولة هي سلطة الجبهة الاسلامية القومية و المستندة علي مبدا الحق الالهي ، .. زعماً . عبر هذه الحلقات سيقف القارئ علي اغرب قضية ، واخطر قضية تشهدها مهنة التعليم في السودان ، غاب فيها معيار العلم والحكمة معا ، وتدخلت عصابات الجبهة الاسلامية القومية لتحولها الي فليم سينمائي حقاً ، تتداخل فيه الصورة مع الصوت لابراز دو المخرج والمنفذ والذي هو الجبهة الاسلامية القومية بصوتها الباطل وصورتها الشائهة . وعندما نفتح ملف هذه القضية ، والتي اثارت جدلا كبيراً ، نريد ان نكشف طبيعة هذا النظام وعبثيته . ولانه قد اختلطت فيها عدة امور ، نحاول عبر هذه الحلقات ان نفك طلاسمها ، مدعمين بالوثائق والمعلومات . وسيجد القارئ الكريم نفسه وهو يقرا هذه الحلقات انه في متاهة حقيقية ، ويتصور انه يقرا عن بلد ليس هو السودان بما عرف عنه ، السودان الذي اصبح مكانا لصراع المصالح وتغييب الضمير ، حيث طغت اخلاق السوق و الراسمالية الطفيلية علي كافة مجالات الحياة . وحقا فان ماحدث في مدارس الفاروق هو صراع السلطة ضد السلطة ، وهو فساد الاخلاق والذمم ، والتجرد من الاخلاق بل والانسانية .. ان تبقي لهم فيها من رمق . وضع المقدمة : الكاتب الصحفي المعروف / الاستاذ احمد محمود صحيفة الاتحادي الدولية اغسطس ١٩٩٨م ( ارشيف الحلقات )