|
السودان... صنيعة من هو؟
|
كثرت – حتى مللتها وملها معي كثيرون– مجادلات المنبريين حول عروبة السودان وإفريقيته، وهذا جدل عندي لا يقود إلا لدائرة، وأكتفي بقولي دائرة بلا وصف فلا داعي لوصمها (بالميم) بالمفرغة مثلا لأن علاقة الدائرة بالجدل المقصود وبالسودان لا تخفى على أحد، كلاهما – الدائرة والجدل- لا بداية له ولا نهاية! كما أن للسودان مساحة يفخر بها أهله وهم يتجادلون في أصله ونسبه وللدائرة مساحة تنبني على رقم أظنه تجريبي يزيد قليلا عن الثلاثة ويقل كثيرا عن الاربعة، لا أعرف عن أصله شيئا إلا أساطير الأولين !!! وكما يرى البعض أن آفة الدين في السيوف المسلطة على رقاب (المفكرين) وهم في ذلك محقين إن صدقت النوايا، ونادوا بتحرير المفاهيم وعرضها في أسواق المنظرين - هذه الكلمة يعتبرها البعضOffending وأنا لا أراها كذلك ولا أعني بها أحدا بعينه- ، كما يرى هؤلاء ذلك، هل يرون أن البحث في أصل السودان والتحدث بحرية عن أنه صنيعة الدول المسماة خطأ بالمستعمرة جريمة وخيانة للوطن؟ إن كانت الإجابة بنعم، هذه خيانة وعمالة و...، فلا بأس من تنويم الفكرة في مهدها – ولا أقول قتلها- حتى يأتي من يوقظها ويدلي فيها بدلو العارفين،وإن كانت الإجابة بلا، وأتمناها كذلك، فمرحبا بكل صاحب معرفة موثقة بتأريخ السودان وكيف ظهر إلى الوجود بخريطته السياسية الحالية، أكرر سؤالي وأضيف له بعض الأسئلة الأخرى... حتى يتضح المسار الذي قصدته لهذا البوست وهو بالمناسبة ليس حواريا في المقام الأول، بل هو معرفي، الغرض منه المعرفة وتبادل المعلومات... - هل البحث في أصل السودان والتحدث بحرية عن أنه صنيعة الدول المسماة خطأ بالمستعمرة جريمة وخيانة للوطن؟ - هل كلنا يحب كل السودان أم أن نفس كل منا تتوق لمسقط الرأس وملاعب الصبا فيه؟ - ما هي خلاصة الخلاصة لمحاولات تعريب أو أفرقة السودان؟ هل هناك فائدة ملموسة لهذه الخلاصة تدفع بعجلة التطور فيه خطوة واحدة للأمام؟ - ما الذي يربط بين السودانيين؟ ولا أود إجابات من نوع الكرم و(القلب الحار) والطيبة وما إلى ذلك فهي أمور نسبية يصعب اثباتها علاوة على أنها لا تشكل الروابط التي أعنيها، إنما أعني: ما الذي يربط بيننا ولا يربطنا بغيرنا؟ - هل يمكن المقارنة بين نشأة الولايات المتحدة الأمريكية والتباين الكبير بين قاطنيها وبين السودان؟ ما الذي تمسك به الامريكيون وتخلى عنه السودانيون فصارت لأمريكا الريادة في العالم وانزوى السودان في ركن قصي مهمل؟ أنا على ثقة أن بالمنبر عدد من الباحثين في التأريخ وربما تأريخ السودان تحديدا... أتمنى أن تقع عيونهم على هذا البوست فيحفظوا له خطه وقاية له من الانحراف. أحمد
|
|
|
|
|
|