|
في ذكري الإنتفاضة .. اقرأوا معي هذه الرسالة....
|
وجدت في أرشيفي رسالة من اخي العزيز عمر الدقير كتبها بمناسبة الذكري السابعة عشر لإنتفاضة أبريل المجيدة .. والأخ عمر الدقير، كما هو معروف، كان رئيساً لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم إبان الإنتفاضة وعضواً بالأمانة العامة للتجمع النقابي التي نظمت موكب الأربعاء الشهير وقادت الإضراب السياسي الذي حسم المعركة وذهب بنظام مايو إلي مذبلة التاريخ، كما كان أحد الذين شاركوا في إعداد وصياغة ميثاق الإنتفاضة الذي تم التوقيع عليه مساء 5 أبريل 85 .. ورغم أن الرسالة كتبت قبل عامين إلا أنها لا تزال تعبر عن الواقع .. ولذلك أستميح الأخ عمر عذراً في نشرها عبر هذا المنبر، وأدعوه أن يسجل شهادته للتاريخ مع تحياتي له ولكل من أسهم في الإنتفاضة .. المجد والخلود لشهداء القضية الوطنية والتحية لكل المناضلين من أجل الحرية والعزة والكرامة لسوداننا الحبيب.
طارق -------------------------------------------------
ما بيدى أن أرفعكْ ولا بها أن أضعكْ أنت ألـيـمٌ وأنا أحمل آلامي معـكْ وجائعٌ و مهجتى جوعها من جوعكْ وأنت عارٍ وأنـا ها أنذا عارٍ معـكْ يا شعبىَ التائـه ما أضيعنى وأضيعكْ
تمضي الأيام والسنون، وها هي الذكري السابعة عشر لانتفاضة أبريل المجيدة تهل علينا... ونمضى نحن الى حزننا وفجيعتنا... حزننا على حلمٍ تلاشى... وفجيعتنا فى وطنٍ رائعٍ أشبعه الحكام ودهاقنة القرار وعوداً وخذلاناً، وأتت عليه تماسيحهم والأفاعي نهشاً ونهباً... حتي فقدت شمسه ألقها وتلبدت سماؤه بغيومٍ سوداء لا تمطر غير الدموع، لأنها تراكمت من زفير الملايين الذين يقضم الحزن والغضب والمعاناة والحيرة قلوبهم، والذين دائماً يدفعون الثمن ولا يحصدون شيئاً، في ثنائيةٍ عقيمة (سلطوية شمولية وديمقراطية عرجاء)، يعلفون التماسيح من قوتهم ويقدمون للأفاعى حليب أطفالهم... فلا التماسيح شبعت وعفّت عنهم ولا الأفاعى ارتوت وتركتهم ولا هم وأطفالهم سلموا.
من منا لا يغمر الحزن قلبه وروحه وهو يعيش هذه اللحظة التى يحتشد فيها الظلام والفشل والخذلان والتعويل علي الأجنبى، ويستذكر تلك الأيام الوضيئة من مارس-أبريل 85...حين كانت جموع الناس العاديين تسد عين الشمس، تقاوم الطغيان وتعبر عن توقٍ إلي الحرية وإلي وطنٍ يتسع للجميع... تسود فيه المساواة والعدالة والسلام والرخاء واحترام حقوق الانسان وكل شروط الوجود الكريم.
لكأننا ممنوعون من الفرح والأمل... لقد كسّر جناة التاريخ قوادم خيولنا وحولوا صهيلها الى صمتٍ باهت... ما من فرحةٍ أشرفت على الإكتمال إلا و أطلقوا عليها النار... وما من بسمةٍ افترت عنها الثغور إلا وحولوها إلى دمعة... وما من زغرودةٍ إلا وحولوها إلى زفرة أسى...وما من حلمٍ إلا ووأدوه حتي كدنا نكون محرم علينا أن نحلم... فأي زمنٍ هذا الذى نعيش؟
إن المنافى عديدة، والمنفى هو المنفي... أن تظل مشدوداً إلى وطن الروح والأعماق، مصلوباً علي خشبته... ويكفي أن تمر ذكرى مناسبةٍ ما أو يذكر اسم مكانٍ ما من أرض الوطن حتي يمتلأ القلب بالأسى وتندلع النيران فى الحشا.
إن هذه التداعيات المفعمة بالأسي ليست تعبير عن رؤية تشاؤمية أو يأسٍ وقنوط ولكن، في عشق الوطن، من حقنا أن نبوح بما لا نقوى علي احتماله... ورغم ما تشهده الساحة السودانية من الضبابية وانعدام الرؤية ووهن القوي السياسية وتعاملها الخامل مع حركة التاريخ واختلاط الأوراق وتبدل المواقف والتنازلات التي تحاول أن تساوى بين القاتل والضحية، قدرنا أن نظل قابضين علي جمر الإلتزام بالقضية التى من أجلها كانت إنتفاضة أبريل، وأن نظل على ثقة في الله وفي شعبنا... وحتماً سننتصر، لأن الظلم ليلته قصيرة ولأن شعبنا قد ضرب موعداً مع الحرية ولو تأجلت.
عمر الدقير 6 أبريل، 2002 ______________________________________________
وحتما سننتصر اخى عمر بأذن الله
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكري الإنتفاضة .. اقرأوا معي هذه الرسالة.... (Re: haleem)
|
تحية (إبريلية)
التحية لكل الشرفاء الذين قادوا
الانتفاضة .. واخص بالتحية هنا رموز واعضاء
اتحاد طلاب جامعة امدرمان الاسلامية الذين
فجروا الشرارة الاولى صبيحة السادس والعشرين
من مارس 1985 وقد كنت برلوما انذاك ..التحية لرئيس
الاتحاد محمد احمد سلامة والسكرتير محى الدين احمد ادريس
ورئيس المجلس الاربعينى عمر حمد النيل والتحية لذلك
الجيل القوى من الطلاب الذين تقدموا اتحادهم فى النزوع
للثورة والوقوف بصلابة فى وجه الطغيان المايوى ..
| |
|
|
|
|
|
|
|