|
|
 أميركا تمهل الحكومة 24 ساعة لحسم قضية «أبيي» وطه يعود للخرطوم للتشاور
|
المفاوضات السودانية تواجه مأزقا: أميركا تمهل الحكومة 24 ساعة لحسم قضية «أبيي» وطه يعود للخرطوم للتشاور
طائرة نائب الرئيس تتعرض لعاصفة جوية وتحول مسارها إلى بورتسودان بدلا من العاصمة
لندن: عيدروس عبد العزيز الخرطوم: اسماعيل آدم نيروبي: مصطفى سري
واجهت المفاوضات السودانية الجارية في نيفاشا مأزقا حرجا، قطع على اثرها نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه المفاوضات وعاد الى الخرطوم لاجراء مشاورات مع الرئيس عمر البشير وقيادات الحزب الحاكم.
وعلمت «الشرق الاوسط» ان عودة طه الى الخرطوم وتجميده المفاوضات مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق لعدة ايام جاءت تعبيراً عن عدم رضا الحكومة عما تعتبره «ضغطاً من طرف واحد» يمارسه الوسطاء عليها خاصة حول عقبة «ابيي» احدى المناطق الثلاث المتنازع عليها مع الحركة الشعبية، وتعبيرا عن رفضهم لـ«تعنت الحركة» فيما يختص بالملف.
لكن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، قال ان طه عاد للتشاور مع الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم وكل المعنيين بملف السلام حول آخر تطورات المفاوضات. وحسب مصادر «الشرق الاوسط»، فان الوسطاء مارسوا ضغوطا على الحكومة السودانية لاعطاء جواب نهائي حول ابيي. ومارست وزيرة التعاون الدولي النرويجية هيلدا جونسون، والمبعوث الفرنسي ادوارد بلادور (رئيس وزراء فرنسا الاسبق) والمبعوث البريطاني الان غولتي، والاميركي روجر ونتر ضغوطا مكثفة على المفاوضين واجتمعوا معهم لعدة مرات. وقالت المصادر ان المبعوث الاميركي طلب من طه عند اجتماعه به اول من امس ردا أخيرا وحاسما حول «ابيي» في موعد ينتهي اليوم، مهددا بالاستجابة لاقتراح قدمه الوسطاء باجراء استفتاء لاهل المنطقة لتحديد مصيرهم بأنفسهم. وعندها طلب طه السماح له بالعودة الى الخرطوم لاجراء مشاورات على ان يعود الى نيفاشا غدا الثلاثاء بالجواب الحاسم.
ووصل طه امس الى الخرطوم بصحبة عدد من المفاوضين بينهم سيد الخطيب ونافع علي نافع. وكانت عاصفة ترابية كثيفة اجتاحت اجزاء واسعة من البلاد امس منعت هبوط الطائرة التي كانت تقله من نيفاشا فاضطرت بعد محاولات فاشلة الى تغيير مسارها والهبوط في مطار مدينة بورتسودان الميناء البحري شرق البلاد. وظل طه فيها حتى عصر امس. وكان من المقرر ان يقدم طه فور وصوله تقريراً الى الرئيس البشير ومن ثم مجلس الوزراء الذي ظل لساعات في انتظار وصوله من بورتسودان، لكن استمرار العاصفة حال دون حدوث ذلك.
واصطدمت مفاوضات نيفاشا بين طه وقرنق التي بدأت في 17 فبراير (شباط) الماضي بعقبة «ابيي» وبلغت ذروتها اول من امس عندما تقدمت الحركة الشعبية بمقترحات تحمل خيارين، وهما ان تصدر الحكومة قراراً بتبعية المنطقة الغنية بالنفط الى الجنوب او تعرض القضية على استفتاء شعبي، مقابل اقتسام نفط ابيي. ورفضت الحكومة تلك المقترحات باعتبار انها ليست جديدة، وتستند الحكومة في حجتها حول ابيي الى ما ورد في بروتوكول ماشاكوس العام الماضي والذي اسس بأن تقوم المفاوضات بين الطرفين على اساس حدود جنوب السودان في العام 1956 والذي يضع ابيي في الشمال. من جهته اعتبر الناطق باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان عودة النائب الاول السوداني الى الخرطوم امر طبيعي لاجراء مشاورات. وقال «نتطلع عند استئناف المفاوضات على مستوى رئيسي الوفدين ان يتمكنا من تذليل العقبات في موضوعات المناطق الثلاث وان يتوصلا الى اتفاق حولها ليعبر بنا نحو قضية السلطة والاتفاق النهائي». وقال ان «السودان يمر بظروف دقيقة تجعل من الوصول الى اتفاق سلام نهائي وشامل مسألة استراتيجية تخدم مصالح البلاد العليا». واضاف «ليس هناك ما يمنع من الوصول لاتفاق حول المناطق قبل ختام الجولة في السادس عشر من الشهر الجاري». ومن جهته قال لازاراس سيمبويو كبير وسطاء «ايقاد» ان عودة طه الى الخرطوم تأتي لاجراء مشاورات وسيعود خلال 72 ساعة لمواصلة التفاوض. وقال ان وفدي الحكومة والحركة موجودان في نيفاشا وان المفاوضات مستمرة على مستوى اللجان. واوضح «نحن لا نعتبر ان هذه الجولة قد انتهت». وفي تصريحات صحافية امس قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية ان طه عاد الى البلاد «للتشاور والتفاكر مع الرئيس والحكومة وحزب المؤتمر الوطني حول اخر تطورات مفاوضات نيفاشا». وقال ان «طه سيعود الى نيفاشا فور اكمال مشاوراته في الخرطوم» ولكن اسماعيل لم يشأ تحديد الموعد المحدد لعودته او المدة التي سيقضيها للتشاور والتفاكر. ونفى الوزير السوداني ان تكون هناك مبادرة أميركية اوروبية حول منطقة ابيي لكنه قال ان الوسطاء يعملون باهتمام لدفع الطرفين للوصول الى اتفاق سلام. ونبه اسماعيل الى ان المواقف ما زالت متباعدة حول ابيي. واعتبر المقترحات التي قدمتها الحركة الشعبية حول ابيي اول من امس بانها لم تخرج عن ما ظلت تردده في شأن المنطقة.
وحول الانتقادات التي توجه لمفاوضات الشراكة مع الحركة الشعبية قال اسماعيل «نحن عندما نتحدث عن الشراكة لا نقصد الحكم خلال الفترة الانتقالية، وانما بمفهوم ان الحكومة والحركة هما اهم المشاركين في الفترة الانتقالية». وحول هذا الموضوع قال عرمان لـ«الشرق الاوسط» ان «الاتفاق الذي سنصل اليه لن يكون خصما على التحول الديمقراطي وموضوعاته ولن يكون على حساب احد. بل سيخلق وضعا جديدا لازما وضروريا للتحول الديمقراطي وللتنمية ولتوفير الخدمات الاساسية لبسطاء الناس، كل ذلك ستقوم به حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة وفق دستور، تشارك فيه كل القوى السياسية وقوى المجتمع المدني، في صياغته».
وابلغ المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي سيد الخطيب صحافة الخرطوم ان مقترحات الحركة حول ابيي تعد تراجعاً غير مقبول لدى الوفد، وانهم بانتظار تفسير له وايضاح ما يدعو لحدوثه. مضيفاً ان «الخطوة تجعلنا مفتوحين على كل الاحتمالات»، واضاف الخطيب ان «الوفد الحكومي لم يناقش مبدئياً المقترحات الجديدة للحركة وان الحكومة تنتظر ايضاحاً حولها قبل معاودة بحث ملف ابيي». ووصف الخطيب الاوضاع في المفاوضات بانها ليست كما يرجو الجميع، لكنه قال «اننا ما زلنا مرتبطين وهي علامة جيدة وما زلنا نحاول ان نجلو الامور بشأن النيل الازرق وجبال النوبة لنتقدم بعدها للامام في بحث قضية ابيي» مضيفاً ان الوفد لا يقلل من مشكلتها لكنه يأمل في الخروج بحل.
|
|
 
|
|
|
|
Deng
ebrahim_ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست